من فجع هذه الفتاة بوالدها قصة حقيقية ترويها ابنة معتقل

هذه إحدى القصّص لتلك الفتاه مع والدها المعتقل و التيّ لطالما إشتاقت إليه وقدّ أراد الله في ذلك اليوم أن تراه مرتين ! أترك لكم أحداث القصَه:
قبل سنتين أو أكثر في ذلك اليوم الذي خرجت فيه تلك الفتاه من زيارة والدها
تمت الموافقه له بزيارة والدته لأنها ترقُد في المشفى وبسبب حالتها الصحيه المُتدهوره
لم تُصدقهُم الا عندما رأته أمام عينِها
وفي تمام السادسه ليلاً عند بوابة ذلك المشفى وقفت سيارة شبيهة بسيارة الإسعاف
لكنها العكس لمَ تكن تحمل مريّض بل كانت تحمل ذلك الشخص الذي أحبته تلك الفتاه !
نعمّ من كان في تلك السيّاره هو والدها ،
لمَ تكن تعلم أن والدها سيزور والدته
فمن حسن الحظ بعد أن خرجت من زيارته في السجن عادت مع عمّها لزيارة جدتها ، رنّ الهاتف مُخبراً بأن والدها سيزور والدته الأن !
خرجت من الغرفه تُهرول لأنها سترى أغلى ماتمَلك ، خرجت والمكان مُكتظ فهنا الذي يزور والده
وهنا التي تستكمل أوراق والدتها لمَ تقف إلا عنَد بوابة المشفى
فقد رأت تلك السياره و دقات قلبها في عجل تنتظر من سترى ،
إنتظرت وقد فُتح باب تلك السيّاره بعد دقائق بدأ بوضع ساقه على الأرض ليخطوا أولى خطواته والعساكر مُلتمين بجانبه
هاهي ملامحه بدأت بالظهور ، هاهو النور يظهر شيئاً فشيئاً ،
بدأ قلب تلك المسكينه يتراقص لما تراه ،
نزل من السيّاره بذلك الثوب الأبيض وكأنه قدّ فُصِّل لغيره !!
رأت ثوبه ثم تعالت نظراتُها علها تقع على ذلك الوجه لكن !!
قد أخفَى وجه والدها ذلك الشماغ !
وأهٍ لما هو تحت ذلك الشماغ !!
بدأت بالتساؤلات أخلف ذلك الشماغ قيود ؟!!
لا يُرى من والدها سوى عينٌ واحده !! ليرى بها الطريق .
تسابقت خطوات ذلك الرجل المُتلهفه مع أولئك العساكر إلى أن وصلوا به إلى ذلك المصعَد
كان مصعَد خاص له وللذين معه
ركب المصعَد وكانت أمام عينه من بعيد تلك الفتاه بل ووقعت عينُها بعينه قبل أن يغلق المصَعد ! وكأنه في حيره ، ألتي يراها هي إبنته ؟!
إنغلق باب المصعد بالدموع الحزينه
أخذت تخطو خطواتها بسرعه فسوف ترى والدها الأن في الغرفه
ركبت المصعد وما إن فُتح بابه لتذهب لغرفة جدتها الا وقد منعوها من الدخول لتلك الغرفه لسبب غير معلوم
كانت كالصاعقه عليها !!
تتسابق الخطوات فرِحه وبالأخير تُصدم لما تسمع ،
يال تلك المسكينه ، إنكسر فؤادها عدة مرات وهاهو يرتطم بالأرض من جديد
في ذلك الممر بدأت تبكي وتجهش بالبُكاء تستنجد بوالدها علّه ينصرها في موقفها هذا لحظات وتمت الموافقه لها بالدخول
دخلت وما إن فتحت الستاره المُغلقه على ذلك السرير الا وترى والدها مُمسك بقدم والدته علّهُ يريحُهما بعض الشيء
خار جسدها عليه ، بدأت بضمّه وكأنها لمَ تراه في نفس هذا اليوم ،
ضمّتهُ وبدأت نبضات قلبها تهدأ شيئاً فشيئا ، أتى الجميع وقد تم السماح لهم بالدخول وكأن الغرفه بدأت تمتلئ ، أحضروا معهم الكيك والعصير ،
أخذ والدها بعض الشيء من ذلك الذي أحضروه وأمر إحدى الأبناء بأن يعطوه لؤلئك العساكر ،
يال طيبة قلب ذلك الرجل !!
حتى وإن كُبّل بالسلاسل يبقى الإحسانُ إحساناً
قام وصلى صلاة العشاء ، وبدأت تتأمل والدها وتسترجع ذكرياتها القديمَه
تذكرت كل ليّلة عندما تراه في تلك الزاويه مُستلقياً على الأرض بعد صلاة الليل منتظراً صلاة الفجر
تذكرت ذلك الوجه وبدأت عيناها تفيض من الدمع ، بعدها بساعه ونص نودي عليه أن الزياره قد إنتهت !!
أخذ يضمّ والدته و يُقبلها ويُقبل قدميها وكفيّها قام بالسلام على الجميع وخرج من باب الغرفه وقلبه قد تعلّق بمن فيها
خرج والدها وأخذت تخطو خطواتها وراءه فلم تشبع بعد من وجه أبيها
أخذت تُراقبه إلى أن تلاشت تلك السياره شيئا فشيئ
عادت خائبه علّهُ يرجِعُ معها !!
هذي هي قصّة تلك الفتاه !
فعند بوابة اللقاء يكونُ هناك الوداع !!
وداعٌ إمتزج بمرارة ،
دموعٌ تخالطت بأهات مُتردده لكن ماعساها أن تفعل
غير البُكاء
غير الأنيين
غير الدُعاء !!
غير أن تهتف
سيُنجيّك من نجّى من الجُّبِ يوسفَ
ويؤويك من آوى المسيح ابن مريمَ
القصة حقيقية ووالد الفتاة ما زال معتقل في أحد معتقلات السعودية .. فرج الله عنه