ما أجمل أن يتبادل الزوجان الشفقة؟.
الزوج يشفق على زوجته ويرحمها، والزوجة تشفق على زوجها وترحمه
يحزن الزوج حقيقة إذا مرضت زوجته، ويظهر قلقه عليها واضحا في تعابير وجهه، وكلمات لسانه ،
ولمسات يده .
يمنع أولاده من زعاجها بأصواتهم وصرخاتهم وضوضائهم، ويبعدهم عن أمهم المريضة، موفرا لها
أجواء الراحة المعينة لها على الشفاء
وكذلك تفعل الزوجة حين يمرض زوجها فتوفر له أجواء هادئة ، وترقيه بالأدعية المأثورة، وتدعوا له
على مسمع منه، وتعابير الشفقة والحب تصبغ ملامحها وحركاتها وكلماتها
وحين يجد الزوج زوجته وهي تواصل العمل دون ملل او كلل ..لا يتردد في إسماعها أمثال هذه
الكلمات: رفقا بنفسك ، استريحي قليلا، اجلي بعض أعمالك إلى ما بعد...قولي لي بم يمكنني
أن أعينك من عمل ؟
وكذلك لا تترد الزوجة في أن تقول لزوجها وقد عاد متعبا بعد العشاء من عمله الإضافي: رفقا
بصحتك ..لا نريد هذا المال الذي تحصل عليه من عملك بعد الظهر.. يكفينا مرتبك من عملك
الصباحي ..صحتك أغلى عندي من مال.
كم هو جميل أن يسرع الزوج ليأخذ طفله الصغير من زوجته وقد حملته بعد أن تعب من السير مع
والديه..ولا يمضي وقت طويل على حمل الزوج له ..حتى تبادر الزوجة إلى زوجها تطلب حمل طفلها
وهي تقول له: لقد حملته ما يكفي..أعطني إياه احمله عنك ..
أليست هذه الشفقة المتبادلة بين الزوجين شفقة عظيمة؟ ألا تورث هذه الشفقة الحب في
قلبيهما، وتنزل رحمة ربهما عليهما ؟
والله إن ما حدثتكم عنه في السطور السابقة قائم بين زوجتي وبيني ، أشفق عليها وتشفق علي
، ترفق بي وارق بها، ترق لي وارق لها، ارحمها وترحمني، فنجد رحمة ربنا تنزل بنا، وحفظه
سبحانه يحيطنا، وفضلة تعالى يغمرنا.
يا أيها الزوج أشفق على زوجتك تشفق عليك، ويا أيتها الزوجة أشفقي على زوجك يشفق
عليك ..وليرحم كل منكما صاحبه حتى تتنزل رحمات ربكما عليكما.
للكاتب : محمد العويد
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } آل عمران/142
العقلاء يستحيون أن يطلبوا السلعة الغالية بالثمن التافه -
وهم يبدون استعدادهم للتضحية بأنفسهم في سبيل ما ينشدون -
إلا أن الاستعداد أيام الأمن يجب أن لا يزول أيام الروع .
" العقل الصحيح هو الذي يعقل صاحبه عن الوقوع فيما لا ينبغي ،
كما قال تعالى { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } الملك/10
أما العقل الذي لا يزجر صاحبه عما لا ينبغي،
فهو عقل دنيوي يعيش به صاحبه ، وليس هو العقل بمعنى الكلمة " .
{ أَفَ لَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ }
ومناسبة الآيتين لبعضهما
أن بعثرة ما في القبور إخراج للأجساد من بواطن الأرض ،
وتحصيل ما في الصدور إخراج لما تكنه فيها ،
فالبعثرة بعثرة ما في القبور عما تكنه الأرض ،
وهنا عما يكنه الصدر ،
والتناسب بينهما ظاهر .
" في قوله تعالى: { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } النساء/48
نعمة عظيمة من وجهين :
أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا .
والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع " .