الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
-
- حكم و اقوال فتيات
- معدد يحج بزوجتيه رحماك اللهم الحلقة الأولى
ررووعه
03-10-2022 - 05:55 am
الحلقة الأولى:
قال الرواي:
أراد أبو صالح أطال الله عمره في الصالحات...ووقاه مكر الزوجات...ورزقه من الطيبات أن يحج في أحد
الأعوام...
أبو صالح رعاه الله متزوج بامرأتين....إحداهما سبق لها الحج مع أهلها....والأخرى لم تحج بعد....
أبو صالح بالرغم من أنه ذاق المر والمرير والمرارة والأمرين والمرار حين اعتمر بزوجتيه في رمضان..
إلا إن له رغبة في الحج أكيدة...
فالزوجة الثانية(الزغروطة....وقد اختلف المفسرون في معنى الزغروطة على أقوال لعل أصحها:أنها الزوجة
الصغيرة السن الحلوة الأثيرة لدى زوجها والتي تجعله يلهج دائما في سره وربما في جهره أمامها فقط
ويقول:يا ليت ما تقدم من عمري تأخر.....كل ذلك لأجل الزغروطة)....لم تحج فريضتها....
وفي تلك الليلة العامرة عقد أبو صالح اجتماعا طارئا في شقة عشيرته الأولى وأم أولاده أم صالح وشرع
في بيان فرضية الحج على الفور....ليمهد لحج الزغروطة زوجته الثانية...
ثم طفق يعدد مشاق الحج والصعوبات التي يلاقيها الحاج وأن تكرار الحج في هذا الزمان من المشقة بمكان..
ثم خلص في آخر الاجتماع إلى القرارات التالية:
1-أنه سوف يحج بالزغروطة الزوجة الثانية لأن الحج على الصحيح من أقوال أهل العلم واجب على الفور...
والزغروطة وإن كان الحج قد وجب عليها عند أهلها منذ سنوات عدة ولم تحج إلا إنه الآن مسئول
عنها أمام الله....ولم ينس أبو صالح أن يذكر أثر عمر رضي الله عنه في الذي لا يحج مع الاستطاعة:فليمت إن
شاء يهوديا أو نصرانيا....وختم هذا القرار بالدعاء بأن يسامح الله أهل الزغروطة الذين لم يقوموا بتحجيجها...
2-الطلب من أم صالح بأن تبقى حماها الله وحرسها من كل سوء في البيت ترعى الأطفال والأولاد....
وتخلفهما بخير....وسوف يكثران هو والزغروطة من الدعاء لها في المشاعر خصوصا في مشعر عرفة...
وقبل أن ينتقل أبو صالح إلى تلاوة القرار الثالث...أم صالح....قائلة:
وشهو....وشلون....وايش تقول!!!!....
شوف يا حبيبي....ونظرت بعينها اليمنى إلى أبي صالح...واسمعيني يا عيني ونظرت إلى الزغروطة
باليسرى وكانت نظرة أشد وأدهى لولا أن أبا صالح اقترب لا إراديا شبرا أو شبرين من الزغروطة في هذه
المرحلة العصيبة...فهدأ روعها شيئا...
والله إن رجلي على رجلكم....
اسمعني يا بو صالح....لا تكثر من هذا الكلام.....وواجب على الفور وإلا على التراخي...والله إني معك
خطوة بخطوة لئن طرت لأطيرن معك ولئن هبطت لأهبطن معك....
أسقط في يد أبي صالح وحاول أن يلطف الأجواء:يا بنت الحلال....الله يهداك....أنت إنسانة عاقلة...
الحج تعب....الحج نصب....الحج مشقة....وأنت هنا على ثغرة عظيمة....وأنت سبق لك الحج....
وكان لسان حال أم صالح وقد أغمضت عينيها بعد أن نظرت بهما شزرا وحنقا هنا وهناك....سواء أوعظت
أو لم تكن من الواعظين...
