الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
((عاتكة))
15-08-2022 - 01:14 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غاليتي (لبنانية متميزة)
أعضاء هذا المنتدى الرائع
أنا عند وعدي أن أنقل بعضا من قصص صديقتي ورفيقة دربي *ومضة*
\
/
\
/
حينما ينضب القلم وتجف العبرات، تتساوى المشاعر حزناً أم فرحاً ..
نحتاج مساحة بوح، مساحة لنعبر بها عن آلامنا وآمالنا التي لم ترى النور ..
بداخل كل بيت، وخلف كل حائط ..
هناك قصة ..
قد يختلف أبطالها، قد تتغير فصولها ..
لكنها تبقى حكاية الحياة ..
وهل تخلو حياة من آلام !
من آمال معلقة؟ من عثرات على الطريق !
من ترقب للغد وقلق منه !
من ندم وحسرة على أيام مضت ولم تكن كما نريد ..
من ضغوط بسبب أشخاص يشاركوننا الحياة وتهمنا سعادتهم !
من احباط من فشل ..
قد تكون القصص مكررة ..
قد يحسب البعض أنها قصته !
قد نرى أنفسنا بإحدى أبطالها، قد يتشابه السيناريو مع قصة عشناها ..
لكني أؤكد لكم ليست سوى نسج خيال مقتبس من الواقع ..
ليست سوى قصص مكررة لكثيير من البيوت، هي آمال مشتركة بين كثيرات ..
وآلام تنزف بين كثير من بيوتنا ..
7
7
7


التعليقات (8)
((عاتكة))
((عاتكة))
صراخ، أصوات مرتفعة، الباب يخبط ثانية ...
نشيج بكاء أمها ..
صوت السيارة تحت غرفتها ..
خرج ثانية إذن !!
بتفكير طفولي رمت لحافها على الأرض وجرت خارج غرفتها،
أوه ... ماما
جرت سريعا للمطبخ لتحضر لها كوب عصير يهدئها، تعثرت بأخيها الذي كان يسير مفزوعا :
ما الأمر آلمها ثانية ورحل ! ؟؟
حرك يده بحماس أطاش به الكأس ..
صوت الارتطام وتناثر زجاج الكأس كان كفيلا بأن يخيم الصمت للحظة على المكان !
ثم كالانفحار علا الصراخ ثانية ..
أليس لك عين ألا ترى أين تضع يدك يالك من طفل مزعج مهلا لا أسمح لك، حدثيني بأدب أنا لست طفلا وحدك الطفلة هنا !!!
هذه الجملتان فقط هما الواضحتان، بعد ذلك اختلط أصواتهما لا يتضح ما يقولانه .
لم يسكتهما سوى صراخ أمهما وهي تلطم وجهها وتبكي :
ألا يكفيني والدكما وأنتما أيضا ..
لا أحد يشعر بي بهذا البيت ,,
يا الهي متى تأخذني لأرتاح .
بكفها الصغير مسحت عبراتها، وحاولت أن تكبت صوت نشيجها ..
لتتابع لم الزجاج من الأرض بذات الكف الذي مسح العبرات .
لم تشعر بألم رغم قطرات الدماء التي بللت يديها لتختلط بالعصير الملقى على الأرض، لكنها كانت تشعر بألم من نوع آخر وهي تفكر "إلى متى؟ !"
أمي إلى أين؟ لم تلتفت كانت تحمل حقيبتها وتفتح الباب ..
تمسك بها بقوة، كادت تسحب عباءتها بها. فأبعدته وهي تبكي أكثر ..
خذيه من هنا سلوان يجب أن أرحل قبل عودته ..
خذيه.. كانت تصرخ وتبكي ..
ويختلط صوت بكائه بصوت صراخها .
لكنها خرجت وخبطت الباب بقوة وراءها .
سلوان، سلوان... خبطت المعلمة على الطاولة لتشعرها بوجودها ..
رفعت رأسها بخجل، وهزته اشارة أنها لن تجيب .
هذه ليست المرة الأولى سلوان، غدا أريد أن أرى أمك.. أخبريها بضرورة حضورها للمدرسة !
نفس تلك الحرقة بمعدتها عادت بقوة، تسرعت دقات قلبها، وتجمعت عبرات ساخنة تداركتها بسرعة ..
