أنه المدير العام

1. مرحبا اخواتي الفراشات


2. عندما غاص العلماء في دماغ الانسان فهل تتوقعين انهم غرقوا ؟


3. الوظائف الحركية للدماغ


4. الوظائف الإعاشية


5. الوظائف النفسية


6. الوظائف العقلية


7. الدماغ: المدير العام للجسم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا اخواتي الفراشات

عندما غاص العلماء في دماغ الانسان فهل تتوقعين انهم غرقوا ؟

غاص العلماء في الدماغ وتتبعوا بدقة المسيرة العصبية لكل إحساس. ولو أخذنا على سبيل المثال حاسة الإبصار لوجدنا أن علماء الأعصاب تتبعوا المسارات العصبية المسؤولة عن الإبصار فتعرفوا على شبكية العين وعلى العصب البصري والتصالب البصري والمهاد Thalamus والفص القفوي، وجميع تلك المناطق تمثل في واقع الأمر المسارات الحسية الخاصة بالإبصار. ويظهر دور تلك المناطق في الوظيفة البصرية بشكل جلي عند إصابة أحد هذه الأجزاء بتلف أو قطع، إذ يترتب على ذلك إما عمى وإما إخلال بالمقدرة البصرية.
وبالرغم من المعرفة التفصيلية للمسار البصري والمسارات الحسية الأخرى، إلا أن الجواب عن
كيفية حدوث الأبصار؟
وما هو كنه الرؤيا؟
وما هو كنه السمع؟
وما هو كنه التذوق؟
مسائل ما زالت من القضايا المحيرة، وما زالت موضوعًا مثيرًا للجدل بين الفلاسفة وعلماء الأعصاب والنفس.

الوظائف الحركية للدماغ

يقوم الدماغ بتمكين الإنسان من الحركة من خلال اتصال عصبي لجميع العضلات سواء كانت عضلات إرادية أو عضلات غير إرادية، ولا يمكن للعضلة مهما كان حجمها ودقتها أن تتحرك دون أخذ الأذن من الدماغ، فهو الذي يباشر بتحريكها ويأمر بإيقافها.
ولقد تتبع العلماء المسارات الحركية في الدماغ فوجدوا أنها متعددة ، وتبدو أكثر تعقيدًا من المسارات العصبية الخاصة بالوظائف الحسية، إذ إن هناك العديد من المناطق الدماغية تساهم في الإشراف على النشاطات الحركية مثل القشرة الحركية، والعقدة القاعدية، والمادة السوداء، والنواة الحمراء والنخاع المستطيل والمخيخ وغيرها.
وقد يرجع هذا التعدد والتعقد إلى الوظائف الحركية لعدد من الأسباب منها أن الحركة عملية شاملة يصعب تجزئتها إلى أجزاء كما هو الحال في الحواس الخمس، فلا يمكن مثلاً فصل القدرة على المشي عن التوازن، كما لا يمكن فصل حركة الرجل عن توازن الأطراف.

الوظائف الإعاشية

لقد وجد أن الدماغ يشرف على إعاشة الإنسان وشعوره بالجوع والعطش والنوم والرغبة الجنسية.
لقد وجد مثلاً أن منطقة تسمى بالوطاءHypothalamus لها دور في شعور الإنسان بالجوع والعطش. ومن هنا كانت فكرة الأدوية العصبية المساهمة في فتح الشهية، حيث تؤثر في تلك المنطقة وتعمل على استحثاثها لإثارة الإحساس بالجوع.
ومن جانب آخر وجد أن منطقة دماغية أخرى تسمى بالقنطرة لها دور واضح في عملية النوم. فعندما ينام الإنسان تستيقظ هذه المنطقة وتنشط، ويظهر هذا من خلال التسجيل الكهربائي لانبعاثات تلك المنطقة.

الوظائف النفسية

يقوم المخ بالإشراف على الوظائف الانفعالية للشخص، فيتحكم المخ في فرح الشخص وحزنه وغضبه واندهاشه. ولقد استطاع العلماء أن يحددوا بدقة تلك المراكز الخاصة بالانفعالات.
لقد وجد أن في الدماغ منطقة تسمى باللوزةAmygdala لها دور في العمليات الانفعالية، فقد وجد مثلاً أن تلف اللوزة يؤدي إلى اختفاء المشاعر الانفعالية. فعندما قام الباحثون بإتلاف تلك المنطقة عند الفئران زالت عنهم المشاعر الانفعالية وأصبحوا لا يخافون وينظرون إلى القط بكل ثقة دون أن يحرك ذلك من مشاعر خوفهم أي شيء.

الوظائف العقلية

يتبين من خلال النظرة التشريحية للدماغ المقارنة بين الإنسان والقرود (الشمبانزي) وجود تضخم كبير في المنطقة الأمامية لدماغ الإنسان مقارنة بالقرود. ومن هنا توقع العلماء أن يكون للفص الأمامي دور فيما اختص الله به الإنسان عن القرود والحيوانات بصفات تتعلق بالجانب العقلي.
ولقد وجد بالفعل أن منطقة الفص الأمامي لها دور في الجانب العقلي والقدرات الذهنية والكلامية. وبالإضافة إلى منطقة الفص الأمامي وجد أن منطقة الحصين Hippocampus لها دور في عملية التذكر والتعلم. فلقد لوحظ أن الأفراد المصابين بتلف في الحصين مصابين بفقد الذاكرة.

الدماغ: المدير العام للجسم

من هذا العرض السريع يتبين أن الدماغ يقوم بمثابة المدير العام للجسم . فجميع أعضاء الجسم يمثلون جنودًا مطيعين لأوامر الدماغ ونواهيه، ولا يستطيعون أن يخرجوا عن أمره حتى لو قيد أنملة.
إن الدماغ هو الذي يشعر بالألم وبالبرد، وهو الذي يرى ويسمع، وهو الذي يحرك الأعضاء، وهو الذي يشعر بالجوع والعطش، وهو الذي يشعر بالرغبة في النوم، وهو الذي يشعر بالمشاعر الإنسانية، وهو الذي يغضب ويفرح، ويحزن ويندهش، وهو الذي يفكر ويتكلم ويتعلم ويتذكر .
إذًا فماذا أبقى هذا الجهاز لبقية الأجهزة الأخرى؟
إنه لم يبق لهم شيئًا سوى الطاعة والامتثال للأوامر والتعليمات.
إنه لهذا كان أعقد جهاز عرفه الإنسان وأصبح محيرًا ومعجزًا للمعرفة الإنسانية.
فهل سيأتي يوم نستطيع بوساطة تفكيرنا بأدمغتنا أن نكشف عن حقيقة تلك الأدمغة؟
وهل سيأتي يوم يفهم الدماغ فيه نفسه ويعي ذاته؟
هل تستطيع الآلة يومًا أن تتحدث عن نفسها
دمتن بخير