- إقرأ قصتي هذه
- في جيبي .........
- رأيت علامات الإمتعاض على وجهها وكأنني ألقيت عليها حملا ثقيلا....
- فقلت :
- سالتها: ماذا تقصدين ؟
عزيزاتي هذا الموضوع قمت بكتابته في منتدى سفارىبإسم ( المتألقة ) وأحببت ان أنقله الى منتدى الفراشة لتعم الفائدة
السلام عليكم
الى كل من يريد الإصلاح ونشر الخير ...إلى كل يبحث عن الطرق لنشر الدعوة لله وأصابه اليأس او القنوط
إلى كل من تقوقع على نفسه وظن انه نجا من الشر وانه لا مجال للتغيير وأختار مبدأ ( نفسي وبس )
إقرأ قصتي هذه
هي عادية ولكنها غيرت حياتي وجددت قيمي وأشعلت في داخلي جذوة العزيمة على نشر الخير والإصلاح بدا بنفسي وبيتي ...........
فأنا أعمل في مجال التعليم وطالباتي في قمة المراهقة ) 16-17) وفي معظم الأحيان تجد الطالبة تائهة تبحث عن يد حانية تربت على كتفها او أذن تصغي لها فكنا نحاول القرب منهن وتوجيههن وتشجيعهن على الجد والإجتهاد والقرب من الله حتى يحفظهن الله وهذا كان أقل مايمكن القيام به في وسط أعمالنا ودروسنا التي يجب ان نؤديها....
وبعض الأحيان نجد دقائق بسيطة للتوجيه والتذكير بوجوب مراقبة الله والابتعاد عن التقليد والمخالفات التي نجدها في هذه المرحلة العمرية .............
وكانت لدي طالبة نابغة ونشيطة ...شخصيتها مرحة جدا ... ولكن عندما كنا نتناقش في امور الحجاب او التحصين و إلخ ....تجادل بشدة وتصرح بأفكار غريبة رغم اننا لا نناقش امور مثلا دينية بحتة ... ففتياتنا بطبيعتهن ميالات الى الإعتدال ومعرفة الحق وامور الدين الخاصة بها كفتاة ولسن جاهلات ....
فكنت ...أجد ميلا منها وكنت أحرص على توجيهها كلما سنحت الفرصة فيما يتعلق بالحجاب والإلتجاء الى الله فبقدر ماأجد منها الحب والاحترام أجد منها نظرات وتعابير الرفض لأهمية الحجاب او التحصين والدعاء ..
فأحسست بأني خلاص
وفي إحدى الأيام قدمت أمها للمدرسة .................طبعا عرفت لماذا تجد طالبتي صعوبة في تقبل اي توجيه او نصيحة خاصة فيما يتعلق بالحجاب او السفور او............................
طبعا بطبيعة النسوة ههه كان للسيدة وضع معين حتى ان المديرة أستقبلتها بترحاب خاص جدا ولم تكن مع بقية الأمهات بل استضافتها في غرفتها مع معاملة خاصة جدا
طبعا معظم البشر يتأثر بالمظهر الخارجي ويقدر القشور الثمينة ...............
وعندما حضرت طالبتي لتعرفني على أمها فكرت (فالطالبة كانت فعلا تتخبط في امور كثيرة ولا تجدمن يعينها) .....فكرت كيف يمكن مساعدتها مع كل هذا الترف والأفكار المستوردة والإصرار على رفض اي توجيه او نصيحة ............
فكرت ( يعني انتي حتصلحي الكون ...انت ضعيفة جدا ) ولا أتحدث عن قوة المنطق ولكن عن القدرة على توصيل الكلمة والحق .............فوجدت نفسي يائسة ..
أخذت من مكتبي بطاقة أذكار خضراء اللون ( تحتوي على أذكار الصباح والمساء وبعض الأدعية الواردة عن المصطفى ) وكنت أحبها جدا وذهبت للقاء الأم وقد وضعت تلك البطاقة
في جيبي .........
سلمت عليها وتبادلنا حديثا سريعا حول مستوى إبنتها الدراسي وطبعا كانت فرصة في مناقشة شخصية ابنتها فذكرتها انها نابغة وحساسة وتحتاج للكثير منها ..............
هزت الأم التي تبدو أصغر من إبنتها كتفيها غير آبهة .......... ولكنها ماتزال أم مهتمة بإبنتها ولكنها لا تجد اي مشكلة ولاترى الحيرة التي تغلف عيني إبنتها وهي تنظر الى مظهر أمها وحجابها المخالف وطريقة حياتها التي لاتتفق لكل ماتتعلمه وتعرفه من الحق ( طبعا كانت هناك امور أخرى لا داعي لذكرها)
ففكرت ( بيأس وتردد) وأخرجت تلك البطاقة الصغيرة من جيبي ( وأنا أتخيل ردة فعلها ) ...وأعطيتها هي
نظرت ضاحكة ( بنظرات مستنكرة ): ماهذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قلت لها : أذكار الليل والنهار .................
رأيت علامات الإمتعاض على وجهها وكأنني ألقيت عليها حملا ثقيلا....
فقلت :
انا احب هذه البطاقة فقد غيرت حياتي وجعلت منى إنسانة أخرى .......... نظرت وكأنها تقول : خلاص حتحكيلي قصة حياتك .......... وشكرتني على مضض يعني سلمت أمرها ودفعت بالبطاقة في حقيبتها وكأنها تقوللي : عشان خاطرك بس ...........وتبادلت إبتسامة غريبة مع إبنتها ( عملت نفسي مش شايفة حاجة )
عدت الى مكتبي متثاقلة قلت لنفسي ( انتي أعطيتي حاجة غالية لإنسان يمكن يأخذها ويرميها)
وانتهت السنة الدراسية تلك وجاءت دفعة اخرى وغيرها ...........
وسنة وسنة وسنة .....................خمس سنوات تقريبا ................
وفي نهاية هذا العام جاءني اتصال غريب وصوت غريب : ابلة فلانة
استغربت ولم أتعرف على تلك الطالبة التي كانت من المقربات جدا واختفت حتى ذكرت إسمها ............
فقلت : أهلا ...كيفك ؟ وكيف حالك ؟
ردت: الحمد لله فقد تخرجت وعلى وشك الزواج ........
هتفت : ماشاءالله ...الله يوفقك .......
ردت : أبلتي افتقدتك كثيرا .. وحشتيني جدا
فقلت : وأين كنتي من سنوات .............
ردت : لقد كنت مشغولة جدا ولم أعرف كيف اصل إليك ابدا ....على العموم انا أود ان أدعوكي الى زفافي
فتنهدت قائلة : كنت أتمنى ولكني لاأحضر افراح بمعازف (يعني دفوف اوكي)
ردت ضاحكة: لا تخافي زفافي خالي إن شاءالله من المعازف وإن شاءالله يكون حسب السنة
ففكرت قليلا وسألتها: أمك راضية ؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت: أمي ؟؟ انا بحثت عنك حتى تحاولي ان تقنعيها بأن تخف شوية على .........
سالتها: ماذا تقصدين ؟
ضحكت قائلة: والله ما حتصدقي إيش اللي حصل ؟بعد ماتخرجت بفترة امي مرت بأزمة اوو شئ مشابه لم أذكر المهم فكانت امي تلازم تلك الأذكار وتغيرت كثيرا واصبحت تحضر حلقات التحفيظ وبعدها حلقات العلم والآن تتلقى علوما متخصصة في المذاهب ..........................واصبحت من الداعيات الملازمات لحلقات القرأن والعلم وتحرص على توزيع بطاقات أذكار الصباح والمساء والأدعية ...وكلما كانت تعطي تلك البطاقة لأي واحدة
تقول لها : هذه البطاقة أعطتني هي معلمة ابنتي وقد قالت لي أنها غيرت حياتها وقد غيرت حياتي أيضا
والله لم أعرف ان ارد فرحا او سعادة او غضبا من نفسي عندما فرطت كثيرا في الدعوة لله ....لاأدري
ولكن كان الخبر الجذوة التي أضاءت طريقي مرة أخرى وعرفت ان الهادي هو الله ولكن يجب ان نبذر بذور الخير في نفوسنا وحياتنا اولا ثم حولنا ولا نيأس ابدا .......
عذرا للإطالة ولكن فعلا هذا ماحصل معي ............ وتحياتي لكل من يقرأ قصتي ويترك بصمة خير .
والله يهدينا يا رب