الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
حنين الذكريات 1
18-11-2022 - 10:36 pm
هلا فيكم يالغاليات هذي الروايه للكاتبه عيونك آخر أمالي
وكلمة روعه قليله عليها
قرأه ممتعه


التعليقات (5)
حنين الذكريات 1
حنين الذكريات 1
المقدمه
اذا كان العشق بوابة لامتهان الذات....
اذا كان العشق رحلة عذاب ماتنتهي....
اذا كان العشق قدم تدوس على الورد....
اذا كان العشق مجرد وسيلة للانتقام.....
اذا كان العشق كذبة اخترعناها بعقولناا....
اذا كان العشق هو سخرية القدر منا........
اذا كان العشق ذبابة مزعجه تدور حولنا....
اذا كن العشق الكاس الي امتلت بدموعنا.......
اذا كان العشق اللعبة الي انلعبت علينا.....
اذا كان العشق مثل نبات الصبار باشواكه....
اذا كان العشق بطعم المر والعلقم...
وقتها يكون اكبر نقيصه!!!

حنين الذكريات 1
حنين الذكريات 1
الفص 1ل
"تصادم...حياة في الجحيم...وخطط"
بين ربوع ايطاليا...وف قرية ساحرة الجمال...ومميزة من نوعهاا...ولهاا مناخ اكثر من رائع في معظم ايام السنة...
على حدود ميلانو...تقع هالقرية..وهي معروفة بطبيعتهاا الخلابة...حتى انهاا تنتج مياه نقية بنفس اسم القرية...
يتكلمون اهلهاا اللغة الفرنسية لكسر تعصب الايطاليين للغتهم الأم...ويندر انك تلاقي احد يستخدم الايطالية في ذيك القرية...
تأكدت من لبسهاا للمرة الرابعه...اليوم عندها موعد مهم...مو اي موعد..نقدر نقول موعد العمر..
اخيرا..وافقت مدام " لولا" انهاا تشوف تصاميمهاا...وتشوف اذا تناسب زباينهاا او لاا ...واذا اعجبتهاا راح تعرضهاا بالبوتيك حقهاا..وهذي فرصه رائعه لأن مدام لولا مو بسهولة توافق على اي مصمم...خصوصا ان البوتيك حقهاا معروف بتميزه ومايدخله غير الناس الشباع البطرانين...
"مارية"
العمر27سنة
مست تنورتهاا المقلمة البيج بخطوط رفيعه سودا ومزينه بكلفه دانتيل من أخرهاا ...وسكرت ازارير الجاكيت الاسود المخملي بحذر...
طالعت بشعرهاا الاشقر...وترددت وش تسوي فيه؟؟..وبالأخير قررت انهاا تخليه سايح مثل ماهو...والحمدالله انهاا لفت اطرافه امس بالمكر...
زينت عيونهاا بشوية ماسكرا شفافه...وحطت روج وردي باهت...وشالت شنطتهاا الصغيرة واخذت ملفهاا..وابتسمت مشجعه لنفسهاا في المراية...
قعدت تمثل شوي على روحهاا وهي تبتسم لنفسها ابتسامة واسعه
: بونجور مدام.."
تنهدت وهي تغمض عيونهاا وتشوف نفسهاا مصممة كبيرة تمشي على خشبة العرض وتحيي الناس اللي متلهفه عشان تشتري لو قطعه صغيرة من تصاميمهاا...
وبعد ماخصلت احلام اليقظه...قررت تطلع من غرفتهاا الصغيرة.... بعد ماخذت قبعتها المخملية السوداء اللي فيها شريطة معقودة على شكل فيونكة...
...فتحت باب الغرفة بحذر...وقفلته بسرعه...
اليوم دورهاا تسوي الفطور...واهي صراحه ماتبي اي روائح تلزق فيهاا...والمصيبة ان صاحبة البيت شديدة بقوانينها...ومن قوانينها ان الشغل يتوزع على كل المستأجرين..و" مارية" وحده من المستأجرين...
مشت على اطراف اصابعها..وهي تمر من قدام غرف النوم...وقامت تدعي بحرارة ان ماحد يشوفهاا وهي تتسلل بهالشكل المهين...
وصلت اخيرا للدرج..فأخذت نفس عميق...بس سمعت صوت باب ينفتح من وراها ...جمدت عن الحركة..لدرجة انهاا وقفت تنفسهاا...بس بالأخير كرامتها خلتهاا تلتفت عشان تشوف الشخص اللي واقف وراها...واللي مانطق حرف..
وابتسمت براحة وهي تشوف " كلاريسا" بنت صاحبة المنزل...."كلاريسا" طالعتهاا ببراءة الطفولة اللي شايلتها بقلبهاا اللي عمره ثلاث سنوات..وكانت ماسكه الباب وهي فاتحه فمهاا وبيدها الثانية شايله دبها البني...
راحت لهاا..."مارية" وشالتهاا وباستهاا بنعومة على خدهاا...ورجعت نزلت الدرج وهي ماسكتها وطبعا كانت تنزل بحذر عشان صوت كعبهاا العالي...
وصلت للدور الاول...وحمدت ربهاا انها ما شافت اي احد جالس...زين يمديها تطلع وترجع قبل ما يصحون بأذن الله ...
جلست "كلاريسا" على كرسي مخصص لهاا...وسوت لهاا كورن فليكس بسرعه...وباستهاا على خدهاا ووعدتها تجيب لهاا حلاوة...
طلعت من البيت...وزادت من سرعة خطواتهاا وهي تطالع ل شبابيك البيت...شافت زوج صاحبة البيت" ايمانيول"
وحست بخوف وهي تشوف نظراته القذرة لهاا...وهو يدخن ببطء...ويبتسم لهاا..واسنانه القذرة الصفراء..تقززهاا وتحسسها بغثيان...
صدت عنه...ودخلت مع اول لفة تشوفهاا عشان تختصر الطريق...
طالع بواجهة المحل..واعجبته الشغلات الصغيرة اللي يعرضونهاا...كانوا عارضين اشياء فنية شكلهاا مرة مميز وغريب...واكثر شيء عجبه تماثيل السيراميك الصغيرة اللي قدامه...راح تعجب اخته "نورس"كثير...خصوصا انها مهووسة بجمع هالاشياء...
" سعود"
العمر33سنة
رجع شعره الطويل شوي ورى بعيد عن وجهه...وقرر يدخل المحل...اول مادخل المحل...تعالى صوت الأجراس الصغيرة فوق الباب..
وطلعت له صاحبة المحل من بين المرايا بشكل مفاجىء...كانت صاحبة المحل حرمه عجوز...مليانه مرة... ونظراتها حنونة..
ابتسم لهاا سعود بأدب..وهو يمشي بين الأغراض الكثيرة اللي موضوعة بشكل عشوائي..
كانت اغراض مختلفه ومجمعه بأي شكل...يعني اشياء مالها علاقة ببعض..لكن اشكالهاا غريبة...وواضح ان صاحبة المحل تجمع اغراضها من بلدان مختلفة..
مسك تمثال على شكل عروسه كبير حجمهاا..يمكن توصل تقريبا بحجم الكف...يعني عادة هالعرايس تكون مرة صغنونة.. وقام يقلبه بين كفوفه...كان شكله مرة غريب...الشعر الأسود الغجري..طريقة رسمة العين...استغرب..دايم هالعرايس تكون شقر وعيونهاا ملونة...فقرر يسولف مع صاحبة المحل شوي ويسألهاا عنه...بس قبل لا يتكلم..تكلمت هي وقالت بصوتهاا المرتعش شوي وبالفرنسية
: هالقطعه فريدة مرة..ومن حسن حظك انك شفتهاا..لأني اليوم بس قررت ابيعهاا..مع اني لي فترة مشتريتهاا من الصين.."
سأل سعود ب اهتمام
: وش سر اهميتها؟؟"
ردت وهي تقرب منه وتمسك القطعه بحذر
: يقولون تجلب الحظ الحسن...لذا ماكنت احب اني ابيعهاا..بعدين جمالهاا يخليني ارجع واعيد النظر فيهاا كثير...لذا كنت مخليتهاا زينة في بيتي...."
سعود وهو يبتسم باستخفاف
: اهاا..بكم بتبيعينهاا علي؟؟"
ورجع اخذ منهاا العروسة وهو عارف انها راح ترفع السعر مرة
قالت العجوز بلا مبالاة مبلغ كبير مرة بالنسبة لسعر هالقطع...وصدت عنه...
ما خالفهاا سعود..لأنه متعود يدفع في بلده بدون مايكاسر...ومع انه عارف انهاا قاعده تضحك عليه من جواتهاا..اعطاهاا المبلغ..وشال العروسة...بس قبل لا تعطيهاا اياه...اخذتهاا ولفتهاا باهتمام وبحذر...كنهاا انسانة حقيقة وحطتها داخل علبة انيقة واعطتها له...اخذها وجواته ضحكة على خبالة هالعجوز وعلى نفسه بعد...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
صرخت وهي تشوف كلب كبير يركض جهتهاا..نست كل مظاهر الركاده والثقل اللي تمشي فيهاا من اليوم....حتى نست ان كشختهاا راح تخترب لو تجرأت وركضت...ومع هذا سلامتهاا كان الشي الوحيد اللي فكرت فيه بذيك اللحظة...ركضت بدون توقف وهي تناظر وراهاا...والكلب الكبير الضخم يلاحقها وشكله مبسوط ويحسبهاا لعبة!!!كان شكله مقزز ولسانه طالع بره وسعابيله!!..وع..هذا اللي فكرت فيه مارية وهي تدور النجاه منه بأي طريقة...
تعدت الناس وهي حاطه يدهاا على قبعتهاا..وماسكه ملفهاا بقوة...وطبعا كانت تصقع فيهم...ويطالعون فيهاا بنظرات قاسية...بس تعتذر على طول بصوتهاا الفحمان!!
:I'm sorry...sorry mam...sorry sir..."
هذا اللي كانت تردده...ومن فجعتهاا نست انهاا بايطاليا..ونست ان هالقرية يتكلمون فرنسي...يعني هم اللحين يعتبرونهاا قمة الوقاحه!!
بس ماكان عندهاا وقت تترجم لهم كلامهاا...واكيد طبعا الطليان يفهمون كلمة sorry!!
شافت رجال طويل وعريض قاعد ينزل درجات محل...ويوقف بالشارع يطالع بالسماا برواقة...التفتت وراها وهي خلاص بتموت من كثر ماهي فحمانه..حلقهاا جاف..وفمهاا مفتوح...ودقات قلبهاا تتصاعد بسرعه جنونية...لدرجه انه شوي ويوقف...