وأما الزغروطة بعد أن فشلت جميع المفاوضات مع أم صالح انصرفت راشدة إلى شقتها وقلبها حزين....
يا خسارة لقد تفركشت حجة الإفراد(لوحدها وليس من النسك المعروف)مع حبيب العمر....
على العموم يا سادة رضخت حكومة أبي صالح آخيرا لمطالب أم صالح خصوصا بعد أن قامت ميليشيات
الأطفال بالضغط والشوشرة على أبي صالح...ولا ننسى أن أم صالح هي بمثابة الأب الروحي والراعية
الرئيسية لهذه الميليشيات التي تقوم بأعمال شغب بين الفينة والأخرى ضد الزغروطة بدعم خفي في
كثير من الأحيان من أم صالح....ووسط استياء بالغ من أبي صالح الذي يكاد أن يفقد السيطرة تماما على
تلك الميليشيات...
تجهز الركب الميمون ثلاثة....أبو صالح وأم صالح والزغروطة....وفي السوبرمان الفضي انطلق الركب
من جدة إلى مكة....ولقد حدثت مشادات خفيفة انتهت باستيلاء أم صالح على المرتبة الأولى....ولتقبع
الزغروطة في المرتبة الخلفية....وكان رأي أبي صالح للزغروطة بألا تشاد أم صالح....وأن تؤثرها
بالمقعد الأمامي فهي الأكبر سنا والأقدم زوجية....ومع أن أم صالح رعاها الله استغلت هذه الحُجة في
الاستيلاء على المقعد الأمامي....إلا إنها بعد استوائها عليه أعلنت استنكارها قائلة:ماذا تقصد حين تقول:
أكبر سنا...يعني عجزت وإلا عجزت....أنا يا ربي لك الحمد شابة وصغيرة وحلوة وأمورة....وكل من يشوفني
يقول:هذه عمرها ما وصل العش رين!!!!!!!!!!!!!...
وكثير من الحريم في المناسبات ما يفرقن بيني وبين بنتي عبير(ثالثة كلية)....ويحسبن أننا أخوات...
علما بأن الزغروطة يا سادة تكبر ابنتها عبيرا بنحو خمسة أعوام...
وتصدق عاد يا بوصالح....في إحدى المناسبات سئلت عني إحدى المدعوات تريد أن تخطبني لابنها....ما تدري
إني متزوجة!!!!...
هنا تدخل أبو صالح قائلا بعد أن زودتها أم صالح حبتين:أوه....يكفي هذا....خلاص انتهى الكلام...وكما
اتفقنا نريد أن نحج إن شاء الله تعالى حجا مبرورا ولا نريد جدالا ولا كلاما زائدا ولا ناقصا....
امتعضت أم صالح من تدخل أبي صالح....وأطلقة زفرة ملؤها الامتعاض ولكنها كانت مشوبة بالفخر والنصر في
تلك الجولة...ولكنها لم تنس أن تطل على الزغروطة في المقعد الخلفي طلة أطالتها وأثارت المخاوف في قلب أبي
صالح(يا عيني على الزغروطة)واستدعت هذه الاطلالة الطويلة تدخل أبي صالح الذي بادر بسؤالها:وش فيك يا
مَرَة؟؟؟؟...خير إن شاء الله تعالى...رقبتك لا تنكسر....انتبهي....
لا ما في شي سلامة رقبتي يا رب....ولكن كيسي ما أدري وين حطيته....
يا بنت الحلال كيسك شوفيه عند أرجولك....
صدق ما شفته...العتب على النظر يا بو صالح....
هنا وجدت الزغروطة فرصة لرد بعض الاعتبار لها وقد أتاح لها جلوسها بمفردها في الخلف أن تتفكر وتتربص
بأم صالح....
إي والله صادقة يا خيتي يا أم صالح العتب على النظر...والسن له دور يا عزيزتي...
وهنا صاحت أم صالح:أبو صالح....سامع زوجتك وش قاعدة تقول عني...
