لبنان في القلب
13-12-2022 - 11:26 am
لكى تستطيعى مساعدة نفسك وزوجك لتجاوز أزمات منتصف العمر التى هى ( مرحلة الارتكاز ) يجب أن تعملى الكثير عنها , لأنها المرحلة الخطيرة فى سنوات العمر التى يواجهها عبر مشاكل منتصف العمر ….
انها مرحلة سن اليأس بالنسبة للذكور متجهآ الى مرحلة التوازن والتعادل فى حياته , ومن سمات مرحلة منتصف العمر .
تجدين الرجل يميل الى تعاطى المخدرات أو الكحوليات هروبآ من شئ ما , يميل الى عمل علاقات مع أخرين , يمل من بيته وربما يؤدى ذلك الى مشاكل كثيرة تصل الى ” الطلاق ” .
ان عيد الميلاد الأربعين يطلق عليه علماء النفس هو العلامة النفسية الاجتماعية فى حياة الرجل .
فحتى هذا السن كان يفكر الرجل فى الأيام التى مضت من عمره , لكن الآن فهو يفكر فى الأيام الباقية من عمره , فيفكر فى الحصول على الضمان الاجتماعى والمعاش , ويقول لنفسه : مازال أمامى عشرون عامآ أو خمس وعشرون عامآ أعيشها لنفسى .
فيفكر فى السفر والتجول فى أماكن لم يزرها من قبل ويمارس هوايات جديدة كصيد السمك أو الرسم , حقآ يا سيدتى انها عملية مؤلمه لآى شخص رجل أو امرأة .
اذا علم أحد الوقت المحدد أو المحتمل لموته , وخاصة عندما يكون انسانآ طموحآ , ويجد أنه لم يحقق الكثير من طموحاته فمن المفترض عندما يصل الرجل الى سن الاربعين . أن يكون على وشك تحقيق طموحاته وآمال سواء فى العمل , كأن يمتلك أو يسهم فى شركة أو يحصل على درجة الدكتوراه مثلآ .
فاذا وصل الى هذه السن ولم يحصل على الشركة أو الوظيفة المرموقة وتكون له سكرتيرة خاصة أو مكتب متميز فانه لن يصل ولن يحقق ذلك أبدآ .
وهذا هو المعتقد السائد لدى الجميع , وان كان ذلك هو القاعدة , فهناك استثناء لهذه القاعدة فبعض الرجال يتفتحون ويحصلون على ما يريدون عندما يصلون الى سن الخمسين , بل وهناك رجال يقفزون من قمة الى قمة أخرى بعد وصولهم سن الستين .
فبينما نعتبر سن الأربعين هى العلاقة النفسية والاجتماعية بالنسبة للرجل فانها ليست بالضرورة السن التى يعترف فيها الرجل بأنه وصل الى منتصف العمر .
لأن الرجل يحارب للوصول لهذه النقطة بكل ما لدية من قوة ولكنها بالطبع معركة خاسرة . لأنها سنة الحياة , فكثير من الرجال يصبغون شعرهم حتى لا يشاهدون الشعر الأشيب فى رءوسهم لأنه يؤلمهم ويذكرهم بالنهاية .
والمعلومة التى تغضب أى امرأة وتخيفها هى أن الرجال فى سن الأربعين هم فى سن العلاقات الغرامية , وربما تكون أغلب هذه العلاقات ليست حقيقية أو قوية , الا أن بعض هؤلاء الرجال يكونون خائفين من التجربة والبعض الآخر يشعر بالذنب والاثم , برغم اصرارهم على التغلب على الكبت والاحباط الا أنهم يبحثون عن المغامرات الجنسية , فعلاقتة مع امرأة شابة يعطية لفترة ما الشعور بالشباب مرة آخرى , لقد قلنا من قبل أن هناك طفلآ صغيرآ بداخل كل رجل .
