أين القطة

يجمح بي خيالي بين رأسي وفكري..
يخلعني زنبقة عن وجه الأرض
يطير بي في سامق الرؤى حيث النهر يلتف حول الأمل بربيع المنى .
،،،،،،
زارتني أحلى الحورياتِ بهودجِ نسمةْ
ألقتْ في الأذْنِ بأنغامٍ،
رسمتْ في وجهي البسمة
قتلت ضجري
ضاءت ليلي بسنا البدرِ
حملتني للآتِ الأبعدْ،
فرأيتُ زمانًا أسْعدْ
يتمددُ بين اللحظةِ، والأخرى،
بربيعِ ورودٍ يتودَّدْ
تغتالُ البسمةُ في قلبي ليلَ الظلمةْْ
وتعودُ الشمسُ لإشراقٍ بفمِ الكلمةْ
فأطيرُ بشوقٍ للماضي
أبحثُ عن بيتٍ وحديقةْ..
عن كلِّ رفيق ورفيقة
عن بهجةِ بيتي،
عن قطةِ أختي،
عن أهدابِ الفرحةِ في عينيَّ تراقصُها
وتخبِّئُها بينَ الأحداقِ البحرية ْ
عن نسمةِ غدرٍ غجريةْ
القطةُ كانت لي أوفى صديقةْ
ماخانتْ ودي وصفائي
ماأفشتْ سري وبلائي
كانت بمواءٍ تصحبُني
فيه أحزانُ العالمِ تذبحُني
فتواسيني بمؤانسة لاتضجرني
بمواءٍ يجعلني أصحو من غفوةِ نفسٍ أو إحساسْ
لأعيشَ بصدقٍ همَّ الناسْ
مادمتُ وأهل الأرضِ معًا
نُسقى بالقسرِ مرارَ الكاسْ
أين القطة؟
أين القطة؟؟
فتشتُ بلهفةِ شوقي عنها في الحاراتْ
وسألتُ النارنج الأخضرْ
والدوري عنها والشجراتْ
وخريرِ النهر،
أمواجَ البحرِ ِ،
شلالَ دِما الشُّهداءِ الثائرِ، والجاراتْ
لم ألقَ جوابًا يجعلُني
في حالٍ أفضل من نزفِ الدمعات..
القطةُ كانت رمزَ الودِّ وصفوَ الإخلاصِ الأسمى،
كانتْ وجهَ الخيرِ لزرعِ الحقل وأمنِ الهدَّالاتْ
هل ذهبَ الخيرُمن الدنيا ياأهل الخيرِ مع الأمواتْ؟
أين القطة؟
أينَ القطة؟؟؟
بقلم
زاهية بنت البحر