اللهم إني صايم... أخطأت أم صالح من شدة الحنق....
أبو صالح ما حصل إلا خير....خلاص انتهى الموضوع....
أم صالح:طبعا ما حصل إلا خير ما دامت بدرية(آخيرا عرفنا اسم الزغروطة.....شكرا أم صالح)...تتكلم على
كيفها...
الزغروطة بدرية بمكر:طيب معليش يا أم صالح....أنا آسفة يا عمري....لك الحق أنت الكبيرة مهما يكون....
كبيرة في عين......هنا تدخل أبو صالح ليضع كفه في في أم صالح حتى لا تنطق بتلك الكلمة وتخدش
منسكها وتخدش قلبه وقلب الزغروطة...
أبو صالح:أستغفر الله العظيم....لا حول ولا قوة إلا بالله....
أم صالح:أستغفر الله....يا بدرية عيب ها الكلام....والضرب تحت الحزام....نسينا أن نقول إن أم صالح متعلمة
وهي خريجة الثانوية العامة....وأما بدرية الزغروطة فهي جامعية وعملت سنتين معلمة على البند الخامس
فرحمها أبو صالح من معاناة ذلك البند....وقال لها يوما:
ارتاحي في البيت يا عمري...
خليكي قدام أعيوني....
واطلبي وتدللي شبيك لبيك أبو صالح بين أيديك...
فأخذت الزغروطة بنصيحة أبي صالح الذي كان ميسورا ويملك ثلاث عمارات... ومحطتين للوقود وكم بلك
أراض هنا وهناك... وتقاعد مبكرا....
فعلام التعب يا زغروطة؟؟؟وإلام التحضير والتصحيح ووجع الرأس وفجعة الموجهات... وأم صالح جالسة رجل
على رجل وتأتيها طلباتها من كل مكان دون مراجعة أو تقصير...
فتعسا للمعلمات الذين يشقين ويتعبن ثم تذهب نقودهن في جيوب كثير من الأولياء....أو في خزائن دور الأزياء...
بدرية:أستغفر الله العظيم....أنا آسفة يا أم صالح....سامحيني يا حبيبتي....أنا ما قصدت ترى شي....
أم صالح:وإذا ما قصدت شي ليش طيب تتأسفين وتطلبين السموحة.....عجبي...
أبو صالح:المسامح كريم....وش رايكن يا حبوباتي نشغل إذاعة القرآن الكريم....ونسمع شيئا من كلام الله عز
وجل...ترانا رايحين للحج ما حانا رايحين رحلة وإلا نزهة....
أم صالح:شغل بارك الله فيك....والله يسامحك يا بدرية...لا عاد تعودينها....
بدرية:إن شاء الله تعالى...أبشري يا أم صالح....أبشري....
سرعان ما سُري عن أبي صالح وأحس أن حملاً ثقيلا انزاح عن كاهله....وفتح المذياع لينطلق صوت المنشاوي
تاليا ما تيسر من سورة الحج ومنها قوله تعالى:{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن
كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }...
خشعت النفوس للقرآن الكريم....وأخذ أبو صالح وزوجتاه وقتا طيبا للراحة....ثم انتهت القراءة وجاء برنامج
يتحدث عن فقه الحج....وشرع الشيخ يتحدث عن أحكام الحج.....فوجدت أم صالح بعد انتهاء الحديث فرصة
لاسترجاع ذكرياتها حين حجت الفريضة صحبة والدها ووالدتها وإخوتها....
وختمت تدع لأهلها بأن يجزيهم الله خير الجزاء لأنهم قاموا بتحجيجها حين بلغت سن السابعة عشرة وقبل زواجها
بثلاث سنين....
وقالت:احمد ربك يا بو صالح...أخذت زوجة جاهزة محججة منتهية!!!!....ولكن الشرهة على كثير من الناس الي
بعضهم ما يبالي ولا يخاف الله ولا يحجج بناته....والله حرام ما يجوز....
