إنني وحيدة فهلا عدت

أخطو إليه بخطى بائسة ..
أدخل إليه فرحة حزينة .. بشوشة كئيبة .. مبتسمة باكية ..
داخلي غير خارجي ..
أبدو طبيعية .. لكن داخلي عكس ذلك تماما ..
اعتدت أن أخطو بخطواتي إلى هذا المكان ..
لأجدها تستقبلني بكل حفاوة وبكل حب ..
أعانقها بشدة لأحس بدفء مشاعرها يذيب برودة أحزاني ..
يدها لا تفارق يدي .. وكأني صغير ممسك بلعبته كي لا تسقط من يده ..
هي تلك التي لم أجد لها مثيلا في حياتي ..
عشت دهورًا ..
قابلت أصنافًا مختلفة ن البشر ..
لكن لم أجدها ندًا لها ..
كنت أحس بأني أملك الدنيا عندما أكون معها ..
أملك الحب والحنان عندما ترتوي عيناي بالنظر إليها ..
نعم هي تلك صديقتي .. أميرة قلبي ..
رفيقة دربي .. وتوأم روحي ..
حفظها الله من كل مكروه ..
أما الآن فأنا وحيدة ..
المكان هو نفسه المكان الذي عرفنا بعضنا فيه لم يتغير ..
الأشخاص هم هم ..
كل زاوية .. كل مكان .. كل مقعد .. كل نفس .. كما هي لم تتغير ..
لا ...
بل تغير ..
أميرتي لم تعد تتواجد هناك ..
رفيقتي لم تعد تتواجد هناك ..
توأمي لم تعد تتواجد هناك ..
صديقتي .. بل حبيبتي في الله لم تعد تتواجد هناك ..
أذهب كل يوم إلى هناك ..
لأرى خيالها يمر أمامي .. خيالها فقط يعانقني ..
خيالها فقط يمسك بيدي .. خيالها فقط يداعب أمواج همي و حزني لفراقها ..
ذلك المكان الذي جمعنا يا أميرة قلبي غدا موحشًا بدونك ..
عودي .. أرجوك عودي .. عودي ..
لا أستطيع أن أكمل مسيري في أرجاء المكان دون أن ترافقني دمعات ساخنة تسقط على وجنتي .. وتبلل أطراف خصلتي ..
لأن في كل زاوية يا أميرة خاطري .. وفي كل مكان .. في الهواء .. على الجدار .. في أوجه البشر ..
والأهم الأهم في سويداء قلبي .. ومع كل نبضة .. مع الدم الذي يجري في عروقي ..
ذكريات تجبرني على المشي بحزن وألم وحرقة قلب ..
إني الآن وحيدة بدونك توأم روحي ..
.
.
.
.
.
.
فهلا عدت ؟!!!