- أي أن الإدراك يعني وظيفة عقلية يتم عن طريقها إعطاء معنى للمحسوسات ,,
- الحواس الجلدية :
- الإدراك الحسي الخارج عن نطاق الحواس :
- الخداع البصري
السلام عليكم ورحمة وبركاته
اخواتي الحبيبات
لقد أرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يزود الانسان والحيوان بكل الإمكانات
والوظائف الضرورية للحياة .
والبقاء ومن ضمن هذه الوظائف الادارك الحسي فهو إحدى الوظائف العقلية
في الحياة حيث يدرك الكائن الحي ما يؤذيه فيتجنبه وما يفيده فيسعى أليه .
أي أن الإدراك يعني وظيفة عقلية يتم عن طريقها إعطاء معنى للمحسوسات ,,
وقد خص الله عز وجل الانسان بوظيفة أدرا كية هامة يتميز بها عن سائر الحيوانات الأخرى الا وهي العقل الذي به يستطيع الانسان ان يعلو بإدراكه عن الأشياء المحسوسة 00 فيفكر في المعاني المجردة كالخير والشر والفضيلة والرذيلة ن والحق والباطل 00 فالعقل مثلا يستطيع الانسان ان يستدل به على وجود الخالق وقدرته سبحانه وتعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " (فصلت / 53)
والقرآن يوضح لنا ان الطفل يولد وهو لا يعلم شيئا ثم لا يلبث أن تبدأ حواسه في أداء وظائفها فهو يتأثر بما يقع عليه من مؤثرات خارجية محدثة فيه احساسات مختلفة هي الأساس الذي يتكون منه فيما بعد إدراكه ومعرفته بالعالم الخارجي- وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة في كثير من الآيات – نذكر منها على سبيل المثال: " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون "(النحل / 78 00 " وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون " ( المؤمنون/78 00 وقد اكتفي القرآن بذكر السمع والبصر كأداتين من أدوات الإحساس وذلك لأهميتها القصوى في عملية الإدراك الحسي ولأن في ذكرهما ما يكفي للدلاله على أهمية جميع الحواس في عملية الإدراك الحسي- وهذه خاصة من خصائص أسلوب القرآن الذي يتميز بالإيجاز البليغ والذي يكتفي بالتلميح والإشارة الى الحقائق الأساسية العامة ويتغاضى عن التفصيلات - ويأتي ذكر السمع في القرآن قبل الأبصار في كثير من الآيات ن ولعل هذا يرجع الى عدة اعتبارات :-
أولا: ان السمع أهم من البصر في عملية الإدراك الحسي والتعلم وتحصيل العلوم – فمن الممكن للإنسان إذا فقد بصره أن يتعلم اللغة ويحصل العلوم – ولكنه إذا فقد سمعه تعذر عليه ذلك – ومما يدل على أهمية السمع في الإدراك وفي تعلم اللغة - أن القرآن ذكره وحده مع العقل للدلالة على العلاقة الوثيقة بينهما : " قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ( الملك /10) كما يذكر القرآن في كثير من الآيات السمع بمعنى الفهم والتدبر والتعقل : " ربنا أننا سمعنا مناديا ينادى للأيمان ان آمنوا بربكم فأمنا " ( آل عمران / 193) " وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به " ( الجن /13) 00
ثانيا : ان حاسة السمع تعمل عقب الولادة مباشرة حيث يستطيع الوليد ان يسمع الأصوات العالية عقب ولادته مباشرة - بينما يحتاج الى فترة من الزمن لكي يستطيع أن يرى الأشياء بوضوح إذ ان نمو التكوين الشبكي بالعين لا يكتمل الا بعد 4-6 شهور من الولادة 0
ثالثا : ان حاسة السمع تؤدي وظيفتها إذا أغمض الانسان عينيه أو إذا نام ويستطيع الصوت الشديد ان يوقظ الانسان من نومه – ولذلك فقد ذكر الله تعالى في قصة أهل الكهف ان ضرب على آذانهم في الكهف سنين عددا" (الكهف /11) 0