هنا ثارت الزغروطة ثورة عارمة وصاحت:وش قصدك يا أم صالح....أهلي ما يخافون الله....خافي الله في نفسك.
أنت جاية تحجين والا تسبين وتشتمين....
وقبل أن ترد أم صالح الصاع صاعين وربما صاعين ونصف...تدخل أبو صالح معتذرا عن أم صالح وأنها لم
تقصد أهل الزغروطة-وحاشاهم وكلاهم-أن يكونوا من هذا الصنف الذي ذكرته أم صالح...
وإلا لا يا أم صالح....
أم صالح وقد بدت مغضبة....لا يا حبيبتي وش دخلني في أهلك....الي يعمل طيب يعمله لنفسه.....وأنا ما جبت
طاري أهلك....الله يستر علينا وعليهم....
أبو صالح:خلاص يا حريم...امسحنها فيني أنا.....خلينا نشغل الرادي ونسمع الأخبار من لندن....يقولون:إن
الشيعة الإيرانيين ناويين يسوون مظاهرة للبراءة من المشركين....وكثير من حجاجهم يشركون بأهل البيت
ويدعونهم من دون الله....
الزغروطة بدرية:هذي مظاهرات سياسية لا علاقة لها بالحج ولا بالبراءة من المشركين....
أبو صالح:صحيح...الله يكفينا شرهم....ويعين الدولة في ها الموسم....ويعديه على خير يا رب...
الزغروطة بدرية:آمين يا رب....
أنا ما أدري ها الناس وشيبون بالضبط؟؟؟...
وقبل أن يجيب أبو صالح تدخلت أم صالح وقالت متنرفزة:هيه....فكونا يا حبيبي أنت وهيه من ها
الخرابيط وخلونا نتكلم مع بعض أحسن....
الزغروطة بدرية:أنا أموت في الكلام في السياسة....وأحب أتكلم فيها باستمرار....وأبو صالح يعرف هذا عني
زين....
أيو والله نعم....أنت يا بدرية يا روح........واستدرك أبو صالح سريعا ليخطف حرف الياء ويمنعه من الخروج
من فمه ليستقر في جوفه الذي كاد يلتهب بسبب هذا الفصل الحار بين الزوجتين..
يا!!يا!!يا!! يا ستي سياسية من الدرجة الأولى مثل أبيك الله يطولنا جميعا في عمره....
أم صالح:بدرية سياسية في الدرجة الأولى...وأنا شايفني ما أفهم في السياسة يا عيوني!!!!!...
ومن قالك إن أبوي الله يطولي في عمره ويحفظه لي ذخر يا رب ما هوب سياسي ولا يحب السياسة....
أنا ما قصدت شيء يا عزيزتي(في نظام أبي صالح يسمح لمثل هذه المفردات بالتداول)....أبوك ما أقول فيه إلا
كل خير...
ولكن والد بدرية متعلم تعليم عالي....
تعليم عالي وإلا ناقص....أرجوك يا بو صالح لا تغلط على أهلي....وبالذات أبوي....ولا تنسى كم وقف معاك....
وقبل أن تعود الزغروطة للدخول إلى حلبة الصراع الحواري....
ظهرت نقطة تفتيش الشميسي....
وظهرت أرتال السيارات المزدحمة....فقال أبو صالح:يا الله تعطينا خير هذي الزحمة....
الحلقة الثانية والآخيرة..
لم يطل الانتظار عند نقطة تفتيش الشميسي أكثر من سبع دقائق....
لينطلق بعدها السوبرمان نحو مكة المكرمة...
وعلى أحد أبواب المسجد الحرام وقف أبو صالح هنيهة ليعظ أم صالح والزغروطة ويوصيهما بإحسان
العبادة والطواف والبعد عن المهاترات الجانبية والخلاف....ودخل الثلاثة صحن المطاف...
