- بسم الله الرحمن الرحيم
- الأساليب التدريبيه في التعليم والتعلم
- أولا - أسلوب المحاوله :
- ثانيا – أسلوب الحوار :
- ثالثا – أسلوب القصه :
- رابعا - أسلوب الإدراك الحسي والمشاهده :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأساليب التدريبيه في التعليم والتعلم
تستند مناهج الشريعة الإسلاميه في الدعوة إلى العلم إلى أساليب ووسائل تربويه عديده تتنوع بتنوع المستويات الفكريه والعلميه والعقليه للمتلقيين وكذلك بتنوع العلوم الملقنه يحكم إستخدامها قوة تأثير الماده في الأفراد وقوة أدائها في التحصيل العلمي للمتعلمين ومدى توصيل المعلومات إلى أذهانهم .
ولعلي لا أبالغ في القول بأن المناهج الإسلاميه في التعليم تستخدم أفضل وأحدث الأساليب التربويه المعروفه الآن والتي تعتبر في معظمها من إستحداث الإسلام ومن أهم الأساليب التربويه هي :
أولا - أسلوب المحاوله :
وهو أسلوب تربوي يستند إلى التجربه والمحاوله للوصول إلى الحقيقة العلميه والإلمام بالمعرفه ويتناول أسلوب المحاوله القول والعمل معا ونجد هذا الأسلوب أساسه في السنة النبويه حيث أستخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه حافزا لهم على التعلم والعباده بالإعتماد على أنفسهم ومحاولاتهم ففي الحديث الشريف : " أن رسول الله صلى الله عله وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على رسول الله فرد وقال : إرجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إرجع فصل فإنك لم تصل ، ثلاثا ، فقال الصحابي : والذي بعثك بالحق ماأحسن غيره فعلمني ؟ فقال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم إقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم أركع حتى تطمئن راكعا ثم أرفع حتى تعدل قائما ثم أسجد حتى تطمئن ساجدا ثم أرفع حتى تطمئن جالسا وأفعل ذلك في صلاتك كلها " . متفق عليه
وبنفس الأسلوب كان صلوات الله وسلامه عليه يحفظ الصحابه ( الآيات ، الأدعيه ، الإستخاره ، ... الخ ) حيث تستند هذه الطريقه إلى إثارة الإحساس لدى المتلقي بوجود مشكلة ، ثم يحيطها بالفروض التي قد تساعد على حلها ثم الشروع في حل المشكلة بترجيح أحد الفروض حتى يتوصل للحل النهائي للمشكله وهذه سنة أستنها خير خلق البشر قبل أن تنسب ل " جون ديوي " الأميركي الذي أطلق عليها إسم ( طريقة المشروع ) .
ثانيا – أسلوب الحوار :
وهو أسلوب يستند إلى الحوار والتكرار وينسبه الفلاسفه الحديثون إلى " سقراط " حيث استخدمه بالأسئله التي كان يوجهها لتلاميذه لإثارة أذهانهم إدراكا للمقصود ولعلنا لا نجافي الصواب لو قلنا أن أسلوب الحوار قدم بقدم الإسلام نفسه ونجد أساسه في القرآن الكريم والسنة النبويه :
قال تعالى : " قل ياأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين " ( الكافرون )
وقال تعالى : " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " ( الإخلاص )
ففي سورة الكافرون حوار مع الكافرين على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يحدد لكل دينه في الإتباع وفي سورة الإخلاص حوار إلهي لرسوله وللمؤمنين نجد فيه قواعد الألوهيه والتوحيد والعباده ، وفي القرآن الكريم آيات حوار قرآني مع أهل الكتاب يدعوهم إلى قول الحق وعدم كتمانه أو لبسه بالباطل حيث ورد في سورة آل عمران الآيه قوله تعالى : " يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون "
ومن السنة النبويه " فقد روى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله : يامعاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال الله ورسوله أعلم ، قال : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " متفق عليه
وأيضا من السنة النبويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل أصحابه : " أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال صلوات الله وسلامه عليه : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامه بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " متفق عليه
ونلاحظ أن أسلوب الحوا في التعليم يؤصل جدوى مخاطبة الحواس العقلانيه والمنطقيه في الإنسان للتفكر والتدبر والبحث عن الحقيقه والإيمان بها ومن ثم تثبيتها في النفوس والأذهان ولقد تجلى الأسلوب الحواري القرآني واضحا في إثارته للكثير من القضايا الإيمانيه جهلها محورا للنقاش والتفكير والتبحر .