ماقدرت تمسك نفسهاا او توقف خطواتهاا وصرخت بأعلى صوتهاا
:آآآآآآآآآآآآآآآآآآه...."
عشان يبعد...بس الرجال اكتفى انه لف ببرود عشان يشوف مصدر الصوت...وفتح عيونه مفجوع وهو يشوف البنت اللي مدرعمه جهته....قبل لا يفكر وش يسوي؟؟..بلحظات بس...بثواني بس..برمشة عين..مثل مايقولون..كان التصادم...
طاخ
تحرك سعود بشوية الم...وهو يطالع التمثال اللي شراه....واللي دفع فيه مبلغ كبير...كان قطع على الأرض...الراس لوحده...والجسم لوحده...واليدين لوحدهاا...
طالع بسرعه بالغبية اللي صدمته..وصرخ فيهاا بعصبية
:توا.."
توا= انتي
وهو يأشر بصباعه على وجهها مقهوور..ويرتجف...البنت ماردت عليه...كانت ماسكه رجلهاا بقوة...وشكلهاا تألمهاا..وصرخت بشكل هستيري لمن شافت كلب كبير جاي جهتهم...وغطت وجهها...
وقف سعود وهو منقهر من هالغبية هي وكلبهاا المجنون...وقام ينفض الغبار اللي علق بالجاكيت حقه ...وانحنى يجمع القطع حقت التمثال اللي شراه...بس جاته ضحكة ممزوجة بشوية قهر وهو ماسك التمثال...
:ههه.."
رماه بقوة ووطا عليه لين ماكسره اكثر...وش يآخذ منه ووش يخلي؟؟؟..الظاهر ان حظ "نورس" منحوس!!
قبل لا يوصل لهم الكلب على طول...جاا رجال شكله امريكي ومسكه بقوة...وقام يهديه ويقوله كلمات تدليل بسيطه...
كان واضح انه صاحبه ...تكلم معه سعود بمجموعة كلمات...وعرف منه ان البنت هاذي هي اللي شوشته لأنه متعود يلحق اللي يركضون بعيد عنه...
هز سعود راسه بتفهم...ورجع يطالع في البنت اللي كانت جالسه على الأرض وتصيح وهي حاطه يدينها على وجهها...كان واضح انهاا خجلانه ومستحية ومتألمه...حز بخاطره انه صرخ فيهاا....
حط ايده على كتفهاا بيعتذر لهاا...بس صرخت بوجهه بسرعه اول مالمسهاا...ما قال شيء رغم انه استغرب من رد فعلهاا...شاف اوراق قليلة تطايرت من ملفهاا الانيق...
ابتسم وهو يمسك الورقة...كان مرسوم فيهاا فستان عروس..والفستان هذا غريب وعصري..والجليتر اللي فيه مخلي الرسمه شيء ثاني...
سحبت منه الورقة بسرعه..وقالت باعتذار
:sorry..."
ونست من جديد انهاا بايطاليا مو بأي مكان ثاني...^_*
طالع سعود بوجهها الاحمر وشعرهاا الاشقر اللي التصق فيهاا شوي...وقفت بصعوبة ...وساعدهاا رغم اعتراضهاا...
حك شعره بتوتر غصبن عليه قدام نظرات هالبنت الحلوة.... واعطاها الاوراق بعد ماحطهاا له بالملف...ووقف يطالعهاا...لين البنت بدت تتكلم بصوت ناعم مبحوح
:thanks"
= شكرا
ورسمت ابتسامة حلوة على فمهاا الوردي...هز سعود راسه لهاا وكأنه يقول لهاا حصل خير...
وقفوا مكانهم يطالعون لبعض...كل واحد فيهم مستغرب سبب وقوفه وينتظر الثاني يتحرك من قدامه لأن الطريق ضيق...وهم مسووين زحمه لأنفسهم وللناس...
حاولت تتحرك شوي لمن عرفت ان شكلهاا غلط قدامه....
وبعد عشان تبعد عن طريق الناس بس آلمتهاا رجلهاا مرة...ومسكت فيه بقوة لا شعوريا لأنها كانت راح تطيح...
انتبهت انهاا قريبة حيل منه...تسارعت دقات قلبهاا وهي تطالع برقبته وترفع عيونهاا بتردد لوجهه..
"سعود" في ذيك اللحظة...كان مسحور ب "مارية"....مو بسبب جمالها لا...جمالهاا عادي..فيهاا سحر غريب...سحر مميز من نوع ثاني..يمكن نعومتهاا؟؟!! ..رقتهاا؟؟!!..حساسيتها؟؟!! صوتها المبحوح الغريب المضحك!! غمازاتها الحلوين؟؟...ما يدري...بس عرف انه يبي يتعرف على هالبنت...
قال وهو يساعدها: you have 2 go to hospital.."
قالت "مارية" وهي تحاول تصحى من السحر اللي صابهاا
:may be..."
may be= يمكن...
ورجعت فتحت عيونهاا وغمضتهاا بقوة..وش قاعده تقول اهي؟؟..
لاحظ "سعود" سرحانهاا وقال بنعومة وهو عارف تأثير صوته زين على البنات
:the hospital؟؟
قالت وهي تغمض عيونها وبتوتر
: no...no...nono...OOO"
وفتحت عيونهاا وخبطت جبينهاا وهي تفكر بموعد مدام "لولا"...
قالت وهي شوي وتصيح
: مدام "لولا"..."
سعود بعدم فهم
: so؟؟"
قالت وهي تحط يدينهاا على عيونهاا بتوتر لدرجه انهاا تكلمت عربي ولا انتبهت
: راح...آآآآه...راح...آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..راح علي...."
وقامت تصيح من جديد...والدموع تسيح على وجهها الاسمراني...حاول "سعود" انه يفهم سبب بكائهاا بس ماقدر...كانت تاشر باتجاهات مختلفه وتصيح...وعيونهاا حمرت..ووجهها حمر
...وصارت مزعجه بالنسبة ل"سعود"..اللي كان مستغرب من انهاا عربية وه اللي توقع انها ايطالية..بس ما تهمه سواء كانت عربية او غيرهاا..هذي وحده قلق..خلني ابعد عنهاا واروح...
قال "سعود" وهو يطالع بساعته بعجالة
: معليش....I've 2 go..bye"
راقبته "مارية" وهو يروح من قدامهاا بسرعه وكأنهاا حشرة مزعجه قابلته...وزاد صياحهاا اكثر وعلا...وحست بقههر من ايش ما تدري؟؟
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..."
مر رجال من جنبهاا...ووقف يطالعهاا وهي تصيح...فنااولهاا منديل وراح بطريقه
..طالعت فيه مشكورة...ومسحت دموعهاا وشالت ملفها وقامت تجر رجلهاا اللي تألمهاا عشان توصل لبيت "لولا"...
في الصحراء
وبين التلال الذهبية...
والجبال الشامخه اللي شوي و تلامس السحاب
...بين الذياب والسباع الشرسة...
...في صفاء الجو...
...وبعده عن التلوث...
...في البساطة بكل اشكالهاا.
..بالبعد عن مظاهر الحظارة كلهاا....
لمن الشمس تتعانق بنعومة مع الجبال وتشكل اجمل لوحة برية...
لمن نشم روائح الاعشاب العطرية بعد رشة مطر خفيفة من فترات لفترات...
ابتسمت بطيب لاخوانهاا اللي كانوا يلعبون قريب منهاا.... كانت منهمكة بالعجن...عشان تسد جوع هالنااس..اللي اهي تعتبر نفسهاا مسؤولة عنهم...اساسا كل فرد في عايلتهاا يعتبر نفسه مسؤول عن الباقيين...حتى الأطفال الرضع مافيهم اي انانية.. طبعا باستثناء مرت ابوهاا..
"مضاوي"
العمر 17سنة
مسحت جبينهاا بتعب...وهي ترجع تركز بالعجين اللي بيدهاا... ياما تساءلت جواتهاا اذا مكتوب لهاا تعيش حياة مختلفه عن امهاا ومرت ابوهاا...
تعيش مثل ماتسمع بالقصص من مرت ابوهاا اللي كانت عايشه بالمدينه( اي مدينه...) ..كانت تعلمهم عن اشياء لا يمكن يتصورونهاا حتى لو بالخيال...
اشياء يعتقدون ان مرت ابوهم تبالغ لمن تقولهم عنها....
ياما حاولت في رجلها انهم ينقلون لكن جوابه دايم وابد...الرفض...
بالنسبة ل "مضاوي" تموت بعيشة الصحراء...ولا تبي تروح لمكان ثاني...مثل مرت ابوهاا...بس عندهاا شوية فضول...ودهاا تشوف ذاك المكان...اللي يسمونه مدينه...ودهاا تشوف الناس كيف هم فيه؟؟..يشبهونهم او لاا؟؟؟..تفكيرهم مثلهم او لاء؟؟؟...لبسهم مثلهم او لاا؟؟...
قامت تحط العجين على الصاج بعد مافردته باصابعهاا ...وتقلبه بسرعه...وتحطه على جنب..بصحن كبير...كانت تشتغل بمهارة وبسرعه فضيعه..متعودة على هالشيء من كان عمرها عشر سنين...يعني لها سبع سنين وهي تسوي كذا...
جات يمهاا مرت ابوهاا وقالت بصوت عالي مثلهم كلهم..وطبعا كل العيلة اصواتهاا مرتفعه
: خلااص..كاافي اللي سويتيه...دسي باقي العجين..كود نحتاجه باكر..."
قالت مضاوي وهي تحس بقرصة جوع اليمة
: ان شاء الله خالتي...بسس..."
ردت مرت ابوهاا بشراسة وهي تشيل الصحن يمهاا هي وعيالهاا
: وشو؟؟؟.."
مضاوي وهي تطالع بامهاا المريضة والمتمدده داخل بيت الشعر
: امي....ابي لهاا شوي.."
مرت ابوهاا ببرود وهي تقطع قطعه صغيرة مرة من الفطير
: خووذي...يله..تحركي من قبالي... ماابي اشوف وجهك هنيا..."
قامت مضاوي وهي تدعي على مرت ابوهاا الظالمه
...وطفت النار اللي كانت شابتهاا...وخلت الصاج مكانه...
ماهي قادره ترفع صوتهاا عليهاا
...لأن ابوهاا مرة يوم درى انهاا تهاوشت مع مرته
...ضرربهاا بقوة...وخلاهاا تنام بحوض الددسن...وهي تجربه ماتبي تعيدها...