أبو صالح لزوجتيه قبل الشروع في الطواف موجها ومصدرا تعليماته
:الزحام معقول....امشيا خلفي ولتمسك كل واحدة بطرف ردائي....
ولو قدر الله وتفرقنا فليكن الموعد آخر الصحن تحت المكبرية الصغرى(خلف الحجر)...
أم صالح:إن شاء الله ما نتفرق حتى نموت....
الزغروطة وقد أخافتها كلمة الموت:فال الله ولا فالك...يا شيخة..إن شاء الله برا وبعيد...
أم صالح:وأنا وش قلت عاد....
أبو صالح:ما قلت شيئا...يا الله توكلنا على الله.....
أم صالح كانت تمسك بطرف رداء أبي صالح وفي الوقت نفسه تريد أن تستأثر بظهر أبي صالح كله وبقفاه...
وأما الزغروطة فكانت تزاحم للحصول على نصيب أكبر من ظهره وقفاه...غير أن الكفة رجحت لأم صالح إذ
هي الأوفر حظا وجسما...
أبو صالح أيها السادة كان مشغولا باختراق الجموع وإيجاد طريق ميسر له ولزوجتيه اللتين كانتا تشدان الرداء
فتكادان تخنقانه في بعض الأحيان....
وكان شد أم صالح والزغروطة لسببين:
الأول:اضطراري إلى حد ما حين تدفع الجموع إحداهما فتشد يدها على الرداء حتى لا تذهب بعيدا...
الثاني:اختياري...بسبب محاولة كل واحدة أن تكون هي الملتصقة بأبي صالح والمستأثرة بظهره وقفاه خالصين
لها دون الأخرى...
أبو صالح كان ينادي:يا هو فكي الرداء...لقد خُنقت....
وبدأت أم صالح والزغروطة تتبادلان التهم....أنت التي شديتي الرداء بقوة.....بل أنت من خنقت الرجال....
الزغروطة وهي تطوف رأت امرأة تطوف بجانب زوجها وقد تأبط ذراعها....فقالت في نفسها:
يا حسرة عليك يا بدرية....فسنحت لها فكرة....حيث تقدمت على يمين أبي صالح....وسرعان ما تأبطت ذراعه
الأيمن....
أبو صالح:خير يا بدرية.....
الزغروطة بدر....(اسم الدلع كما يحلو لأبي صالح أن يدلعها دائما في خفية عن أم صالح):أنا خايفة من الزحام...
أم صالح:يا غافل لك الله أنستها المكاسب التي حققتها عن متابعة التطورات الجديدة....خصوصا وقد كانت هناك
امرأة تسير خلف أبي صالح فحسبتها الزغروطة....
وأما أبو صالح فكان مستأنسا جدا.....وما له ألا يستأنس وقد تأبطت ذراعه الزغروطة فأحس بالدفء
والأمان...والعطف والحنان...
مرت ثلاثة أشواط وربما أربعة....لتكتشف أم صالح أن الزغروطة قد تقدمت بجوار أبي صالح...فتقدمت بدورها
لتقف إلى شماله....مساك الله بالخير...
أنا قاعدة وراك أمشي....وش الي جاب بدرية قدام مع أننا اتفقنا على أن نمشي خلفك؟؟؟...
أبو صالح:كله واحد.....ورا.....قدام.....كله واحد.....ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب
النار..
اضطر أبو صالح أن يجعل يديه من خلف ظهري زوجتيه حماية من الزحام ودفعا لبعض الحجيج الذي لا
ينظرون أمامهم فيصطدمون بالطائفين رجالا كانوا أم نساء....
شعرت أم صالح بأنها عادلت الكفة....وفجأة ضاقت السبل واشتد الزحام والضغط فإذا بالزغروطة ظهرها
في أحضان أبي صالح....وتتحول من الجنب إلى الأمام....
وأم صالح تنظر بعين الحسرة وتحاول الوصول إلى ما وصلت إليه الزغروطة...لكن هيهات فقد منعها الزحام ما
تصبو إليه...
