- لتقول:عشر سنين! جئت عروسة واغادرها وابني عمرة عشر سنين!
كثيرا من اللحظات ماتجرني ذاكرتي الى الوراء لأذكر ونحن صغارا نلاعب دمانا الصغيرة ..تملئ عقولنا لعبة نساء صغيرات .واثناء اللعب تمرض الدمية وتهرول صاحبة الدمية الى صديقتها في اللعب اللتي تلبس نظارة بلاستيكية
محاكية بذلك دور طبيبة .
نعم طبيبة.
ذلك الحلم الصغير اللذي راود احساس كل صغيرة في فترة ما.فإن كان هم الأمراء ان يكونوا ملوكا فهم الصغيرات
ان تكون طبيبات!
ونكبر ويصغر الحلم ويصبح طرفة وذكرى جميلة ولكن مازال للطبيب هيبته ووقاره في نفوسنا ..فما ان ارى د.طارق الحبيب.. حتى اتساءل بيني وبين نفسي (ما اسعد زوجته)..فكان حلمي أن ارى ولو لمرة زوجة طبيب.
ليتحقق الحلم بعد سنوات وفي الغربة أقابل زوجة طبيب.واسألها بإنبهار شديد:كم لك هنا في كندا؟
لتقول:عشر سنين! جئت عروسة واغادرها وابني عمرة عشر سنين!
عشر سنين في كفن الغربة وماعلمت أن العشر سنين فيها من المآسي الكثير حتى عرفت الكثيرات من زوجات الإطباء.فزوجة الطبيب تصحوا على انغام رنة الجوال وسماعة المنبه والساعة الإلكترونية ليحمل معطفه الأبيض ويذهب إلى عمله إلى وقت متأخر من الليل .فالزوجة من تحمل الصغار الى مدارسهم والزوجة من تجلب ماينقص البيت من مؤونة والزوجة من تطهي طعامها وتلبس صغارها .وهلم جرة من سلسلة أعباء وتدبير المنزل..كل هذا من اجل عيون مهنة الطب.
ما اتعس زوجة الطبيب في ليالي الشتاء الباردة وزوجها في مناوبة فكره وعيونه على (جهاز رنة النداء الصوتية) فقد يهل طارئا في أي وقت وعليه أن يستعد للأنطلاق في أية لحظة.فلا فائدة من بقاؤه جسد بلا روح في المنزل .وما اشد ظلمة ليل لا ينيرها رفيق درب مشغول بمهنته.ما يؤرقني أن زوجة الطبيب أصبح قلبها جليدا صلبا صلدا..حتى لا تموت كمدا وغيضا من ممرضات يحمن كالنحل حول أزواجهم.وطبيبات عوانس يفرشن شباكهن بين الفينة والأخرى.
وحينما نحاول استثارة غيرتهن.ينظرن إلينا وكأننا كائنات غريبة !لم يعدن يستشعرن الغيرة..بسبب حقن المهدئات والمسؤوليات والإلتزامات التي تكبلهن والمصيبة.حين يأتي العيد ناقصا من أب حنون بسبب عملية عاجلة.
ما أشد صبرهن .ولو رأيت احداهن لرأيت نساءً عظيمات جبلن على الصبر واعتدن على النظر لأزواجهم.على انهم قطاع حكومي!!ملك للجميع إلاهن .كم يذهلني أن بعض الاطباء في أقرب إجازة يسافر مع اصحابه ويقضي الليالي مع رفاقه!! وينسى قلبا محبا افتدت بأهلها وبلدها وصحيباتها رجلا وهبته كل شيء وحملت عنه مسؤولياته ومسؤولياتها
من أجل ان يبلغ القمم.وينساها ويتناساها من أجل نرجسيته.لقد صدق من قال(بيت النجار مخلوعا بابه)
فالطبيب يبذل عمره ووقته وحياته من أجل ان ينقذ انسانا .وفي بيته قلوب مجروحة وقلوب حزينة وقلوب تعاني من الوحدة والغربة .ولا تجد طبيبا يداوي جراحها..حتى بت اتعاطف مع كل مغتربة تعرف بنفسها انها زوجة طبيب.
وقفة: ايها الأطباء ان زوجاتكن أمانة في أعناقكم .فهي من صنعت الطبيب وهي من بذلت نفسها سلما لتصبح طبيبا.
ومن حفظت صغارك وبيتك لتصبح عظيما ..وهي من منحتك الزمالة لا غيرها .فلا تكافئها عند العودة الى ارض الوطن..بزوجة ثانية..او علاقة عابرة ..او زواج مسيار هو وزواج المتعة وجهين لعملة واحدة!!
كما فعلها بعضهم ..فالظلم ظلمات يوم القيامة.
Amani88
صادقه يا الغاليه
ربي يعينهم ويقويهم ويصبرهم لكي يعينو ازواجهم على الخير والسداد
يسلموحبيبتي