ان الرجل ودون شعور منه ينظر ويتعامل مع زوجتة على أنها أمه . وأول حب مارسه وعاشه واستمتع به , وعندما يتزوج الرجل فهذا يعنى أنه قد تحرر من تأثير الأم عليه .
ومرحلة الارتكاز يمكن اعتبارها رمزآ للخروج عن قيد ” الببرون ” ( البزازة ) أى الارتباط بالأم , ولكن فى هذه المرة من زوجته , ولكن الطفل الصغير الموجود داخل كل رجل يتوقع من الزوجة أن تعامله مثل أمه وأن تستمر فى حبها له والعناية به وأن تغلق عينها عن كل ما يشينه .
وبرغم حساسية هذه الفترة فأن للمرأة دورآ عظيمآ فى مساعدة زوجها فى هذه المرحلة .
وأهم شئ يمكن أن تقدمه له أن تجعله يندمج ويشارك فى الحياة الأسرية , وأن تجعلة يشعر بأنه مفتاح عمل كل شئ فى الاسرة , وبدونه تغرق المركب , وأن تخلق حوارآ دائمآ بينه وبين أولاده وتحفيزة على مزيد من التقدم , ومن الأمور الناجحة لمساعدة الرجل على تخطى هذه المرحلة أن تشترك معه زوجتة فى حلم كبير يستغرق مثلآ خمس سنوات كادخار مبلغ كبير لشراء فيلا مثلآ , وكلما حققوا خطوة تجاه هذا الحلم أشادت زوجته بمجهوده العظيم وقدرته التى مازالت عفية وقوية فى تحقيق الأهداف هنا سيشعر بشبابة وفتوته وقوته , وانه ما زال يحلم وما زال يسعى لتحقيق حلمه , ومن الأشياء المهمة والمطلوبة من الزوجة ألا تدع زوجها يقضى وقتآ كبيرآ بمفرده وحيدآ حتى لا تدع فرصه لأفكار هذه السن بالانتصار .
ان الزوجه التى تستطيع أن تكبح جماح هذه الميول والتصرفات لدى زوجها تستحق أن تقدر بوزنها ذهبآ … فهذا الوقت بالذات فى حياة الرجل ليس بالوقت الذى عليه أن يتخذ فيه أى قرارات خاصة .
واذا كان من الممكن تجنب ذلك فهذا أفضل للجميع , فالرجال غالبآ ما يندم كثيرآ على معظم القرارات التى يتخذها فى هذه المرحلة فيما بعد .
ويلاحظ أن الرجال فى مثل تلك الرحلة السنية لا يفكرون بفكر مفتوح واضح ولكن بفكر نسميه ” فكر النفق المظلم ” فهم لا يرون الا أنفسهم فقط ولا يلقون بالا لأى شئ آخر سوى ما يرونه هم انه صحيح , فقد ينسى كل من حوله , أبناءه , زوجته , وغيرهم ولكن الزوجة التى تتفهم ذلك وتساعد زوجها بمساندته ومحاوله جعله يمضى وقتآ أطول فى الرحلات والمصايف والتركيز فى هدف مشترك يمكنها أن تجعل زوجها يجتاز تلك المرحلة الحرجة .
وهناك معلومات لفتت انتباهى وهى أن الرجال الذين يتجاوزون هذه الفترة بيسرهم الذين قضوا طفولتهم وصباهم فى ضيق وتوتر ومشاكل وأزمات لأنهم أكثر الرجال تقديرآ للبيت والحياة الزوجية المستقرة .
ويضاف اليهم الرجال الذين يعملون متطوعين فى الجمعيات الخيرية والأنشطة المجتمعية .
وأخيرآ أقول : لا يوجد فى الحياة شئ أجمل من رجل حل مشاكل منتصف العمر بمساعده زوجته , لأن هذه التجربة سوف تقوى الرباط بينهما ولن تنهار هذه العلاقة أبدآ مهما كانت الرياح عاتية .