الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
القاصة الصغيرة
31-10-2022 - 04:10 am
ماذا سأفعل الآن؟، كانت يداه متشبثتان بالمقود ، ينظر إلى الأمام دون أن ينظر، ظلال الطريق تقفز كأشباح الماضي سريعة دون أن تشعر ، كم من الأحداث جرت الأخرى دون وعي منا ، لا اقصد بأننا فقدنا عقولنا أو أننا غفونا في سبات عميق عن الحقيقة ، بل أقصد بأننا ربما قد تجاهلناها لأننا لا نريد تصديقها ، أيام لا أستطيع تصنيفها تحت خانة السعادة أو اليأس ، إذ أن الحقيقة لا تنتمي لأي خانة أستطيع إدراجها بين صفحات الحياة الزاخرة بماذا؟، الحب و العطاء و الصداقة و الكرم و التعاون و الصدق و إن يكن كلها صفات ، كلها قابلة إلى الزوال ، سطرتها ريشة الأقدار و جف حبرها ، لقد آن لزخات المطر أن تزيل تلك السطور لتبعدها كل البعد عن واقع أتمنى أن يزول ، الشعور بالضجر يلفني من كل جانب ، رغم أنني أحقق النجاح في كل شيء و لدي كل شيء ، إلا أنني أشعر بالفراغ فحب الله ليس متمكنا في قلبي ، أريد أن أحبه تعالى أكثر مما أحبه الآن ، أريد أن تغمرني رحمته التي وسعت كل شيء ، آن لي أن أبتعد عن هذه الدنيا بسرعة لأكون بجواره، و لكن متى ؟ .
أغمض عينيه ليتنفس بعمق و فتحها ليجد نفسه في طريق مزدوج و سيارة أخرى تتقدم نحوه و لكنه لا يستطيع الابتعاد عنها فقد كان مسرعا ، لهذا ابتعدت السيارة عنه بسرعة كادت تودي بها إلى المنحدر، تمالك أعصابه و توقف ليخرج بصعوبة ليتقدم نحو السيارة الأخرى ، خرج صاحب السيارة و هو يقول: لاحول و لا قوة إلا بالله ، ما بك أتعاني مشكلة في النظر؟ ، كدت أن تودي بحياتي أنا و أسرتي، نظر (لؤي) إلى الأرض و هو يقول: أنا آسف لقد كنت شارد الذهن و... أعلم أن هذا ليس كافيا و لكنني حقا ...، أعتذر، تنفس الرجل بعمق ثم قال: لا بأس عليك يا ولدي ، لقد كان الله رحيما بنا هذه المرة و لكن عليك أن تحذر أكثر في المرة القادمة، ابتسم (لؤي) بصعوبة محاولا النظر في عيني الرجل قائلا: أشكر تسامحك معي يا سيدي، فقال الرجل و هو يربت على كتفه: بل أخوك يا بني ، أسرع (لؤي) ليبتعد بعد أن تركته المشاكل مشلولا قائلا: كما تشاء، ركب سيارته ليعود إلى الطريق بهدوء ، إنني لم أشعر بمضي الأيام سريعا إلا عندما أنظر إلى الوراء حيث أستمع إلى أصداء ذكريات عمر تحملني إلى مكان بعيد عن متناول اليد إذ أنه قد انزلق مبتعدا إلى الأبد، إنني أذكر ضحكات الأصدقاء تتردد في الأرجاء، أشعر بخطوات المدرس و قد اقترب من مقعدي ليسألني سؤالا مفاجئا فأقف محرجا لا أدري ما أقول، إنه صوت والدتي الحبيبة توقظني من نومي لأستعد ليوم جديد في المدرسة، لقد كنت أجيء مبكرا أفتتح المدرسة بابتسامة كبيرة ظننا مني أنني أبدل يوم الجميع إلى سعادة مشرقة، أبحث عن وجوه تعيسة لأدخل إلى قلبها القليل من السعادة، ربما تبتسم تلك الحروف على سطور الزمان ، أين ذلك المدير الواقف كتمثال صارم يبحث عن شخص ما لا يأتي أبدا فأكون البديل ، أستاذ التربية الفنية وإبداعه ألا متناهي و ابتسامته المشرقة و قلبه المفتوح لنا جميعا في غمضة عين تجده واقفا إلى جوارك لتستند عليه كما أنه خاض غمار الحياة ليلفنا بآرائه الحكيمة ، كم من مرة شجعني على إمساك أقلامي بقوة لأنحت شعوري على الوريقات البيضاء بصدق متناهي، هل علي أن أنسى أمين المكتبة ؟