مسز سلوي
17-08-2022 - 10:10 pm
أفادت دراسة حديثة بأن اضطراب حاسة الشم عند الإنسان قد يكون مؤشرا على إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض، وقد يكون ضعفها ناتج عن الاكتئاب وليس مؤدياً له، ليس هذا فحسب بل من الممكن أن تكون وراء تذكر أحداث معينة مثل ذكريات الطفولة أو الشباب، وذلك من خلال روائح خاصة.
فقد وجد العلماء أن للدماغ البشري منطقة محددة تسجل الروائح وتخزنها، مشيرين إلى أن هذا الأمر يحدث بسبب وجود جزء منفصل في دماغ الإنسان يخزن الروائح ويعالجها.
وطبقاً لما ذكره "راديو سوا"، فسر علماء الأعصاب الأمر بأن حاسة الشم تؤثر في مناطق دماغية مثل القشرة الشمية، المسؤولة عن معالجة الروائح، مشيرين إلى أن هذه الاكتشافات تساعد الأشخاص على تذكر ماضيهم، ومعالجة الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالنسيان والذاكرة.
بالإضافة إلى أن اضطراب حاسة الشم عند الإنسان قد يكون مؤشراً مبكراً علي الإصابة بأحد الأمراض الدماغية، مثل مرض الزهايمر والشلل الرعاشي والباركنسون والفصام العقلي، وذلك قبل ظهور الأعراض عند المريض.
وقد ترتبط أيضاً بدرجات الكآبة لدى الإنسان وخاصةً التي يصاب بها في فصل الشتاء، حيث أن الأشخاص المصابين بالاضطراب العاطفي الموسمي يتمتعون بحاسة شم حادة وقوية، ويعانون من كآبة شديدة وفقدان النشاط والطاقة والخمول الذي قد يسبب الوهن والعجز.
ومن خلال الدراسة التي أجريت على مجموعة من الأفراد، تم إخضاعهم لاختبار تقييم أداء حاسة الشم عن طريق تأثير نوع من الروائح، وطلب منهم تحديد طبيعة الرائحة التي يتعرفون إليها في كل مرة باختيار إجابة واحدة من أربع احتمالات، اتضح أن الأفراد الذين واجهوا صعوبات في الإجابة فيما يزيد عن نصف الأسئلة، تبين أنهم أصيبوا فيما بعد بأحد الاضطرابات الدماغية.
وقد أوضح باحثون من جامعة ملبورن الأسترالية أن تقييم أداء حاسة الشم يقدم معلومات هامة حول وظائف الدماغ ، حيث أن الأمراض العقلية تمنع نضوج الفص الأمامي من الدماغ بشكل كامل، وهو المسئول عن تمييز الروائح، كما أنه يتعرض للتلف عند الإصابة بأحد أمراض الضمور الدماغي مثل الباركنسون والزهايمر.
وأشار كريستوس بانتيليس أستاذ في الطب النفسي العصبي وعضو فريق البحث، إلى أنه لابد من إجراء نوع من الفحوص للأشخاص المعرضين للإصابة بالاضطرابات الدماغية، خصوصاً وأنها من الأمراض التي قد ترتبط بالجينات، لذا فإن إخضاع الأفراد من أسرة المريض لهذا الفحص قد يساهم في الكشف المبكر عن أي من تلك الاضطرابات.
شكرا لك