وطأطأت رأسها مجددا وقررت ألا تسمع المزيد.. علا صراخ المعلمة أيضا، لكنها لم تدرك ما كانت تقوله اختلطت الكلمات، وعاد ذلك الطنين لأذنها، صوت أمها أبوها بكاء أخيها كله يعلو برأسها كلما سمعت صراخا.. وبحركة لا شعورية رفعت يدها لأذنها تحميها من المزيد .
ثم تداركت الأمر وابتسمت وهي تنظر لمعلمتها وتعدها خيراً ..
وتفكر كيف يمكنها أن تتصرف وتخبرهم أن أمها غادرتهم من سنة تقريبا ولا يعرفون عنها شيئا !!
سامي أرجوك لا تتأخر أخاف وحدي بالبيت ..
لا تقلقي سلوان فقط سأنهي حسابات المعمل وأعود بإذن الله ..
تبسم فجأة وانفرجت ابتسامته ليقهقه :
سلوان اعترفي حقا تخافين وحدك أم تخافين علي؟ مررنا بأسوأ من هذا وكنت أنا وأنت فحسب بالبيت.. ستخافين الآن بعد أن كبرنا وجاوزنا مرحلة الطفولة !
ومن سيحميك؟ سامي المدلل الصغير الباكي دوما!! الذي طالما صرخت بوجهه وسحبت منه دميته المهترئة !
تبسمت سلوان وهي تنظر لأخيها بحنان :
أردتك رجلا، وقد صرت الآن رجلا أفخر أنه معي ..
حسنا سلوان، المهم الآن لا تقلقي لن أتأخر فقط سأذهب للمعلمل لدي بعض الحسابات، والأهم اطمئني أخوك ليس من النوع الذي يخشى عليه !
سامي لا تنسى أنك بشر ولست من فصيلة أخرى، وما دام بداخلي قلب ينبض سأبقى قلقة حتى أطمئن
مسحت عبراتها بباطن كفها كما كانت تفعل منذ كانت طفلة كلما أغلق الباب ..
وسرحت كعادتها تفكر بأمها أين تراها الآن؟ وهل تشعر بهم وتفكر بحالهم كيف يكون !!
فكرت بوالدها الذي اعتاد على الرحيل منذ رحلت والدتهم، وصار يكتفي بأن يلبي لهم احتياجات البيت ويسافر ..
وينتقل من نجاح لنجاح بالعمل .
لكنه ترك كل شيء لأخيها الشاب الآن ورحل لزوجته الأخرى ببلاد بعيدة .
سيعود ليتأكد من سير الأمور ثم يغادرهم مجددا ..
حينما كانت صغيرة وشعرت بخوف، شيء واحد كان يطمئن قلبها الصغير ..
أن تشعر أن الله معها !
لم يعلمها أحد ..
فقدت الكثيير بحياتها، لكنها تعلمت من آلامها الكثير .
وبنت آمالا تناطح السحاب ..
لكن هل تراها ستحققها يوما كما تصبو !

RoseNajla
RoseNajla
عتوككة تسلملي يدينك
أنا متابعة لا تطولين
أنا ما صدقت ألقى قصة باللغة الفصحى أحسها أرقى,,
مليت من القصص اللي باللغة العامية أحسها صارت نسخ ..فقدت روحها
كملي يا قمر<<

((عاتكة))
((عاتكة))
RoseNajla
RoseNajla سعيدة بتواجدكِ في صفحتي المتواضعة
اللغة الفصحى لغة القرآن الكريم لا غنى لنا عنها
ولابد من العود لها
زوري هذا الرابط تجدي به قصتي الأولى
أتمنى أن تنال إعجابك
هنا
سأتابع بإذن الله فانتظريني

((عاتكة))
((عاتكة))
عاد الألم ينغز قلبها مجددا، تركت كل شيء بيدها لتستلقي على سريرها ..
أخذت نفسا عميقا وهي تفكر، يجب أن تسترخي وتشتت تفكيرها عن موضع الألم وسيمر الأمر بسلام بإذن الله ..
عبراتها كانتت تتمرد عليها وهي تحرق وجنتيها مع آلامها !
لكنها قاومت بقوة كما اعتادت، وكبست زر المسجلة بجوار سريرها ليعلو صوت حبيب لقلبها يشعرها بالطمأنينة والأمن مهما كان ألمها.. ورددت بشفتيها مع المقريء :
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (4 )
لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (5 )
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً (6)
وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (7 )
عاد نبضها لينتظم مجدداً، واستطاعت أن تبتسم وهي تمسح عبراتها ويلهج لسانها بالدعاء ..
