- مرحبا بكن من جديد فراشات الغاليات,,
- وهل للأحاسيس رائحة ........ ؟
مرحبا بكن من جديد فراشات الغاليات,,
نتقلب في حياتنا ما بين مد وجزر .. و تتأرجح انفعالاتنا ما بين الأمل والألم و ما بين الغضب والرضا فنطير فرحاً عند لقاء من نحب أو قد نبكي حزناً عند فراقهم هذه المشاعر والأحاسيس تصدرها قلوبنا النابضة لتترك في أجسادنا تأثيرات كيميائية تغير بيولوجية الجسم وتعرف هذه الحالة " بكيمياء الجسد " ..
ومما لا شك فيه أن لإفراز الإنزيمات والهرمونات في الجسم لها علاقة مباشرة بمشاعرنا المختلفة ، فالشعور بالفرح يجعلنا نقبل على الطعام بشهية وربما يعطي لأعيننا بريقاً لا يكون في حالات الصفاء العادية فتسيل دموع الفرح ، ويخلق عندك شعور البهجة والسرور الرغبة في الجري أو الانطلاق أو حتى الغناء .. كل هذه تغيرات كيميائية ناتجة عن تدفق مشاعر البهجة والفرح في دواخلنا كنهر جاري..
وفي مقابل مشاعر الفرح يكون لمشاعر الحزن تأثير أيضا فهذا الشعور السوداوي يحاول ان يمتص كيمياء البهجة من نفوسنا أو يخمد تدفقها ليبث فينا إفرازات سالبة تحدث بنا شيئاً من التوتر والقلق فتتسارع نبضات قلوبنا وقد نذرف الدمع من عيوننا وقد تؤدي بنا إلى أعراض سيئة منها الشحوب والخمول و تهيج القولون العصبي وحموضة المعدة وقد نشعر ببعض الآلام في أجزاء متفرقة من جسدنا قد لا نستطيع تحديد مكانها أو نوعها .. و الحزن أيضا يفقدنا الشعور بجمال الطبيعة من حولنا فتصاب مناطق التلقي فينا بالخمول والبلادة ..
لذا فالتوازن في الحياة أمر مطلوب فلا يمكن أن نحصر أنفسنا في قالب الحزن القاتل او نلبسها ثوب الفرح المترف دوما ، يجب ان نكون اكثر تعقلا في نظرتنا إلى الحياة ..
لنكون قادرين على ضبط انفعالاتنا و التحكم في مشاعرنا وأحاسيسنا .. ولأن الحياة هي الحياة لن تتبدل أو تتغير ما يتغير هو " كيميائنا النفسية " التي تجعلنا نشعر بأن الأشياء تتغير فنكاد نلمس الفرح و نراه ونسمعه ونشمه إذا انتابتنا مشاعر السعادة والرضا كما نلمس الحزن أو نراه أو نسمعه أو نشمه إذا هاجمتنا مشاعر الكآبة واليأس ..
ولكن هل جربتِ يالفراشه ان تشمِ رائحة الفرح او رائحة الحزن وهل يمكن ذلك ؟
و هل هناك ارتباط بين الروائح وكيمياء الأجساد ؟
هل هناك روائح تضفي علينا إحساسا بالسعادة وأخرى تزعجنا ؟
وهل لدى بعض الناس روائح مميزة تجذبنا لهم هل تثير الروائح فينا ذكريات مختزنة في الأعماق ؟
وهل للأحاسيس رائحة ........ ؟
تقول " الباحثة موزة المالكي في مجال الطب النفسي " ( ان للعود والحناء والعواطف والعاطفة فينا ارتباطات شرطية كما أن ذكرياتنا المختزنة في أعماقنا مرتبطة بالروائح نشمها في مواقف الحياة المختلفة . إن لبعض الناس رائحة مميزة.. قد تكون طبيعية وقد تكون مكتسبة, إذا ارتبطت هذه الرائحة بشخص ما -وكنا نحمل عاطفة معينة تجده هذا الشخص, فإن مجرد التقاط حواسنا هذه الرائحة يذكرنا بالشخص نفسه, ويبعث في نفوسنا العواطف نفسها. هناك إذن رباط شرطي بين الإنسان ورائحته, أو بين الإنسان وعطره , حتى إن العطور يمكن أن تكون إحدى وسائل العلاج النفسي, لأنها توقظ في أحاسيسنا ذكريات معينة, فإذا كانت ذكريات مفرحة, فإنها تطرد كيمياء الحزن, وتقول لنا إن في الحياة جمالا وأريجا وبهجة وزهرا وحبا وعصافير، وإن هذا الجمال الذي بعثت الإحساس به رائحة العطر، يمزق فينا براعم الحزن ونسيجه, ويدفعنا إلى أن تنبعث في أجسامنا كيمياء الفرح التي تأخذنا إلى مواطن الحسن والروعة, بل تجعلنا نرى الحسن والروعة والجمال في كل شيء ..
ثمة روائح أخرى غير مرتبطة بالعطور أو الزهور أو الطبيعة, أن لكل إنسان رائحة خاصة , ودعوني أذكر الأمهات الآن برائحة الأطفال المولودين حديثا، والأمهات جميعا يعلمن, والعاملون في
مستشفيات الولادة يعلمون أن لهؤلاء الأطفال رائحة ذات عبق خاص يميزها ويميزهم.. هذه الرائحة قد لا تكون محببة إلا للأم.. بل إن غيرها قد ينفر منها، لكن الأم تشمها برغبة قوية وحنان عظيم, فهي لأنها تحب طفلها تحب رائحته وترتبط عندها الرائحة بطفلها, فتصير مصدرا وحافزا لحبها وحنانها.
وبالمقابل أثبت العلم أن الأطفال يشمون رائحة أمهاتهم , وترسخ هذه الرائحة في الذاكرة وفي أعمق الأعماق من الإحساس, فيميز الطفل أمه من رائحتها، ولعل هذا يفسر استكانته بين ذراعيها عندما تضمه إلى صدرها، أكثر مما يفعل إذا حملته امرأة أخرى بالطريقة نفسها وضمته بالأسلوب نفسه.. إن شيئا لا يميز أمه عن أي امرأة أخرى، بالنسبة لحواسه, سوى رائحتها ) .
ولا تختص الروائح بالأجساد فقط فما أعطر رائحة الأشجار و الأزهار وما أندى رائحة العشب والأرض بعد المطر وما أمتع رائحة الحقول والقرى التي يقصدها الكثير من سكان المدن للابتعاد عن الغازات المختلفة التي تملأ فضاءات المدن وتلوث سمائها.. ولا شك إننا أصبحنا ندرك لماذا يعشق مرضى الغدة الدرقية رائحة البحر اليودية ..
ولأن عالم الروائح له علاقة عجيبة بالجسد والعواطف فقد حرم الإسلام تعطر المرأة وخروجها من بيتها مستعطرة كل هذا له علاقة ببيولوجية جسم الإنسان وتداخلاته العجيبة والغريبة فالإنسان انفعال ومشاعر و إحساس ورائحة وعاطفة .. قال تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ..
اتمنى قد نال رضاكم
الى اللقاء قريبا ان شاءالله
دمتم سالمين
موضوع كثير حلو وممتع وبالفعل احيانا الانسان لما يتذكر شئ جميل أو سيئ يتخل نفسه يشم رائحه مرتبطه فيه ..
ألف شكر لك حبيبتي .. وبأنتظار جديدك الممتع دائماً ..
: