لعيد سعيد ومليئ بالصحة والعافية ان شاء الله

1. ولكن بتنبيهها شيئا فشيئا حتى لا تتفاجئ


2. الأكلات الشعبية في الأعياد.. بين العادات والشروط الصحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات
بعد صيام شهر رمضان ...
وبداية مع اليوم الاول من الفطر السعيد ...علينا تجنب الاسراع في ملئ المعده بالطعام

ولكن بتنبيهها شيئا فشيئا حتى لا تتفاجئ

الأكلات الشعبية في الأعياد.. بين العادات والشروط الصحية

تتميز الأعياد في الدول العربية، ، بالعديد من الأكلات الشعبية التي ارتبطت بالعادات والتراث أكثر من قيمتها الغذائية، فعند التجول في الشوارع العامة، خاصة القديمة منها فإن أكثر ما تراه العين هم الباعة المتجولين والذين يغزون الطرقات متخذين الأماكن الأكثر ازدحاما مركزاً لهم، وإن كانت هذه الأكلات هي سمة من عاداتنا إلا أن الحيطة والحذر أمران إلزاميان عند الشراء، خاصة وأن هؤلاء الباعة هم باعة متجولون وليس لهم مرجع أو مصدر يستطيع الفرد أن يتجه إليه في حالة حصول أي تسمم غذائي.

• تلوث الأطعمة
• يؤيد ذلك رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى الملك فهد بجدة واستشاري الأمراض المعدية الدكتور محمد عبد الرحمن حلواني، من واقع عمله وخبرته، موضحاً أن أكثر تلك الأكلات انتشاراً على نقاط البيع الشعبية هي (السمبوسة والمانتو والكبة) وهي عبارة عن عجينة مقلية ومحشية باللحم المفروم. وتكمن خطورة اللحم المفروم، من هؤلاء الباعة، في أنه لا يعُرف مصدر اللحم ولا صلاحيته أو درجة نضجه أو طبخه. ومن السهل جداً تلوث اللحم المذكور في حالة فساده بأنواع مختلفة من الميكروبات، خاصة بكتيريا «اي كولاي» E.coli والتي تؤدي إلى المغص والإسهال الدموي الشديد نتيجة لغزوها لأنسجة القولون والتي قد تؤدي أيضاً إلى الفشل الكلوي في بعض الأحيان، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. لذا فإن شراء هذه الأطعمة من باعة متجولين غير معروف مصدر مواردهم، ليس بالأمر الصحيح على الإطلاق.

وينطبق هذا القول على أكلات شعبية أخرى، نخص منها ما يعرف بالطعمية (وهي مقلية الحمص) والتي يتم قليها مبكراً وبكميات كبيرة. وتزداد الخطورة مع هذا النوع من الأطعمة بسبب سهولة تلوث المادة الأساسية وهي الحمص وقت الاعداد عن طريق الأدوات والأواني غير النظيفة أو عن طريق لمسها بالأيدي عند التجهيز أو وقت الشراء وعند وضعها في أكياس التقديم.
إن سهولة تلوث هذه المواد بالأيدي عند لمسها تأتي من عدم معرفة الحالة الصحية للعاملين ومقدار نظافتهم، خاصة نظافة أيديهم، فوجود التشققات الجلدية على اليدين أو الجروح أو الدمامل أو تلوثها بإفرازات الأنف يؤدي إلى تلوث المادة الغذائية بميكروب المكورات العنقودية Staphylococcus aureus القادر على إنتاج السموم المعوية Enterotoxins والمؤدية إلى الآلام الشديدة في البطن مع الاستفراغ والذي قد يصاحبه الإسهال الشديد بعد مدة تتراوح ما بين ساعتين إلى 6 ساعات من تناول الوجبة الغذائية.
ومن الأكلات الشعبية أيضاً كنافة الجبنة أو الأكلة المعروفة باسم (الجبنية) والمكونة من الجبن المصنع محلياً دون أي أدنى اشتراطات صحية، أو بسترة للحليب والذي قد يكون ملوثا ببكتيريا ال Brucella المسبب الرئيسي للحمى المالطية Malta fever وتتكون الجبنية من كرات الجبن المذكور بعد عجنها مع الدقيق ثم قليها. ويظن البعض أن الجبنة، ما دام قد تم قليها، فليس هناك أي خطر أو أذى منها إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ بسبب أن التعرض للقلي هو فقط للطبقة الخارجية وتبقى طبقة خفيفة في الداخل دون قلي وتزداد خطورة هذه البكتيريا بسبب قدرتها على الكمون لفترة طويلة قبل ظهور الأعراض والتي قد تصل إلى 50 يوماً وكذلك صعوبة تشخيصها إضافة إلى المضاعفات التي قد تؤديها على أعضاء الجسم المختلفة، وطول فترة العلاج، ناهيك عن قدرة البكتريا المذكورة على البقاء في الجسم وإحداث العدوى مرة أخرى وهو ما نطلق عليه الانتكاس.

