بسم الله الرحمن الرحيم
سأنقل لكم اليوم عن أسرار السعاده في الحياة الزوجيه ...(( عن تجربه شخصيه )) ...
قال تعالى : "ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم
يتفكرون " ( سورة الروم 21 ) ..
احببت ان أبدأ الموضوع بهذه الآية ... لانها تضم اسباب الزواج وطريقة التعامل بين الزوجين .. والاغلبية يجهل معنى الزواج
الحقيقي ... فاتمنى منك اختي الكريمه ان تفكري في هذه الآية قليلا ... واكتبيها في ورقة مع وردة او هديه واعطيها
لزوجك ..واجلسوا مع بعض فكروا بالآية واقرأي التفسير واشرحيه له ..
أسرار السعاده في الحياة الزوجيه ... كما جربتها وعرفتها ...
تعتبر أسرار لأن البعض يجهل اسبابها ... ولكن كما جربت خلال 11 سنة زواج .. ان السعاده الزوجية ليست مستحيله
وممكن تتواجد بين كل زوجين ... ولكن انشغال الزوجين او احدهما في الامور التافهه او الغير مهمه تجعلهم لا يدركون
أسباب السعاده وهي بين أيديهم ...
من اهم اسباب السعاده الزوجيه :السبب الأول :طبيعة العلاقه مع الله والرغبه في ارضائه بالقول والعمل ..
لابد ان تكون علاقتكِ وزوجك مع الله طيبه .... فذكر الله في البيت سواء بقراءة القرآن والأذكار والأدعيه وحتى جلسات الذكر
تطهر القلب وتنور البيت وتنشر الطمأنينه والهدوء ... وتبعد الشيطان والحسد والعين والمشاكل وان وجدت فتحل بسرعه
بإذن الله ...واذكر النصيحه هنا للزوجه لان الموضوع يخص الزوجات ... فبإمكانك اختي الغاليه ان تغيري زوجك بتذكيره
بالله وضرورة الخوف منه في القول والعمل .... وتذكري ان أي فعل طيب او معاملة طيبه ستكسبين الاجر بإذن الله فكل ما
تريدينه هو ارضاء الله ومن ثم ارضاء زوجك لترضين انتي ...
هناك اساليب او طرق عدة للتقرب من الله ...مثل :ا لصدقة : واثرها كبير ( عن تجربه ) على الحياة الزوجيه .. فممكن ان تطبخي في يوم الجمعه مثلا ... وبعد
صلاة الظهر اطلبي من زوجك ان تذهبوا مع بعض إلى مكان تواجد الفقراء أو العمال ( نحن نذهب إلى سكن العمال ) ..
أو إلى منطقة معروفه بتواجد المحتاجين فيه وتقديم الطعام لهم ....
أو
زيارة دار المسنين او دار الايتام وتقديم الهدايا لهم والجلوس والتحدث معهم على الاقل مرة كل 6 أشهر
او زيارة مرضى السرطان او الثلاسيميا مثلا في ال
مستشفيات ...وتقديم الهدايا لهم والدعاء لهم وقراءة القرآن لهم ...
او جمع الملابس الغير مستخدمه او حتى الجديده وتقديمها لجمعية الاعمال الخيرية ... وكل أعمال الخير هذه يجب ان
يتشارك فيها الزوجين والاطفال ان وجدوا .... فوالله ان لها تأثير رائع على النفسية وتبعث راحة البال والسعاده ويتقرب
الزوجين من بعضهم بطريقه سحريه ....تحسين ان فيك نشاط مو طبيعي .. وتبتسمين من غير سبب .. وفي قلبك حب
لو توزعينه على كل الخلق سيكفي ويزيد ... ( مجربة ) ...
أو
ايقظي زوجك لقيام الليل وصلوا مع بعض ... تسابقي معه في من منكما يختم القرآن أولا .... او في من منكما يعمل
عمل خير اكثر من الثاني في الشهر ... من منكما يستطيع ان يرضي الطرف الاخر ويسعده ولا يزعله خلال شهر ..
