- قصة قصيرة
- بقلم إيمى الاشقر
إمراه تحت الانقاض
قصة قصيرة
بقلم إيمى الاشقر
قررت ان تطلب منه الطلاق بعد ما تركها معلقه بين السماء و الارض بعد عقدالقران لمدة تجاوزت الثلاث سنوات و التى خلالهما سقط فيها قناع الرجل و اكتشفت انه من اشباه الرجال اصحاب الراس الخاويه من العقل , تربى على انعدام الشخصيه والتابعيه الفكريه و عدم القدرة على اتخاذ القرار , فهو مجرد بغبغاء يكرر ما تلقنه له امه و اخوته البنات , و اداه لتنفذ اوامر و تعليمات والده فقط !! ,
حاولت بكل طاقتها ان تصلح من شأنه و تعلمه كيف يكون رجل بمعنى الكلمه و لكنه لا يريد ان يكون رجل يتحمل المسؤليه واكتفى بدور الاداه المتحركه التى تعمل على تنفيذ الاوامر التى تتلقاها فقط فلقد كان فى يد اسرته مثل العرائس الخشبيه التى يحركوها باطراف اصابعهم من خلال خيوط رفيعه لا يراها احد سواهم !!
فى خلال هذه الفتره اكتشفت فيه اسوء صفات خلقتها البيئه و التنشاه الاجتماعيه الغير سوية و التى ابعد ماتك ونعن الرقى الاخلاقى , و كذلك الامراض النفسيه و العقد و سلوكيات همجيه ساديه و هذا ماجعلها تشعر بخيبة امل فى من اعجبت به لدرجة انها وافقت عليه كشريك لحياتها ومستقبلها !! والتى تحملته ثلاث سنوات رغم انه كان الاتفاق على ان الزواج فى خلال شهور قليله و اخلوا بوعدهم و نقضوا عهدهم بمنتهى اللامبالاة !!!
فلقد شعرت انها كانت واقفه تنظر من بعيد لصرح عظيم يملاءه الشموخ و العظمه و التميز فى المضمون و الفلسفه التى انشا على اساسها و عندما اقتربت منه بدا يسقط بالتدريج حتى انهار و تحطم و اصبح مجرد انقاض اختلطت بتراب الارض و كذوراتها !!! واصبحت ترى نفسها و الامل فى الحياه السعيده تحت تلك الانقاض !!
تقدم لخطبتها بعد الانفصال منه رجل مناسب من وجهة نظر المجتمع و مقايسه الا انه لم يكن يعلم انها تحمل لقب مطلقه و حينما علم تراجع عن فكرة الارتباط بها معللا انه ليس من المعقول ان يرتبط بها و هى تحمل هذا اللقب !!
كل من كانوا يحملون بداخلهم الحقد و الغيره منها لانها متميزه عنهم فى الشكل و المضمون سنحت لهم الفرصه ليتخذوا هذا الموضوع مدخل لهم ليشعروها كم هى اصبحت انثى ناقصه ينظر لها المجتمع انها غير مرغوب فيها , كل امراه تخشى على نفسها و على اسرتها من ان تكون فال سوء عليهم لانهم تزوجوا و انجبوا و هى تحمل لقب مطلقه و ليس لديها زوج و ابناء , اصبحت المطلقات نتيجة سوء شخصياتهم و ضعف عقولهم من هم باءت تجربتهم فى الزواج بالفشل يحاولو ان يشعروها انها فى نفس موضعهم و ان كانت فرصتهم فى الزواج لن تكون الا برجل سبق له الزواج او ارمل او لديه مانع من الانجاب فهى مثلهم !!
سقطت فوق راسها انقاض الصرح العالى ليس فقط بل على قلبها فاغلق ابوابه باقفال موصده , و على مشاعرها فاهتزت و اصبحت لا تثق فى الاخرين وعلى اجمل سنوات عمرها , سقطت فوق الامل فمات فى عينيها, سقطت فوق غدا فتلون بالاسود فى نظرها , سقطت فوق طموحاتها فماتت و ما عادت لديها الرغبه فى الحياه , انها تحيا تحت الانقاض و لن يساعدها القدر ان تخرج الى الحياه من جديد .
عفوا ايها المجتمع انك مريض و حالتك ميؤس منها !!, ان كانت المراه التى تحمل لقب مطلقه شىء معيوب فى نظرك فهى لم تكن يوما تتمنى ان تكون هكذا و لكن القدر و النصيب لعبا دورهما باحتراف فسقطت تحت انقاض مخلوق كانت تظنه رجل , كانت تتمنى ان تعيش حياه سعيده مستقره و تصبح زوجة و ام مثل كل النساء و لكن ان كان القدر اوقعها فى يد مخلوق سادى مريض من اشباه الرجال فماذا عليها ان تفعل سوا ان تفر هاربه بعد ان فقدت الامل فى اصلاحه وان يكون فى يوم ما رجل و اعلم انها لولا موت الامل لم يكن الطلاق هو القرار , ولاتنسى ايها المجتمع انها سًرق منها سنوات عمرها كانت تتمنى ان تحيا فيها سعيده مع زوج يضمها على صدره و يشعرها بالامان , عفوا ايها المجتمع لن تشفى من وجهات نظرك الظالمه .
إيمى الاشقر
مدونتى : لا استطيع النسيان
http://emyalashkar.maktoobblog.com