ينابيع الحب
23-07-2022 - 05:50 am
إمرأه لها في الوجود نفحات ,,
وعلى القلوب بصمات,,
صوتها رخيم متثاقل ،، وكلماتها متزنه رنانه ،،
اعجبتني شخصيتها ..قوة حضورها .. وملامح فكرها الفذ
والمنبثق من نبراتها الحاده ،, بترانيم راقية الألحان..
تحمل ملفاتها وحقيبة عملها وكأنها تركب سفن الرحيل لعالم النجاح الباهر وحدها
متوسمه تألقها وتفردها بذكاء خارق،،
عزامه ،، مقدامه ،، حاسمه ،،حازمه (هكذا رأيتها )
طرقت ابوابي لتجلس امامي واثقه،، هادئة الطباع ،،
متوجه بالحكمه،، متوهجه بالطموح
تنسكب منها كلماتها رقراقه كالنهر العذب
شخصية اسمع عنها كثيرا ولكني لم اعرفها ،،
استغربت دخولها مكتبي فجأه دون استأذان ..
لألقي عليها السلام كي اخجلها والفت انتباهها لإقتحامها اللامقبول بقواميسي الصارمه..
لترد بكل البرود وعليكم السلام ورحمة الله !
وضعت رجلها فوق الأخرى بكل اتزانيه وغرور ،،
وقفت لأصافح تلك المرأه الغريبه واحيي بها واقوم بواجب الترحيب
امتد يدي لتصافح يداها القويه ومصافحتها التي تعكس قوة شخصيتها الفذه..
شعرت بأنني اقف فعلا امام كيان امرأه تستحق التأمل ..
كعادتي ..استمتع بتأمل كل جديد،،
صوتها.. فكرها ..ارواقها ..اقلامها..
اسلوب حوارها .. نظراتها .. سكناتها وحتى طريقة احتساء قهوتها !!
كي اعرف من هي فأنا ايقنت انني اجلس مع امرأه ليست كالأخريات ..
ولكن إلى الان وانا منهمكه في تفكيك سلوكها الغريب ..
نظرت الي نظره سارقه .. لترمي بسهام وكأنها تقول
( الم تعلمي من أنا ؟؟ )
شعرت انني بلهاء وساذجه امام جبل من شموخ المرأه المثقفه الواعيه ..
وانوثه تعانق عراقة التاريخ واسماء الاساطير ..
لأوجه لها سؤالي مباشرة .. لأقاطع حديثها
عفواً .. استاذتي .. من أنتي ؟
فمن باب اللباقه ان اعرِّف بنفسي اولا قبل ان اخوض أي حديث..
لتصمت .. وتنظر لي نظرات ساخره وببتسامه بارده
أنا !!
نعم .. انتي سيدتي عذرا فربما مع كثرة المشاغل لا اتذكركِ
احسست انني اخطأت بحقها ،، واشعرتني هي بأنها تعرفني منذ زمن
فاحمر وجهها غيضا وغضبا .. تداركت الموقف بضحكه لأقول
عذرا سيدتي ( انا اصبحت كالعجوز الهرمه لا اتذكر اسمي حتى!)
فأخذت توميء برأسها بتكبر عليه لمسات من الثقه ..
لا مشكله لا مشكله !!
انا عزيزتي ..
اخذت عيناي بالانفتاح وقلبي بالارتعاش لأنني خفت ان تقول اسما له وزنه
فأبدوا بموقف غباء واحتقار .. فما دوري في العمل اذا ؟؟
نطقت الحرف الأول..
أن ا ..
ليسقط منها قلمها الثمين اللامع الأنيق والذي تتمايل به يمنه ويسره منذ ان
بدأت بحديثها المسترسل بلا اكتراث لا للوقت ولا لأنشغالي!!
آه آسفه .. سقط القلم
ابتسمت لأنتظرها تنحني فتأخذ قلمها وتكمل هويتها المنتظره !!
نظرت نظرة استحقار لذلك القلم المرمى على ارض مكتبي وكأنها
تعاتبه . . وكأنها تقول له بأسلوب فيه شموخ(اذهب فانت حر) ..
بكل الكبرياء والغرور.. تعجبت من موقفها الغريب وكأنها تعاتب ذاك القلم ..
لتعود وتستأنف حديثها معي ..بكل بساطه ،،
بعد مضي ثواني قضتها نظرات مع ذاك القلم المرمى !!