واستمري معه في هذا السباق كل شهر ... واللي يفوز له هديه ... ( مجربة )
أو
تعليم الاطفال أصول الدين وطرق التقرب من الله ...وزرع مخافة الله والاخلاق الحميده فيهم ...
أو
خدمة الزوج وارضائه واسعاده لوجه الله ... حفظ اسرار البيت ... احترامه اما الاطفال والناس ... عدم التقصير في حقوقه ...
الصبر والقناعة كنزان من وجدهما نال السعاده والرضا بإذن الله ... قدريه وافهميه وشاركيه وتعاوني معه وسانديه ...
عامليه معاملة طيبه ... ومن يقول ان الطيبه لا تنفع فهذا الكلام خطأ ... الطيبه مفتاح لقلوب كل من حولك ...ولا تنسي
الابتسامه فإنها فرصة لكسب الأجر لانها صدقة ( لها أثر السحر ) عن تجربه ...ولا تقولي ان مزاجي لا يسمح او كيف
ابتسم وانا زعلانه ... صدقيني جربي ذلك وسترين ردة فعل تدهشك ....
سمعت احد المشايخ حفظه الله يقول : ان أسعد البيوت هي التي يؤمن أصحابها بالقضاء والقدر خيره وشره ويرضون به ..[/COLOR
فلا تندبي حظك ولا تقولي ليتني لم اتزوج او ليش غيري سعيد وانا لأ .... في البداية تأكدي من طبيعة علاقتك مع الله
هل هي قوية ... هل أرضيتي الله قبل كل شيء ... ما ان تكون علاقتك مع الله قويه سترين اختي ان أشياء كثيره تغيرت
للاجمل والافضل بإذن الله
الثاني :التسامح
للتمتع بحياة زوجية سعيده ... لابد من وجود روح التسامح بين الزوجين ... ويرتبط التسامح بحسن الظن والثقه ... فالحب
وحده لا يكفي لتكون الحياة الزوجية سعيده ... ولتكوني متسامحه لابد ان تحسي بالسلام والرضا الداخلي مع نفسك
اولا ...ولا ننسى ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر أهمية وضرورة تحلي المؤمن بصفة التسامح والعفو ..
ومن هذه الآيات :قال تعالى : " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ " سورة النور - 22
وقال تعالى : " فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " سورة المائده - 13
وقال تعالى : " فمَنْ عَفَا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ " سورة الشورى - 40
وهناك الكثير من الآيات الكريمه والاحاديث النبوية والقصص التي تحثنا على المسامحه لما لها من أجر عن رب العباد ... وأثر
جميل على نفس الانسان وعلاقته مع من حوله ...
نرى الزوجه وكلامي موجه للزوجه لان الموضوع للزوجات ... فنرى الزوجه اذا اغضبها زوجها او اخطأ في شيء ما ... تنسى
عدة أشياء منها :1
أن زوجها بشر وكل البشر يخطئون مع اختلاف حجم الخطأ وتأثيره..ولا تتذكر ذلك الا عندما يبدر الخطأ منها ..
2
أن تجنب الزعل وكبر الخلاف والانتقاد اهم من طلب الاعتذار من الزوج ..فلا تهتم باحتواء المشكلة والمسامحه ..
3
أن طريقه اعتذار الرجل تختلف عن طريقة المرأة ... ولا تهتم في احساس زوجها حينها ..فكل ما تفكر به هو الرد بالمثل
أو الانتقام ..
4
أن كلمة آسف تفقد معناها مع الايام فإن تكررت تصبح عديمة التأثير فلا تقدم ولا تأخر ...
والاجدر عندما يخطأ الزوج أن :1
تجلسي معه وتحاوريه وتخبريه بشعورك الحقيقي حينها دون تهجم او لوم او شجار .. 2
تتفقي معه على عدم تكرار خطأه ... بمعنى أصح ان تحاوريه كرجل بالغ وليس طفل عليه الاعتذار .. 3
تكوني على طبيعتك الطيبه والجميله الانثويه الرقيقه... فلا تمثلي دور الحاقده والكارهه له ...ومن تريد الانتقام وغيره .. 4
تذكريه قبل البدء بالنقاش ان الله أمرنا بالتسامح والعفو ... وانك لا تريدين ان تكبري المشكلة بل تريدين القضاء عليها ..