آه كم تشعرها الآيات بالسكينة حقا !
أمي، لا تقلقي أنا بخير الحمد لله ..
..........................
نعم، نعم ثقي بذلك أمي، لم أعد أشعر بألم !
..........................
أمي، كم أنا سعيدة اليوم.. لقد شعرت برفساته ببطني.. كان ذلك شعورا رائعا هل كنت تشعرين بهذا معي؟ كم تبدو الأمومة ممتعة منذ لحظات الحمل الأولى ..
(( كانت ابتسامتها تغلف وحهها بنور رائع ويشع حناناً واشراقا وهي تتحدث بحماس عن جنينها ))
.......................
عادت نبضات قلبها تتسارع، لكنها حزنا هذه المرة.. وتنهدت بعمق :
أمي، ما هذا الكلام.. تعرفين كم أنا سعيدة بهذا الحمل.. أريده، مهما كان مؤلماً لي.. أثق أمي أنه لن ينتهي عمري قبل وقته .
فاضت عبراتها وهي تتابع :
نعم أعرف، أعرف... جسدي ضعيف ولن يحتمل، وقد لا أعيش كثيرا ..
لكني أريد هذا الحمل، أريده.. أريد أن أشعر بالأمومة وأحضن طفلي قبل أن أغادر الدنيا ..
أريد ولدا صالحا يدعو لي أمي ..
ألا يحق لي ذلك كغيري؟؟ وخنقتها العبرات، فما عادت قادرة على اتمام حديثها .....
..................................
لا عليك، أستطيع أن أقدر كم يعني لك ألمي، وكم تحبينني.. ثقي بذلك أمي .
...............................
حسنا، سأنتظرك، وأخبري أبي أن أيضا اشتقت له ولاخوتي .
أغلقت نور سماعة الهاتف، وتنهدت بعمق ..
آه كم تبدو الأمومة متعبة رغم متعتها !
كادت تطير من الفرحة وهي تمسك انتاجها الأول، بللت عبراتها عينيها مجددا..لكنها هذه المرة دموع فرح ..
دوما تشعر أنها تسارع الوقت وتسابق الزمان، كل لحظة تمر تخشى أن تخسرها فلا تعود !
حضنت كتابها وهي تدور بالغرفة وتنادي زوجها :
_ ابراهيم.. ابراهيم، انظر انتاجي الأول كم أنا سعيدة حقا به .
ما كنت أظن الأحلام تتحقق .
نظر لها بحنان وأمسك يدها بقوة، لربما أراد أن يشعرها كم تعني له، وكم هو فخور بها .. لكنه عجز عن الكلام، واكتفى أن يحضنها ويستمع لتسارع أنفاسها وهي سعيدة. ويتمتم داعيا الله أن يديم عليهما السعادة والراحة .
رفعت رأسها من كتفه ونظرت له بعينها اللامعة :
ابراهيم، عدني أنك حينما أغادر العالم ستنشر كتابي للجميع.. وستهتم أن يتناقله الناس ويستفيدون منه ..
كم أشعر بالراحة أني استطعت الانتهاء منه أخيرا، ورأيته يرى النور وأنا على الأرض : )
تنهد ابراهيم بألم وابتسم لها :
حبيبتي، هلا جعلتنا نستمتع بلحظتنا الآن، ولا تذكرين الرحيل ثانية !!
مسحت بيدها عبراته وهي تبتسم :
لا يا ابراهيم، لا أحب دور النعامة التي تطمر رأسها بالأرض هربا من الواقع ..
تعرف كما أعرف أن جسمي لن يمهلني كثيرا، فقط أتوق أن يحقق الله حلمي وأضم صغيرنا هادي بيدي، وأهمس في أذنه كم كان يعني لي أن يأتي للعالم، وكم أثق أنه سيكون عظيما أفخر به بإذن الله .
تجمعوا كلهم حول غرفتها، كثيرون يحبون نور ..
كثيرون الذين أمسكت نور بيدهم وساعدتهم لينهضوا، ليعرفوا أن الطريق مهما كان مليئا بالشوك إلا أنه قد يزرع بالورود لو شئنا ..