أن ا حبيبتي ... إمرأه لها وزنها !!
إمرأه لكِ وزنك ومالجديد.. اعرف ذلك وانا ايضا لي وزني !!
نظرت الي نظرات حقد اعمت تصرفاتها لحظتها وكانها تعاتب مقارنتي بها !
اها .. لتعود فتتمالك انفاسها وتعتدل بجلستها المترفه مرة اخرى,,
انتِ مثلي إذا ؟
نعم ومالفرق سديتي فكلمنا سيدات ولنا ميزان في عالم الذات!
لتقوم من مكانها فتسقط قلمي متعمده!!
نظرت لها رافعة احد حاجبي لأنني ادركت
انها تريد ايصال معنى يحوم برأسها المتعجرف ..
ابتسمت واقتربت مني وانا انظر لقلمي المرمى،،
فاخذت تنظر نظرة للقلم ونظرة لي وتمزجها بنظرات عاتبه !!
(وكنت افهمها جيدا .. جيدا)
ابتسمت بوجهها الجميل لأقول لها لماذا؟؟ سيدتي الراقيه؟؟
قالت عفوا سقط مني سهوا .. اعتقدته قلمي .. يشبهه اليس كذلك ؟؟
نعم يشبهه فعلا .. من نفس الشركه المصنعه لتقول (احسنتِ)
فهما يحملان ذات الهويه
قلت لها صدقتِ ( ذات الهويه)
قالت اذا ثمين ؟؟
قلت لها ... نعم ثمين !!
قالت فإذا لما لا تأخذيه ألا تخافي ان يكسر ويهشم بكعب حذاءي الأثمن ؟!
استحقرت كلامها اللاذع ونفسيتها المتجبره ونجاحها المقنع بجبروت المرأه الرائع ..
ولكنها اعجبتني واستهوت تأملي ..فاستمتعت معها كثيرا.. لاأعلم لما؟؟
لأقول لها عزيزتي
( هو لكِ اكسريه إن اردتي فلا يلزمني الآن ولن اعيده على مكتبي وبين اناملي!!)
اشتاطت واحمرت عينيها .. لتتدارك الموقف بابتسامه استفزازيه ،، محاوله استثارتي
جمي ل كبرياءك صغيرتي ..( هكذا قالت)..
نعم استاذتي وجميل هو كبرياؤك (هكذا قلت )
قالت سؤال ؟
قلت لها ولكِ الإجاب ه .. إسألي ؟؟
قالت لمَ لا تنحني فتأخذي القلم ؟!
قلت لها انحني ... انا انحني !! (مبتسمه ومتعجبه )
لا سيدتي لقد اخطأتِ انا إمرأه لا تنحني لشيء يدنوها .. احذري !!
فابتسمت وقالت احسنتِ.. لتعود إلى كرسيها وتلملم اغراضها وكأنها تريد الرحيل
سارعت بالاعتذار فلا اطيق ان اشعر اني ضايقتها او خدشت من كبرياءها لانني اعي تماما قيمته بنفسها الجموح ..
قالت لا لا لاتعتذري .. على العكس انا اهنيء نفسي بكِ !!
خرجت مسرعه وكأنها تخفي نظرات حقد وكره عميقه لي .. لحقت بها وهي عند عتبة باب غرفة المكتب ..
سيدتي لا تنسي .....
قلمك ألن تأخذي ه ؟؟
فابتسمت وقالت لا .. فأنا إمرأه لا تنحني لشيء سقط منها سهوا ..
هو لكِ .. ابتسمت لها قائله ( ولا أنا .. لاأنحني لما سقط مني سهوا ولاعمدا !!)
فإن سقط نسيته للتاريخ وللماضي ... والقدر هو من سيرفعه لي يوما !!
لتقول مبتسمه هذه المره ابتسامة رضا ... ارتسمت على محياها
أحسنتِ.. لتق ول بصوت فيه كبرياء تصحبها غمزه خاطفه
فعلا (ذات الهوي ه ) !!!
ولم اتعلم درسا مقنعا في حياتي إلا منكِ ايتها الصغيره الكبيره !!
قلت لها اتعلمين لما (( لأننا ذات الهوي ه )) ..
ينابيع الحب
1425ه
استمري ونتريا ماهو جديدمنك