، و ضحكته الحبيبة القريبة إلى النفس ، وصحبته المرحة السعيدة، عندها وصل (لؤي) إلى منزله ليخرج و دمعات عينيه قد ذابت قبل أن تسيل على وجنتيه أم علي أن أقول بأنها قد تبخرت ، تلك الدمعات التي احتبسها طويلا لكي لا تخرج فحسب ، أين أساتذة اللغة العربية؟ لم أسطر أيا من حروفي بتلك البساطة دون مساندتهم جميعا و تشجيعهم الذي دفعني إلى أن أكتب بدمي في آناء الليل أدعوك يا إلهي أن تجمعني بمن أحببته فيك يا أرحم الراحمين ، أستاذ الرياضيات ذا الشخصية المحترمة التي تفرض على الغير احترامها ، و في هدوء الفصل تكتم الضحكات السعيدة لتذوب في الدوال المثلثية الرتيبة و المزعجة ، ماذا يجبرنا على البقاء؟ ، الطموح رائد الفضاء التائه على كوكب الأرض، فذلك التلسكوب موجه إلى السماء دوما بجانبه كوب من الحليب ، اللون الأبيض و القلب الطيب كله متمثل في أستاذ الفيزياء لعمري كم أحبه في الله ، لا أنسى ابتسامته المرسومة على شفتيه مهما كانت الظروف قاسية، ولطالما وقف إلى جوارنا بحب و دفء الصديق و الرفيق و الأخ و الأب ، إنه لقريب من نفسي على نفسي ، أرشدنا بنوره في ظلام أيام كنت أحسبها ظلاما، و ها أنا أتخبط في الظلام الحقيقي و في ضلال رسمي ، أين أساتذة الدين؟ ليشدونا من هذه الزوبعة السريعة ، ليتني أترجمها بسهولة كما كنا في حصة اللغة الإنجليزية، كم أحببت تلك الحصص إذ أجد فيها الراحة النفسية كما أنني سمحت لنفسي أن أدعي الذكاء و اتقاني لها، و ما زلت أسمح لنفسي بذلك ، رغم تواجدي في الجامعة و أخذي للعلوم بتلك اللغة يدفعني إلى الجنون ، دفع (لؤي) باب غرفته ليلقي بنفسه على السرير، كم أحببت فاليمتلئ قلبي المسكين بحبك إلهي فقد مللت هذا المشوار ، بدونك ضللت في طريق شائك لا عودة فيه ، أريد أن أذهب إليك ، أبتعد عن هنا ، إن شئت بقيت و لكن لا تتخلى عن هذا الإنسان التائه المرهق ، أرقتني أيام الأمس و اليوم و غدا ، ازرع في قلبي بذرة حبك فأنا أريدك لأبتعد عن هنا ، جنتك مطمعي و حبك مطلبي و إلى جوارك ضمني ....
أغمض (لؤي) عينيه قرير العين ، هادئ النفس ، مطمئن البال ، إلى أن أنارت والدته الأضواء لتقول: (لؤي) استيقظ ، أصبحنا و أصبح الملك لله ، استعد للذهاب إلى الجامعة..، ثم ذهبت ليفتح عينيه و ينظر إلى السقف متسائلا إن كان عليه أن يذهب إلى الجامعة...
بقلم محبتكم
القاصة الصغيرة


التعليقات (6)
أميرة الزهوووور
أميرة الزهوووور
قصة جميلة ومشوقة
بوركتي غاليتي
ننتظر جديدك
دمتي بود

القاصة الصغيرة
القاصة الصغيرة
أميرة الزهور
غاليتي
أشكر مقدمك على كلماتي
الصغيرة
آملة بتقديم كل ما هو جميل لكم

حلاقطر
حلاقطر
**حلاقطر**
يسلمو على الموضوع الحلو
ويسلموو الانامل الي سطرت هالقصه الرائعه
يعطيج العافيه يالغاليه
**حلاقطر**

القاصة الصغيرة
القاصة الصغيرة
حلا قطر
يا أحلى غلا
أشكرك على مرورك
وردك الجميل الذي أنار مشاركتي الصغيرة

aBbOoBi
aBbOoBi
القاصة الصغيرة
تسلمين على هذا
الموضوع الجميل
سلمت يمينك ولاننحرم من جديدك
ودمتي بخير
تحياتي
aBbOoBi

القاصة الصغيرة
القاصة الصغيرة
العفو عزيزتي
والله يسلمك من كل شر

قصة جديدة من نبض المشاعر مذكرات مخطوبة
فضيحة بالماسنجر بين ولد وبنت