هديل العبدالله
09-09-2022 - 06:30 pm
بإبتسامتي التي تعشقها ..
سألتقيك هنا .. بعيداً عن أعينهم جميعاً ..
هنا سأحكي لك .. كيف أصبحت الحياة بدونك ..
هنا سأبوح لك .. عن مشاعر تجرعت الحزن بعد غيابك ..
هنا سأروي لك .. قصة قلب وأدته منذ سنين ..
هنا ستنطق بالحنين .. صور خاصة جداً جمعتنا معاً ..
.
لازال ذلك الموقف عالقاً في ذاكرتي ..
ليلة شتاء باردة .. وطويلة ..
اجتماع عائلي .. حديث خاص بين أخي وعمي وأمي ..
كنت أجلس على مضض .. استمع لكل مايدور حولي ..
كثيراً مايعاتبنني أخواتي على عدم الانسجام في مثل هذه الاجواء ..
كنت أبحث عن مخرج .. يخفف عليّ وطأة الوقت البطيء ..
لم يكن أمامي سوى مراقبة الخادمة وهي تقف على مقربة من أمي ..
كانت تقف وقفة ثابتة .. ونظرتها نحو الأرض .. وجميع حواسها متيقظة ..
كمن ينتظر إشارة البدء في الانطلاق ..
ابتسمت وانا انظر لها ..
خُيل لي أنها من ضمن المتبارين في سباق الجري ..
لحظتها ..
أحسستُ بقشعريرة طفت بقوة على جلدي ..
تصيبني دائماً عندما أشعر بأن هناك من يراقبني ..
وجهتُ عيناي بنظرة خاطفة نحوك .. !!
واذا بك قد انفرجت اساريرك عن ضحكة خفيفة ..
اثارت استيائي وغضبي ..
رفعت حاجبي لك .. استهجن تصرفك .. !!
الا ان شفتاك تزداد عرضاً بالإبتسامة !
احاول تجنب نظراتك وابتسامتك التي تغيظني ..
.. ولكن لا مفر ..
يالله .. أصبحت متوترة الأعصاب ..
هل كنت تعاقبني بمراقبتي !!
اعترف لك .. حاولت ان ابدي عدم مبالاتي بتصرفك ..
ولكنني فشلت .. لم يكن أمامي سوى الرضوخ لهذه المراقبة الاجبارية .. !
أتعلم .. كانت هذه الليلة .. هي أول اشارة للقلب ..
ونقطة البداية لكل ما سيتبعها ..
.
.
.
.
أتعجب منك حقاً ..
لِمَ دائماً أقف أمامك .. وفي ذكراك .. عاجزة ..
تأبى حروفي الحديث عنك ..
أسرُّ نجواي وأكتمها ..
ف لك قدسية لا تستباح ..
سأهرب إليك قريباً .. إلى حيث كنا ذات يوم معاً ..
وسأراك حتماً ساطعاً على سطح تلك البحيرة ..
هي أيام معدودات وأكون معك ..
ف إلى الملتقى ..
.
.