رابعا : ان حاسة السمع تعمل في كل الأوقات سواء في الضوء أو في الظلام بينما حاسة البصر لا ترى ويذكر القرآن السمع مفردا ، بينما يذكر الأبصار في معظم الآيات في صيغة الجمع – وذلك من أدلة الأعجاز في أسلوب القرآن حيث ان حاسة السمع تستقبل الأصوات الصادرة من جميع الجهات بينما العين لا ترى الا إذا اتجه الانسان نحو الشيء الذي يريد أن يراه واذا حدث صوت في مكان يجتمع فيه جمع من الناس فانهم يسمعون نفس الصوت في وقت واحد بينما هم يرون الشيء الموحدون زوايا مختلفة بمعنى أن رؤيتهم للشيء الواحد لا تكون مماثلة 0
الحواس الجلدية :
توجد في بشرة الانسان خلايا حسية كثيرة مختلفة الشكل والوظيفة وهي متخصصة لاستقبال أنواع معنية من الاحساسات فبعضها يحس بالحرارة وبعضها يحس بالبرودة وبعضها يحس باللمس والظغط وبعضها يحس بالألم – وقد أشار القرآن الى وجود أعضاء الحس الخاصة بالألم في جلد الانسان وذلك في قوله تعالى :
" ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما " (النساء /56) وأشار القرآن أيضا الى حاسة اللمس كأداة يستعين بها الانسان لتحس الأشياء أيضا للتعرف عليها " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين " الأنعام/7) 0
الإدراك الحسي الخارج عن نطاق الحواس :
هناك نوع من الإدراك الحسي غير العادي وهو الذي يسميه علماء النفس بالإدراك الحسي الخارجي عن نطاق الحواس مثل الاستشفاف وهو رؤية الأشياء او الأحداث البعيدة الخارجة عن مجال حاسة البصر- والمخاطر وهو أدراك خواطر وأفكار شخص آخر يكون أيضا في الغالب في مكان بعيد والاستهتاف وهو سماع نداء أو حديث من مكان بعيد خارج عن مجال حاسة السمع – وحتى وقتنا الحالي لا يوجد تفسير علمي يمدنا بفهم واضح لهذه الظواهر 0
وهذا النوع من الإدراك الحسي الخارج عن نطاق الحواس يحدث فقط عند بعض الاشخاص الذين يتمتعون باستعداد خاص قد يكون عبارة عن شفافية روحية تمدهم بقوة أدرا كية خارقة للعادة وتمكينهم من تجاوز حدود المكان ليدركوا أشياء وأحداثا بعيدة عنهم وقد ذكر القرآن مثالا لهذا النوع من الإدراك الحسي غير العادي حدث ليعقوب عليه السلام حينما شم ريح ابنه يوسف عليه السلام فبينما تحركت القافلة تحمل قميصه من أرض مصر " " ولما وصلت العير قال أبوهم أني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون " (يوسف /94) 0
ومن معجزات عيس عليه السلام التي اخبر بها القرآن أنه كان يخير الناس بما يأكلون في بيوتهم من طعام وما يدخرون فيها من أشياء :
وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم 00 (آل عمران / 49)
وتوجد في كتب السنة وتاريخ الصحابة والتصوف نماذج من الإدراك الحسي الخارج عن نطاق الحواس والذي يسميه المتصرفون بالكشف –
الخداع البصري
الخداع البصري هو أدراك بصري خاطئ لا ينطبق على حقيقة الشيء وهناك بعض أنواع من الخداعات البصرية العامة بين الناس جميعا فهم يدركونها جميعا بطريقة متشابهة مثل ما يحدث حينما يرى الناس عن بعد سرابا فيظونه الماء - وقد ذكر الله القرىن السراب في تصويره البليغ لعدم جدوى ما يقوم به الكافرون من اعمال حسنة فانها ستكون يوم الحساب هباء منثورا كالسراب الذي يظنه الظمآن ماء فإذا وصله لم يجد شيئا 0 " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب (النور /39)0
ودمتن بحفظ الله وأمنه,,
موضوع رائع ..كل الشكر لك
وفقك الله ورعاك