راحت لأمهاا اللي كان واضح انهاا تعباانه خصوصا انهاا توهاا مولده وجايبه بنت زي القمر..
: يممه...قومي كلي لك لقيمه تسد جوعك..."
امهاا فتحت عيونهاا الواسعه ببطء
: ماابي...انا عطشاانه يا بنيتي....عطشاانه.."
راحت "مضاوي" لقربة الموية اللي كانت داستهاا عن مرت ابوهاا الشرانية
...وودتهاا لمهاا..
شربت امهاا بلهفة وكان واضح انهاا فعلا عطشانه..
قالت "مضاوي" وهي تحك ذقنهاا من تحت البرقع
: بسوي لك شوية تميرة مع مضير..."
مضير= اللبن المجفف...
هزت امهاا راسهاا وهي ترجع تمدد جنب بنتهاا الصغيرة اللي مالها ثلاث ايام
...قامت "مضاوي" وراحت للأغراض اللي حاطينهاا ورى بيت الشعر وبالليل يدخلونهاا..
.كانوا بس يجيبون من المدينه الطحين والتمر والقهوة والرز...
طلعت التمر وهي تفكر بحظ امهاا المقرود
...وتطالع بمرت ابوهاا واخوانهاا الصغار اللي تجمعوا حول امهم...
صح انهاا ماتكره اخوانهاا وتموت عليهم
...بس مرت ابوها..هي اللي تبي تكرههم في عيالهاا عشان تبين لرجلهاا انهاا هي الصح...وانهاا مظلومه ومسيكينة..
مسكينة يا ميمتي..فكرت "مضاوي" بحسرة من جديد بحظ امهاا
...ربي كتب على امهاا انهاا ماتجيب الا البنات...
والولد الوحيد اللي جابته مريض
..والعيال الباقيين اللي جابتهم ماتوا كلهم من ثاني يوم بولداتهم...وبعضهم اسقطتهم بالثامن والسابع..
تبللت عيون مضاوي بالدموع...
وهي تطالع بأخوهاا المتخلف عقليا...
....ماكانوا فاهمين وش علته...
..اهي تحبه وتموت فيه..
بس ابوها يكرهه وامهاا تكرهه رغم طيبتهاا..
.كلهم يكرهونك يا "عبدالله" الا اناا...ايه..هي تحبه حيل
...حتى انهاا هي اللي سمته يوم كلهم تركوه وراحوا بعد ماشافوه
..بعد ولادة امهاا على طول ...
تنهدت للمرة المليون وهي ترجع تركز بشغلهاا والشمس متسلطة عليهاا وتحرقهاا بقوة...والحر بمثل هالوقت ماله مثيل...خصوصا ان الشمس تنتصف السماء..وتبث اشعتهاا الخطرة...بس سبحان الله ربي حاميهم..
في عاصمة المملكة
في أحلى مدينة بالوجود
في الرياض
في قصر فسيح....لناس اغنياء جدا...
قصر خرافي...كله خدم وحشم وعالم...
..تعيش عايلة سعود...
ركزت بالخاطرة اللي كاتبتهاا..وحاولت تصححها..شالت كلمات وحطت كلمات ثانية ..ورجعت صححت اخطائها الأملائيه والنحوية....
وبعد ما تأكدت انهاا خلاص خلت من الأخطاء اللي كل مرة تغلطهاا ويحذرهاا محرر المجلة منهاا..
ارسلتهاا بالفاكس...
"نورس"
العمر 18 سنة
قرتهاا من جديد بفخر وبصوت عالي وهي تتأمل الكلمات اللي تتراقص قدام عيونهاا....
واللي انكتبت من قلب عطوف محب..يختلف عن معظم القلوب اللي تعيش بيناا هالايام..ومن قلب يتمنى يحب وينحب بكل صدق...
قضيت العمر عن روحي ابحث حثيث الخطى ليس لي مضجع
تائها في صحارى الهم اظمأ فمن سراب الى سراب اخدع
ليل الخطوب قد بدات دائما وظلام المحن للفجر يمنع
وأمسى الربيع خجلا بلا زهر فقد طال شتاء الهم ويقبع
ميتا اعيش وما حان الأجل صريع الفؤاد وعن حبي امنع
وحيدا والناس حولي كثر ودنياي ضاقت والدنيا اوسع
آه من حزن لا يمل صحبتي فقد مل الصبر ومني يهرع
دقت على صديقتهاا وبنت خالتهاا الحبيبة لقلبهاا مرة " ديمه"...وهي مبسوطة بنفسهاا..يا كثر رسايل المعجبين والمعجبات اللي توصلهاا عن طريق المجله...كل يوم تثبت انهاا مميزة بمجال الخواطر..وهالشيء يطربهاا ويحسسهاا بتميز ماله مثيل...ويذكرهاا بأحب الناس لقلبهاا" سعود" اخوهاا بعد عمرهاا...اللي اهو فنان بعد...يعني بس ثنين في العايله حساسين ورقيقن وفنانين هم "نورس" و"سعود"...
: الو..."
"نورس" بفرح وبرقة: الو.."
"ديمه" بهدوء: هلابك "نورس" حبيبتي..وش اخبارك يالقاطعه؟؟"
"نورس" بلهجة اعتذار حارة: اعذرريني يا كل الغلاا...بسس..كنت مشغولة هالأيام...يوه يا "ديمه"...لو تقرين الرسايل اللي توصلني..واو..كلهاا روعه واحاسيس.وش اقرا لك وش اخلي لك؟؟..."
"ديمه" بسعاده صادقه: من جد؟؟..اخيرا بدت الرسايل توصل لك...تذكرين من متى تنتظرينهاا ؟؟"
"نورس" وهي تتذكر ايام الاحباطات لمن كانت تنرمي الرسايل بوجهها وترجع لهاا من جديد...وترفض المجله تعرض لهاا اي خاطرة....وبعدين تذكرت لمن دقوا عليهاا فجأة ورحبوا بهالشيء...فكان احلى حدث في حيااتهاا...تذكرت بعد يوم كانت تتنظر كلمة اطراء وحيده...بس ماكان فيه احد يفكر يرسلهاا او يعجب بافكارهاا...حتى لمن نشرت في النت...كانت نفس النتيجه...بس هالحين...لاء...كل شيء اختلف....صارت اشهر من نار على علم
"ديمه": ياهوه..وينك؟؟"
ردت "نورس" وهي ترجع من افكارهاا: هلا عيوني...اناا هناا.."
"ديمه" بنعومة تقلد صوت نورس: اناا هناا.."
ضحكت "نورس" بخجل: ديمه...ههه..يله انا لازم اقفل...بس حبيت اقولك...اني نشرت خاطرة جديدة بعنوان صحراء السراب...اقرريها يا قلبي.."
"ديمه" بتأكيد: ولوو..اكيد اول ماتنزل المجله بروح اقراها...يله حبيبتي...باي"
"نورس": باي.."
تنهدت براحه..وهي تضغط تم الأرسال...عرفت انهاا راح تصيب الهدف كالعاده...الشيء هذا صار عندهاا مرة سهل...صارت تجيده مثل اي هواية الانسان يجيدهاا...فيه ناس تحب ترسم.... فيه ناس تحب تطبخ...فيه ناس تحب تحش...فيه ناس تحب تكتب...بس هي لا...اهي تحب انهاا تستدرج الرجال للفخ اللي اهي تحطه بارادتهاا...الفخ اللي مايطلعون منه ابد..
"هيفاء"
العمر20 سنة
رمت جوالهاا بلا مبالاة على السرير..وهي تقوم تروح لمرايتهاا....وقفت عند المراية وتمت تطالع بوجهها....
مررت اصابعهاا النحيفه على ذقنهاا...وازعجتها الحبة الصغيرة اللي طالعه هناك...راحت خذت كريم للحساسية من فوق التسريحة...وحطت منه شوي عليهاا...وقامت تدلكه بنعومة...وبعد ماخصلت من هالمهمة الصعبة...^_^
مسكت المشط وقامت تمشط شعرهاا الكيرلي...المتشابك بصعوبة...كان كثير وبني غامق...وملفوف لفات عريضة وكثيرة...
ماكانت تشتكي منه ابدا..كان يعجبهاا مثل ماهو..تحبه بهالشكل....ولا تتخيل شكلهاا بالشعر الناعم...اهي من الحريم اللي راضيات بكل مافيهن...راضية بجسمهاا الخيالي...راضية بوجهها الجميل...راضية بشعرهاا الصعب التعامل...
قدرت تفك عقده بصعوبة...ورفعته كله ذيل حصان....وفتحت الدولاب تشوف لهاا لبس انيق...وراهاا طلعة للنادي عشان تقابل صديقاتهاا...
طبعا هيفاء عندهاا الطلعات كل يوم وبدون حسيب او رقيب...ولا احد يمنعهاا من خرجاتهاا...واهي لو امهاا حبت تقهرهاا بس تمنعهاا من الطلعه...البنت ينجن يجنونها وتقعد تدور في القصر وتزن عليهم لين يرضون ويوافقون على خرجتها...
انتهى الفص1ل
سعود ومارية تقابلوا....
لكن هل راح تحصل بينهم صدف ثانية؟؟؟...
مضاوي وحياتهاا مع مرت ابوهاا والجحيم الصحراوي
هل راح تكتب لهاا النجاه منه؟؟...
نورس وخواطرهاا الرقيقة
هل راح تشتهر اكثر من كذا؟؟..وهل راح تستمر الأمور بالسهولة ذي؟؟..
هيفاء وخططها اللي مالهاا نهاية
هل راح يجي يوم وتطيح بشر اعمالهاا؟؟
اترك الأجابه على الاسئلة هذي للايام اللي راح نعيشها مع ابطال" عز الله ان حبي لك اكبر نقيصه"

حنين الذكريات 1
حنين الذكريات 1
الفص2ل
" صدمة اليمه...لقاء قدري...استاذ معجب!!"
"...يا أهل هالبيت باشكي بنتكم
...تعبت روحي والله بصدهاا...
اقسمت قلبي اهي لقسمتين...
نصف عندي...
ونصف باقي عندهاا...
يا اهل هالبيت شوفوا حالتي...
صار لي من العام ناطر وعدهاا
...البشر تسهر كم ليلة وتناام
...وانا كل عمري سهر من بعدهاا....
ارضعتني الحب واسقتني الغرام
...واسقت احساسي انا من شهدهاا.
