(((ضيء)))
03-09-2022 - 07:07 am
هأنا أمارس الليل وحدي في منزل واسع وغرفة مظلمة مخيفه تسكنها أرواح وساوسي وأشباح أفكاري
تشاركني وحدتي دموعي وبعض الشكولا والقهوة
بعيداً عن أسرتي وأصدقائي وأحبتي
أتلمس الغربة , أبحث عن شيء ضاع مني وكأني طفله تائهه تبحث عن حضن أمها
وعقارب الساعه تنتصف منتصف الليل
بإنتظار وصول زائر , لابد أنا هذا الزائر وحيداً أيضاً
لربما لم أكسر وحدته بالمره الماضيه
ولم اتكرم عليه بالمكوث معي مثل كل ليله
ومُتيقنة أنه سيآتي , بالتحديد هذه الليله
لانني قادمه من مشوار بعيد ومتعب ومرهق , تراودني فكرة الأحساس بك وبعمق العمق
أبتسم وفي نفسي الف الم والم
أجلس على أريكتي المفضله ذات اللون الناري , لأتابع انتظاري لنوم لم يزورني منذه ليلتين
أرمي بجسدي على إمتداد أريكتي , ووشاحي الليلكي المفضل ارتمى بجانبي
وكأنه بمثابة حضن أمي , أغفوة عليه كلما حملني التعب إليه
ساعات نوم تغوص براسي وكانها الراحة بذاتها
وبدخول صباح جديد
أيقظتني إصطفاق جناحان لحمامه بيضاء كالثلج الصافي على حافة نافذتي
هل هي الحمامه ذاتها التي تتلاعب على نافذتي باكراً كل صباح وعندما توقظني ...تغيب بلا أثر !
أمي من أيقظ ني هذا الص باح ؟!
يأتي صباح , ويذهب صباح ....إلي متى؟ وإلي أين ؟ ! ومن أنا هنا ؟
اليوم أنا لستُ أنا / أنا البارحه .., ولستُ أنا / أنا غداً ...,ولاأنا أخر النهار ولا أنا / ذاتها أخر الليل
ماهذا التناقض ؟!؟
ومالذي يجري الأن بأفكاري ؟
كنت مع الحمامه التي أيقظتني !
والأن
طفل الجار يصرخ ثانية ؟!
الطفل الصغير ذات ال 5 أعوام يصرخ ويبكي
ربما لا يريد أن يذهب إلي المدرسه !
أو لم يأخذ كفايته من النوم ! أو يخاف إفتقاد أمه ...أم أنه يكره العالم هناك ؟!
بالسابق خرجتُ صباح يوماً ما وصرختُ في وجهه هو وأمه ...: أرجوكم لا أستطيع النوم أو الأستيقاظ كل يوم
على بكاء طفل يصرخ وكانه يتالم
نبضة صمت :
لا أعلم هل أصبحت الطفوله الم ..أم بكاء ..أم صراخ العالم اجمع ؟!؟
الأم تعتذر , الطفل بنظرات حادة يبحلق بجسدي !
نبهتني نظرته إلي أنني على الباب ..,، والثوب يشف !
والنعاس يكاد يمزق لامبالاتي وغفلتي
أنتبهتُ وبقوة ، الطفل واعي جداً
اخر النبض :
الذي أريد إيصاله أنني أنزعج من الأستيقاظ على طفل يبكي بشدة ويمزق قلبي ؟!
أمي من أيقظ ني هذا الص باح ؟!
وماذا أيضاً سأصمت الأن ...لأتجنب إرتكاب معصية النوم !
قد تكون رائحة القهوة المنبعثه من شوارع بائسه
وحده الأستيقاظ على القهوة أرحم وألذ حد الأشتياق لقهوة أمي !
أمي من أيقظ ني هذا الص باح ؟!
أمي لقد إستيقظت باكراً جداً ...ولاأدري من أيقظني ؟!؟
صباحكِ ورد وعسل وكادي وقُبله هادئه وحب أعظم واجمل من أي حب
أمي ..هل إرتوت ورود منزلنا ذاك القابع بالعاصمه !؟
هل قطفتي بعضاً من الجوري ...!؟
أمي .. أمي
هل كعادتكِ كل صباح تقطفي ورده وترمي بأوراقها في حوض السباحه ؟!
وبصوتكِ الحاني وأنا من بين جميع اخوتي ..: دلوعتي , لا , دلوعتي , لا.....
دلوعتي ..غالباً ماتبقى او تكون أخر الأوراق التي تنساب وتسقط في حوض السباحه
أُمتع بها ناظري كل صباح !
أمي
من يزوركم هذه الأيام ؟!؟
أمي
من بعدي يرتب لإستقبال الضيوف ؟!
أمي
هل مازالت الخادمة تاتي بالحليب كل صباح
وتتعثر بثوبها الطويل ...ويسقط الكوب على الأرضيه وفي نفسي أنا , لقد تخلصت من حليب الصباح !
