أحلام موءودة أجزاء

>> قصة منقولة من مجلة اليقضة للكاتبة آمنة الغنيم <<
الجزء الأول
((سأتزوج))...قذف بحجر كلمته في بحيرة صمت راكدة ، غامت عيناي بالدموع ، و تجمدت الكلمات بحلقي ، يداي ترتجفان ، و هما يمسكان سماعة الهاتف .
((و أنا ؟)) دامعة انزلقت كلمتي ، ظل على صمته لحظات ، كأنه يحاول أن ينفض عنه خيوط كآبه بعيدة ، ((أنت كل شيء في حياتي ، ولكني لا أستطيع أن أغضب أمي ، وأن أقف بوجههم جميعًا ، و أتزوجك )).
جرحتني كلماته ، دائمًا ما يردد بأنهم يرفضونني ، ولا يرغبون بقبولي كزوجة لابنهم ، فأنا لا أشرفهم ، مجرد فتاة نكرة من عائلة لم يسمعوا حتى بها ، و لكنني أحببته و أحببت حلمي الذي عشته خمس سنوات ، هي عمر علاقتنا ، بأنني سأكون سيدة قلبه و بيته ، أحببت الحكايات التي نسجناها بخيالنا عن بيت جميل ، و عيال يتراكضون حولنا .
كنت أرفض العرسان ، الذين يتقدمون لي ، و أسمع و لولة أمي وبكاءها ، ووصفها لي بالجنون ، لأنني أضيع بنظرها فرصًا ، لن تتكرر كل يوم فأسخر من تفكيرها و أردد ترى ماذا سيكون رأيها حين تعرف اشخص الذي اخترته و الذي سيحملني بزواجي منه إلى دنياه الجميلة بعيدًا عن بيتنا المتداعي و أثاثه البالي القديم و ستشهق من الذهول حين تعرف ابن من و ماذا يملك و ستعرف أنني أحسنت الاختيار و لكنه يهشم اليوم كل هذا بكلمة وادة قذفها بي و قال إنه سيتزوج ...
يتبع ....