..وفطمت قلبي وهو توه صغير.
..كن قلوب الناس لعبه بايدهاا..
"
في غرفة نومهاا...
تمايلت "هيفاء" على انغام الأغنية اللي جاتهاا اهداء من معذب من المعذبين اللي تتلاعب فيهم...
كانت تفرحها دموعهم...تحس بسعاادة من نوع ثاني...لمن تحطم هالقلوب...نشوة غريبة..فرحه شريرة...حاجه اهي معترفه انهاا غير طبيعية...
كانت تنتقم من كل البشر...وكأنهاا قاعده تنتقم منه...مع انه اهو رحل وانتهى....ومات وشبع موت...لكن هالشيء ماخلاها تغفر له...خلااهاا تدوره وسط هالرجال..واول ماتلقاه تخطط وترسم اشد الخطط فتك..وتنفذ كل شيء بحذافيره....وراح نعرف بالفصول الجايه بالتفصيل كيف "هيفاء" قدرت توقع اغلب الرجال بشباكهاا....
سمعت طق على الباب..قالت بأعلى صوت:ادخل..."
انفتح الباب بهدوء...وشافت وجه امهاا يطل عليهاا..ابتسمت لأمهاا بحب...كل شيء في الدنياا الا امهاا...لهاا غلا غير البشر...
ابتسمت "هناء" بنعومة وهي تراقب وجه بنتهاا المبتسم: وش عندك؟؟..رافعه الصوت على الأخير..."
وجلست على طرف السرير الفخم اللي مفارشه كانت باللون الأحمر ومطرزه بالذهبي....وهو لون هيفاء المفضل...
"هيفاء" وهي تبتسم بسعاده: مبسوطة مرة...بس...وهذاني بقصر الصوت علشانك..."وقصرت الصوت على طول...
"هناء" بحنان الأم: ان شاء الله دووم حبيبتي...وش سر هالسعاده؟؟.."
"هيفاء" وهي تغمض عيونهاا: مدري...احس أني مرتااحه...بدون اي سبب..."
"هناء" وهي تبعد شعرهاا الناعم الاسود اللي فيه خصلة حمراء ناعمه..عن وجهها: طيب..ام...بتروحين معي عرس بنت عمك؟؟"
"هيفاء" وهي تبتسم بخبث: طبعا..يا ست الحبايب..اكيد راح اروح...."
وغمضت عيونهاا وهي تتذكر الخطه اللي رسمتها...هالمره على زوج بنت عمهاا...
طبعا بنت عمهاا لا تستغربون...اللي ياما اشمتت فيهاا....لازم تذوقهاا من النار اللي ذاقتهاا من سنتين...
"هناء" بقلق: بسس..مدري..يا حبذا لو انك تجلسين في البيت...تعرفين المشاكل اللي صارت بينك وبينهم من سنتين..لسه صداهاا موجود..."
"هيفاء" وهي تكذب: يا بعد عمري يا ست الحبايب يا اغلى البشر..انت عارفه اني انسى على طول...ولا اشيل شيء بقلبي...صدقيني اني مشفقه عليهاا..لا اكثر ولا اقل...عااد مسكينه طقت الثلاثين وتوهاا تعرس.."
ابتسمت "هناء" بتوتر وهي تقوم من على السرير...اهي ادرى الناس بحقد بنتهاا على قرايبها: خلاص...بتنزلين السوق..ولا عندك شي تلبسينه؟؟.."
"هيفاء" وهي تمد بوزهاا بتفكير: لالالا بنزل...لازم اشتري حاجه مناسبة للزواج...كل ملابسي قديمه.."
"هناء" وهي تهز راسها باقتناع: قبل لا تروحين السوق مريني وخذي الكريدت كارد.."
هزت "هيفاء" راسها لأمهاا...ورافقتهاا للباب...واول ماطلعت امهاا قفلت الباب وارتكت عليه بفرح...وغمضت عيونهاا بطرب..راح اذوقك من نفس الناار اللي ذوقتيني اياهاا.....والله لخليك تبكين بدل الدموع دم...
الصحراء
في وقت العصر...والشمس مقااربة على وقت المغيب...والجو رائع...ومنظر الوان الغروب سحر رائع...تمازج اللون البرتقالي والأحمر والاصفر مع شوية سماوي...ولا اجمل من لوحة لأفضل رسام...لوحة الطبيعه خطتها ف مالهاا اي مثيل....
كانت "مضاوي" تمشي مع اختهاا" فضة" والابل من جميع الاشكال والالوان تمشي قدامهم وجنبهم...
مجاهيم ووضح ومغاتير....وحوير وبكار...ومنظرهم غاية في الروعه...وهي تمشي بتهادي راجعه لمكاانهاا..
منظر يخلينا نتأمل بخلقتهاا بدون ملل او كلل....وكل مرة نكتشف فيهاا اعجاز مختلف عن الآخر...
" افلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟؟"
صدق الله العظيم...
وكان بنفس الوقت..فيه اربع جيوب جايه من بعيد...وواضح انهم كانوا مخيمين حول المنطقة....
مضاوي وهي تأشر على الجيوب وهو منظر متعودين عليه: ما ودك في يوم تركبين فيهن؟؟"
فضة وهي تضحك: ههه....يا وخيتي خلي احلامك على قدك.."
مضاوي وهي تمط شفتهاا: وش بلاها احلامي؟؟....ماتشوفين هالناس اللي يجون يمناا ويخيمون كلهم يركبون فيهن..."
فضة وهي تطالع بأختها وتوقف: يا مضاوي يا قليبي....خلك عااقل وبلاش هالكلام....ترى عمرناا ماراح نتحرك من هنيا..."
مضاوي بضيق: من حقي احلم...!!"
وكملت وهي تتنهد: بدل هالحياة اللي نعيشهاا....ماصارت يا فضة...اهي منثبرة بمكانهاا طول الوقت...واناا نكرف مثل الحمير..."
ماردت عليهاا فضة لأنهاا عارفه ان الكلام بهالموضوع لا يأخر ولا يقدم...وعاارفه ان مرت ابوهاا ماراح تشتغل بيوم...مادام ابوهاا ما يأمرها ولا يقولهاا حرف واحد....
مرت الجيوب من قدامهم...فطالعت " مضاوي" بفضول في اصحابهاا....كانوا عوائل فيهم حريم ورجال....واطفال..
الحريم كانوا كاشفات عن وجيههم...تأملت مضاوي اشكالهم وحست انهم كائنات غريبة عنهم...من وين لهم هالبياض؟؟؟...والخدود الحمر؟؟؟...واناا ليش مانكون مثلهم؟؟..فكرت مضاوي وهي تطالع بيدينهاا..
وتسمعت بفضول للاصوات الطالعه الغريبة من الجيوب...وكانت ما تميز اصوات الموسيقى...وتعتبرها شيء عجيب...
قالت يوم بعدت الجيوب لفضة: سمعتيه؟؟؟...يا زين ذاك الصوت...شي(ن) عجيب..."
فضه وهي تتجاهل هالموضوع: مالناا والصوت....خلي الصوت بحاله!!"
مضاوي تضايقت من سلبية خواتها...ليش ما يفكرون مثلهاا؟؟؟...يعني معقولة اهي مختلفه عنهم؟؟؟..طيب كلهم عاشوا نفس الحياه...ومن نفس الأم...ومن نفس الأب...وعاشوا جنب بعض...ولاا تخلوا عن بعض...مع هذا هي الوحيده اللي تفكر باهل المدن وتبي تصير مثلهم...!!
وصلوا اخيرا لبيت الشعر....بس لاحظوا وهم مقبلين عليه...ددسن..واقف عند شق الرجال...
طالعت فضة ب مضاوي: اكيد ضيوف..بس وش جابهم هالوقت؟؟؟...كنه متأخر...؟؟..."
مضاوي باستغراب: ضيوف؟؟؟....ما اتوقع يا وخيتي...يمكن قرايب الحيه؟؟..اهم اللي يجون بهالوقت...لأن ديرتهم بعيده..."
فضه بزعل: عييب....عيب هالكلاام...استحي ذي ام اخوانا...والله يحيهم كانوا هم ولا ماكانوا..."
مضاوي وهي تهز راسها: نسيت...غصبن علي اقول كذي...الموهيم...امشي نعجل...اخااف ابوي يطلع بعقااله وهو يشوفناا نمشي على راحتناا كن ماوراناا شغل!!"
وراحوا بسرعه يم شق الحريم...واول ما دخلوا لقوا مفاجأة غريبة مرة!!
القرية الايطالية
في شوارع صغيرة يتمشون فيهاا العشاق وهم متعانقين...وناسين هموم العالم كلهاا..واهم مافي الدنيا بذيك اللحظات سعادتهم وبس...
كان سعود يمشي وهو لابس معطف اسود ومدخل يدينه بجيوبه...كان ضايق خلقه مرة...خصوصا انه يمشي بهالمنطقه اللي كلها عرسان بشهر عسلهم....او حبايب سوه..عالم رايقه عايشة تحب وتنحب....
اما هو آخر واحد مفروض يكون بهالمكان....له فترة وهو وحيد....من تركته آخر بنت تعرف عليهاا وهو يعيش حياة مملة فضيعه...
يدق عليها وتطنشه...ويرسلهاا ايميلات...ولا ترد عليه..ويجي لبيتهاا يدق عليهاا ومع هذا تتمادى وما تفتح له الباب...
يستااهل...ولا شلي خلاه يعترف لهاا ان ماعنده نية زواج....اهو الطير الحر...اللي عاش طول عمره طليق...ماتحده اي حدود..ولا يفكر بأي انثى ممكن تعيق طريقة في هالدنيا...
اي انثى يشوف انهاا بدت تلمح له عن حكاية الزواج...يركنهاا على جنب بكل بسااطه...كأنهاا غرض صغير تافه مل من استخدامه....
او يتعذر باعذار كثيرة..منهاا انه لسه قاعد يبني حيااته...او انه محتاج فرصه عشان يقنع اهله...
ونادرا ما يجري ورى وحده....بس هذي الاخيرة من كثر الملل...اضطر يلاحقهاا ومع هذا طنشته بكل بساطه وكأنه قطعة فستان قديمه..
اخذ نفس عميق....لوو بس يلاقي البنت اللي صدم فيهاا ذاك اليوم!..غمض عيونه يتذكر ملامحهاا الشفافه الغريبة...النمش الناعم على خشمهاا...الشعر الاشقر البرونزي...والبشرة السمراء الناعمه...وعيونهاا الملونة العجيبة...
