- أسيل ****
- مكان و قلبها ما زال ينبض بحب الوطن و الجهاد .
- و كان ذلك بوعدك له عام 1917 ........ و نفذت وعدك.
- حب الوطن ، حب الجهاد ، كي لا يموتوا قبل أن يروا أرضهم تتحرر.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله
واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد.
اخواتي بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذه القصة القصيرة كتبتها ابنتي اسيل ذات الخمسة عشرة
ربيعا حماها الله وجعلها من الاولاد الصالحين هى واولادي
وجميع اولاد المسلمين ....اللهم امين ، اتمنى ان تنال اعجابكم.
اختكم
ض القمرياء
واليكم القصه بعنوان :ما زلنا هنا...ولا بد للشمس ان تشرق من جديد
مازلنا هنا
لأسيل *****
الإهداء:
أهدي قصتي هذه لكل أم فقدت ابنها وهو يدافع عن ارضه
لكل شهيد مات على ارض وطنه،لكل طفل لم يخف من دبابات المحتل و قوته،أهدي قصتي هذه لكل شخص ما زال ينبض قلبه بحب فلسطين.
أسيل ****
عندما تغيب شمس العدل و تسرق موقعها غيمة سوداء تعلن عن بداية الظلم ، بداية الأسى و بداية الحرب.
هذه هي بداية قصتي - قصة أرضي و أجدادي – فقد أجبر عام 1948 أن يدمن نفسه في قائمة الأسى و الحرب في تاريخ بلاده و بلادي. فعندما ظهرت غيمة السواد لم تعطيه مجالا لأن يختار بل تصرفت بكل دكتاتورية و جرته إلى الحرب و الدمار.
و ياليتها توقفت عند الدكتاتورية و حسب بل إنها اغتصبت أرضي ، دمرت بيتي ، قتلت أهلي وشردتني.
ظنت أنها بقوتها و سوادها ستهزمني ، ظنت أنها بأسلحتها وقدرتها ستبيدني ، ولكن هيهات لها ذلك وأنا أملك أقوى الأسلحة ، أملك إيماني ، أملك حب أرضي و أملك ذكرياتي و هذا هو أكثر ما يخيفك ، تخافين من ماضي أجل تخافين ، يا لك من ضعيفة أنت الآن خائفة من الأسلحة التي لا أستطيع حملها فما بالك إذا دعمتها بسلاح نووي مدمر، دعمتها بالجهاد ، هل ستموتين رعباً ؟؟ أنت تحلمين بذلك لن أقتلك إلا أسىً و حزناً و قهراً كما قهرتي أرضي و أهلي و تاريخي.
استمريتي بالقتل و التدمير و الإبادة ، قتلتي الأطفال و الشيوخ ، قتلتي النساء والرجال ، تناثرت الجثث في كل
مكان و قلبها ما زال ينبض بحب الوطن و الجهاد .
أتعرفين سوف أبوح لك بسر رغم أنك عدوتي ، سأخبرك بأن الصواريخ و الرصاصات و القنابل التي رميتها و أطلقتها لم تؤلم طفلاً أو شيخاً لأنها نزلت من أيادي خائفة و قلوب راجفة ، لأنها نزلت على أطفال رضعوا حب الوطن ، نزلت على أمهات ندرن أطفالهن للوطن ، نزلت على شعراء كتبوا الحرية و الأمل بأشعارهم و نزلت على شيوخ علموا أحفادهم أن يزرعوا محاصيل الجهاد و الدفاع عن الأرض و يسقوها بدماء الشهداء.
و بعد هذا الدمار رأيتي أن هناك جزء من الشمس ما زال يطلق نور الأمل فتصرفت بدكتاتورية أخرى و ألحقت عام 1967 بملحق الأسى و حجبتِ أنت و الضباب نور الشمس بأكمله. أوهمته بحبك له و أخرجته من أرضك لتتخلصي منه و أعيطيته بكل وقاحة أرضاً ليست لك
و كان ذلك بوعدك له عام 1917 ........ و نفذت وعدك.
