ها أنا أقف أمام الخزانة التي يقبع بداخلها حلم العمر وحسرته ..
حلم... مات قبل ولادته
مددت يدي و بكل حسرة أخرجت فستان زفافي الأبيض ..
وبرفق مددته على السرير
أخذت نظراتي الحائره تشيع القماش الحريري وأستقرت عيني على وردة تتوسط الفستان وقد أصبحت ملطخه بلون أحمر قاني ..
فبدأ قلبي يخفق بشدة..
مددت أناملي المرتعشه وتحسستها..
أحسست بالأختناق وأخذت أستجدي دمعي ألآ يهطل..
خرجت زفرة خافته..
ثم أنسكبت دمعة حارقة ..
غابت بين بتلات الورد الدامي ..
تنوء بي الذكريات ..
وتبحر معها سفن العمر في عباب السنين
أشرب الدمع مرارا ..
وأسبح في ذكرياتي
ذكريات فجيعتي يوم فراق توأم روحي وفرحة عمري
وأنا في غمرة الأفراح ..
كان صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام .,
يومها نظرت ليدي المزينة بالحناء وتركتها تتسلل لتعانق باقة الورد
آآآآه يا وليد
مايزال صدى كلماتك المرسلة لي يرن في أذني
عندما أقترب مني أخوك الصغير ليهمس لي بفم تفوح منه رائحة الحلوى وبنغمة طفولية :
(وليد يقول لك: مبروك .......واليوم أنتي عروسي......)
سمعت اسمك ومر بوجداني
سمعت خاطرك الذي زلزل كياني
سمعته وتراقصت طربا لقرب لحظة اللقاء
حينها عجزت كلمات الحب أن تخرج من فمي ...
قطع تفكيري أصوات أتت من نهاية الممر ليخرج ( وليد ) وهو في كامل زينته وقد لبس (البشت)
يرافقه أبي و أخوتي..أقترب ..وقبل جبيني..وأبتعد هامساً: يا عروس يا ملاك يا اللي نصفك إنسان ونصفك سبحان من كون هذا الجمال..
حينها قدماي غاصتا في تلك السجادة الحمراء بل التصقتا بها لتحدثا مساحة غير متساوية مع بقية أجزائها..
كل جسمي يرتعش..
قدماي لاتكادان تسعفاني.على الوقوف..
في السياره جلسنا قريبين من بعض .. وأيدينا متشابكه..وعيناه لم تفارقني ..
وأنطلقت السيارة بنا ... تسابق الريح ... تشق الطريق..إلى قفصنا الذهبي
وبينما نحن في ظل الأحلام الجميلة...
فجأة
تحول الحلم لكابوس
كابوس غير مجرى حياتي
وحكم علي بالموت روحا ... في عالم الاحياء
وبقي الجسد ينازع
سمعت صوت صرير محرك السيارة يعلوا بشكل مخيف و لمحت سيارة مسرعه بإتجاهنا
حاول أخي تفاديها بشتى الطرق
ولكن
هيهات
فقد كان للقدر كلمته تلك اللحظة
وكانت هي الكلمة الفصل
أدرك ( وليد )خطورة الموقف
فأحاطني بذراعية ليحميني من الأذى كمحاولة أخيرة يائسه ..
ولم أحس بشئ فقد غرقت في بحر من الظلام والسكون التام
فتحت عيني .. والألم يصرخ في كل جزء من جسدي ..حاولت النهوض
.. و تجمدت عندما رأيت الممرضه تشير لي بعدم الحركة..
عندها سمعت أنين متقطعاً وشهيقاً مؤلماً
تلفتت ببطء رغم الدوار الذي يرن في رأسي
ذهلت عندما رأيت ..أمي وأخوتي حولي..! ..!!
ماذا !!..ماذا حدث..!! مالخبر ..!! لماذا الكل يبكي..!! ..!!
رجعت ذاكرتي للوراء بكل قسوة وعنف ..