5
تعطي نفسك وزوجك مدة 10 دقائق مثلا لانهاء الخلاف والزعل ...وعدم النقاش فيه مرة أخرى ..
وتذكري اختي الغاليه أن تعودي زوجك على التسامح والعفو ... لأن العناد والتكابر لن ينفعاك في شيء إلا في تكبير حجم
المشكلة والقضاء على كل شعور جميل بينكما ... لا أقول ان تسامحي زوجك في أي خطأ يرتكبه ... ولكن اقول إذا لاحظتي
ان زوجك رجع طبيعي بعد الموقف وكلمك عادي دون زعل ... فلا تظني انه غير مهتم وغير معترف بخطأه ... هو يدري بس
لا يريد ان يعمل منها مشكلة ... فهنا سامحيه وبعدها ناقشيه بهدوء ...وعبري عن شعورك ولا تكتمي ابدا ...
وتذكري أيضا ان الحياة لا تستحق أن نمضي لحظة منها في الزعل والخلاف .. فابذلي جهدك في جعل كل من حولك سعداء
وراضين بذلك ترضين رب العالمين فتسعدين بإذن الله ..
في أخطاء لا يمكن ان تسامح الزوجة زوجها بكل سهولة ... مثل الخيانة والكذب والإهانه ... فهنا انصح الزوجه بعدم السكوت
والضعف والاستسلام ... نعم اعترف ان الزوجه هنا تحس بجرح كبير لا يعرف حقيقته إلا هي بعد الله ... فهنا انصحك بالدعاء
وطلب الصبر والقوة من الله ... ثم البدء بالجدية في التعامل والنقاش معه ... ولا تسامحه الا اذا رأت منه الندم الحقيقي
والخوف من عقاب الله اولا وأخيرا ... ولا تضغطي عليه بردات الفعل الخاطئة مثل الذهاب لبيت الاهل ... او المعاملة السيئة
او حرمانه من الحقوق ... عامليه بما يرضي الله فهذه الطريقه تلين القلب ..
وقبل ان تحاسبي زوجك .. تعودي دائما ان تحاسبي نفسك اولا ... تصرفاتك ... معاملتك ... كلامك ... تقصيرك ..
يتبع
ان التعاون بين الزوجين والمشاركة في المسئوليات ... تزيد المحبة والمودة وتقوي العلاقه ...فيكون التعاون والمشاركة
في اعمال المنزل مثلا ... وفي العبادات والطاعات ... في تربية الابناء ... في حل المشاكل مع بعض ... في الاهتمامات
وتحقيق الطموحات ...
فالتعاون في هذه المجلات تقوي الروابط بين الزوجين ...وعلى الزوجه هنا ان تشجع زوجها على التعاون والمشاركة وذلك
بأن تبادر هي في معاونته ومشاركته ... وتشجيع الزوج على التعاون والمشاركه لا يكون بطلب ذلك بشكل مباشر ... بل
بأساليب ذكية ومبتكرة وغير مباشرة ...
تشتكي زوجة من عدم اهتمام زوجها بالاولاد ... فعليها هنا ان تفكر وتحدد بينها وبين نفسها ما هي الاشياء التي تريدها
من زوجها وكيف تريده ان يهتم بأبنائه .... يعني تدريسهم مثلا ... او أخذهم في نزهه ... او الجلوس معهم والتحدث إليهم
وبعد ان تحدد ما تريده منه ... تبدأ بالنقاش معه ...ولا مانع من تحديد يوم للجلوس والنقاش مع الزوج بوجود الاولاد
فسماعه ما يحتاج له الاولاد منه سيقنعه اكثر ويجعله يراجع حساباته ...
تشتكي الزوجه من عدم تعاون زوجها معها في اعمال البيت ... كما ذكرت سابقا على الزوجه ان لا تطلب ذلك بطريقة مباشرة من زوجها او اطفالها ... لابد من اسلوب مبتكر مشجع وممتع تجعلهم يشاركونها برضاهم وهم متحمسين ..
