أشياء أقوى من النسيان

أتحداكم تقرونها ..
آه................................................ ................!!
زفرت زفرة طويلة..
تواريت في آلامي وأنا أقطع الممر الطويل لأصل الى حيث يجلس الآخرون..
أنظر الى الركن الذي يلفحني بالفرح..والذي يمكن أن يجعل العالم يضيق حتى تنكمش دائرته الكونية..
أسقط نظراتي على ذلك الركن ..أبحث عن الذي أعطيتة حق الامتياز عن كل ماهو عادي ومألوف..
وجدته** هادئ** مستغرقا في الكتابة كعادتة..وبلا شعور تعلو وجهي أبتسامه خفية..وتزدحم في صدري سحابات فرح..
عندما رأيتة أول مرة خيل ألي أني صادفتة في مكان آخر من قبل..
كان وجهه مألوفا لعيني **وسيما**أبتسامتة صادقة**واسعة رغم الحزن الذي يظللها**عيناه لاتخلوان من توقع..تساؤل..**وبريق أخاذ لايقاوم**
عندما يسقط على الوجة ويستقر يخلق تآخيا يتوق الى تواصل معين..
ظللت أتابع سلوكه عن كثب..**متزنا**رقيقا**مهذبا**الى أبعد الحدود..ولاني أراه كل يوم فقد تجاهلت سؤالي القديم..((عما أذا كنت رأيته من قبل؟؟))
حتى أني أعطيت نفسي إجابة قاطعة ..إن الذين نحبهم يسكنون في الروح قبل أن نعرفهم ..وهاهو الذي كان يسكن روحي دون أن أدري ..يخرج ليغرقني بعبق روحه..
كان وجهه سببا يحفزني ويشدني للحضور المنتظم الى محاضراتي في الكلية..
كان كل شي عادي قبل لقائي به تطلعاتي..أحلامي..أحزاني ..((لم تكن أحزان عميقة))..فلم يكن ما عرفتة الا حالات عارضه من المعاناة ..
التي أتخذت بسهولة طابع التوهج الشعري فبدا المادي يتهاوى لذاته وكأنه ينسحب بتواضع ليفسح مجالا أوسع للروح..
بنشوة أتجة لمكاني القريب منه ..ورغم ذلك الشعور بالنشوة الا أني كنت كمن يتجة الى ضفاف المستحيل..
تساءلت وأنا أخطو خطواتي المثقلة ((هل تختل مقاييس الأشياء من أجل لحظات موغلة في الحلم والبعد والصعوبة))..
..ربم ا..
أجلس ..عيناي تنشدان الى الامام أنظر أليه أبدأ بالاندماج به**بوجوده**بحزنه**..
بدخان سيجارته الذي يحجب عني المرئيات ويتركني وجها لوجه أمام تلاطم أفكاري وهواجسي ..
أطلت النظر إليه**أتأمله**أحاول الإبحار الى أغواره..
أنتبهت الى زميله الجالس بقربه يحدق بي ..أسقطت نظارتي في أكداس الورق تحت يدي ..
وغادرت العالم المليء بالوجوه والضجيج والفوضى..الى عالم خاص يسكن في((تلافيف ذاتي))