- ثانياً: التعاون على الطاعة:
- ثالثاً : إقامة البيت المسلم والأسرة المسلمة
- سابعاً: الزوجان بشر: ومن طبيعة البشر الخطأ والنقص
- ولن أنسى أن الزوجان المباركان إذا وضعا هذه الأسس نصب أعينهما،
]
[بسم الله الرحمن الرحيم
مايفعله الزوج والزوجة في ليلة الزفاف
إنتهت مراسم حفل الزفاف الذي كان متميزاً في كل شيء:متميزاً في بساطته وبعده عن التكلف والإسراف، وفي خلوه من
منكرات الأفراح ، اختلى العروسان في غرفتهما الخاصة، وما هي سوى لحظات
حتى مد الشاب يده ووضعها على رأس عروسه، ثم دعى بالدعاء المأثور
(اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه)
ثم توضأ وصلى بها ركعتين، وبعدها رفعا أيديهما بالابتهال إلى الله ( تعالى) أن يوفقهما
في حياتهما الجد يدة، وأن يحفظ بيتهما الصغير من كل شر، وأن يجمع بينهما في خير.
بعدها جلسا يحددان الأسس التي سوف يقوم عليها بناء حياتهما الزوجية، والمعالم التي سوف
يستضيء بها زورقهما الصغير وهو يسلك طريقه عبر الأمواج إلى بر الأمان.
فكان مما اتفقا عليه::أولاً: سلامة النية: فالنية هي أساس
الأمر ولبه،، فبصلاحها يتحول العمل من عادة إلى عبادة، فاتفقا على أن يعقدا قلبيهما على نية صالحة في زواجهما؛ بأن ينطلقا في حياتهما الزوجية من المنطلقات التالية:
الاستجابة لأمر النبي-صلى الله عليه وسلم- لشباب أمته بالمبادرة إلى الزواج في مثل قوله
(يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج..)
وكذلك احتساب إحصان الفرج وغض البصر وإعفاف النفس،
احتساب أجر إقامة البيت المسلم وفق منهج الله واحتساب إنجاب الذرية الصالحة التي توحد الله
واحتساب تربيتهم التربية الإسلامية؛ لعل الله أن يخرج منهم من يحمل همّ هذا الدين، ويقوده إلى
النصر والتمكين فإذا عقد الزوجان قلبيهما على هذه النية:صارت كل لحظة من حياتهما الزوجية عبادة يؤجران عليها، فيا لها من أجور عظيمة.
ثانياً: التعاون على الطاعة:
بأن يحض كل منهما الآخر على عمل الخير ويشجعه عليه، قال: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل تصلي فأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)
ثالثاً : إقامة البيت المسلم والأسرة المسلمة
وفق شرع الله وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم-، فلا يقْدِمان على خطوة إلا بعد أن يعلما حكم الله ورسوله فيها، فإن علماه لم يُقَدّما عليه شيئاً أبداً: عرفاً، أو عادة، أو هوى، ويستعليان بعقيدتهما، ويقفان بصلابة أمام التيار المضاد.
رابعاً : بناء حياتهما على المحبة والرحمة
والمودة والعشرة الحسنة، امتثالاً لأمر الله ورسوله.
خامساً : لا تمنع المحبة والعشرة بالمعروف بين الزوجين
من أن يكونا حازمين مع بعضهما في التربية والتوجيه وخاصة من ناحية الزوج، فمحارم الله (عز وجل) لا مداهنة فيها، والتقصير في الأمور الشرعية لا يمكن السكوت عنه.
سادساً: أن يكونا لبعضهما كما كان
أبوالدرداء وأم الدرداء (رضي الله عنهما) كانت إذا غضب سكتت واسترضته، وإذا غضبت سكت واسترضاها
وكان هذا منهجاً انتهجاه من يوم زواجهما، وياله من منهج حكيم، فكم من البيوت هدمت، وكم من الأسر انهارت بسبب غضب الزوجين معاً وعدم تحمل أحدهما للآخر
سابعاً: الزوجان بشر: ومن طبيعة البشر الخطأ والنقص
، فإن وقع الخطأ والتقصير من أحد الزوجين في حق الطرف الآخر - إذا كان من الأمور الدنيوية - فعلى الطرف الآخر الصفح والعفو، فلا ينسى حسنات دهر أمام زلة يوم، وعليهما أن يغضا الطرف عن الهفوات الصغيرة مع التنبيه بأسلوب لطيف ليس فيه جرح للكرامة أو إهانة.
ثامناً: المشكلات والعيوب والنقائص
تبقى بين الزوجين فلا يطلع عليها الأهل والأقارب، لأن هذه الحياة حياة سرية ولا بد أن تبقى بين الزوجين، فالغالب
على هذه المشاكل أنها إذا خرجت عن نطاق الزوجين فإنها تتطور وتتعقد.
تاسعاً:أخيراً اتفق الزوجان أن يوضح كل منهما للآخر من
أول يوم أهدافه في الحياة على المدى البعيد والقريب والوسائل التي يستخدمها للوصول
إلى هذه الأهداف، فيكون لهما أهداف مشتركة يتعاونان عليها، كما يكون لكل منهما أهداف خاصة به، ولا بأس من أن يطلع زوجه عليها لكي يساعده عليها؛ ولا يقف حائلاً بينه وبين تحقيقها.
ولن أنسى أن الزوجان المباركان إذا وضعا هذه الأسس نصب أعينهما،
وسجلاها في ورقة يكون مع كل واحد منهما نسخة منها، بحيث تكون ميثاقاً بينهما يراجعانه بين الحين والحين، واتفقا بألا تكون هذه الأسس والمعالم حبراً على ورق، بل تتحول إلى واقع يحاولان تطبيقه قدر المستطاع، ويذكر أحدهما الآخر بأن المسألة صعبة تحتاج إلى مجاهدة وصبر وتربية، وتعاهدا على المحاولة الجادة لتنفيذها..
فهذه معالم مباركات لكل زوجين وكل شاب وشابة مقبلان على الزواج، ينشدان السعادة الزوجية..