مايسة
27-08-2022 - 09:02 am
في خطوة جديدة تبشر الأشخاص المصابين بالسكري بأمل الشفاء، توصل باحثون أمريكيون إلى طريقة جديدة للعلاج وذلك عن طريق استخدام "خلايا المنشأ" المستخلصة من مخ عظام بشرية وتحويلها إلى خلايا "بيتا" المنتجة للانسولين في البنكرياس للتعويض عن الخلايا التالفة.
ومن خلال التجارب التي أجريت على الخلايا الجذعية المحقونة في أجسام فئران التجارب المخبرية، اتضح أن خلايا " بيتا " بدأت بإنتاج الانسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم، كما أن العلاج حد من الأضرار التي تسببها هذا الحالة للكلى.
ونقلت إذاعة "بي بي سي" عن الدكتور داروين بروكوب الباحث في جامعة تولان في نيو أورلينز، إلى أن خلايا المنشأ هي خلايا غير ناضجة قادرة على التحول إلى أي نوع من الأنسجة في الجسم.
وأوضح بروكوب أنه ليس متأكد مما إذا كانت الكلية قد تحسنت بسبب انخفاض السكر في الدم أم لأن الخلايا البشرية هي التي تقوم بمعالجة الكلى بالطريقة ذاتها التي عالجت بها الخلايا المصنعة للانسولين في البنكرياس.
وكانت مراكز طبية عالمية قد نشرت في دورياتها عن أسلوب مشابه لهذا التطور في علاج السكري، نجح باحثون أمريكيون في تطوير أسلوب جديد لمعالجة داء السكري ، يعتمد على زراعة خرزات سيراميكية خاصة تحت الجلد، تحتوي على خلايا مأخوذة من بنكرياس الفئران تنتج الانسولين اللازم لحرق السكر في الدم.
وهذه الطريقة من شأنها أن تغني عن حقن الانسولين اليومية التي يجب أن يأخذها المرضى المصابون بالسكري بشكل يومي.
وأوضح أحد الباحثين أن هذه الخلايا تقوم بإفراز الانسولين بشكل طبيعي عندما يلامسها سكر دم المريض.
ورغم أن جدران الخرزات تبدو صلبة لأنها مصنوعة من السيراميك، إلا أن الصلابة لا تمنع من دخول جزيئات السكر إلى الخلايا المحفوظة بداخلها لتحرضها على إفراز الانسولين، وذلك بسبب صغر جزيئات السكر، إذ أن حجمها أقل من حجم جزيئات السيراميك.
ويبلغ حجم الخرزة الواحدة 600 ميكرون أو ما يعادل 0.6 مليمتر طولاً، وبين الباحثون في تجارب حديثة أن استخدام خرزات متعددة صغيرة الحجم يكون فعالاً بشكل أكثر مما لو زرعت خرزة كبيرة واحدة، وذلك بسبب انتشار الانسولين بشكل أسرع مع اتساع سطح ملامسة الدم للخرزات داخل الجسم .
واستطاع العلماء أثناء إجراء التجارب المعملية السيطرة على سكر دم الفئران المصابة بالسكري لمدة ثلاثة أشهر بالخرزات الصغيرة.
ويتوقع الأطباء أن تبدأ التجارب السريرية في المجال العملي على الإنسان في بداية العام المقبل.
وأضاف أحد الباحثين أن هناك ميزة رئيسية للخرزات تميزها عن الحقن التقليدية، وهي أن المريض لا يدخل في حالة إغماء أو سبات إذا نسي أخذ جرعة الانسولين في موعدها اليومي.
وسيتمكن الأطباء من زراعة تلك الخرزات في الجسم، إما عن طريق محقن خاص يستطيع ادخالها في الطبقات الشحمية الموجودة تحت الجلد، أو عن طريق عملية جراحية صغيرة، إذ توضع جانب المعدة والأمعاء في الغشاء المغلف للاحشاء.
وأشار باحث أخر، إلى أن هذه الخرزات يمكن أن تستخدم لادخال مواد دوائية أخرى إلى الجسم ، إذ يمكن أن يستفيد منها المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام أو المرضى الذين يعانون من داء الشلل الرعاش.
جدير بالذكر أن هناك ما يقرب من 16 مليون مواطن أمريكي وأكثر من أربعة ملايين بريطاني، يعانون من داء السكري، كما أن هناك أكثر من 20 في المائة من سكان منطقة الشرق الأوسط يعانون من نفس المرض، وقد وصلت النسبة إلى 35 في المائة في بعض المناطق العربية.
بارك الله بك