- تملأ الأكوان سحرا // عبقريا لا يمل
يوم أن كنّا صغارا // كان في القلب أمل
كنّا نلهو لا نبالي // أينما كان الزلل
تلك هي الطفولة .. وذلك هو الأمل .. ترانيم رائقة مكتسية بالبياض .. أغاريد تفيض حبا و أحلاما ..
طفولتي كانت .. بيت جميل كنا نراه كبيرا رغم صغر مساحته ,, أرجوحة خضراء .. وحديقة تدعى (ابن سيناء) مدرستي أنا وهي المجاورة لمدرسة أبناء عمي وأخي ..
كأني بتلك الأصوات العذبة وقد ملأت المكان ضحكا وهمسا و بكاء ..
كنا هناك .. تحت سلالم البيت العتيق نفترش كتبنا المدرسية بعد أن نخرجها من حقائبنا التي تكبرنا شكلا ..
صغيرة كنت ضئيلة الجسد وخصل من شعري الأسود شديد النعومة يحاول مشاكسة أنفي فأبعده بحركة طفولية من يدي الصغيرة ..
يلفت نظري كتاب طائر من يميني متجه إلى يساري ثم صرخة (ابراهيم ) بصوته المرتفع وضحكة (عبادي) البريئة نفس المشهد يتكرر يوميا .. ويبدأ الشجار الطفولي الجميل كالعادة (ملك) باستنكاره المعتاد وصوته الغليظ (سومي) بصراخها الأنثوي تنادي جدي .. وأنا بصوتي الحاد أساعدها حتى لا أنال عقوبتي معهم ..
(أحمد ) و(حاتم) يدعيان الكبر والترفع عن حركاتنا الطفولية ..
كم أفتقدك طفولتي العذبة ..
كانت الدنيا نشيدا // فيها أحلام الصبا
تملأ الأكوان سحرا // عبقريا لا يمل
أرجوحتنا الرائعة .. ونسائم الصداقة والأخوة تهب علينا و تمتمات القلوب البيضاء تملأ ذلك المكان الطاهر
أراجيز الطفولة لم يعشها أحد مثلنا .. كنا نملأ الكون بها بأصوات طالما ظننتها حسنة .. بأصوات عالية تمتزج بها ضحكاتنا .. العذبة .. وكلما ازداد الحماس والنشيد علوّا كلما تحركت الأرجوحة فأحسسنا بالخوف ويالذكائنا حين فكرنا في أعمدة بشرية تحمينا من تحركات الأرجوحة المتتالية فوافق (عبادي) بطبيعته المسالمة و(ابراهيم) جبرا وإكراها على الجلوس على أعمدة أرجوحتنا حتى لا تتحرك ..
لي عودة وسأكمل ..
الأميرة // همسة دلع
ومااروعها والاروع البراءة التي كانت تكسونا
جزيتي خيرا اخيه