• مشروبات ملوثة
• وفي ما يتعلق بالمشروبات فإن أكثرها شيوعا وانتشارا مشروب (السوبيا)، الذي يستمر تناوله حتى في أيام العيد، وهو مشروب شعبي يتم استخلاصه من دقيق القمح، ويتم عصره ومزجه عادة باستخدام الأيدي والتي لا يعرف مدى نظافتها فقد تكون ملوثة بأحد أنواع البكتريا السابق ذكرها أو بفيروس الكبد النوع إيه (Hepatitis A) والمؤدي إلى الإسهال المصحوب بالحرارة المرتفعة والمنتهي بكسل وظائف الكبد.

وتكمن الخطورة في المشروبات السكرية جميعها، في عدم معرفة نوعية المياه المستخدمة، حيث ان الكمية المجهزة منها عادة ما تكون كبيرة وجودة ونظافة المياه المستخدمة مشكوكا فيها. والمياه سهلة التلوث بميكروب Aeromonas والذي يؤدي إلى الإسهال والجفاف الذي قد تزداد ضراوته مع كمية التلوث للمياه المستخدمة. لذا كانت الحالة الصحية للعاملين في توزيع وبيع الأطعمة والمشروبات من الاشتراطات الأساسية للعمل في هذا المجال، كما أن قلة الوعي لدى العاملين في نقاط البيع المذكورة بالاشتراطات الصحية وكثرة الطلب على البيع يجعل هؤلاء العمال أقل التزاما بالاشتراطات الصحية ومتطلباتها أو مراعاة مبادئ وأولويات النظافة، فوجودهم في أماكن عامة غير مجهزة يقلل من التزامهم بأي نوع من معايير النظافة مثل غسل اليدين بعد قضاء الحاجة مثلاً، وهذا بحد ذاته يعرض أي طعام يُلمس بعد ذلك إلى التلوث مباشرةً. ميكروب السلمونيلا على وجه الخصوص هو أحد الميكروبات الأساسية التي تنتقل عن طريق تناول الطعام الملوث بمخلفات آدمية من أناس مصابين، حتى لو كانت إصابتهم خفيفة أو حاملين للميكروب المذكور نتيجة إصابة سابقة مؤدياً إلى الإسهال الشديد. وتكمن القدرة السريعة لهذا الميكروب على إحداث الأعراض حتى لو تواجد بكمية قليلة إضافة إلى قدرته على التضاعف داخل الغذاء.
وعليه فإن هذه الأكلات، مع كل شعبيتها وارتباطها الوثيق بالعادات والتراث، يجب أن يتم الحصول عليها من أماكن معروفة ومحددة، وذات اشتراطات صحية واضحة، وعاملين مؤهلين صحياً حتى ينعم الجميع بعيد سعيد مليء بالمسرات وخال من الأمراض.
دمتن بخير وعافية
وكل عام وانتن بخير