- 6 مستوى الارتباط الكوني
- 7 المستوى الروحي
- و لننظر الآن في كلمة " الصحة " ، و لنبحث عنها قليلا … .
- صوموا تصحوا . نعم ، الصيام .
- و لعله يقودنا أيضا إلى المستوى التالي :
مرحبا اخواتي الفراشات
عترض أحد المشتغلين بالطب البديل ، ممن يعتمدون في علاجهم على الأعشاب و الغذاء ، اعترض على أسلوب آخر من أساليب العلاج ، ألا و هو العلاج بالطاقة .
فتساءلت : هل من الممكن يا ترى أن يصنف العلاج حسب المستويات المنطقية،
لنرى :المسويات المنطقية كما نعرف هي :1 مستوى البيئة المحيطة
2 مستوى السلوك
3 مستوى الخبرات و المهارات
4 مستوى القيم و المعتقدات
5 مستوى الهوية
6 مستوى الارتباط الكوني
7 المستوى الروحي
1 و 2 - لعل العلاج بالغذاء ينتمي إلى هذين المستويين ، و هما المستويين الظاهرين فوق السطح ، فهو بالفعل يحتاج إلى اختيار دقيق لنوعية الطعام و الامتناع عن أطعمة معينة ( سلوك ) و مضغه بشكل جيد ( سلوك ) و صنعه بطريقة محددة (سلوك ) ، ثم بعد ذلك اختيار دقيق لأوقات تناول الأطعمة و الأشربة (زمان )، و لا بد لمن يعيشون مع المريض من مراعاة نظامه الغذائي و التعاون معه في تطبيقه ( مجتمع ).
3 - في هذا المستوى نجد العطارين و قدرتهم على اختيار الزيوت و الأدهنة و الأعشاب المناسبة لكل مرض ، و لا يخفى هنا حاجة هذه الطريقة العلاجية إلى خبرة تراكمية واسعة ، و لعلنا نتحدث هنا عن خبرة أجيال و ليس أفراد .
4 - نسمع كثيرا من المعالجين بالريفلكسولوجي تأكيدهم الشديد على وجوب اعتقاد مطبق العلاج بمدى فعالية هذا العلاج ، و أنه لا بد له من الإيمان بقيمة الحب ، و يتكرر هذا التأكيد كثيرا : تعامل مع المريض بحب ، أشعره بالدفء يتدفق إليه عبر يديك . و من جهة أخرى فلا بد أيضا للمريض من الاقتناع بمهارة معالجه و جدوى هذه الطريقة .
و نسمع أيضا التأكيد على أنك ما لم تعتقد جازما أن هذا الجزء من الجسم الذي تطبق معالجتك عليه متصل بعضو ما من أعضاء الجسم ، فلا تتعب نفسك و لا تضيع وقتك .
5 - الريكي ، العلاج عن بعد ، طاقة اليدين ، الرقية ، كل هذه الأساليب تحتاج إلى منفذ واثق من نفسه ، و يقيم نفسه عاليا ، و تعتمد فعلا بشكل أساسي على هوية المنفذ و قوة إيمانه هو .
6 - مسارات الطاقة و علاقتها الواضحة بالكون و القوى المغناطيسية ، و أحيانا بالأجرام الفلكية لا تحتاج إلى تفصيل أو دليل .
7 - الارتباط الروحي مع خالق و مبدع كل ما سبق يتسامى أصلا فوق كل مرض ، فلا يبقى للمرض قيمة .
و هنا تأتي فكرة : لو أن معالجا من مستوى ما جمع إلى فنه في العلاج فنا آخر من مستوى أعلى أو أدنى ، ألا تقوى بذلك إمكانية الشفاء ، ماذا لو جمع أكثر من مستوى ، ماذا لو جمع كل المستويات …؟
و لا بد من القول هنا إن المستويات العليا قاعدتها ما تحتها من المستويات ، أي لا يمكننا أن نقول إن الريكي مثلا ليس فيه سلوك ، طبعا فيه سلوك و لا بد أن يتم في زمان و مكان و ربما تأثر بهما ، و يحتاج حتما للخبرة و أيضا للاعتقاد .