نور كانت بلسما للجميع، تعطيهم الأمل وتزرع بقلوبهم الثقة ..
نور ممدة الآن بالعناية المركزة، بعد أن خرج هادي للنور ..
صوت بكاء هادي الذي تمسكه جدته وتقبله بحنان من بين عبراتها كان يختلط ببكاء من حولها أيضاً ..
والممرضة تقف عند باب العناية المركزة ترجوهم فقط أن يبتعدوا قليلاً.. ويدخلوا اثنين اثنين فقط لغرفتها :
الزموا الهدوء، لن تسمعكم.. هي لا تشعر بشيء الآن، فقد أخذت الكثير من المهدئات. دعوها ترتاح أرجوكم .
هل هي تتألم؟ كان ذلك صوت صديقتها مختنقا من بين عبراتها.. كانت تنظر لها وهي لا تكاد ترى من الدموع ..
مسحت الممرضة دمعت فارت من عينها وهي تقول :
لا، لا تقلقي.. العناية ممتازة هنا، وسيعطونها ما يريحها .
هل هناك أمل أن تصحو وتشعر بنا؟ هزت الممرضة رأسها وهي تسير :
أنت مؤمنة وتعرفين أن الله أرحم بها منا !
رغم مضي كل هذه الأيام، إلا أن سناء تعجز عن نسيان نور ..
تراها كل لحظة، تشاركها كل حياتها ..
صوتها الحنون يرن بأذنها كلما ضعفت وتعبت، كلما شعرت بفتور ..
لمعة عين نور كانت تضيء لسناء حياتها، وتمسح عبراتها وهي تردد :
نعم يا نور حبيبتي أذكر العهد ثقي بذلك ..
كانت تذكر غضبها وهي تقول لها بصوت متهدج :
قد أغادر العالم سناء، لا تجعلي ذلك يفقدك صوابك..وتابعي المسير ..
تذكري كم تملكين أن تقدمي للناس.. كم تملكين من القدرات التي يجب أن تعمل !
لا تنظري لي بشفقة أكرهها، لا أحب هذا ..
ساعديني لأكون أفضل، لأشعر بالطمأنينة، لأتغلب على آلامي ..
لست مسكينة سناء، بل الناس هم المساكين، فأنا شعرت بألم فكان كالشرارة التي تدفعني دوما للأمام ..
تحركني خوفا من أن أتكاسل ويفوتني الوقت !!
هم الذين ناموا وتكاسلوا وأمنوا الدنيا، هم الذين جرتهم الحياة ..
صدقيني حبيبتي ابتلاء المرض أهون بكثير من ابتلاء الصحة والغنى والفراغ !!
لا تنظري لي هكذا.. أعني ما أقوله، وسأسعى دوما لأحقق أحلامي لم يوقفني سوى الموت !
مسحت عبراتها وهي تستعيد كلام نور صديقتها المقربة التي عانت المرض منذ وعت النور !!
وقاومته كثيرا كأشجع مجاهد على الأرض ..
آه يا نور، كنت تطلبين مني أن أتذكرك بدعواتي بين حين وآخر حينما تشغلني الحياة !
وأنا لا زلت أفكر هل تراني سأستطيع أن أنساك يوما !
رحمك الله صديقتي ..
رحمك الله ..
فعلت الكثير حينما كنت بيننا، ولا زلت لليوم تتركين من الأثر الكثير .
تنهد هادي وهو يمسح عبراته ويدعو لأمه الراحلة !
كم كان يتوق أن يراها حقاً، لا أحد في الدنيا أحبه كما أحبته ..
فعلت الكثير لأجله ولم تستطع أن تراه إلا للحظات !
كان يمسك كتابها بيده، ويقرأ الاهداء للمرة المليون ربما ..
" إليك صغيري الذي لم يخرج للنور بعد ..
إليك هادي حبيبي أهدي كتابي ..
رفساتك، حركتك ببطني، أحلامي حولك، كلها كانت تشاركني الكتابة دوماً ..
وها قد خرج كتابي للنور هادي .
وتحقق لي ثاني حلم، بعد حلمي بحملي بك.. وبأن تصبح هادياً للناس معيناً لهم ..
لا زلت لم ترى النور، ولا أعرف إن كنت ستراني ..
لكني أثق أنك ستكون حريصا أن تسير بذات الطريق الذي يوصلنا للقاء الذي لا فراق بعده بإذن الله ..