فكل ما باح به قلمي في الأسطر السابقة كان ذلك ظلمك و ظلم الضباب الذي لم أذكره من البداية لأنه أقل من أن يدون أو يكتب . يوهم نفسه بالقوة لأنه يمتلك الرشاشات و الدبابات و المدافع و يقتل بها الأطفال ..... أطفال الحجارة.
ظن بقتله الأطفال و الشباب و الشعب الذي لا يملك مثل أسلحته أنه قوي ، و لكن أي قوة هذه أن يُرفع السلاح على من جرد منه أهذه هي القوة؟؟ أنا أعرف أن القوة أن تهزم من يملك نفس سلاحك أو أقوى منه.
مرت الأيام و الشهور و السنوات و استمر الضباب بالقتل و التنكيل و المجازر ، حرق مزارعنا ، دمر منازلنا ، اعتقل شبابنا و رجالنا و نساؤنا لم يترك أحداً دون عذاب حتى الأطفال ، سرق ألعابهم و فرحتهم ، سرق البسمة من وجوههم و قتلهم.... قتلهم عندما وقفوا بكل شجاعة أمام دبابة كبيرة و هم يمسكون جحراً صغيراً دون خوف فمرت الدبابة من فوقهم و جردتهم ماضياً و أكملت طريقها كأن شيئاً لم يكن...... من أنتَ لتسمح لدباباتك أن تجعل أطفال الحاضر و شباب المستقبل ماضياً؟؟ تظن أنك ستضعفنا بقتلك لأبنائنا.... لا يا عدوي فكل طفل قتلته حُفرت صورته في قلبنا و عكسها أمام عيوننا لنجعله سلاحاً آخر يحثنا على الجهاد و الإنتقام منك. أنت بقتلك لنا تقوينا لا تضعفنا.
فها هو محمد الدرة ينادي من قبره : أماه لا تحزني على فراقي فإن العدو لم يقتلني إلا خوفاً مني و جبناً ،
أماه قد أكون هنا تحت التراب
و لكن قلبي ما زال ينبض بحبك
و حب أهلي و أصحابي و حب وطني.
أماه قولي لأبي ألا يضعف
أنا قدري أن أكون هنا
و لكن أبي ما زال هناك فعليه أن يستمر بحياته ، أن يقاتل من أجلي و من أجل وطني ، أماه قولي له أني أحبه ، قولي له أنني سعيد هنا لأني استشهدت في أرضي و أرض أجدادي.
أماه إليك آخر طلب لي ، قد تمنيت أن أرى وطني حراً أبياً قبل أن أموت ، لكن العدو المحتل لم يسمح لي بذلك فحاولي يا أمي أن تعلمي أقراني و أصحابي معاني الحب
حب الوطن ، حب الجهاد ، كي لا يموتوا قبل أن يروا أرضهم تتحرر.
و ها هي إيمان التي لم تتجاوز الأشهر من عمرها تلون قبرها بألوان الطفولة و الشهادة ، و هي التي لم تع بعد ما حصل لها ، فهي لم تعش سوى فترة قصيرة من الزمن فاستشهدت دون أن يتيح لها العدو أن تشق طريقها في وطنها و وطن أهلها. حملت بها أمها تسعة أشهر على أمل اللقاء بها وعندما حان وقت اللقاء لم تشبع أمها من جمالها من طفولتها فقد سرقها المحتل رغماً عنها ، لا تحزني يا أم إيمان فعساها أن تكون لك شفيعةً يوم القيامة.
و هناك الكثير من أقران محمد و إيمان الذين استشهدوا في سبيل وطنهم في سبيل الله ، لم يخافوا من لحظة الموت، لأنهم ماتوا ليحيا أطفالٌ غيرهم ، ماتوا ليستمر وطنهم بالحياة.
