- انتهت القصة،،،،،
- أعزائي القراء:
السلام عليكم،،،
تحية طيبة وبعد
في ليلة من الليالي جلس صديقي أبو عبدالله مع مجموعة من أخواته وتبادلوا أطراف الحديث وكانت بجانبه أخته أم خالد فسألته سؤالا خارج الموضوع قائلة: ماتقول في بنت رأت أخاها في المنام وهي تتزوجه؟!
قال: أعطني الرؤيا كاملة.. فلما سرَدَت الرُّؤيا كاملة، قال لها: هذا دليل علاقة وطيدة بين البنت وأخاها، يعني باختصار ( تحبون بعض )؟؟
أخته الأخرى نظرت إليه، وقالت: والله يا أبو عبدالله إني رأيت أخي أبو عبدالعزيز وهو يتزوجني
قال لها: وفقكما الله.. يالها من محبة!!؟
أما أم خالد فرفعت صوتها وهي تصيح.. ياناس أنا رأيت أخي أبو عبدالله وهو يتزوجني .. التفتَ إليها، ووجدها قد سقطت من أعلى الكنبة حياءً.. (طبعا كلنا ضحكنا من الموقف)
قال لها وهو يرفع رأسها ( وقد احمرت الخدوود ): أجل تحبيني؟؟؟؟!
خرجت من الغرفة بأعلى سرعة ممكنة وهي تصيح<<< لاتعليق
طبعا تعالت الضحكات، وضج البيت بالضحك.
انتهت القصة،،،،،
أعزائي القراء:
لم يكن سرد القصة من أجل التسلية، ولكن من أجل أهداف أخرى؛ فبعد انتهائي من جلسة المسامرة مع صديقي أبو عبدالله، رجعت للبيت ودخلت غرفتي وبدأت أسأل نفسي.. كم عدد الذين يتعاملون مع أخواتهم ويملكون علاقات وطيدة ومحبوبة بين الأخ وأخته؟
هذا السؤال الذي تبادر في ذهني ذكرني بتلك الحقبة الزمنية التي كنت أعمل فيها باحثا اجتماعيا ومتدربا في المجال الإرشاد والتوجيه.. كانت تمر علينا تلك المشاكل الأسرية والتي من أهم أسبابها عدم وجود علاقات وطيدة بين الأسرة الواحدة وخاصة بين الأخ وأخته.
سأسألكم سؤالا، وأخص بهالرجال: هل سبق وأن قلت لأختك إني أحبك؟
وأيضا أنت أخيتي: هل سبق لك وأن بادرتي أخاك بهذا الأمر؟
قد يكون الأمر صعباً على الفتاة أن تبادر أخاها بالأمر – رغم أن الأمر منطقي وعادي في الأسرة المتعلمة والمثقفة – لكن لعلي أعزو هذا الأمر للرجال أولا ثم للفتيات ثانيا.
إن من أهم المسائل المفقودة في الأسرة هي مسألة الحب والعاطفة والحنان.. إننا إذا فقدنا هذا الأمر فيعني أن هناك فجوة قد لاتعيها الأسرة.. وهذا بسبب فقد الوعي الأسري لمسألة الحب.
في اعتقادي أنه يجب تطبيق مسألة الحب أولا بين الأبوين وأمام الأبناء، من أجل أن يكسر الحاجز الوهمي الذي يدعيه الكثير.
تذكرت الحلقة التلفزيونية التي بثت في برنامج 99 للمبدع صلاح الغيدان، ولا أنسى تلك الحلقة الجريئة التي بثها فضيلة الشيخ الدكتور: عادل آل عبدالجبار في برنامج بيوت مطمئنة، وكلا البرنامجين كانا يتحدثان عن علاقة الأخ بأخته والعكس، إنها قصة مأساة.. تلك الاتصالات كانت تحزنني كثيرا.
ومع هذا كله.. إلا أنني أعترف أن هناك من الأسر من ضربوا أروع الأمثلة في المحبة والتفاهم.
اتصل بي مرة زميلي يذكر أنه أهدى لأخته هدية بمناسبة دخولها سن العشرين فما كان من أخته إلا أن ضمته وقبّلته.
ولا أنسى ذلك الأخ العزيز الذي عندما رأى أخته حزينة ذهب إليها لِيُخففَ عنها بعض الحزن، فضمها حتى كاد أن يغشى عليها من البكاء.. يقول: لو لم أفعل ذلك لوجدتني أكثرا حزنا منها وربما لا أفيق إلا وأنا في المستشفى
وعموما.. فإن من أهم مقومات العلاقة الوطيدة الأسرية هو أن يكون موضوع الحب والحنان من أهم المواضيع التي يجب التركيز عليها.
وقد يسأل البعض، وهل إذا كبرنا بإمكاننا أن نعيد مافات، ونصحح من أخطائنا وطريقة تفكيرنا.. بالطبع الجواب نعم، والقاعدة تقول: إذا ملكت المرونة فلن تعدم وسيلة للنجاح
والامر أسهل مما نعتقد، وكل يشار إليه بحسب حاله.
المهم.. أن التغيير يبدأ من الداخل، ومابعد ذلك فالأمر سهل بإذن الله
وأخيرا.. لنفكر مليا في ذواتنا وتعاملنا مع إخواننا، ولنجدد العزم على التغيير.. لكي نَسعَد.
منقول
صحيفة هادف الالكترونيه
www.e3lamhadef.com