- قوانين الغذاء الميزان ثورة في عالم الفلسفة لا تقل عن ظهور ابن خلدون
القسم الأول من أسس علم التغذية في القرآن ( الغذاء الميزان ) قوانين الله في الوجود :
قوانين الغذاء الميزان ثورة في عالم الفلسفة لا تقل عن ظهور ابن خلدون
ستة عشرة قانون أقام الله سبحانه وتعالى عليها الميزان , ميزان السماوات والارض ودين الإسلام
قسم قوانين الله في الوجود , وهو في الحقيقة قسم كبير ورئيسي في أسس علم التغذية والطاقة في القرآن الكريم ( الغذاء الميزان ) قائم على أكثر من ستة عشر قانونا وضعها الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم وتم اكتشافها بفضل الله سبحانه وتعالى من قبل الدكتور جميل القدسي بعون الله سبحانه وتعالى , وهذه القوانين هي قوانين موجود في كل المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا , وهذه القوانين هي نفسها التي يقوم عليها ميزان السماوات والأرض , وقد أشار الله سبحانه وتعالى لها بقوله تعالى في سورة الرحمن " وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ " () , وهذه القوانين تمر في كل المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة الدنيا من الذرة إلى المجرة , مرورا بقوانين الفلك كلها , ومرورا بقوانين الذرة كلها , مرورا بكافة الجمادات , وكافة القوانين التي تختص بالأشعة , ومرورا بكافة الأحياء من جراثيم وفيروسات وطفيليات وأوليات وزواحف وحشرات وطيور وثدييات وعلى رأسها الإنسان , وهي موجودة أيضا في السماوات وفي الأرض وفي البحار , وفي داخل جسم الإنسان و في كافة أجهزة جسم الإنسان من جهاز دوراني وجهاز عصبي وجهاز هرموني , وجهاز تناسلي , وجهاز هضمي وجهاز تنفسي وجهاز إطراحي وجهاز دموي , هي أيضا موجودة في كل التفاعلات الحيوية الموجودة في جسم الإنسان وطريقة التفاعلات الحيوية التي تتم بها الحياة في الجسم , والتي تحدد سلوك الإنسان , والذي أثبت العلم الحديث أن سلوكنا هو ناجم عن إفراز النواقل العصبية في الجهاز العصبي والتي تخضع لنفس قوانين الميزان بشكل كامل , حتى كل عنصر من عناصر الأرض من صوديوم وبوتاسيوم وكالسيوم وحديد وفوسفور ومغنيسيوم وغيرها من العناصر , وهي العناصر التي خلقنا الله سبحانه وتعالى منها وأوجدها كذلك في الأطعمة تخضع لهذه القوانين بشكل كامل , ولعل هذا ما يجعلنا نفهم لماذا عطف الله الأرض وما فيها من غذاء على الميزان وقوانين الميزان التي أقام الله سبحانه وتعالى عليه السماوات والأرض , ذلك لأن هذه القوانين الموجودة في السموات , هي نفسها موجودة في الأرض وفيما يخرج من الأرض من نباتات " وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ () وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ( 9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ( 10 ) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( 13) الرحمن . ومن هنا كان الفهم الدقيق لهذه القوانين التي تم وضعها في ستة كتب من موسوعة الغذاء الميزان وهي قسم قوانين الله في الوجود , وقد تمت دراسة هذه القوانين والميزان بشكل دقيق من خلال علوم الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وعلم الإشعاعات والرياضيات والطب والأحياء والبيولوجيا والكيمياء الحيوية والفيزيولوجيا وكل العلوم الأخرى وتم عرضها بالأرقام وبشكل دقيق جدا وكان بذلك الفهم الدقيق لهذا القوانين مفتاحا لفهم كل ما يحدث في داخل جسم الإنسان بعناصره وتفاعلاته , وكيف يجب أن يتناغم جسم الإنسان مع نفس القوانين الموجودة في الكون وفي ليله ونهاره , وفي صحوه وفي نومه وفي ساعته البيولوجية , وفي صلاته وصيامه , وزكاته وحجه , ونفس هذه القوانين موجودة في نفس الوقت في الأطعمة والأغذية التي تحتوي على العناصر الموزونة الموجودة في الأرض التي تخضع نفسها لهذه القوانين التي تمثل الميزان, والتي خلقها لله سبحانه وتعالى منها , التي يقول رب العالمين هذه الاطعمة وما فيها من قوانين الميزان " وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ " ( 19) الحجر, ومن هنا كان النجاح الفائق بإذن الله سبحانه وتعالى في علاج خلل الميزان في جسم الإنسان , ألا وهو المرض , وذلك من خلال دراسة دقيقة لحالة كل إنسان من الناس يعاني من خلل في ميزان جسمه , أي مرض مزمن , ومن خلال فهم أين حدث خلل الميزان هذا , وكيف يمكن أن نعالجه من خلال فهم قوانين الجسم وأين تم الخلل وعلى مستوى أي قانون , ومن ثم التدخل لحل هذا الخلل من خلال القانون المناسب الذي تخضع له نفس العناصر الموجودة في أطعمة وأشربة القرآن الكريم , ولذلك يلاحظ الأخوة الذين يريدون تطبيق نظام الغذاء الميزان أننا نأخذ منهم قصة مفصلة عن حياتهم وعن سلوكهم وعن طباعهم وعن عباداتهم وعن نومهم وعن انفعالتهم وعن كثير من تفاصيل حياتهم وذلك لمعرفة أين يحدث الخلل الذي أدى إلى هذه المرض أو هذه الاضطراب أو هذا الخلل في الميزان
ولعل أجمل ما في هذه القوانين أنها أثبتت ولأول مرة أن دين الإسلام ما هو إلا نفس القوانين في كل أحكامه وعباداته , وما هو إلا تناغم دقيق مع هذه القوانين وهذا الميزان الذي أقام الله سبحانه وتعالى عليه السماوات والأرض وكانت فيه المخلوقات مسلمة في الكون لله سبحانه وتعالى " أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ " (3) آل عمران , وهذا الميزان وهذه القوانين هي نفسها قوانين الإسلام التي جاء بها الأنبياء منذ آدم إلى قيام الساعة , ليقوم الناس بهذا الميزان وبالقسط كما أخبر الله سبحانه وتعالى " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ " (25) الحديد .
وقد أثبتنا بفضل الله سبحانه وتعالى أن الطغيان في الميزان على أي مستوى يكون مجلبة للهلاك والدمار والضعف والتعاسة والهم والغم والمرض الجسدي والنفسي ومجلبة لغضب الله سبحانه وتعالى , وذلك في قسم " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ " , ومن هنا كان نهي الله سبحانه وتعالى عن الطغيان في الميزان على أي مستوى " وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ () الرحمن , وخصوصا على مستوى الغذاء والتغذية وطعام الإنسان من حيث نوعه ومصدره , إذ إني أعتقد أن أخلاق البشرية وسلوكها قد ساء في الثلاثين سنة الماضية بسبب تغير طعامها من الطيب نوعا ومصدرا إلى الأخبث نوعا ومصدرا , وهذا مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى "كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ( ) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ( 2) طه ,
ولذلك كان الشيطان حريصا على تغيير خلق الله سبحانه وتعالى في طعام الإنسان , حتى يطغى الإنسان في طعامه ويبوء بغضب ربه , ولذلك كان توعده حينما أخرج من الجنة بأن يغير خلق الله وأن يبتك آذان الأنعام " وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا ( 117) لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ( ) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا " ( 119) النساء ,
ومن هنا كان أمر الله لنا بأن نأكل الطيبات ولا نتبع خطوات الشيطان بتغيير خلق الله في طعامنا والطغيان فيه كما نفعل في يومنا هذا , وقد كان هذا الأمر ليس للمسلمين فقط إنما لكل الناس أبدا " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " () البقرة .
دمتن بخير