- فجأة وجد سعد الجميع ينظرون إليه وقد سكتوا
- وحل صمت رهيب على القاعة كسره احد الموظفين مخاطبا سعد :
يروى احدهم هذه الاسطر ..،
دخل سعد إلى محل عمله في إحدى الدوائر الحكومية
حيث تعوّد أن يشاهد يومياً نفس المنظر
من موظفين يجلسون خلف طاولاتهم بلا رغبة في العمل
ومن أول لحظة لبدء الدوام ينظرون إلى الساعة بانتظار إنتهاء الدوام
ولكنه اليوم شاهد منظرا غير مألوف ..
الكل رجالاً ونساء متجمعين في نقطة واحدة
ويدور بينهم نقاش حامي وبصوت مرتفع أحياناً
اقترب سعد من الجمع واستمع إلى أحدهم يقول :
- يا إخوان هذه مؤامرة غريبة لسلب حقوقنا كعرب وشرقيين
أجابته احدى الزميلات :
- نعم فهذه الأرقام المخزية تدل على ان الموضوع كبير جداً
كما ان إنكار إنجازات العرب في هذا المجال أمر لا يمكن السكوت عنه
ردّ رجل آخر عليهم وقال :
يا شباب إن الغرب وبعد أن استولى على حقوقنا الفكرية والاقتصادية
يريد أن ينسب إليه الفضل في هذا المجال أيضاً !
ردت عليه زميلته:
- لن ينجحوا بإذن الله فما ضاع حق وراءه مطالب
رد عليها زميلها :
- أي حقوق وأي بطيخ كل شيء ضاع على يد الغرب وها نحن اليوم أيضاً
نخسر مجالاً آخر أمامهم
تعجب سعد من هذا النقاش الغير معتاد
ولكنه في نفس الوقت تحمس بشدة عندما سمع أن الحديث حول العرب
وحقوقهم المهدورة على يد الغرب
استمع سعد إلى بقية الحديث عندما قالت إحدى الموظفات :
- برأيي فإن الأصوات كانت ملفقة والهدف منها هو إخراج العرب
واذا كانت بريطانيا قد تحالفت مع فرنسا ضد العرب
فيجب ان تتحد مصر مع تونس في موقف واحد وواضح يحفظ الحق العربي
ردت عليها زميلتها :
- لا يا حبيبتي ليس هناك تلفيق والبقاء للأفضل
والغرب لديهم تقنيات حديثة غير موجودة لدى العرب
رد عليها مجموعه من الزملاء :
- لا لا هذا موضوع لا يمكن السكوت يجب التحرك
يجب الشجب يجب الاعتراض يجب إرسال رسائل إلى المنظمات الدولية
يجب فعل أي شيء لمنع العرب من الخروج مهزومين في هذا المجال أيضاً ، يعيش العرب
يعيش العرب العزة للعرب ..
عندما سمع سعد الهتافات تملكه الحماس ووجد نفسه لا إرادياً يصرخ بأعلى صوته :
- الله أكبر الله أكبر يجب نصرة أهل غزة يجب التظاهر أمام السفارات الغربية
نعم لن ندعهم يقتلون غزة أيضاً كما قتلوا مدناً أخرى أنا معكم
سنريهم من العرب سنريهم معنى الغضب الشعبي العربي
الله أكبر الله اكبر
فجأة وجد سعد الجميع ينظرون إليه وقد سكتوا
وحل صمت رهيب على القاعة كسره احد الموظفين مخاطبا سعد :
- ما هذا الذي تقوله يا سعد ؟
- أنا معكم في أي خطوات للحفاظ على الحق والكرامة العربية ونصرة أهل غزة
- أي غزة يا رجل ؟ هل جننت ؟ هل تريد أن تدخلنا إلى السجن ؟
- ألستم تتحدثون عن الحق العربي المهدور ؟
- نعم ولكن ليس غزة
- إذاً عن ماذا .. الصومال ؟ السودان ؟
- ولا الصومال ولا السودان
- ماذا إذن ؟
- نحن نتحدث عن مسابقة هزي يا نواعم للرقص الشرقي
الذي يعرض على احدى الفضائيات العربية و خسرت فيه الراقصات العربيات
أمام الراقصات الأوروبيات ونطالب بأن يبقى عرش الرقص الشرقي بيد العرب
لأننا نحن من اخترعناه ولا يمكن أن نسمح للغرب بأن يستولي عليه
مفهوم يا سعد ؟
وتفضل إذهب إلى عملك قبل أن نذهب جميعاً وراء الشمس
عندها ..
ذهب سعد كسيراً وقد إنطفأ شيء في نفسه , شمعة الأمل في أن يقوم
العرب ولو لمرة واحدة لنصرة قضاياهم المصيرية ، ومشى وهو يدندن :
هزي يا نواعم خصرك النحيل ..!
< انقلبت اهتمامات كثير من الناس >
اختكم صديقة امها