وقفه لكنها آلمتني

في أواخر الخريف كنت ذات يوم وافقةً على أعلى تل يطل على البحر ..
أرتدي فستاناً أبيض كبياض السحب ,, ونقاء السماء ..
لقد كان الجو بارداً ,, ولفحات الهواء الباردة تداعب خصلات شعري المتناثره على وجهي ..
يداي ترتجفان بشده ,, لا أحس بهما من فرط البروده ,, وقلبي يخفق بشدة ..
كل من مرّ علي وأنا بهذه الحالة , ظن أن برودة الجو قد أثرت علي ,, لكن هذه البروده لاأحس بها أبداً ,, لأن الدم الذي يسري في عروق جسمي حار محرق ..
يدان ترتجفان .. قلبٌ يخفق .. جسمٌ يحترق ..
كل ما اعتراني ذلك اليوم بسبب أنني أعدت شريط ذكرياتي معك
.. تذكرتكِ ..
نعم تذكرت كل شئ فيك ,, قلبكِ الطاهر ,, عيناكِ البراقتان ,, شعركِ الناعم الخفيف المنسدل على كتفيكِ ,, يداكِ الحانيتان
تذكرت الأيام الجميلة التي قضيناها سوياً ..
أتذكر عندما كنا نضحك ,, نمزح ,, نشاغب
لم نبالي بالأقدار وما سيكون لنا ..
كانت البسمة لا تفارق شفاهنا ,, حتى وإن كان التعب قد أجهدنا وخار قوانا ,, جميلة تلك الأيام بكل تفاصيلها
يمر شريط ذكرياتي أمام عيني حتى أصبحت لا أرى شيئاً لأن دموعي أحجبت عيني الرؤية !!
كنا نبتسم ,, نضحك,, نغضب ,, نفرح ,, نبكي ,, كان كل شئ له طعمه ونكهته في تلك الأيام ,,
كانت ملامحنا ترتسم فيها معالم الأنس دوماً ,,
حتى أنه عندما يغشى الحزن ملامح وجهي فإنه سرعان مايزول فقط برؤيتكِ ,, كم كنا رائعين حقاً
لقد كنا دوماً معاً .. كنتِ بجانبي .. أمام ناظري .. والآن !!
لا أراك !!
لا أرى سوى بحر لانهاية له ,, أمواجه المتلاطمة هائجة ,, غاضبه ,, كهيجان أنفاسي الآن !!
أين أنتي ؟!
وأين أنا ؟!
مالذي فعلته الأيام بنا ؟!
قلبي حزين لفقدكِ ,, دموعي المتناثرة أحرقت وجنتاي من فرط بكائي عليكِ وعلى أيامنا الجميلة التي لن تعود أبداً
عودي إليّ ,,
أرجوك عودي .. لتعود روعة تلك الأيام ..
عودي لمن أخلصت في صداقتها وحبها لكِ ..
عودي ياصديقتي .. لتعود ملامح الأنس إلى حياتي .. ولتعود سعادتي التي فقدتها بفقدكِ ..
عودي .. لتعود الإبتسامه إلى وجهي الذي طالما اشتاق لرؤيتكِ .
م ح بتك
باب النقد مفتوح