لماره
17-07-2022 - 03:26 pm
لحظات هانئة
وسعادة دافئة
مع أجواء عائلتي الحبيبة
أنام في المقعد الخلفي للسيارة
ضوء الشمس يداعب أجفاني
ونسمات الهواء تدغدغ إحساسي
وصوت أبي العذب وهو ينشد لنا مع إخوتي ينعش روحي
ضحكات أمي وهي تداعب أخي الصغير ترسم على فمي بسمة
كل شيء حولي جميل
أغمضت عيني لأغط في سبات عميق..
راحة ..دفء..سعادة .. وطريق طويل
ويمضي الوقت ونشوة السعادة تغشانا
ولكن لم يستمر هذا الحال !!
صوت عظيم دوّى كاد أن يقتلع قلبي من مكانه
رحماك إلاهي..إنه صوت الحديد يتكسر
لا بل صوت تحطم عظامي
لا بل تكسر قلبي لينطفىء ضوء حياتي
هلع ..ضجيج ..وصراخ ..
أستعيد وعيي لأجدني أمام سيارتنا ملقاة على الارض!!
ماهذا ؟؟
مالذي يحدث ؟؟
أجساد إخوتي متناثرة !!!
لم أعتد أن يساورني كابوس في منامي
لم أعرف بعد على ماذا يطلق
أتوسل لقدماي حتى توصلني حيث أبي
سكونه غريب ..وضعه مريب
أبي ..
أبي رد علي..أبي ماذا يحدث ؟؟
أهزه .. ليرمقني بنظرة صامته
قد خط الدم على وجهه الحنون خطوط قاسية
جرح كبير بجمجمته يفور الدم منه كالبركان
أيعقل أن يكون ... !!
يا إلاهي ..أبي >>..أبي لا تتركنا هنا
أبي ..لا أحتمل البعد عنك لحظة
كيف ستتركني للأبد..
دوامة ألم عظيمة تعصف بعقلي و قلبي
صوت أخي الصغير يخرجني من كابوس مرير
ينادي أمي بعبرات تتالم وتئن
دماء تخرج من فمه
وجسده قد أنهكته الرضوض
يقاوم بضعف شديد
..يسقط أرضا ليفارقنا للأبد
قبل أن يكمل عامه الثاني
قبل أن يتمكن من نطق إسمي جيدا
قبل أن أحفظه أنشودته التي يحبها
أضمه .. بقلة حيلة ويأس .. وأبحث عن أمي..
لأجدها تغرق في بحر من الدماء قد هُشم رأسها
أتمسك بأطرافها كي أناشدها وأتوسل إليها أن لا تتركني ..
فيردني إصبعها المرفوع..
(((لا إله إلا الله)))
ذهول ..ضياع ..شتات ..ألم ..ودماء
توقفت صغيرتي عفاف عن الحديث..
لتمسح دموعها وتبلع غصتها وتجمع شتاتها
أحيط وجهها القمري بيدي ..
وأمسح بإبهامي ما أتعب عينيها وأنهك جفنيها من دموع
وتهز رأسها بعناد تريد مواصلة حديثها
تريد أن تنفض ما علق بذاكرتها من بشاعة المنظر
تريد أن تخرج ما بجوفها من ألم وحزن
ولا تدري أنها تزجه بين حنايا قلبي
ضممتها لصدري لأسكت تلك العبرات التي تخنقها
تشد جسدها من بين يدي لتعود لجلستها
وتضم ركبتيها لصدرها
لتشكي ما أنهك قلبها الصغير
لتبكي يتمها ووحشة دنياها
لتنوح فقد حضن أمها الدافىء
لتصرخ غياب أبيها المر
لتتوالى عبرات ودموع وحسرة
وآهات تخرج من قلب كبله الألم
على إخوة لن يعوض فقدهم شيء
لن تعود بسمتها وبريق عينيها التي تسحرني بهما
لن يَسْكُتَ حنينها لهم ما بقيت حية
هي تعاني ومعاناتها قاسيه
كيف لها ان تعتاد اليتم والوحدة ??
كيف ستغمض عينيها بدون أن ترى وجوه أحبتها؟؟
كيف ستكون حياتها وهي مجردة صامته خالية؟؟
ومحرومة من نطق كلمة ماما وبابا وإخوتي
كم تهز كياني تلك الزفرات وتحبس أنفاسي
كلما فاض حنينها وزاد اشتياقها لاحبتها
سكبت غزير دمعها
تحت ظلام لحافها
لتواري عميق جرحها
أيعقل أن تظل عفاف هكذا سجينة الالم ؟؟
أتنكسر إبتسامتها
وتتحطم أحلامها
وتحفر الدمعة مجرا لها على خدها ؟؟
هل ستقضي طفولتها تتصفح ذكرياتها الداميه؟؟
من سيوقف ذالك الانين ؟؟
لن أدعك وحيدة صغيرتي اليتيمة
لن اجعل الالم يعرف لك طريق
لن تفقدي الحب الذي عهدتيه
أن تكون إبتسامتك شمس تشرق بدون غياب
وضحكاتك نشيدي العذب الذي لا يمل
سامسك بيك لتسيري بكل ثقة
سيكون دربك ممهدا بدون عثرات
ضعي رأسك هنا على صدري
لتسمعي شجو قلبي لك
ليصف لك كيف سحرته براءة عينيك
ليسامرك ويسليك ويرسم خارطة مستقبلك
ليقتلع الحزن من قلبك ويغرس الأمل وحب الحياة
ليدفن ذكريات الألم وينقش مكانها حلمك الوردي
لاسكت ذالك الانين الذي يقض مضجعي
وأستمتع بأعذب الحانك
وضَعََََََََََََتْ رأسها الصغير في حضني
تعلن إستسلامها وقلة حيلتها
مسحت على شعرها الناعم بيدي
ولامست خدها الوردي بحنان
فبادلتني بقبلة على أطراف أصابعي
ونظرة حب جعلت الفرح يغشاني
من قمة رأسي حتى أخمص قدماي