يالحبي لصباح مشرق ب قبلاتكِ أمي وبين أحضانكِ
وسأشرب الحليب أمي
رغم عدم شعوري بحب تجاه
أعدكِ سأشربه حتى أخر رشفه
وسأسكب الكثير على وجه العالم
لعله يقف نشيطاً وقوي لمره واحده فقط !
أمي
هل مازال أبي يقظي دقائق صباحه ينتقل من قناة إلي اخرى ..يلاحق الاخبار ..مستجدات الالم ، ونبش الجراح ؟!
أذكر
أنه نهرني وانا مراهقه صغيره
وأنا اتفف بوجه : ماهذا الصباح يابابا ؟
نريد برامج الغناء واللعب!
إالي متى أخبار والم ؟
شتمني بحده ...ولم يسبق له فعلها :" يلعن **** "
العالم بدمار وانتِ تريدين اللهو ؟!
سامحني أبي
العالم سيدوم صمته ..ويكتمل رشاشات الدم ...وأريد الفرح ...رحمة بنا ..فقط ؟!!
الان فقط تأملت في تفكير أبي
كم هو قاسي وبشع هذا العالم ؟!؟
أمي
دوماً تسالي عن صحتي !؟ وعن طعامي وشرابي ؟؟!
لقد كذبت عليك أياماً كثيره وكنت أقول لكِ : انني بخير !
وأذهب واغوص في وحدتي أرقص وأبكي على الورق الأبيض ، الذي لاتستطيع قراءته !
بكل بساطه ..!
لانكِ بعيده جداً عني
وايضاً سالتي عن عالمي هنا ؟!
العالم مؤلم وحقير
وجسدي سكر بدون بياض وروحي تبعث هواجس خوفي منه وعيوني انغرقت بالدمع!
ول ك ن
أمي
عظامي ضعيفه ؟...ليس لنقص الكلسيوم!
بل لان صباحي ينقصه وجودكِ !
أمي ..أمي
أذكركِ ..الأن
وأنتِ على مائدة الصباح
وأنا أعد قهوتي الخاصه ، أضع الكثير من السكر ..الكثير !
كنتِ تنهريني ! : السكر سم أبيض ...يكفي صغيرتي !
أمي
قهوتي مُره الأن ..مُره ..!
مسحوب منها طعم الحلاوه ..
أمي
لقد إستبدلت إصبع الشكولا , الذي لا يعجبكِ
لاتبتئسي أمي ..ولن ينتهي العالم بها
فقط
كوني بخير
أمي
آه ماأكثر الجنون هنا !
لن اكذب عليكِ وأقول لكِ ولا تتضايق من طول لساني :
الكلام عقيم والصمت عاري والصبر مُر أمرُ من القهوة التي أشربها
اعذرني أمي سأشرب قهوتي كما احببتها هنا !!
وبكل اليقين ..أعلم منذه مغادرتي مدينتي ..أستلمت تقرير غني بخطوط حمراء
( م،،،م،،،ن،،،و،، ،ع )
وأن اخلفت بعض من هذه الممنوعات !؟
سامحيني أمي ..!
سامحني أبي ..!
مالون العالم هذا الصباح ؟!؟
لابد أن صباحي مميز بهواجس حزينه
والم غير معتاده عليه
بين ذكريات لا تزال بعلبه أفكاري المحشوة بشوق كبير إلي هناك !
سأحترم نفسي الأن وأبدل ملابسي لا أكون هناك في الوقت المحدد
وقفت أمام المرآه ..ووضعت قبعه ورديه ،اخفيت بها بقايا شعري تحتها
نظرت برضا إلي قامتي واستشعرت جمال مظهري وعمليته !
لا بآس !
ينقصني نظارات شمسيه وسأبدو مثلهم
اليست النظارات تمارس الخوف والوحده أيضاً ؟!؟
وإلا لماذا يحصل ؟, كلما كلمني أحدهم من خلف نظاره سوداء ، تمتد يدي نحوه بكل عفويه :هيي أنتَ / أنتِ
انظر إلي...ضع عينيك في عيناي وتكلم !
كم حاجز يجب ان أكسره لاأصل إليكَ / إليكِ ؟!؟
ومع هذا كله ..أضعها بكل ثقه !
ربما لكي اخفي شيء ما بعيناي !؟
أصطحبت كتبي وبعض أوراقي ..وبدأت مشواري ولن انسى وشاحي الليلكي
فهو يشعرني بالأمان !
أمي من أيقظ ني هذا الص باح ؟!
أيعقل بعد كل هذا مازلت أتساءل ؟!
من أيقظني هذا الصباح ؟!؟
سوى
سبب تواجدي هنا
" دراستي "
وغربتي بعيداً عنك ...........
منقول مع التعديل .....
أحن فعلاً إلى حضن أم ي
احبك أمي أحبك أمي أحبك أمي أحبك أمي أحبك أمي ..........أحبك امي
الله يعطيك العافية