لهجتهاا العربية الناعمه المبحوحة الغريبة!
ما كانت ابدا جميله...عيونهاا عادية...وخشمهاا مو حلو... وشفايفهاا عريضة شوي...يعني بالنسبة لاي شخص ثاني جدا عادية...مختصر الوصف لهاا...كلمة جمال غريب...يخلي اي رسام يفكر فيهاا...ايه واناا رسام عشان كذا هي شاغله تفكيري...
فكر شوي وهو يزفر بضيق ويفتح عيونه...هل فعلا لاني رسام قاعد افكر فيهاا؟؟؟...ولا علشان شيء ثااني؟؟؟...
حك شعره بتفكير...وكشر لمن تذكر دموعهاا الغزيرة...لالالا...الفكه من هالاشكال غنيمة!!
كانت "مارية" تمشي ببطء وهي ماسكه كرتون بيتزاا كبير بيدهاا..وعصير برتقال...لهاا فترة ماذاقت الأكل...والسبب ببساطه نفسهاا مسدودة...بس قررت اليوم تغصب نفسهاا بالقوة...موب كيفهاا...لازم تحافظ على صحتهاا عشان دراستهاا وكل مخططاتها...
سمعت صوت ضحكة ناعمه..فالتفتت واهي تمشي....
وابتسمت بحسرة وهي تشوف وحده تضحك مع واحد....شكلهم عرسان!!...كانت الفرحه مرسومة على وجهها الناعم....وهو بعد كان شكله سعيد فيهاا...
سكتواا للحظات...وغرقوا بنظرات بين بعضهم...نظرات لهاا الف معنى ومعنى...حست مارية بشعور غريب في قلبهاا...وهي تشوف تماسك يدينهم....ومعااني الحب اللي في كل همسة ولمسه طالعه بينهم...
طن صوت عالي براسها...حبي..حبي...حبي...تنهدت بصوت مسموع: ومن وين لي وقت احب؟؟؟..."
وما امداهاا قالت هالكلمه الا وهي خابطه بواحد...صرخت بروعه وهي تنتبه لعلبة البيتزا اللي من حسن حظهاا انهاا ماانفتحت لمن طاحت على الأرض...
رفعت عيونهاا بسرعه تبي تعتذر..في نفس الوقت اللي اهو كان فاتح فمه عشان يتكلم عليهاا....فتحت فمهاا هي بعد مو مصدقه...اكيد حلم!!
قالت بصعوبة وهي تتنحنح: انت!!"
لهاا يومين وهي تفكر فيه صبح وليل...وتفكر شلون صرفهاا وراح لمن صاحت...ما توقعت ابدا انهاا راح تشوفه....على الاقل مو بالسرعه هذي!!
سعود ظل يطالع فيهاا مو مصدق: انتي؟؟"
بلعت مارية ريقهاا بتوتر وبعد لحظات طويلة ضحكت ضحكة قصير جافه: ههه...الظاهر...مكتوب علي اصدم فيك..كل مرة!!"
ابتسم سعود على كلمتهاا وهو يطالع فيهاا من فوق لتحت بتأمل: يمكن!!.."
حست بدقات قلبهاا تتسارع...وقلبهاا كله كأنه بيطلع من مكانه ويوصل لحلقهاا....واحترت بقوة..والارتباك زاد عندهاا بسبب نظرات هالشخص اللي واقف قدامهاا بدون حركة...
جات بتنزل علشان تشيل علبة البيتزا بنفس الوقت اللي اهو نزل فيه علشان يشيل لهاا العلبة...خبطت راسهاا براسه...وصرخت متألمه عن جد هالمرة...وعيونهاا بسرعه امتلت بالدموع...
اماا سعود غصبن عليه ضحك بقوة: ههه...الظاهر انك صادقه.."
ابتسمت بحلاوة رغم ان راسهاا يألمهاا وهي قاعده تلمسه: ههه.."
وشالت علبة البيتزاا ومسكت عصير البرتقال زين بيدهاا..وطالت وقفتهم بدون اي حكي...باستنثاء حكي العيون الغريبة..
انتبه سعود لعيونها الامعه...كان واضح انهاا مليانه دموع...معقول انها تصيح بهالسرعه؟؟...هذي ثاني مرة ومع هذاا اهي على وشك الانفجار...لازم اروح بسرعه...اكرره ماعلي اسمع صياح بنت!!
في نفس الوقت...مارية كانت تحااول انهاا ماتصيح...بس الم راسهاا قوي مرة...فقررت تمشي بعيد عنه...ماله داعي يشوفهاا تصيح...اهي بتهج منه قبل هو لا يهج...
: آآآه...لازم اروح....هالحين.."
قالتهاا اخيرا وهي تبتسم بتوتر...
رد سعود بعد لحظات وهو متنح
: ايه اكيد..."
وبعد ما استوعب كلامهاا قال بسرعه
: اوه...مع السلامه.."
هزت راسهاا له
: Bye..."
طالعت بظهره العريض وهو يروح...وابتسمت برومانسية وحالمية وهي تضم علبة البيتزا الحاره لصدرهاا!!
...وش هالصدف!!...لو انك يا ماما عايشه كان فكرتي ان هذا قدري..!!
بينماا سعود كان يمشي ويرجع يطالع فيهاا وهي لسه واقفة تتابعه....روح اتعرف عليهاا يا سعود...ليش جالس؟؟؟..هذي هي الفرصة جات مرة ثانية لك...لا تتركهاا تروح...يمكن عمرك ما راح تقابلهاا مرة ثانية...!!
بس اهي صياحه...واناا اكره ماعلي اقعد مع بنت تبكي على اي شيء...تبكي لفرح..تبكي لحزن...تبكي لالم...وهذي واضح انهاا من هالنوع...انا احب البنت المرحه اللي نادرا ماتبكي...!!
سمع صوت جواته....
سعود...تتذكر حكاية الالهام؟؟؟...تتذكر نصيحه صاحب المعرض...دور عن الالهام.. ؟؟؟..دور عن الالهام...صرخ فيهاا سعود بدون وعي...اناا لقيت الالهام ومع هذا تركته بكل بسااطة...
بعد ماوصل لنص المسافه وبعد كثير...وقف ورجع التفت...وقرر انه يرجع وهو يحس باحاسيس غرريبة....كثيرة قاعده تمتزج بدمه وقلبه ومشاعره....الالهام...ايه هي الالهام...لأنهاا كل الرقة والنعومة بهالدنياا...
قرر انه يركض عشان ماتبعد كثير عن مكانهم اللي كانوا واقفين فيه...مكانهم؟؟؟..الظاهر يا سعود انك طحت وماحد سمى عليك...!!
في القصر
....في الحديقة الواسعه....
الساعه9:00م
كانت جالسه عند المسبح اللي على شكل بحيرة صغيرة...تحوطهاا الزهور والاوراق الخضراء من مختلف الانواع.....واشجار صغيرة وشجيرات منوعة...كان المكان روعه...ومريح نفسياا...ومع الانوار اللي تحوط المكان...وكأنهاا فراشات ليلة مضيئة...فالمكان ملهم بقوة...
...الذكريات الحزينه..
اهجر نفسي والذكريات..انطوي عند زاوية صغيرة لأجد ذاتي ابكي...
مضى زمن...احلم بحياة لم استطع الحصول عليها...حزينه والدمع يملأ جفوني...
ينفجر البركان...اصرخ لماذا انا؟؟...وعندما اشعر بالوحده يتقلص حزني ويذوب الخوف بداخلي....اسير مسافات وانظر للارض..ويداي جامدتان...لا استطيع تذكر عيد الميلاد..وحديث الصديقات...
اجهل من اكون عندما انظر في المرآة...لن يعرفوا عم ابحث؟؟...ذهب للبعيد تركني بمفردي والألم يفقدني الاحساس بالحياه...
انهت تصحيح خاطرتهاا الرقيقة اللي كتبتهاا بسرعه وهي في الجامعه هذا الصباح...قررت انهاا ترسلهاا للمجله بكرة...بس اول شيء لازم ترد على المعجبين الكثيرين اللي توصلهاا رسايل منهم كل اسبوع..
مع ان عدد الرسايل بدا يقل بشكل ملحوظ...وهالشيء في بعض الاحيان يحبطهاا...لكن مع هذاا...فهي مؤمنه ان لا يأس مع الحياه...عشان كذا ماراح تيأس ابدا...حتى لو وصلت لهاا رسالة وحده اسبوعيا..
بس اللي هي مستغربة منه مرة...بعض الرسايل في بينهاا شبه كبير..وكأنهاا من نفس القارىء...بس الاسماء اللي توصل لهاا مختلفه...معقول يكون معجب مجنون..؟؟!!
ابتسمت برومانسية وخجل...يمكن مستحي يرسل لي كل اسبوع رساله عشان كذاا..يحاول انه يرسل مجموعة رسايل باسماء كثيرة!!
"لازم اعرف حكايتك يا استاذ معجب" قالتهاا نورس وهي توقف عشان ترجع تدخل القصر...خصوصا ان الهواء بدا يبرد مرة...
الصحراء
ضمت فضه بقوة وهي تصيح بحرارة بين خوااتهاا....الموضوع اكبر من انهاا تتحمله...اهي ماتبي هالشيء...مااتبيه...ليش يا يبه؟؟؟...ليش؟؟؟..
مضاوي والصدمه اللي لقتهاا...
وش تتوقعون تكون؟؟؟..
ومسلسل لقاء الصدف بين مارية و سعود...
راح يستمر؟؟؟...وقبل لا يستمر هل راح تقبل مارية تعرف سعود عليهاا؟؟؟وتقبل تكون الالهام بحياته؟؟؟
..وقبل هذا كله ..هل راح تكون لسه موجوده بنفس المكان لمن يوصل؟؟؟..
ونورس وحكاية المعجب المجنون....
هل نورس صادقه باحاسيسهاا؟؟؟..وهالمعجب وش يبي من ورى كل هالرسايل؟؟؟...وتتوقعون راح تصير حكاية غريبة بينهاا وبينه؟؟؟
واخيرا...هيفاء...بطلتناا الغريبة والشريرة شوي...هل راح تخرب عرس بنت عمهاا؟؟؟...معقولة بتقدر على شيء قد كذاا؟؟؟...وقبل كل هالحكي؟؟...وش السبب اللي يخلي هيفاء بهالشر؟؟؟...وش اللي صار قبل سنتين ولسه يألمهاا خصوصا ان ناس كثير تشمتت فيهاا؟؟؟..ومين هو اللي مات ومع هذا قاعده تنتقم من الشباب عشان تفرغ حزنهاا وقهرها؟؟؟...
