أوراقي المبعثرة

عندما أحسست أن بداخلي كلمات محبوسة
وبعيني دمعة ممتنعة
عندما رأيت أن لساني عاجز عن البوح
وجوفي عاجز عن الصراخ
لما تراء لي أن العالم لا يمكنه أن يفهم لغتي
وأنصوتي غير مسموع أن لا أحد يأبه لصراخ نفسي ..
عند كل ذلك لجأت إليك ..
قررت أنب أبوح لك علك تواسيني
أو أسمع لك صدى لأنات قلمي
أو لعل دموع محبرتي تكسبني عطفك فاسمعيني
كنت –كما كان العصفور .. صغيرة ، أطير كما يطير وأسبح بفكري في عالم من أحلام جميلة تمتد في الأفق بلا حدود كنت كما كان النسيم – بريئة ، رقيقة
أطير بمخيلتي وأتطلع للثريا
لاقتطاف النجوم
كنت أحلم بالوصول إلى للقمر .. نعم القمر
كنت أقول مادام القمر موجودا فالوصول إليه ليس مستحيل
حلمت .. وحلمت .. وحلمت
ثم كبرت وكبرت أحلامي ونظرت للواقع
فالنجوم لا تمسك والقمر لا يدرك والثريا بعيدة المنال ولكنني اتمررت في الأحلام فالحياة حلم لذيذ وإن لم يتحقق تبقى لذته ..
وها أنا
بنيت في مخيلتي قصورا علية من سراب
زينتها بأحلام بعيدة وآمال عذاب
وفي قصوري
كانت الجدران من أمل
والأروقة من تفاؤل
والأسقف من حب للحياة
والشرفات .. يا للشرفات إنها من طموح بلا حدود يمتد حيث يمتد نظر الواقف على الشرفات
ولو رأيت الثريا .. لبهرك نورها الذي يضئ ، ليلي السامرين ويزين أمسيات الحالمين بالجمال .. الثريا إنها من عطاء متدفق مرصع بالحب والجمال ..
فياليت شعري
كيف انهارت قصوري وآمالي آلت إلى خراب
وياويح نفسي
كيف انهارت الجدان
وتلاشت الأروقة
وتداعت الأسقف
واندكت الشرفات
وتحطمت الثريا
قصري الغالي أصبح أشلالا
وها أنا
أنعى حالي وأبكي أطلالي وأرثو لآمال الشباب فما بكائي إلا عبرات مخنوقة تأبى الجروح ودموع يأباها الإباء وصراخ في اللاشعور
مكتوم صراخي
ممنوعة دموعي
وكلماتي محبوسة في الأعماق
كل ذلك يقتلني ويخنقني أيما اختناق
يالا من نهاية لذلك الحلم الطويل ..
حلمي الذي أسمعته الصحبة والرفاق
بالكبر يأتي الذي يأبى الإخفاق .. تمرد
.. إبك .. إصرخ من الأعماقإليك :: ما العمل
وقد تلاشت قصوري أيتها الأوراق