أمك التي تحبك نور،،

((عاتكة))
((عاتكة))
لأني أحبكن

((عاتكة))
((عاتكة))
سأكمل رغم عدم مشاركتن وتفاعلكن معي _الذي أجهل سببه _
\
/
اصبر يا أبي ما علينا سوى الصبر حينما يكون الظلم من العباد !
وكأنها سمعت صوت ابتسامته وهو يجيبها باسترخاء :
كلا يا ابنتي ليس صبراً فحسب، بل هو الرضا ما دامت الأمور من عند الله ..
فأنا أثق أن الله قدر هذا، وراض بقضائه ..
شعور الرضا يا ابنتي يمدنا بالقوة حينما نعجز، ويرسم الابتسامة على شفاهنا مهما كان الألم !
كانت لا زالت تشعر بألم ينغز صدرها وهي تتذكر الظلم الذي يقع بالدنيا أحيانا، لكن كلام والدها كان كالبلسم على قلبها.. تنهدت براحة وهي ترد عليه :
لا حرمني الله منك أبي .
رضي الله عنك يا ابنتي، يشهد الله أني راض عنك وعن اخوتك، مهما فعلت أبقى مقصراً معكم ..
سامحوني وثقوا أني أحبكم وأقدر كم تحملتم معي ..
لا لا تقل هذا، نحن من يجب أن يقدر، أنت أيضا تحملت الكثير أبي.. لا حرمنا الله منك .
هناك على شاطئ البحر، لوح من بين الأمواج لصغيرته التي تلهو بالرمال ..
لوحت له بسعادة وبراءة وهي تؤشر له على قصرها الذي بنته بالرمال، ولا زالت الأمواج تعاندها فتهددمه !
وقربها وقفت والدتها تصورهما بكاميرة الفيديو ..
ذهب زوجها يسبح بعيدا، ولاحقته شاشة الكاميرا لترافقه عن بعد ..
لوح بيده، ثم كأن شيئا ما يسحبه !!
غاص، ثم ارتفع ثانية وهو يلوح ...
لوهلة لم تستوعب ما حصل... وما هي إلا لحظات حتى غاب عن ناظريها.. قربت الكاميرا أكثر؛ أين هو؟ !
لم تعد تراه !!!
كانوا يتسوقون، لا زالت لم تنته من جهازها بعد.. وقد بدأ العد التنازلي لفرحها ..
كانت هي وأختها وأخيها معا ..
رن الجوال: والدكما متعب قليلاً، متى ستعودان للبيت؟ متعب!! كيف هل حصل له شيء؟ لا لا تقلقوا فقط لا تتأخروا بالسوق !
انشغل بالها، وعادت لذاكرتها أحداث حلمها بالأمس.. كانت قلقة حلمت به يموت !!
هزت رأسها نافية الأمر؛ ليس سوى أضغاث أحلام !
كان يحدثها اليوم على الهاتف صباحاً، حكى لها كثيرا عن الرضا..كان مريحاً، ونشيطاً ..
إيمان، انظري لهذا هل يعجبك؟ أظنه سيناسب حفلة هادئة بعد الزواج، ما رأيك؟ تبسمت وهي تخرج جوالها الذي وصلته رسالة أيضاً :
" عظم الله أجركم، وغفر لميتكم "
شهقت بصوت خافت، ثم بلعتها فوراً .. لوهلة توقفت دقات قلبها. وتلفتت لأقرب حائط لتستند عليه !
وتمتمت بصوت خافت ولسعات حارة من العبرات تحرق عينيها من خلف غطاء وجهها :
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها.. لا حول ولا قوة إلا بالله !
تماسكت، لن تشعرهم بشيء، حتى يعودوا للبيت ليتلقوا الخبر بهدوء ...
بعد بحث طويل وجده أخوه هناك طافيا على البحر ..
ولا شعورياً خرجت منه بقوة: الحمد لله.. الحمد لله.. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ربما هي يده التي ارتفعت بالتشهد بوضوح، كانت كافية أن يحمد الله حتى وهو يراه طافياً بهذه الصورة ..
ربما تكون ردة فعل لابتسامة الرضا التي توجت وجهه المزرق !
أما زوجته فقد خانتها العبرات الحارة التي تحرق عينيها، وتعجز عن منعها من السقوط حارة على وجنتيها ..