كل هالأجوبة واكثر....راح نلقاهاا بالاجزاء الجاية في قصتناا كلناا...قصة الحب والطبقية والفروقات الاجتماعية الغريبة...
قصة القسوة والجفا وصحاري الجحيم واالالم...
" عز الله ان حبي لك اكبر نقيصه"
اترككم وانتظر تعليقاتكم على احر من الجمر....

حنين الذكريات 1
حنين الذكريات 1
الفص3ل
"الآم نساء....وخيبات رجال!!"
الصحراء
في نص الليل....والهواء البارد يلف المكان..وكل شيء ساكن في مكانه..مافيه اي حركة...كل البشر نامين في هالمنطقة...حتى الناس اللي مخيمه قريب..
وعلى راس جبل....كانت هي لوحدهاا....طلعت بدون ما حد يدري عنهاا...وتسللت لهالمكان...دوم تحب تجلس فيه....
تسللت دمعه من بين رموشها الكثيفة..وذاب كحلهاا بسرعه على وجهها....بس ما اهتمت انهاا تمسحه او حتى تمسح دموعهاا...
كانت تبكي بصمت...ما تعودت حد يشوف دمعهاا غير خواتهاا...عمر ابوهاا ما شاف لهاا دمعه...وعمر امهاا ماشافت لهاا دمعه...
بعد ما تعبت من الصياح بحجر خواتهاا...قررت انهاا تختلي بنفسهاا...ما تبي اهلهاا يشوفون دموعهاا...اللي نزلت علشان رجال...خلهم على ظنهم القديم....انهاا مضاوي القوية اللي مايهزهاا ريح...ولا يأثر فيهاا شيء.
دايم يظنون انها مختلفه...يحسدونهاا على قوتهاا الظاهرة وبرود اعصابها...لكن خلاص يا يبه...تمااديت...تمااديت كثير....طعنتني وقلت معليش...لكن انك تزيد طعونك وتفنن بجرحي هذا اللي ما اقدر اتحمله...ياربي وش اسوي بعمري؟؟...اذبح نفسي؟؟ ...بسس...ما اقدر...اخااف على عبدالله يضيع من بعدي...
اول ما تذكرت عبدالله..حطت يدهاا على فمهاا وزادت من صيااحهاا...الا عبدالله...وش بيسوي لا بعدت عنه؟؟؟..راح يهملونه؟؟..وما راح يطعمونه؟؟...يمكن يذبحونه...يا ويلي عليك يا عبيد....راح تضيع من بعد اختك!!
غمضت عيونهاا بألم وخلت الهواء النقي البعيد عن التلوث ينساب بحرية..على وجهها الجميل...ويحرك بعض خصلات شعرهاا اللي طلعت من تحت الشيلة حقتهاا...
مسكت حصى صغيرة..ورمتهاا بقوة...سمعت صوتهاا وهي تطيح وتتدحرج...حست ان ابوهاا عاملهاا مثل هالحصى...رماهاا بدون رحمه...
رجعت تتساءل بقوة
ليش يا يبه؟؟؟..ليش؟؟؟ ليش رميتني لرجال بالسبعين من عمره؟؟؟..ليش رميتني لواحد اكبر عياله اكبر منك يا يبه؟؟؟....
تذكرت يوم دخلت عليهم...وانصدمت بوجود حريم اخو خالتهاا" شعاع"...من زمان مازاروهم...يمكن من عشر سنين...
ضمت نفسهاا بقوة وكأنهاا تحمي نفسهاا من مجهول...وهي تتذكر " ابو علي"... لمن كان يراقبهاا وهي صغيرة..كانت تكرههه...وما زالت تكرهه...ولا تحب تشوف وجهه...ولا تتخيل نفسهاا مرته...
معقول يبه ترميني علشاان مجموعة نياق؟....لها الدرجه اناا رخيصه يبه...
تنفست بصعوبة وهي تغمض عيونهاا...تتذكر وجه "ابو علي" القذر...بلحيته الحمراء الطويلة....ووجهه المتجعد....وحواجبه الكثيفة الحمر...وابتسامته المقززة...
خلاص يا "مضاوي"...انت بتصيرين زوجته...ما عاد تقدرين تهربين من قدرك وحظك ونصيبك.....هذا نصيبك يا مضاوي لازم ترضين فيه....والحياه كلهاا قسمة ونصيب..
سمعت صوت خطوات وسط افكارهاا خلاهاا تلتفت بسرعه..شافت اختهاا وهي تجي مقبلة لهاا...مسحت دموعهاا بسرعه...وابتسمت بوجه " هيلة"
كانت هيلة شايله بيدهاا تمر بلبن وشوية فطير...جلست عند مضاوي وحطته بينهم...
هيلة وهي تنتفس بصعوبة: اعوذ بالله مدري وش صايبني؟؟..ياله اتحرك وازحر( نفس معنى اتحرك) من مكاني.."
مضاوي وهي تشوف جسم اختهاا الرويان: من المتن..."
هيلة وهي تكش بيدهاا على وجه مضاوي:يا هب.. اذكري الله ...لا تحسديني على النعمة ..."
مضاوي واللي كان ودهاا تزيد وتسمن مثل اختهاا: تف تف..مشاء الله عليك......"
هيلة: ايه هذا الكلام الصحيح..."
سكتوا شوي وقاموا ياكلون من التمر..رغم ان مضاوي كانت تغصب نفسهاا...لأنهاا جوعانه ولا ذاقت العيشه بالليل...
مضاوي بتردد: هيلوه.."
هيلة وهي تآكل: هم.."
مضاوي وهي تفكر: شلون حياتي بتصير مع ابو علي وحريمه وعياله؟؟"
هيلة بعد تفكير: قولي جعله يموت قبل يعرس عليك..."
مضاوي غصبن عليهاا ضحكت: ههه...آآآمين...مانيب كارهه والله..."
هيلة وهي تآخذ لهاا شوية فطير وتعطيه اختهاا: اكلي اكلي...لا تفكرين بهالجواز...وربي بيحلهاا...من عنده..."
مضاوي بحسرة: وشلون اخلي العيشة تدخل جوفي...واناا افكر بهالنحاسة.."
هيلة وهي تطالع بوجه اختهاا الساحر: ميمتي تقول انه كان حاط عينه عليك من سنين...من يومك صغيرة...وانه خطبك وانت ام سبع...ورجع خطبك وانت تسع...ثمن خطبك على عشر...بس ابوي كان يتعذر له..لكن هالحين ماعاد فيه اي عذر لجلستك معانا..."
مضاوي وهي مصدومة: يعني هالحين اثاري ابوي معطيه كلمته من سنين؟؟.."
وحطت يدينهاا فوق راسهاا وقامت تصيح من جديد...يعني خلاص اذا كان عندهاا امل صغير انه غير كلامه...فهالامل راح من بعد كلام هيلة...
هيلة بجدية: مضاوي....وش هوله هالصياح؟؟؟..اللي يشوفك يقول ميت لك ورع...اكبري ترا مانتيب ورع...والله ان " فطين" اعقل منك..."
فطين هو كلبهم السلوقي ^_^
بس مضاوي ما سكتت...هيلة وفضه هم الوحيدات اللي تقدر تصيح قدامهم...اهي عارفة ان الايام الجايه راح تكتم على انفاسهاا صدق...
تركت هيلة الاكل اللي بيدهاا وهي تشوف وجه اختهاا ممتلي دموع القهر والمرارة...وراحت ضمتهاا بقوة تبي تخفف عليهاا النيران اللي مشتعله بجوفهاا...
في ايطاليا
في شوارع الرومانسية والحب والليالي الغير شكل!!
وصل سعود اخيرا للمكان اللي كان واقف فيه مع البنت....
تطلع يمينه وشماله..ماكان لهاا اي اثر...كان الارض انشقت وابلعتهاا...!!!
دار حول نفسه يدور طيفهاا الاشقر وضحكتهاا المبحوحة...بس للاسف كانت النتيجه وحده...
حس باحاسيس مختلفه من خيبة الامل...والالم اللي استغربه...كان يحس باشياء صغيرة مؤلمه بقلبه....هذا اعجاب؟؟...هز راسه مستنكر على نفسه حركات المراهقين هاذي...كم عمرك يا سعود؟؟؟...33 سنة...ومع هذا قاعد تطامر بالشارع علشان بنت هلفوتة قابلتهاا واعجبتك...
اللي خلقهاا خلق الف غيرهاا...وخلق الف احلى منهاا...والف ارق منهاا..
صرخ فيه صوت صغير...بس هاذي غير...سأل نفسه بحرارة...ليش غير؟؟...
ماسمعت ضحكتها الناعمه..ابتسامتها البريئة...عيونهاا الامعه...هذي هي الانثى...فزمن قلوا فيه الاناث....عشان كذا هي غير يا سعود...
ضرب يدينه ببعض بقهر....وش يفيد هالحكي كله؟؟...
آآآآآآآآآآآآآآه صدق اني غبي...قالهاا وهو مقهور من هبالته...لو انثبرت عندهاا...بس كان لازم اصرفهاا بكل برود...بس هي اللي صرفته...
حتى لو...لو اني بس طلبت رقمهاا...لو وصلتهاا للبيت مثل اي رجل محترم...لكن ما اقول الا آآآآآآآآآآآآآآه مالت على وجهي....
حط يدينه داخل جيوبه وراح يمشي راجع لشقته...بس ماكان فاقد الامل انه يشوفهاا وهو بطريق الرجعه..
حس بقطرات مطر صغيرة تطيح على خشمه المرتفع....رفع عيونه السود للسما ...وكشر..مطر؟؟...اف....
رفع ياقة الكوت اللي لابسه...وركض بخطوات كبيرة يقطع الطريق قبل لا يزيد المطر...لكن المطر زاد بثواني وصار قوي مرة...
وصل اخيرا للعماره اللي ساكن فيهاا...دخل بسرعه بعد ما رفع يده يسلم على البواب...اللي هز راسه له باحترام....
راح للمصعد الخاص فيه....وطلع المفتاح من جيبه...واول مادخل المصعد...طالع نفسه بالمراية العريضة اللي داخله...
ومشط شعره باصابعه....وفصخ الكوت المبلول من المطر الغزير...وصل المصعد للدور اللي ساكن فيه...وكانت شقته بالدور الاخير...