و ها هي أم فارس تنادي ابنها : أين أنت يا فارس ؟ أين أنت يا حبيبي يا فارسي البطل ؟ لقد اشتقت إليك.
فيجيبها: أنا هنا يا أمي ، هنا معك يا من علمتني و أرضعتني حب الوطن و الجهاد ، أنا هنا بالرغم أني في قبري لكن ما زلت هنا ، فأنا عندما وقفت في وجه دبابة المحتل كنت أرى جنة تنتظرني ، كنت أرى نعيماً و راحة فلم أفكر بالتراجع عن قراري. أمي لا تحزني فأنا معك ألم تعلميني أن الشهيد حي إلى الأبد فلم الحزن يا أمي أنا ما زلت هنا.
أم فارس و أم كرم و أم محمود و غيرهم الكثير أمهات يصرخ قلبهم كل ليلة لفراق أبنائهم و لكن ما يداوي هذه الصرخة هو صوت أبنائهم الذي يأتي من بعيد مواسياً لهم. هو علمهم بأن أطفالهم الآن في النعيم ، لعلمهم أن ما فعله أبناءهم فخرٌ لهم .
أمهات بكوا دون دموع حتى لا يحبطوا أبناءهم وأصحاب أبنائهم و أقرانهم..... ما أصعب أن نبكي بلا دموع!!
شعور يمزق القلب فرحٌ لاستشهادهم و حزنٌ على فراقهم.
أما زلت تريد هزمنا يا ضباب ، تريد هزمنا يا عدوي؟؟
أنى لك ذلك و نحن فينا كل هذه المشاعر الجياشة بحب الوطن ، أنى لك ذلك وأطفالنا يروا النعيم في لحظة الموت.
و رغم معرفتك بقوتنا تستمر في قتلنا ومحاربتنا، في التنكيل بأطفالنا ، أين حقوق الأطفال ؟؟ و التنكيل برجالنا و نسائنا و تدعي الحضارة و التقدم ، أين هي حقوق المرأة؟؟ أين هي حقوق الإنسان و حقوق البشر؟؟
تعقد قمم السلام و تشارك فيها ، و أنت من محى كلمة السلام من المعاجم ، محوتها من الحياة.
لقد اشتقنا أن نشم رائحة السلام، قمم تلي قمم ولا أرى السلام بل أرى الحرب و الدمار، أرى السلاح.
أتعرف يا عدوي أصبحت الآن أؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بها. فلتقتلنا و تهمشنا و تدمرنا فمهما دمرت وقتلت نحن ما زلنا هنا و الدليل ، ها أنا هنا من زنزانتي القذرة التي اعتقلتني بها ما زال بإمكاني أن أكتب قصة أرضي و وطني ، ما زلت أحب وطني أكثر من السابق.
و ها هي أيضاً أم أسماء تعلم ابنتها كيف تغزل حب الاوطن في أبنائنا بآلة خياطة مختلفة مصنوعة من الجهاد و الشهادة ، و ها هو علي جد أحمد يعلمه كيف يصطاد عدوه بحجر صغير، و ها هو ابراهيم يقف أمام المجنزرة دون خوف ليلقى حتفه و يستشهد.
يا عدوي نحن شعب لا نعرف معنى الإستسلام ، يا عدوي لن تقدر على هزمنا لأننا ما زلنا هنا ، هنا في أرضنا..قلبنا ينبض بحبها ، كيف لك أن تهزمنا و نحن على حق ، كيف لك أن تهزمنا و قد علمتنا أفلام الكرتون أن النصر دائماً للحق ، يا عدوي لا بد أن تشرق الشمس من جديد، لأن هذه هي سنة الحياة ، تغرب الشمس لتشرق من جديد ، يا عدوي لا تحاول أن تبيدنا لأننا هنا و سنبقى هنا للأبد.
بقلم ابنتي
اسيل
ض القمرياء
و كلمات قوية