وتردد: لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله ...
كانت لا تزال تكبت عبراتها الحارقة، وتبتسم حتى من خلف غطوتها، كأنها تخشى أن يراها أخوتها فيكتشفون ..
وبخفة سحبت جوال أخيها وقالت أريد التأكد من الساعة.. وبحركة سريعة فتحت الرسائل، لا شك وصلته الرسالة، ستمسحها قبل أن يقرأها، فهو الذي يقود بهم، وتخشى أن يؤثر عليه حزنه !
ألم شديد كان ينغز قلبها وتتنهد بعمق لتطرده.. وتنظر من الشباك، تشيح بوجهها بعيداً، كأنها تخشى أن تنظر حولها فتغلبها عبراتها.. وهناك وقعت عينها على آية خطت على مسجد قرب اشارة توقفوا عليها :
(( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ))
سبحان الله، تمر كثيرا بجوار هذا المسجد، ولم تقرأ يوما هذه العبارة !
فهل أراد الله لها أن تقرأها اليوم ليطمئن قلبها؟ سبحان الله ..
كالماء شعرت به يغسل ذلك الألم الحارق ..
وعادت كلمات والدها عن الرضا ترن بأذنها ..
ونعم بالله أبي، ونعم بالله.. سأكون راضية بإذن الله، ولن أصبر فحسب .
رغم أنه يعز عليها أن تفكر، كيف كانت تدعو صباحاً ألا يحرمها الله منه، لكنها ما تخيلت الأمر سيسير سريعا بهذه الدرجة !
تثق بأن الله أراد له ولهم الخير، وسترضى رغم الفراغ الذي تشعر به بقلبها، لكنه امتلأ يقينا وثقة أراحتها ..
استقبلتهم أختهم الصغيرة قائلة ببراءة :
بابا ذهب للبحر ولم يعد بعد !!
حملتها بحنان وهي تقبلها وتقول لها :
حبيبتي ربما لن يعود !
لن يعود!! كيف؟ ولن يأخذني لحديقة الألعاب؟ لقد وعدني بهذا! وبابا لا يخلف وعده .
تبسمت أمها وهي تخنق عبراتها، وتفكر بصوت عال :
صغيرتي ليست الدنيا هي قرارنا! ليست سوى محطة، وقد سبقنا والدك لمحطة أخرى أبعد قليلاً ..
يجب أن نستعد لنتقابل معه يوماً كما وعدنا الله، هناك حيث يوم الوعد سيكون التلاقي .
ها هي أختها تقوم فزعة ثانية ..
إيمان.. إيمان، لا زلت أراه كلما غفوت !
لا زال صوته يرن بأذني ..
بكت أكثر حينما حضنتها إيمان تحاول التخفيف عنها ..
كيف أستطيع أن أهدأ ساعديني أرجوك ..
تبسمت من بين عبراتها الحارة وهي تحضنها وتذكرها بالدعاء له فهو أحوج ما يكون إليه ..
تذكرها بابتسامته، بيده المرفوعة للتشهد، بكلامه عن الرضا، برضاه عنهم ..
تنهدت أختها وهي تمسح عبراتها :
نعم، لربما غاب هذا عن ذهني ..
أحمد الله.. أحمد الله حقاً .
لكني أفتقده ..
نعم سنفتقده ولا شك، لكنها سنة الحياة؛ لقاء وفراق حبيبتي ..
كم يحبنا الله أن جعله راضيا قبل أن يرحل ويتركنا ..
كم رحمة الله واسعة أن جعلنا نراه، نحضنه، نرى ابتسامته الأخيرة، ونطمئن ليده المرفوعة بالتشهد .
بالسيارة، أخرج ابنه ما كان فيها لوالده ..
ومن مسجلة السيارة أخرج شريط كاسيت عن نعيم الجنة وصفات أهلها .
ذلك كان آخر عهده بالدنيا، وآخر ما سمعه فيها ..
رحمه الله وغفر له، ورزق أهله الصبر والسلوان ..
دمتم بود

((عاتكة))
((عاتكة))
فوق,,,,, للفائدة

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
اختي الغالية عاتكة
اعذرين ي الان انتبهت للقصة
وبإذن الله لي عودة لقراءتها
و جزاك الله خيرا...

لمن تصفو الحياة
ورطتي انا وزهور بتاريخ 4 5 1429ه