خلى المفتاح بالمصعد...ودخل لشقته وابتسم وهو يشم ريحة الازانيا الحاارة الطازجة اللي توها طالعه من الفرن...
يمكن هذا الشيء الوحيد اللي بيهون عليه فقدان ذيك البنت للمرة الثانية...
طلعت خدامته الفليبينية اللي جايه معه من الرياض من المطبخ...واللي امه ارسلتهاا معه من استقر هناا....
قالت ايمي بعربيتها المكسره اللي تحب تستخدمها: تبي ئشا؟؟"
سعود وهو يعطيها معطفه المبلول:yesss..."
وراح دخل غرفة نومه...وتمدد على سريره الابيض العريض بدون مايفصخ حتى جزمته وانتم بكرامه...
غمض عيونه شوي...وشاف وجهها...فتح عيونه وهو منقهر من غباءه...وضرب جبينه شوي عشان يبعدهاا عنه...
قام بسرعه...وراح لغرفه مخليهاا محترف له...وقف عند اللوحه القماشية البيضاء المشدودة على الحامل...
مسك اللون الأصفر وامزجه مع شوية ابيض ولون غريب كأنه نحاسي وبني فاتح... وخربش خربشات صغيرة...كان يبي يرسم شعرهاا الجميل الانسيابي...شعرهاا اللي مثل سنابل القمح في احلى المواسم...
دخلت عليه ايمي: الئشا جاهز..."
مارد عليها...وهي تعودت على وضعه هذا خصوصا لمن يكون واقف عند لوحة من لوحاته...
وحست بسعاده وهي تشوفه يرسم...اهي تعتبره مثل ولدهاا من كان صغير وهي تشوفه يكبر قدامهاا...وله فترة مارسم...فاليوم يعتبر عيد بالنسبة لهاا...
تركته وراحت المطبخ...حطت عشاه في صحن بالمايكرويف..لأنهاا عرفت انه ماراح يآكله خلال الساعات الجاايه...اهو يحب يرسم ويرسم لمدة ساعات لين يهده التعب...
وسعود هالحين مشغول برسم ام الشعر الذهبي...يبي يوثق صورتهاا براسه مايبي ينساهاا...لأنه يعتبرهاا الهاام...والفنان مفروض يستغل الالهام الموجود بحياته...او المتواجد للحظات بحياته...مثلهاا...هي بنت الصوت المبحوح!!
كانت واقفه قبال البيت اللي اهي ساكنه فيه...كانت تمشي وفي عيونهاا نظرة غريبة ...تحس باشياء غريبة بقلبهاا...اكيد اعجاب ايه...اعجاب...كله بسبة هذاك الرجال...كان وسيم..مو بس وسيم...غريب...عجيب..فنان..خطير...ماتدري بايش توصفه؟؟؟..
صدق اني مخفه والله!!...فيه وحده تعجب بواحد ماشافته غير مرتين ومدة ثواني او دقيقة ....اكيد هذي المشااعر بسبب الغربة لا اكثر او اقل...
رجعت تتذكر..صوته البارد...عيونه الواسعه الحاده...حواجبه العريضة المستقيمه...خشمه المرتفع واللي كأن فيه كسر طفيف بالنص...سمرته الحلوة...الشعر الخفيف اللي على ذقنه ...
دارت حول نفسهاا بحالمية...يا رب ارزقني بزوج يكون مثله...مو بس مثله...يكون اهو نفسه...يحق لي اتشرط..دام الموضوع كله حلم...قالتهاا بسعاده لنفسهاا...يا حلو الاحلام يا "مارية" حاكت نفسهاا من جديد...وبصوت عالي...
عضت شفتهاا بخجل لمن شافت واحد من الجيران يطالعهاا وكأنهاا مجنونة...وهي تدور وتكلم نفسهاا...ابتسمت بنعومة للرجال الكبير بالسن...وراقبته وهو يهز راسه ويروح لبيته...هزت راسهاا تضحك على عمرهاا...وركضت لبيت "ادلينا" بخطوات راقصه سعيده...
طقت الباب ثلاث طقات اول ماوصلت عنده...وانتظرت شوي...كانت مبتسمة بس لمن انفتح الباب كشرت بقرف...بوجه" ايمانويل" اللي كان يعلج السيجارة القذرة بفمه...
كان واقف بوجهها...ما تحرك ولا اي مسافة عشان يسمح لهاا بالمرور...كانت نظراته تجول على جسمهاا بحرية...
حست باشمئزاز كبير يملا كيانهاا...وصرخت بوجهه عشان يبعد عنهاا...وفعلاا بعد عن طريقهاا اول ماسمعهاا تنادي مرته....بس تكرم ورسم ابتسامة متهكمة على وجهه...
دخلت البيت...وهي تحس انهاا استهلكت مقدار السعاده المخصص لهاا كل يوم...اول ماتدخل هالبيت تحس بالكآبة...لو اهي اغنى شوي بس...كان قدرت تسكن بشقة لوحدهاا...لكنهاا للاسف مو اغنى...اهي على قد حالهاا عشان كذا مضطرة تحمل هالبشر المقززين اللي اهي ساكنه معهم...
سلمت على الشباب والبنات الجالسين بالصالة بعضهم يذاكر...وبعضهم يقرا مجلات..
...وطلعت الدرج لغرفتهاا...
ابتسمت ل " كلاريسا" اللي كانت تلعب بالالعاب التركيب عند باب غرفتهاا...ووجهها مليان شوكولاته...وملابسهاا حقت النوم قذرة...بسبب الأكل...
دخلت غرفتهاا الصغيرة مرة...وقفلت الباب...وارجعت تبتسم من جديد بحرية...بدون ماتضايقهاا نظرات" ادلينا" وزوجهاا...
هزت كتوفهاا وهي تحس بطاقة غير طبيعية...وراحت للمراية حقتهاا...طالعت بشعرهاا الناعم القليل..وبوجهها اللي دايم اعتبرته عادي او اقل من عادي..
ياما قالت لهاا جدتهاا انهاا جميلة...بسبب براءتهاا اللي تطفو على وجهها...بسبب انوثتهاا اللي كانت سبب تهكم قريباتها منهاا..بسبب حبهاا للحياة ونعومتهاا بالتعامل مع اي موقف....بسبب غمازاتهاا الحلوين...
مسكت المشط وجلست قدام التسريحه...وقامت تمشط شعرهاا وهي تحلم بالرجال الغريب...وبصوت الرجال الغريب...وبنظرات الرجال الغريب...!!
ونست النوم ذيك الليلة وطعم النوم...!!
...في اليوم الثاني...
...في العصر تقريبا....
في مملكة المرأة
وفي محل فساتين جاهزة...لمصممين عالميين...
كانت "هيفاء" واقفة تدور حول نفسهاا قدام المرايات اللي بالمحل...وهي لابسه فستان من تصميم روبرتو كفالي ب25الف ريال....لونه احمر وناعم جدا وبسيط...صدره فيه شك ناعم...وهو من تحت طبقات..
قالت وهي ترفع ذيل الفستان الحريري بغرور وترجع ترميه باهمال:
وش رايك نورس؟؟"
نورس وهي مشغولة تقرا رسالة على جوالها
: روعه..."
سحبت هيفاء منها الجوال ورمته على الأرض وصرخت فيهاا بتوتر
: طالعيني لمن احاكيك.."
انفجعت واستغربت نورس من سر اهتمام هيفاء بالزواج لهالدرجه....حتى انهاا من اليوم تصرخ على الموظفات عشان يطلعون لهاا الفساتين الخاصه بالVIP...
نورس وهي تلمس خشمهاا بنعومة:
...جدا ناعم.."
هيفاء وهي ترجع تأمل الفستان
: بس كيف طالع علي؟؟؟...شلون مخلي جسمي..؟؟"
نورس وهي تبتسم برقة
: هيفاء انت اكثر الناس معرفة بجسمك...لو تلبسين خيشة بتطلع عليك فتنة...مشاء الله جسمك مافيه اي عيوب...وهذا ضابط عليك مرة.."
ارتاحت هيفاء لكلام اختهاا مرة...وعضت على شفتهاا بخبث وهي تعيد كل خطوة حتسويهاا من اول ما تدخل الفرح لين ماتطلع منه...
وبعد ما عادت كل الخطوات...رجعت تلمس قماش فستانهاا الحريري...وهزت راسهاا وهي متأكده انهاا بتجيب الهدف المطلوب وببساطة...
دخلت غرفة القياس من جديد...وفصخت فستانهاا بحذر...ولبست ملابسهاا اللي اول..وهي بنطلون جينز ضيق...وبدي ناعم حريري لونه بيج...
طلعت من غرفة القياس واعطته للموظفة...وراحت تشوف الفستان اللي اختارته " نورس" لنفسهاا....
ابتسمت وهي تشوف نورس واقفة عند اللون المفضل عندها دائما وابدا الPink...نورس التفتت اول ماسمعت صوت كعب هيفاء...
ورفعت لهاا الفستان: وش رايك؟؟.."
هيفاء وهي تقلد صوت نورس الناعم
: روعه!!..."
نورس بضيق
: هيفاء...لا تطنزين علي!!"
هيفاء وهي تمسك الفستان وتقلبه بايدهاا
: ابي اعرف وش سر هالوردي معك؟؟..اوكي لون بناتي وحلوو...بس مو بكل وقت...جربي تغيرين..انت مشاء الله بيضا..ويناسبك اي لون..."
نورس وهي تضم الفستان لصدرهاا وتحس ببرودة القماش
: لاء...اناا امووت بالوردي...كله انوثة..وبعدين واذا كنت بيضا مو معناته اني البس كل الالوان..."
هيفاء وفيهاا ضحكة
: ههه...طيب يا انوثة...جربي الفستان...وبدور فاطمه عشان تشتري لناا كوفي..."
طلعت من المحل ووقفت تدور بعيونهاا شغالتهم اللي دايم يجيبونهاا معهم للسوق تقدرون تقولون مثل الديكور الاساسي...
شافتهاا فاطمه الحبشية وتركت الشغالات اللي كانت تسولف معاهم وجات بسرعه ل هيفاء...
اعطتهاا هيفاء فلوس وطلبت منهاا تشتري لهم كوفي...ووقفت تنتظرهاا على باب المحل...وهي مطلعه الجوال من شنطتهاا عشان تتصل على السواق يقرب من البوابة..
سمعت صوت ضحك...لكن هالضحكات اختفت فجأة...فرفعت راسهاا بتلقائية...وابتسمت بخبث واضح وهي تشوف بنات عمهاا يطالعون ببعض...