كان الله في عون أبي صالح يده اليمنى تلتف لتحمي الزغروطة التي كانت تمشي وهي في حجره....وشماله كانت
من خلف ظهر أم صالح التي كانت تحاول بكل سبيل أن تزحزح الزغروطة عن مكانها....
هدأ الزحام قليلا....فتقدمت أم صالح ووقفت بجسمها أمام أبي صالح بل وأمام الزغروطة بدرية...
وهنا تدخل أبو صالح ودفع برفق الزغروطة-متظاهرا بأن ذلك بسبب الزحام-ليجد مكانا لأم صالح...
وانتهى الطواف أبو صالح في الخلف وزوجتاه أمامه....
وأما السعي فقد فضل أبو صالح أن يسعى بزوجتيه من الدور الأعلى.....
كان الجميع متمعتين....وبعد أن أدوا العمرة لله....وخرجوا من الحرم....أعطى أبو صالح المقص لأم صالح
وطلب منها أن تقصر من جميع أجزاء رأسه....
تقدمت الزغروطة بسرعة وقالت:أنتي قصري النصف ولي النصف الآخر....
قالت أم صالح:حتى في الشعر تبين النصف....ما يكفين أخذتي نصف أبو عيالي عليَّ وعلى عيالي....
ا
لزغروطة:أخذت نصف أبو عيالك؟؟؟....سرقته وإلا لهفته يا عيني....ما أنا زوجته مثلي مثلك....
أبوصالح:يا جماعة صلين على النبي....واتركن هذا الكلام الي ما له داعي....
الزغروطة:أنت ما أنت سامع يا بو صالح وش قاعدة تقول أم صالح....وليش هيه التي تقصر شعرك...أنا ما
أعرف أقصر....وأخرجت من حقيبتها الصغيرة مقصا صغيرا...
أخذ أبو صالح ينظر في المقصين في يد كل من زوجتيه....فقال لإحداهما:أنتي قصري من هنا...وأنتي قصري
من هنا...
انتهى التقصير بعد مدة ليست بالقصيرة....وقد راغت أم صالح بالمقص على جلدة رأس أبي صالح فكادت
تجرحها بل قد جرحتها جرحا لطيفا خفيفا ظريفا....والسبب كثرة حملقتها ومراقبتها للزغروطة بدرية وهي تقوم
بتقصير شعر أبي صالح....
أم صالح:وقد أعطت المقص لأبي صالح:يا الله يا حجي تفضل وقصر من شعري وحللني...
ونهضت الزغروطة مسرعة وناولت أبي صالح المقص وقالت:يا الله يا بو صالح قصر يا عيني قصر...
أبو صالح:وقد بدأ يمارس نوعا من العدالة الاجتماعية:بمن أبدأ؟؟؟....
قالت أم صالح:وهذي يبغالها سؤال....طبعا بالكبيرة....
الزغروطة مهتبلة الفرصة....صدقت أم صالح....هي الكبيرة العبيرة تستاهل أم صالح....
كبيرة عبيرة احترمي نفسك لو سمحت....أنا أكبر منك نعم.....لكن مو لهذي الدرجة....يا حبيبتي!!!!!
وش الفرق بيني وبينك ثلاث وإلا أربع سنوات....ما هي شيء....كلها خبرة وتجارب والحمد لله....
أبو صالح مستظرفا نفسه بعض الشيء:لماذا لا تقص كل واحدة منكما للأخرى؟؟؟...وتكسبان الأجر في بعضكما
فقالتا بلسان واحد:بل نريد أن تكسب فينا الأجر يا أبا صالح....
فبدأ برأس أم صالح وغض بصره حين رأى شعرة أو شعرتين بيضاوين تتواريان خلف الشعر الأسود...المتدلي
في ظفائر أربع...
ومحاولا في الوقت نفسه ألا تراهما الزغروطة فيزداد اعتدادها بنفسها...