وصدقيني جربي اختي الغاليه هذه الطريقه وستستمتعين انتي أيضا ... ولا تقولي ان زوجي لن يرضى او لن يهتم
قبل ان تجربي ... فالجميع يحب التغيير ...غيري اسلوبك الروتيني وطريقة معاملتك وتتعجبين من النتيجه الحلوه ..
تعاوني معه في العبادات مثل : التصدق ... قيام الليل ... مساعدة المحتاجين والفقراء ... حفظ القرآن ... هذه الاعمال
لها أثر السحر على حياتك الزوجية ... فهي تنعش القلوب ... وتريح البال والنفس ... وتقوي الروابط بينكما ...
شاركيه الاهتمامات وشجعيه على تحقيق الطموحات بالتالي يتعاون معك ويشارككِ ...ولا تنسي التعاون المادي حين
مروره بضائقه أو مشكلة مالية ...فسانديه إذا كانت لديك القدرة ... وولكن دون مبالغه ... فالزوجه تعرف زوجها جيدا
متى يكون فعلا بحاجه إلى المال ومتى يكون استغلاليا ... فتصرفي بحكمة ... فإذا تأكدتي انه يعاني من مشكلة مادية
ولم يطلب منك المساعده ولاحظتي ان تلك المشكلة بدأت تؤثر على علاقتكما وعلى نفسيته ومزاجه ... فاقترحي عليه
المساعدة او ساعديه بدون ان تقترحي عليه فربما يرفض ... ولا تمني عليه بمساعدتك هذه بل اجعليها لوجه الله ...
اما ان لاحظتي استغلال منه لك ... وتكرار طلباته ... فأرى ان تشجعيه على حل مشاكله بنفسه بمسانتدك دون ان تصرفي
عليه ... فأي انسان بهذا الكون وليس الرجل فقط ... إذا عودتيه على شيء يتعود عليه بسرعه ... فيصعب التخلص من تلك
العادة ...
--------------------------------------------------
السبب الرابع :
الابتعاد عن العصبيه وما يتبعها من شتم وانتقادات وإهانات
ان ما يفقد المرأة أنوثتها ... عصبيتها وشتائمها وتسلطها .... فالمرأة مخلوق ناعم ورقيق وحنون ... فيجب ان تكون عصبيتها
مغطاه بوشاح الحياء والنعومه والدلع والحنان ... فلا ترفع صوتها ... ولا تشتم ... ولا تهين ..
اذا صدر من زوجك او اطفالك اي فعل خاطئ يغضبك ... فاسرعي وجدي لنفسك مكان هادئ ... تعوذي من الشيطان
واقرأي آية الكرسي ... أو توضأي ... وبعدها سترتاحين بإذن الله وستهدأين ... بعدها ابدأي بالنقاش والحوار والعتاب الهادئ
بعض المواقف تستدعي الجديه في نقاشها ... فكوني جاده ولكن لا تنتقدي او تهيني زوجك او اطفالك ...
تتخذ الزوجة احيانا قرار معين عندما تكون معصبة وزعلانه ... وللأسف هذا القرار قد يكون مبالغ فيه مقارنة بالمشكلة
او خاطئ ... فالقرار الصحيح يكون عندما تتخذه الزوجة بعد النقاش مع الزوج بهدوء دون انفعال ..
وقد يصدر منها انتقاد معين او شتيمه او كلام جارح ... فتعلق في ذاكرة زوجها وسيصعب عليه نسيانها ..
ولابد من الزوجه ان تتفق مع زوجها على طريقه او فكرة يجب تطبيقها عندما يغضب او يعصب احد منهما ...
وبإمكانك الابتعاد عن العصبيه بالزيادة من الاذكار وقراءة القرآن .. وتقويه العلاقه مع الله ومن ثم مع نفسك وزوجك
ولا تنسي التمارين الرياضية بين فترة وأخرى والتي تساعد على الاسترخاء وراحة الاعصاب ... وجربي اليوجا ..فلها تأثير
فعال .. تريح الاعصاب والجسم وتغير المزاج ( عن تجربه ) ..
يتبع ...