و لكن من يشتغل بتركيب الدهانات و الزيوت لا يحتاج إلى هوية مثلا ، فالتعويل هنا على دقة التركيب مهما كان انتماء أو هوية الخبير.
و يقال في بعض أنظمة الغذاء أنها ليست مجرد عادات غذائية ، و إنما فلسفة حياة ، هذا صحيح ، و لكن هل نتوقع ممن يلتزم بهذا النظام أن يبدأ بالارتقاء الروحي أولا أم بالعادات الغذائية ؟! أعتقد أنه سيبدأ بالسلوك ، أي بتغيير نظامه الغذائي ، لينتقل بعدها إلى أن يصبح لديه خبرة في هذا النوع من الأطعمة و تجارب ناجحة أو فاشلة ليترسخ لديه اعتقاد ما ، فيصبح ذو انتماء إلى جماعة هذا النظام ليصل في النهاية إلى الفلسفة الحياتية.
إن نظرة عابرة في سيرة المصطفى– عليه الصلاة و السلام – تنبؤنا فيما أرى أنه استعمل المستويات جميعا في الاحتافظ بالصحة ، و تأملن معي :
1-2 - كان عليه الصلاة و السلام ينتقي طعامه بدقة و لا يدخل جوفه إلا ما طاب من الطعام ، حتى أنه في القصة المعروفة لم يقبل الخبز الذي أهدي إليه لأنه كان مصنوعا من حب منزوع القشر ، لم يقبل أن يأكله ، و الأحاديث التي تتحدث عن نوعية الطعام كثيرة ، كالتي تذكر فضل التمر مثلا " بيت لا تمر فيه جياع أهله " ، و غيرها عن الزبيب و الخل و الشعير... .
و كان طعامه في أوقات معينة كما أوصانا في كثير من الأحاديث الشريفة : شرب العسل صباحا ، من تصبح بسبع تمرات ... ، و أيضا ما ورد من أنه كان يأكل الجزر بعد طعام الغداء ، و اللبن مع خبز الشعير على العشاء و غير ذلك .
و حتى هيئة الأكل أو الشرب جالسا أو واقفا إلى غير ذلك مما تفصله السنة ، كل ذلك ينتمي بوضوح للمستويين الأولين .
3 - ثم نجده صلى الله عليه و سلم يرشدنا إلى أساليب علاجية تنتمي إلى المستوى الثالث ( الخبرات و التجارب ) مثلا : " خير ما تداويتم به شرطة محجم أو شربة عسل " ، ... ، " كلو الزيت و ادهنو به " و هناك أيضا ما ذكر في الخل و تلبينة الشعير ... ، و هناك أيضا التداوي بالفصد و بالكي و تحنيك المولود ... .
4 – و إذا كنا قد اتفقنا على انتماء الريفلكسولوجي إلى مستوى المعتقدات ، فلنا أن نلاحظ هنا من سنة نبينا صلى الله عليه و سلم حرصه على دلك الأصابع أثناء الوضوء ، و كذلك دلك الأذنين و مس سلاميات الأصابع أثناء التسبيح ... .
5 – و قد ذكر هنا الرقى الشرعية حين كان يضع يده الشريفة على المريض و يدعو له فيشفى بإذن الله .
.
ملاحظة مفيدة : مما يقال في المستويات أن المستوى الأعلى يؤثر حتما في الأدنى ، بينما ليس للمستوى الأدنى بالضرورة تأثير على ما علاه.
و لننظر الآن في كلمة " الصحة " ، و لنبحث عنها قليلا … .
صوموا تصحوا . نعم ، الصيام .