صرير محركات...( وليد ) يضمني لصدره بقوة ... ضجيج و إصطدام .. ثم ظلام وهدوء..
تسللت نظراتي للأسفل ..أتسعت حدقتا عيني وأنا أرى فستاني الملطخ با لدماء .. أنها دماء الحبيب
دماءك يا وليد
دماءك يا حلم الأمس
واليوم وكل يوم
دماءك يا فرحة العمر
دماءك يا توأم الروح
عندها علت صرختي المفجوعة..: وينك ياوليد ..!...!!
وعاد الظلام يخيم على رأسي
بل على حياتي بأكملها....
..
مالي سمعتُ كأنْ لم أسمعِ الخبرا
هل صار قلبيَ في أضلاعه حَجرا ؟
مالي جمدتُ فلم تهتزَّ قافيتي
ولا شعرتُ ولا أبصرتُ من شعرا
نعم يا ( وليد ) رحلت
رحلت في ذلك الحادث المؤلم ..
رحلت ورحلت معك حياتي وذكرياتي
رحلت معك ابتسامتي وفرحة عمري
.. رحلت معك أحلامي وأمنياتي
رحلت معك روحي التي ازهقت بين أحضانك
أحضانك التي حمتني وضمتني
أحضانك التي مايزال عبير أنفاسك الطاهرة عابقا بكل بقعة بجسدي
رحلت وأوري بجثمانك تحت التراب
أما أنا
ف ميتة في عالم الاحياء
جسد بلا روح
و حطام لبقايا إنسان كان
فروحي دفنت معك
و لم يبقى سوى جسد ينتظر
لحظة اللقاء
هذا هو حلم بطلتنا اليوم
فبعد أن كان حلمها ( وليد ) فارس الأحلام على جواده الأبيض
أصبح حلمها الموت كي تلاقي توأم الروح
كل هذا بسبب من ؟
أي جرم أرتكبته ؟
و أي مستقبل هذا الذي ينتظرها ؟
من المسئول عن مأساتها ومآسي الكثير ؟
قصص مؤلمة ينفطر لذكراها القلوب وتدمع الأعين وتتكرر في حياتنا يوما بعد يوم
أروا حاً تزهق،
ون سا ءً تُرمَّل،
و أسراُ تَفنى،
و أطفالاً تيتم،
بلا ذنب ولا جرم أرتكبته.. !
سوى انهم ضحايا
ضحايا تهور، وتصرفٍ طائشٍ وعملٍ غير مسؤول
هنا
ومن هذا المنبر
وفي زحمة المآسي وكثرة الآلام ..
لابد أن يكون لنا وقفة جادة منا جميعاً ...
لا بد لنا من كلمة حق نقولها في وجه هؤلاء الناس، الذين عملوا على إتلاف قلوبنا البريئه، ودفنوا كل آمالنا، وأحلامنا وزرعوا فينا الخوف من المستقبل..
يكفي ألم
يكفي إزهاق الأرواح،
يكفي جراح وحزن
يكفي دموع وآهات
فالجرح يزيد ولا يحتمل المزيد
ه مومنا واحدة
و جراحنا واحدة
و مآسينا واحدة
و مصابنا واحد
هذه دعوة منا لكِ أختي الغالية
شاركينا فعالياتنا " مآسينا نطقت "
هُنا سطري مابقلبك إحدى هذه الصور المأساوية
للعظة والعبرة
افتحي قلبك معنا وشاركينا
ف معاً سوف تصل أصواتنا التي بحت .! لكل سائق لا يراعي أدبا ولاحرمة للطريق والمارة..
وننظر للأعلى حيث طارت أرواح الأحبة
بلا ذنب
سوى أنها كانت
ضحية من ضحايا الطريق
قصة رائعه وأسلوب سلس وبسيط
عشنا معه الألم والمعاناه
أخواتي منارات الخير
بارك الله فيكم وفيما تكتبون
أكاليل من الورد ..نرسلها لكم مع إشراقة كل صباح...
ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