* * *
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكن بكل خير وسعادة وراحة بال.
غالياتي:
تعصف بنا كثيرا أمواجٌ من الهم والحزن، وتجعل من
الأفكار السلبية طريقا سهلا يعيقنا عن أداء مهامنا
الحقيقة في الحياة ومن تلك الأفكار :
أنا أكيد ماني حلوة لذلك لم أخطب إلى الآن، أنا سمراء،
أنا سمينه، ... الخ.
وفي المقابل هناك من تكون لديها أفكار من وحي الخيال
وتعيقها أيضا ومن ذلك:
من المستحيل أن أتزوج أي رجل حتى لو كان من أهل
الدين والأخلاق وإنما همها الشكل والمال، أنا لا أنكر
عليك ماتتمنين ولكن يجب أيضا أن تأخذِ الأمور بميزان
العقل والحكمة.
غالياتي:
إليكن هذه القصة التي تبعث الأمل فيني وفيك ، وتدفعنا
إلى أن نرضى بالقليل حتى ننعم فيما بعد بالجنان.
جليبيب رضي الله عنه من خيار شباب الصحابة ولكنه كان
فقيرا معدوماً، وكان رضي الله عنه في وجهه دمامة، جلس
ذات يوماً مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عليه
الصلاة والسلام يحسن اختيار الحديث مع الناس،
فجليبيب كان شاب وأكثر ما يستمتع به الشباب الحديث
عن الزواج فتحدث معه عن الزواج ، وعرض عليه أفضل
الصلاة وأتم التسليم أن يزوجه. فقال جليبيب: إني كاسد.
( فقير).
فقال له: غير إنك عند الله لست بكاسد. ومازال معه حتى
جاء رجل من الأنصار يعرض ابنته على الرسول صلى الله
عليه وسلم ليتزوجها، فقال عليه الصلاة والسلام:
نعم زوجني ابنتك. ففرح الأنصاري. ولكن قال عليه
الصلاة والسلام: لست أريدها لنفسي!. قال الأنصاري:
فلمن؟
قال عليه الصلاة والسلام : لجليبيب. فقال الأنصاري
متفاجئاً: استأمر أمها.
فذهب الأنصاري، وقال لزوجته: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب ابنتك ففرحت كأي أم تتمنى لابنتها
المناسب، ولكن عندما علمت أنه يريدها لجليبيب ثارت
عليه وقالت: رجل فقير معدوم ورفضت، فحزن الأنصاري.
ولكن ما إن سمعت الفتاة بالأمر ، فصاحت وقالت: من
خطبني إليكما؟ قالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت: أتردان الرسول عليه الصلاة والسلام أمره؟ ادفعاني
إليه، فهو لن يضيعني.
فتزوجها جليبيباَ، ودعا لهما الرسول عليه الصلاة والسلام
أن يصب الله عليهما الخير صباً .
وذات يوم خرج الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة
وخرج معه جليبيب،فانتهى القتال.
فسألهم النبي عليه الصلاة والسلام: هل تفقدون أحداً؟
فقالوا: نفقد فلاناً وفلاناً.
وردد عليهم السؤال مراراً. ولكن لا أحد يجيبه. وقال: إني
أفتقد جليبيباً.
فبحثوا عنه ووجدوه في مكان وإلى جنبه سبعة من
المشركين قد قتلهم ثم قتلوه.
فوقف عليه الصلاة والسلام ينظر إلى جثته ثم قال: قتل
سبعة ثم قتلوه وقال: هذا مني وأنا منه ثم حمله الرسول
عليه الصلاة والسلام على ساعديه وأمرهم أن يحفروا قبره
فقال أنس: حفرنا القبر، وجليبيب ماله سرير غير ساعدي
الرسول عليه الصلاة والسلام
وقال أنس رضي الله عنه : فو الله ماكان في الأنصار أيم
أنفقُ منها: أي يتسابق الرجال كلهم إليها يخطبونها بعد
جليبيب.
غاليتي:
هل لازلت تشعرين بالأسى والألم بعد هذه القصة الأكثر
من رائعة؟
أفيقي أخيتي، وتذكري بأن الله معك ولن يخذلك أبداً.
(( يغدق علينا بنعمٍ كثيرة، ولكننا مازلنا نفعل الآثام
والذنوب، ولا نشكره حق شكره))
نصيحة:
إذا تقدم إليك من هو من أهل الدين والخلق فاستخيري الله عزوجل قبل كل شيء، واشتيري أهل الرأي والسداد. ولاتفوتي الفرصة لأمور تافهة.
ختاما:
وفقني الله وإياكن لكل مايحبه ويرضاه، وفرج عني وعن
كل مهمومة عاجلا غير آجل.
وغفر لنا من ذنوبنا التي لاتعد ولا تحصى.
بقلم أختكم ومحبتكم:
فلورة
أم ريان ولين
قصة رائعة