- قال أخاف من القادم؟ قلت هذا سؤال غبي؟ لا أحد غيرك يحدد القادم؟
جاءني منكسرا ضعيفا شاحب الوجه! قال إنني وحيد أشعر بالوحشة، أشعر أنني ورقة في مهب الريح، طائر لا يقوى على الطيران في يوم ممطر!
قلت له: الجأ إلى قلبك، فهو خيمتك التي تحميك من تقلبات الزمن وتحفظ لك شيئا من البهاء الجميل.. قلبك بوصلتك، تمسك به حتى لا تضل الطريق، قلبك ثروتك، إذا افتقدت دفئه أصبحت شحاذا يقف على أرصفة الشوارع!
قال إنني فاقد القدرة على العطاء.. إنني لا املك لكي أعطي؟ قلت لديك الكثير، ابتسم في وجوه الناس فستجد أن لتلك الابتسامة قوة السحر، انك ستمتلك أفئدة من تقابلهم بتلك الابتسامة. وعندما تتكلم حاول أن يكون لكلماتك شيء من الحنان والأدب. وستجد أن الكلمة المؤدبة الحنونة التي لا تجرح خدود الورد تتسلل إلى أفئدة الناس فتثير لديهم الرغبة الجامحة للاستمرار في حفلة التحدي!
قال أخاف من القادم؟ قلت هذا سؤال غبي؟ لا أحد غيرك يحدد القادم؟
إذا بذرت الورد فسيكون القادم حديقة ملونة، وإذا زرعت الشوك فلن تجني غير الشوك، وحذار من نسيان حقيقة أن الكون محكوم بكثير من الدقة والانسجام، فإذا حاولت أن تدمر هذا الانسجام أو اعتقدت بإمكانية ذلك فلن تدمر سوى نفسك. والعاقل هو من يضع نفسه في مكانها الطبيعي داخل هذا الانسجام الكوني الرائع!
لن تكتشف انك تمتلك ثروة الصحة إلا عندما تنام على سرير المرض، ولن تكتشف انك تمتلك ثروة الدفء الإنساني إلا عندما تفتقد أحبتك. فإذا عرفت قيمة الصحة فاستمتع بقدرتك على التنزه على ساحل البحر، والقدرة على الانحناء لقطف زهرة، والقدرة على الضحك. وإذا عرفت انك تمتلك ثروة الدفء الإنساني فأعط لأحبتك بلا حدود قبل أن تفقدهم.
ليس هناك إنسان قوي وإنسان ضعيف. هناك إنسان أصبح قلبه بوصلته فاستقوى بذلك القلب، وأصبحت روحه سفينته فأبحر في بحر متلاطم!! ليس هناك إنسان متشائم، وإنسان متفائل؟ هناك إنسان عقلها وتوكل فازداد قوة وحقق نجاحا... فكان بينه وبين التفاؤل علاقة مصاهرة، ومحبة وانسجام. انظر في مرآة نفسك والجأ إلى قلبك.
الكاتب أحمد الربعي ...جريدة الوسط