ثم راغ إلى رأس الزغروطة فسُري عنه وهو يمسك الشعر الأسود الناعم....(لا تحسبوا أن شعر أم صالح ليس
ناعما ولكن نعومة شعر الزغروطة عند أبي صالح لا يعدله شيء)....
وفي العزيزية اكترى أبو صالح شقة من غرفتين وحمام ومطبخ.....
أبو صالح هزه الشوق بعد أن تحلل من العمرة....ولكن الوقت لا يسمح له بشيء مما هزه الشوق إليه....حيث
اليوم يوم التروية...حيث تحلل في النهار ولسوف يحرم بالحج في المساء.....فصبر جميل أبا صالح....
وفي عرفات مر اليوم دون مناوشات سوى طفيفة.....وتضرع الركب إلى الله....وتسامحت أم صالح من
الزغروطة..وتسامحت الزغروطة من أم صالح....وتسامحتا من أبي صالح....وتسامح أبو صالح منهما...
ونفروا إلى مزدلفة نفرة يسيرة....وبعد أن أدوا صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا....وتناولوا وجبة عشاء
خفيفة....وبعد حوالي ساعتين تهيأ الجميع للنوم....كل ينام في جهة درء للفتنة ووساوس الشيطان....
قالت الزغروطة إنها تريد دورة الماء....فقال أبو صالح:وأنا أيضا....وأنتي يا أم صالح....
قالت أم صالح:أنا والله متعبة...ولا أريدها.....
ذهب أبو صالح وزغروطته إلى دورة الماء....ووجدا متنفسا للحديث مع بعضهما....وأخذ أبو صالح يوصي
زغروطته وصايا رقيقة شفيقة بأن توسع خاطرها لأم صالح وألا تخلي عقلها بعقلها....فأنت المتعلمة التعليم
العالي المثقفة....ومن أسرة واعية.....ولو سمعت أم صالح شيئا من هذا الكلام لجعلت أبا صالح ينفر من مزدلفة
أول الليل وهو لا يلوي على شيء....
عاد الاثنان إلى أم صالح ليجداها جالسة وهي تتربص بهما وتترقب عودتهما على أحر من الجمر الملتهب...
أبو صالح:خير يا أم صالح....ليش صاحية....كنت أتوقع إنك في سابع نومة....
أم صالح:أنا عارفة أنك تبغاني أكون في سابع نومة.....عشان تاخذ راحتك وأنت وبدرية....
أبو صالح:الله يسامحك يا أم صالح....أنا قلقان عشانك....الله يهديك....
أم صالح:با ين قلقان عشاني....وعشان كذا النوم ما هوب جايك....وقاعد رايح جاي تتمشى....
أبو صالح:يا الله ننام...عشان بنقوم بعد كم ساعة عشان نرمي الجمرة الكبرى....يا الله التيسير...
وما إن وضع أبو صالح جنبه على الفراش....وبدأت أسراب من النوم تتوافد على رأسه....
حتى قالت أم صالح:
يا بو صالح أبغى الدورة....
فرد أبو صالح:الدورة يا عزيزتي....تمشين بعد الباص الي قدامنا وبعدين تلفين يسار وبعدين....
وفي أثناء هذا الوصف قالت أم صالح:لا بعدين ولا قبلين....قم الله يعينك....روح معي....
يا بنت الحلال....الحمام قريب....وأنا والله أحس ظهري بينقص....روحي وتعالي....
الزغروطة بدرية:خلاص يا بو صالح أنا أروح معاها وأوريها الحمام وانتظرها حتى تنتهي ونرجع سوا(حين
قالت الزغروطة كلمة سوا....تذكر أبو صالح بمرارة مبلغ النصف ملي
بعيدا عن الحب←
راح تعجبكم باذن الله بس لا تحرمووني ردودكم→
قصه رائعه
انا مع الزوجه الأولى
والله يكفينا شر الثانيه اذا تزوجها صغيره