اجل العروس هنا!!...قالتهاا هيفاء بانتصار...
ابتسموا بوجهها بنات عمهاا بعد ماسمعوا جملتهاا بتوتر شديد..
قالت وحده فيهم: هلاابك هيفاء...وش هالمفاجأة الحلوة؟؟"
هيفاء ردت بنفاق واضح
: واو والله مو بس حلوة لكم..حتى لي اناا...الصدق الفرحه صارت فرحتين.."
تكلمت الثانية بتردد
: مشاء الله ...شكلك بتحظري.....ن العرس؟؟..هه..."
هيفاء وهي تبتسم بحلاوة
: ولو...عرس بنت عمي...اللي انتظرناه سنين وسنين...وسنين...وسنين...لابد احظره...."
وركزت على كلمة السنين اللي اعادت تكرارهاا كذا مرة ورى بعض...
لاحظت ان وجيههم سودت من شماتتها الواضحه وضوح الشمس من عمر عروسهم....
كملت هيفاء وكأنهاا ما تدري وش قالت قبل شوي: وين عروستناا؟؟؟...لالالا...لازم اشوفها قبل العرس..."
اسكتوا يطالعون بعض...فكملت هيفاء بخبث
: لا تقولين مخبينهاا علشان نور العروس!!...ههه...."
قالت وحده فيهم
: العروس ميب هنا....اهي بصالون التجميل...عشان تستعد ليوم العم...ر"
هزت هيفاء كتوفهاا بحسرة مصطنعه
: ام....يا حسافه كان بودي اشوفهاا...المهم...سلمولي عليها...ترى لها من الوحشه الكثير..."
البنات بصوت واحد: يوص..ل ان شاء...الله.."
هيفاء وهي ترفع يدها بنعومة: اوكي...باي.."
واعطتهم قفاهاا واخذت الكوفي من فاطمه اللي كانت واقفة وراها بصمت...ورجعت تشوف نورس...اللي كانت واقفه على اعصابهاا بغرفة الملابس...
دخلت هيفاء عليهاا ولقتهاا متوهقة بالفستان ما تدري شلون تسكر السحاب اللي على جنب...
ساعدتهاا هيفاء وبعد تقرير الاكسسوارات المناسبة....طلعوا الثنتين من المحل...لبسوا عباياتهم قبال البوابة...
واول ما ركبوا السيارة الفخمة...تكلمت هيفاء بشماته
: مادريتي شفت بنات عمناا...ههه...مخبين عروسهم خايفين عليهاا من العين..."
نورس بضيق
: هيفاء بلييز...لا تتشمتين بالبشر...وبعدين وش فيهاا بنت عمنا...تراها حلوة.."
هيفاء وهي ترفع حواجبها مصدومة من ذوق اختهاا
: ذيك حلوة؟؟؟..وع...ما اقول غير مالت عليك.."
نورس بحساسية وهي شوي وتصيح
: مو...كل البشر....كاملين مثلك يا هيفاء...فيه ناس كثير جمال...هم متواضع..."
هيفاء وهي تربت على كتف اختهاا وفيهاا ضحكة
: اناا عارفه ان محد مثلي...بس لا تصيحين الله يخليك...اشربي اشربي قهوتك.."
سفهتهاا نورس اللي تجمعت الدموع بعيونهاا...ما تحب الشمااته وتكره اللي تسويه اختهاا بالبشر لكن مابيدهاا اي حيلة...
في الصحراء
وبين الاغنام الكثيرة اللي يمتكلهاا" بنيان"
كانت جالسه تحلب الغنم...وبنتها" مضاوي" جالسه عندها ساكته...كانت عارفه نفسية بنتهاا بسبب صدمة الزواج اللي جات بدون اي مقدمات...وكانت معزمة تكلم زوجهاا وتقنعه....مع شكهاا بقدراتهاا...لكنهاا بتحاول تضرب على الاوتار الحساسة..وان شاء الله يفيد معه...
اهي ماتمانع ان بناتها يآخذون رجال كبار بالسن...لأن هذي ميب مشكله بنظرهاا...لكن ابو علي...انسان جشع مافيه اي صفه ممكن تنبلع...مافيه لا كرم ولا شجاعه ولا نخوة...مافيه غير البخل والجبن....واذا راحت بنتهاا عنده...
فبتعرف انهاا موب آخذ لهاا حقهاا من حريمه....وبنتهاا صحيح قوية لكن قدام العدد المهول اللي راح تواجهه وهي لوحدهاا فاكيد بتفشل بأخذ شوي من حقوقهاا...
ياما قالت لمضاوي تسفه مرت ابوهاا ولا تراددها....لأنهاا عارفه ان شعاع اذا حطتهاا براسهاا بتقدر توديهاا بمصيبة...
وهذا هي المصيبة...اختارت مضاوي من بين بناتهاا عشان تزوجهاا لاخوهاا اللي اهو اخس منهاا مية مرة...
اختارت اجمل بنااتهاا واصغرهن واذكاهن واقواهن عشان تزوجها لاخوها اللي مافيه ذرة خير..او رجولة...
طالعت ببنتهاا اللي تلاعب الجفار الصغيرة....مضاوي لسه صغيرة...والجانب الطفوولي فيهاا كبير...والحنان اللي فيهاا يشيل العالم كله ويعيشه بسلام...
حسبي الله عليك ياا" بنيان"...قالتهاا ام عبدالله بمرارة...
وهي تحاول ان عبرتهاا ماتنزل...بس غصب عليهاا نزلت عبرتهاا...وانتبهت لهاا مضاوي فقامت بسرعه وهي شايلة جفرة صغيرة بايديها...من مكاانهاا وابعدت عن امهاا عشان ماتزيد جروحهاا والآمهاا...
امس سافروا اهل ابو علي....ووبيرجع لهم لوحده بعد يومين عشان يملك عليها ويآخذهاا وياه....
راقبت حريمه وعياله الكثيرين وهم يركبون الددسن اللي جا به...وهم يتزاحمون بالحوض...وحتى موب كافيهم...!!
دعت من كل قلبها انهم مايرجعون ابد لهناا...لكنهاا كانت عارفه ان دعوتهاا ذي ماراح تتحقق...لأن ابو علي على قول خواتهاا هو نصيبهاا..
تذكرت شكل ابو علي وهو يناظرهاا بعد ماخلص الغدا وطلع يغسل يدينه...
ويمسح وجهه القذر بظاهر يده....تمنت لو تقدر تقطع وجهه وتذبحه وتدفنه ولا احد يدري عنه....
تذكرت حريمه وهم يعاينونها كأنهاا بضاعه معروضة للبيع...ويسألون "شعاع" عن نحفهاا اللي موب عاجبهم...وعن سكوتهاا ونظراتهاا الحاده لهم...وهي تطالع بيديهم المتجعده اللي مليانه ذهب...وفضه...لكن هالشيء ما يهمهاا...عمر هالاشياء ماهمتهاا...وعمرهاا مافكرت فيهاا...يمكن هم يحبون هالاشياء عشان كذا وافقوا يخطبون ل" ابو علي"!!...ولا مافيه مره تخطب لرجلهاا الا اذا كانت تبي الفكه منه!!
دخلت شقهم...وجلست على الأرض جنب فضة اللي كانت تزيت شعرها الطويل...من لية الغنم( شحم الغنم)....
قالت فضة وهي تشوف مضاوي تجلس قبالهاا: زيتي شعرك..."
هزت مضاوي راسهاا رافضه: لا...حاطه حناا...."
فضة وهي تمشط شعرهاا وتشوف سكوت اختهاا اللي موب طبيعي: مضيوي...وش بلاك؟؟.."
ما ردت مضاوي...على اختهاا...وتركت الجفرة اللي بيدهاا تروح...ومسكت المراية الصغيرة المكسورة...وحاولت تشوف عيونهاا الواسعه...ومسكت المكحلة وقامت تكحلهم...لا ابو علي ولا عشرة من امثاله يخلونهاا تنسى كحلهاا....اللي متعودة تحطه باليوم اكثر من مرة...
سمعت صوت صرخات عبدالله اخوهاا الغالي...وهي تتردد بسرعه والم...وكأنه خايف من شيء!!
تركت المكلحه بسرعه والمرايه حقتهاا على الارض باهمال...
وراحت جري طالعه من بيت الشعر تبي تعرف وش صار له؟؟؟....
في القرية الايطالية
وفي الصباح الباكر
في المخبز
ورائحه الخبز الشهية باشكاله وانواعه المختلفه منتشرة بالمكان..
كانت " مارية" قاعده تنتظر دورهاا وهي شايلة بعض اغراض البقاله اللي اشترتهاا قبل شوي...
اليوم الدور عليهاا...اهي اللي راح تروح وتشتري اغراض البيت...الحمدالله طلعت بدري قبل الزحمه...مع انها لقت زحاام خفيف بسبب كثرة السيااح....
كانت قاعده تعلك وتنفخ بالونات من العلك...وهي تبتسم كل شوي ل" كلاريسا" اللي طلعت وياها....
كانت تشوف ب" كلاريسا" نفسها...طفولتها...اهمال اهلهاا لهاا....هي نفسها" كلاريسا" مع اب مشغول بملاحقه الحريم...وام مشغولة بمراقبة ابوهاا...
ما تذكر بيوم انهم انتبهوا لوجودهاا..او التفتوا لهاا...كان جل اهتمامهم انهم يبعدونهاا عن حياتهم...ولو كاانت عندهم المااده الكافيه كان مليون بالمية حطوهاا بمدرسة داخلية..
حست بيد كلاريسا تشدهاا...انتهت انهاا واقفة بمكانها...وشافت ان كل اللي قبلوهاا تحركوا...فمشت بسرعه...واخذت الخبز اللي جات علشاانه...
طلعت من المخبز...وهي ماسكه الأغراض بأيد وايد " كلاريسا" بأيدها الثانية...كان اللي يشوفهم يقول هذي ام وبنتهاا...بسبب حذر مارية الشديد عليهاا...وابتسامتهاا والتفاتاهاا الرقيقة لهاا...
ووقفت شوي بالشارع...وقامت تسوي ملابس كلاريسا ا

أميرة القلووب
أميرة القلووب
قريتها في موقع اخر لكن مااكتملت من جد رو وعه وتسلمي حبيبتي على نقلها..
دمتِ بود...

قصة طفل مؤثرة
وصية الرسول عليه السلام في منام الشيخ احمد حامل مفاتيح حرم الرسول الكريم عليه السلام