1 و 2 - امتناع عن الأكل و الشراب و الشهوات ( سلوك ) ، ثم الإفطار و السحور في أوقات محددة بدقة ( سلوك و زمان ) ، و الإكثار من الصلوات كالتراويح مثلا ، و الاعتكاف في المساجد ( سلوك، زمان، مكان ) ، و قراءة القرآن ، و ضبط النفس أيضا لعله يعد من السلوك ،
و لعله يقودنا أيضا إلى المستوى التالي :
3 - لا بد لكل منا من أن يمر بتجارب في حياته يحتاج فيها إلى ضبط النفس و صيانة لسانه و جوارحه ، هذه التجارب هي التي تكسبه الخبرة لذلك ، أو ربما استعمل خبرات الأخرين ، و هنا يبرز ربما أهمية أن يعرف المرء نفسه ، و يعرف إلى أي نمط ينتمي ، و أي برامج عقلية يمتلك ، كي يعرف ماذا يستخدم مع نفسه لضبطها ليدخل في صيام اللسان و الجوارح ، و هذا حتما يتطلب خبرات و تجارب مع الذات .
4 - لماذا أصوم و من أجل ماذا و علام سأحصل ، هذا ما يقدمه مجموعة من الأحاديث : صوموا تصحوا ، من صام رمضان إيمانا و احتسابا ... ، من قام رمضان ... ، لو تعلم أمتي ما في رمضان ... .
5 - تعزيز الانتماء للإسلام ، فلعل الصيام هو العبادة الوحيدة التي لا يمكن إخفاؤها ، و بالتالي قد لا يشعر من حولي بهويتي و انتمائي إلا في رمضان ، بل قد لا أشعر أنا بهويتي و انتمائي إلا في رمضان ، خاصة إن كنت أعيش في مجتمع غير مسلم .
6 - إن اجتماع المسلمين في جميع أصقاع الأرض على الصيام و القيام و الدعاء و قراءة القرآن في وقت واحد ، أو في أوقات متقاربة جدا بحيث لا تنقطع هذه الصلة أبدا من الكون ، و أيضا تصفيد الشياطين و تنزل الملائكة ... ، كل ذلك لا شك في خلقه حالة كونية خاصة لا تتكرر في وقت آخر من السنة.
7 - " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به " ، ارتباط مباشر واضح بالله سبحانه و تعالى.
إن ارتباط المستويين الأول و الثاني و الثالث بالصحة واضح جلي ، أما المستوى الرابع ( الاعتقاد ) فنحن نعلم مدى تأثير قوة التفاؤل و الاعتقادات الإيجابية على النفس الإنسانية و بالتالي انعكاس ذلك على الصحة الجسدية بات مثبتا و الأدلة عليه كثيرة.
في المستوى الخامس فإن تعزيز الانتماء و الهوية يؤثر في تحديد توصيف واضح للشخصية التي ربما تذبذبت لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ، و بالتالي فض النزاعات الداخلية ، و الحصول على الهدوء و السكون الداخلي ، و الاصطلاح مع الذات ، و نكون بذلك قد دخلنا في مجال الصحة النفسية .
أما المستوى السادس فلعل له ارتباطا من قريب أو بعيد بما يسمى بالشاكرات ، و يحتاج هذا لشرح من أهل هذا العلم.
و لا حاجة بنا لتوضيح الارتباط المباشر بمصدر الطاقات جميعا و خالقها البديع سبحانه و تعالى في المستوى السابع.
هذا كله إنما يقودنا إلى النهاء إلى أن المعالجة الأجدى نفعا بالنسبة للمريض هي فعلا تلك التي تأخذ من المستويات جميعا ، و لكم أن تتصفحوا ذاكرتكم هل شاهدتم أحدا من المرضى ممن يتناول الدواء كما في الوصفة تماما ، دون أن يجديه الدواء نفعا !!! ترى هل كانت المعالجة في المستوى الخطأ ..!!
إن أفضل العيادات هي التي يمر فيها المريض عند أكثر من مختص ، ليس الاختصاص في الأعضاء ، بل الاختصاص بحسب المستويات ، فلعله لا يحتاج إلى دواء و إنما إلى كلمة يكون فيها الشفاء بإذن الله ، و الله و لي التوفيق .
دمتن بصحة وعافية
الف شكر اختي الغاليه سفيرة
دمتي بصحة وعافيه