ماهي الأحلام.. وصورها ..!
- إن الأحلام نشاط تفكيري قد يحدث استجابة لمنبه أو دافع ما.
فإذا مررنا لهب شمعة أمام عيني شخص نائم فقد يحلم أنه يرى حريقا في المنزل ,
وإذا سقط الغطاء عن قدمي النائم وأحس بالبرودة في قدميه فقد يحلم أنه يمشي في ماء بارد ,
وإذا أحس النائم بألم في ضرسه فقد يحلم أنه في
عيادة أحد أطباء الأسنان الذي يقوم بخلع ضرسه.
- وقد تكون بعض الأحلام عبارة عن مجرد تذكر أحداث سابقة .
فيتذكر الحالم ما حدث له في اليوم السابق أو الأيام السابقة , وإن كان هذا التذكر غالبا ما كان مشوبا
ببعض العناصر الخيالية.
- وتبدو بعض الأحلام كأنها استمرار في التفكير في بعض المشكلات الهامة
التي تشغل بال الإنسان في حياته اليومية ,
وقد يرى الإنسان في الحلم حلا لهذه المشكلات .
ويروي بعض العلماء أنهم رأوا في الحلم حلا لبعض المشكلات العلمية التي كانوا يفكرون فيها في اليقظة.
- وبعض الأحلام عبارة عن إشباع لرغبات ودوافع الإنسان وخاصة اللاشعورية.
وكان فرويد أول من وجه الانتباه إلى وظيفة الحلم كوسيلة للإشباع الدوافع اللاشعورية.
وقال إن الأحلام تنتج عن الصراع النفسي بين الرغبات اللاشعورية المكبوتة والمقاومة النفسية التي
تحاول كبت هذه الرغبات اللاشعورية ومنعها من الظهور في الشعور.
وليس الحلم في نهاية الأمر غير حل وسط ومحاولة للتوفيق بين هذه الرغبات المتصارعة :
الرغبات اللاشعورية التي تريد أن تظهر في الشعور , والمقاومة التي تريد كبتها ومنعها من الظهور
في الشعور.
إن وظيفة الحلم الرئيسية
في رأي فرويد في كتابه " الأحلام " , هي استمرار النوم وحمايته ,
ويقول إن الحلم هو حارس النوم .
فإذا أحس النائم بالجوع أو العطش , مثلا , تدخل الحلم في الحال لمنع هذه
الحالات التي تقلق راحة النائم وتشبع رغباته في صورة حلم . ولذلك يحلم الإنسان عادة في مثل هذه
الحالة أنه يأكل الطعام أو يشرب الماء , وهكذا يستطيع النائم أن يستمر في نومه.
وفي حلم آخر كان على الشخص أن يستيقظ مبكرا للذهاب إلى عمله.
ولما كان هذا الشخص لا يريد أن يذهب إلى عمله فقد حلم أنه موجود في العمل. وقد اشبع هذا
الحلم في هذه الحالة الرغبة التي كانت تريد قطع النوم , وبذلك استمر الشخص في نومه.
ويحدث أثناء النوم عادة كثير من الأمور التي تقلق راحة النائم كالأصوات
والأضواء الشديدة والإحساسات والآلام البدنية والأفكار المخيفة المزعجة.
وفي كل هذه الحالات يحاول الحلم دائما أن يحول الأشياء المثيرة أو المؤلمة إلى أشياء أخرى لا يظهر
فيها عنصر الإثارة أو الألم أو الخوف. فإذا نجح الحلم في عمله استمر النائم في نومه .
ولكن كثيرا ما يفشل الحلم في هذا العمل فيستيقظ الفرد من نومه.
وتضعف رقابة العقل عادة أثناء النوم , كما تضعف المقاومة التي تكبت الدوافع والرغبات اللاشعورية.
ولذلك تجد هذه الدوافع والرغبات اللاشعورية في النوم فرصة للظهور في الشعور ,
ولكن المقاومة لا تزول نهائيا أثناء النوم , بل إنها تظل وتحاول أيضا أثناء النوم منه هذه الدوافع
والرغبات اللاشعورية من الظهور في الشعور. وهكذا ينشأ صراع نفسي ينتهي بإيجاد حل وسط
بين الطرفين . وفي هذا الحل أو الاتفاق تتخذ الدوافع والرغبات اللاشعورية صورا وأشكالا ورموزا
مبهمة غامضة.
إن أغلب أحلامنا والتي لا نفهم معناها إنما هي في الحقيقة من هذا النوع من الأحلام المحرفة.
ومن الممكن شيء من التدريب أن يفهم الإنسان المعاني الحقيقية لهذه الأحلام , وهذا يقتضي منا
تفسير رموز الأحلام , ومحاولة الوصول من هذه الرموز إلى الأشياء الحقيقية التي تدل عليها هذه الرموز .
فللحلم إذن صورتان :
صورة ظاهرة : وهي الصورة التي نراها في الحلم والتي نتذكرها
بعد الاستيقاظ من النوم ,
وصورة حقيقية كامنة وراء هذه الرموز : وهي الدوافع
والرغبات اللاشعورية التي ظهرت في الحلم في صورة رموز غير مفهومة .
ولهذا السبب يعتبر المحللون النفسيون الأحلام من أحسن المواد التي تساعدهم على معرفة حقيقة
الدوافع النفسية التي تؤثر على المريض .
ولذلك فهم يعنون عناية كبيرة بتفسير الأحلام كوسيلة من الوسائل التي يتبعونها في العلاج للكشف
عن العوامل الحقيقية التي تلعب دورا هاما في شخصية المريض