ثالثا – أسلوب القصه :
وهو أسلوب يستند إلى سرد القصص والأحداث إثارة للأذهان والعواطف في التفكير والإتعاظ والترغيب والترهيب وهذا الأسلوب أثار القرآن الكريم والسنة النبويه الشريفه وسرد العديد من قصص الأنبياء والرسل والأمم وكثرا من القضايا الإيمانيه والعلميه ومن ذلك قوله تعالى : " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك من هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين " ( يوسف ) وقوله تعالى " وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما تثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين " ( هود ) .
في أسلوب القصة مخاطبة لاحاسيس والعواطف والوجدان والشعور ويؤصل أفضل جوانب العقلانيه في الدعوه إلى التفكير والتبليغ للعلم ومن ثم إما إلى بالإتعاظ أو إلى الجحود بالنكران وفيه تكمن الدعوة إلى العلم بحقائق الديانات والألوهيه وحقائق الوجود والكون والمخلوقات وحقائق الخلق والبعث والنشور وكذلك الفوز بالرحمه الربانيه وطرد منها كل جاحد ناكر فهي قصص امم آمنت منها بربها وزادهم ربي هدى وأخرى كافرة شقيت بجحودها . ويكفي أن نقول إن حكمة الله في سرد القصص ما هي إلا دعوة لبني البشر للإيمان والإتعاظ .
رابعا - أسلوب الإدراك الحسي والمشاهده :
وهو أسلوب يستند إلى الإدراك ، والحس ، والمشاهده ، للأمور الماديه والحسيه أو ضرب الأمثال بها لتقريب المعنى للأذهان ، وللمحسوس للمعقول ، وينسب الفلاسفه هذا الأسلوب إلى " منتسوري " الإيطاليه .
ونجد هذا الأسلوب في النصوص القرآنيه والأحاديث النبويه ومن ذلك في القرآن حالة المشرك الذي قطع حبل النجاة بيده ولم يعد هناك أحد ينصره من دون الله بقوله تعالى : " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به اليح في مكان سحيق " ( الحج ) .
وفي حالة تشبيهيه أخرى يصور لنا القرآن الكريم عظم الأجر للنفقه ومضاعفتها بأمر محسوس هو السنبله التي يتضاعق ثمرها في قوله تعالى : " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم " ( البقرة )
ووصور لنا بيت العنكبوت ، ومتاع الحياة الدنيا كالهشيم الذي تذروه الرياح ، كما نجد الصور الحسيه العديده مقابلة الأمثله المتضاده فيما بينها ( الرعد ) يصور الله الباطل بالزبد الذي يحمله السيل لاقيمة له ويصور كيف الماء الباقي في الأرض تستفيد منه كل من الأرض والناس ، وأمثلة حسيه عديدة أخر يتضمن اسلوبها اٌدراكي في الحس والمشاهده كالجنة والنار توضح لنا متضادات أن إحداها للخير والأخرى للشر من قوله تعالى : " وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضيه في جنة عاليه لا تسمع فيها لا غيه فيها عين جاريه فيها سرر مرفوعه وأكواب موضوعه ونمارق مصفوفه وزرابي مبثوثه " . ( الغاشيه )
وأيضا تجد النصوص النبويه أسلوب المشاهدة الحسيه في كثير من الأحاديث فقد روى الإمام أحمد عن جابر قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وعن يساره ثم وضع يده على الخط في الخط الأوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا قوله تعالى " وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه .... الخ " ( الأنعام ) .
وفقك الله