مآسينا نطقت

مازال طيفها يزورني
تسوقني اطياف الذاكره
الى ماوراء الماضي
لتجر لي من خلف الافق ذكرى مؤلمه
في تلك الليله
ليله من ليالي شهر رمضان المبارك
أتت جارتي لتودعني على امل اللقاء
بعد الرحيل
همست لها
لاتنسيني من صالح الدعاء أخيتي
ردت وما زال صوت حبيبتي
في مسمعي يترنما
ومن ينساك ياغاليه
وأستيقضت في اليوم التا لي على صوتٌ
ينادي وينتحب
انهُ
صوت جارنا
كان يطرق الباب ويصرخ
وبنبرة صوتٍ تحمل في طياتها
الحزن والأسى
ينادي والدي وأخوتي
أرجوكم ساعدوني
طلب المساعده
لأنه كان عاجز عن المشي
قدماه لاحراك لها
مشلولةٌ
قد شلها ذاك الحديد المجرمُ
بحادث مروري مروعي
أجاب والدي صوت النداء ولبى
قال المسكين لوالدي
وصلتني مكالمه هاتفيه
من الشرطه
وأخبرتُ فيها أن أهلي وهم عائدون
اصطدمت سيارتهم في الطريق
وبلغني الشرطي أنهم بخير ولكن
لاأصدق هذا وقلت لهُ أرجوك
أنا رجل مقعد
وطمئن خافقي بحديثهِ
لكنها مشاعري لم يهدء هيجانها
لا..لا.. لم تصدق أسرعوا
لعل عيني ترتوي منهم بنظرةٍ
وبعد ان
سمع الفؤاد حديثهُ
شعرت أن أرضي تزلزلت
و برجفةً اهتز
قلبي
وصولو لمكان
الحادث
وكان قلبه المسكين
ينبض بشدةً حتى كاد
أن يتوقفا
من خوف سكن الحنايا
وهنا كان المشهد المؤلم
اقبل على ولده ينادي
فهد لاتتركني
يافهد يافلذة كبدي
فهد صار جثة هامده لايقدر
ان يكفكف ادمع والده
وأقبل على زوجته الحبيبه مهرولاً لا تتركيني
فمن لي بعد قلبك الطاهر
لا تتركيني يا ام البنين والبناتِ
وكان ينظر يمينن ويساراً
كاد عقله يختل من الجنون
يبحث هنا وهناك عن والدته وأبنة
شاف سيارت الاسعاف وأقبل
عليهما وطمئن خاطره لاتزال
أنفاسهم تعج في الهواء
اتيت الى المستشفى
أكتم جروحي ودمع العين يبكيني
على أخيتي وابنها وأبنتها ساره
اقبلت على ساره
وهي لاتشعر بشيء
جدتها فاقت وعرفت المصيبة
وصبرت واحتسبت
احترت أفكر في ساره
كيف لقلبها أن
يتحمل هذه المصيبة
وقلت يارباه صبرها
هل يكفيها ألم جسمها ؟
فاقت ساره وهي تقول
أمي ماذا حصل
فيصل أين أنت جدتي
فنظرت بعينيها الى جدتها
سكتت جدتها مثقلة بهمومها
ودموع الحزن تغمر عينيها
أمسكت بسارة وقلت لها
الموت علينا حق
تماسكي فليكن أيمانك بالله اقوى
كما قال المولى جل وعلى
(( كل نفس ذائقة الموت ))
أمك واخيك انتقلا الى رحمة الله
فاجهشت بالبكاء
وصرخت وهي تردد
لاحول ولا قوة الا بالله
فهذه احد المآسي الناتجة
عن حوادث الطرق
بسبب السرعة الزائده
وعدم التقيد بأنظمة السلامة
اعاذنا الله وأياكم منها