*المتمردة*
06-04-2022 - 07:07 am
عندما كنت في 12 من عمري بنات عمي أتوا من بلادنا إلى مكة وعاشوا معنا في نفس المدينة و لكن بعيدين عن بعضنا
أول يوم أعطوني أنا وأختي عروستين جميلتين أعجبة بها كثيرا وكانت كل واحدة منهن لديها عروسة
متماثلة مع بعض الاختلاف ولقد ذهبت معهن لاحقا إلى بيت عمي وحدي ولم ننم في تلك الليلة بل جلسنا
نتكلم في مواضيع شملت تقريبا كل البرامج الكرتونية وكيف سوف نلعب بالدمى التي تركناها, نام الجميع ما
عداي وبنت عمي الكبرى (سمر)هي مثلي في العمر تقريبا جلسنا وحدنا في بيتهم الكبير المرعب ونحن في الغرفة المجاورة لغرفة الأسرة الموحشة كنا نجلس على أفرشة مبعثرة على الأرض وكانت كل من بنات عمي تنام بعيدة عن الأخرى وكانت الساعة قرابة الرابعة فجرا عندما بدئنا أنا و(سمر) بسمع أصوات غريبة قادمة من الصالة
أولا :
صوت أرجل تمشي في الصالة مع أنة لم يكن أحد مستيقظا أو إذا كان عمي وعمتي فيجب عليهما المرور أمام غرفتنا
ثانيا:
صوت المكنسة الكهربائية التي تنفتح تارة وتغلق تارة وتقترب وتبتعد تارة أخرى
فنظرت إليها وهي بدورها نظرت لي فأسرعنا ودخلنا داخل اللحاف وأغمضنا أعيننا
ومن ثم تشجعت
وقلت لها :
" سمر هيا لنبدأ بقراءة المعوذات "
ثم قرأنا ما تيسر من القران ثم اطمأنت قلوبنا وكدنا نرفع الغطاء عن رأسينا و نحن نكاد
نموت خوفا وفجأة... سمعنا صوتا أوقف حركتنا, وكان صوت طفلة تغني فوق رأسينا,
تجمدنا في أمَكنا ولم نستطيع حتى الرمش بأعيننا ولا الكلام والنظر إلى بعضنا
ثم بعد فترة لم نحس بها نظرنا إلى بعضنا
وقلت بصوت أقرب إلى الهمس :
"سمر هل سمعتي ذلك الصوت ؟"
قالت:
" أي صوت ,أأأ نعم على ما أعتقد "
بعد قليل,قلت لها بصوت أعلى بقليل :
(سمر) لنرفع الغطاء قليلاً, وافقت (سمر) سريعا على الفكرة,
رفعنا الغطاء سريعا ونحن مغمضتين أعيننا وبعدها تشجعنا وفتحنا أعيننا بطء شديد
وعندما فتحنهما لم نجد أحد مستيقظا سوانا ومن حولنا الجميع نيام ,وبعدها بوقت قصير حاولنا
أن ننام وبصعوبة نمت أنا ولكن سمر مازالت مستيقظة .
وعندما استيقظت في الصباح وجدت بنات عمي مستيقظات,أول شيء خطر ببالي هو أن أسأل عن سمر
متى وكيف نامت هي فبعد أن نمت لم أحس بشيء بعدها
و سألتهن
"أين سمر "
فأجابت سحر التي تصغرني بسنتين
"إنها في المطبخ ولقد استيقظت منذ أن استيقظت "
وذهبت بسرعة إليها وعندما رأتني قالت سريعا :
"بسم الله الرحمن الرحيم لقد أخفتني يا عبير, أيتها الخائنة لقد تركتني وحيدة بالأمس"
قلت بسرعة
"سمر وما الذي حدث فعندما نمت لم أحس بنفسي من شدة الخوف"
فقالت:
"لقد كنت ملتصقة بك بشدة وكنت أسمع أصوات غريبة وضحكات فرحة بالصراحة لم ولكن الذي استطعت تميزه هي أنها كانت بعيدة بضع سانت مترات عني فقط "
اقتربت منها حتى صرت أمامها وأمسكت بكمها بشدة
قلت :"حقا "
قالت:
"وهل تظنين أنني أمزح بهذا ألا تعرفي أنني كدت أموت وأنا مستيقظة وحدي بمنتصف الليل "
قلت:
"هل تكررت معكم مثل هذه المواقف من قبل بسبب الدمى"
قالت :
"نعم فهي شبه دائمةً لكن معي فقط وأما مع أخواتي فكثيرا ما تغير أماكنها ولا نستطيع النوم معها في نفس الغرفة"
فقلت بعد أن استحل الخوف قلبي:
"ماذا تعنين بتغير أماكنها "
قالت:
"يعني تغير أمكنها مثلاًًً أن نضع الدمية في مكان ونجدها في الصباح بمكان أخر"
فالتفت إلى الدمية التي كانت هناك فرائيتها قد تغير مكانها فصرخنا وركضنا بكل قوتنا إلى الغرفة وبعدها رائينا سحر وهي تضحك
فقلنا لها ونحن في قمة الخوف:
"سحر يا حيوانا إذا أنت السبب"
فقالت وهي تضحك :
"ما الذي حصل البارحة"
فقصصت لهم القصة وأكدوا ما قالت سمر.
بعدها ذهبنا إلى كل الغرف ولم نجد شيئا ماعدا أن ملامح الدمى قد تغيرت من لطيفة إلى لئيمة وعندما قلنا أننا سوف نرميها تغيرت ملامحها وكانت كأنها تتوعد أحد بالعذاب.
الآن أنا أكتب لكم القصة وأنا أرتجف ولقد مرت على هذه الحادث سنة وأنا وسمر كلما تذكرناها ارتجفنا خوفا بصراحة أنا بالأساس خوافا.
خفت من جد