إنّني حين أتمنّى بصوتٍ خافت ,
بصوتٍ واثق رغم انكساره .. يعني هذا أنّي أخاطب " الجنّة "
الجنّة الّتي حجبتني عنها حياتنا الموجعة ..
كثيرًا ,
هذه الحياة ليست دار مُشتاق , إنّها تنبذه تُقصيه ,
تجعله يائسًا من كلِّ شيء إلا الأماني الخافتات ..
كم بيننا والجنّة ؟ , كم بيننا ونهاية التوق القاسي ؟ ..
إنها بعيدة , يفصلني عنها نَفَس و برزخ وحساب وَ .. وَ . . لا أدري ..
أحتاج الجنّة الآن .. المسافة طويلة .. وأنا أحترق ..
الوجْدُ فاض , و أنا أنتفض .. لو أعلم أنها لي مُدّخرًا ما بكيت ؛
لكنّي أتمنّى وأنا لا أعرف أيّ الجهتين أولى بي ,
لا أعرف إلا أن " أتمنّى " وهذا شيء لا يخوّلني لبلوغها إن لم أشدّ السير , وأنا منقطعة ..
حُلمٌ ناءٍ , ووجهةٌ طال تعثّري دونها ,
وطنٌ يلمّ شعثي إن أنا عانقته , لكنّ بُعده طال ,
و أنا آتآكل شوقًا وماغير " الشّوق "
السماء بعيدة , والسماوة تقذفني من بُعدٍ إلى بُعد .
يا الله متى أشفى ؟ متى يحين ميعاد لقاء الجنّة , متى أرتاح ؟
يا الله ذلك الحُلُم العصيّ الذي أودعته "الجنّة ",
و الأرواح الّتي غادرتني وقالوا ذات عزاء أنها في " الجنّة " ,
والأرواح الّتي منعتنيها الدنيا على أمل لقاها في "الجنّة " ,
والداء الّذي استطال و أمّلتُ أنّ نهايته "الجنّة"
كثيرةٌ يا الله أحلامي الخافتة , و الصوت الرّفيع لها هو " الجنّة "
فمتى " الجنّة " يا الله ؟
وبحار من شوقٍ ومراكب
يجتاحُ تفاصيلَ حياتي
يملأها عرسًا ومواكب
يملأها شوقا
حُبك يحملُني عرفانا
ويقينا
يعرج بي
ينثرني كشعَاع
ينثرني أنوارا وكواكب
حبك شيء أكبر من قلبي
حبك يا ربي يجعلني
أنسَاب كغيث
أشتاق كطفلٍ أنصاريّ
للقاء لمحمد
ورفاقِ مُحمد !
حُبك ياربي أفقٌ
كون تهواهُ مجرات فؤادي
حبك ياربي
أنوارٌ ت ملأني
تغسِل أغوار ظلامي
أعطَاف ظلالي
حبك يا ربي
لو لم أعرفه لكنتُ غبار جحيم
يتطاير
لو لم أسكنه لكنت
قلامات أظافرْ !
يارب فزدني من حُبك
زدني من حبك
فأنا رغم عطائك أشواق
وأنا رغم سخائك مشتاق
زدني من حبك
حتى لا أحتاج إلى أحد
زِدني من حبك حتى تجعلني
أنسى أبوابَ النّاس وسلطتهم
أنسى سطوتهم !
زدني من حبك حتى أصنعَ آفاقي
ظني بك ياربي كريما
ومحبًا ورحيما
زدني حُبا يغمرني كالطوفان
يَجرفني عبر الجنّة ! *