- المدينه: المنطقة الشرقيه
- الزمن: عام 1994 م
- "أجل يا صديقي .. وصلنا الى عالمنا الجديد!"
- "أهلآ .. أهلآ بالشباب"
- جال (يوسف) ببصره في أرجاء الغرفه وأجاب:
الحلقة(الثالثة)
الغرفة رقم 8
للمؤلف:يحيى أحمد خان 2- الغرفه المختلفه
المدينه: المنطقة الشرقيه
الزمن: عام 1994 م
الموقع: احدى الجامعات لامست عجلات طائرة الخطوط السعوديه أرض مدرج المطار الدولي في المنطقه الشرقيه، فأحدثت الارتجاج والضجيج المعتادان، واللذان أخرجا (يوسف) من ذكريات الماضي، ليعود الى أرض الواقع الجديد .. واقع أنه الآن سيخوض معترك الحياه في الجامعه، في منطقة جديده، دون رعاية والديه كما اعتاد طوال حياته!.. شابان اثنان فقط هما كل ما يملك هنا!.. شقيقه (حسام) الذي ينتظرهما داخل السكن الطلابي،وصديقه (ياسر) على المقعد المجاور في الطائره ..
ومع الارتجاج والضجيج أفاق هذا الأخير من غفوته، وتلفت حوله مغمغمآ:
"هل وصلنا؟!"
تنهد (يوسف) تنهيدة أفرغ بها ما تجيش به نفسه من انفعالات، وأجاب وهو يتطلع عبر نافذة الطائره:
"أجل يا صديقي .. وصلنا الى عالمنا الجديد!"
أنهيا إجراءات الوصول، واستلام الأمتعه بسرعه .. ثم استقلا أحدى سيارات الأجره الى موقع الجامعه .. هذا الصرح العلمي المهيب الذي حصلا بفخر على القبول فيه منذ ما يقارب الشهر .. إجتازا البوابه الرئيسيه، بعد إجراءات التفتيش المعتاده .. وتحركت بهما السياره نحو مواقف السكن الطلابي بناءآ على الوصف الذي قدمه (حسام) لشقيقه مسبقآ .. ولم تكد تصل بهما الى هناك حتى ترجلا منها، ونقدا سائقها حقه، ثم تقدما نحو مبنى السكن الذي يقطنه (حسام) ..
"أهلآ .. أهلآ بالشباب"
هتف (حسام) بذلك وهو يستقبل شقيقه (يوسف) وصديقه (ياسر) في غرفته داخل سكن الطلاب الجامعي .. كانت غرفة صغيره كباقي غرف السكن .. بالكاد تكفي لمعيشة شخصين.. صديقه (أسامه) يشاركه فيها، غير أن هذا الأخير لم يكن موجودآ في تلك اللحظه.
"لقد ذهب لاحضار العشاء لنا وسيعود بسرعه"
أوضح (حسام) ذلك عندما سأله شقيقه عن (أسامه) .. تبادل الجميع العناق والتحيه واستقروا داخل الغرفه .. كانت علامات الامتعاض واضحه على (ياسر) وهو يغمغم:
"كيف يمكن لأي مخلوق أن يعيش هنا؟"
أطلق (حسام) ضحكة صافيه مجيبآ:
"لا تقلق يا عزيزي .. ستعتاد الوضع هنا .. انك الآن تحت تأثير الصدمه الأولى وسيزول مفعولها سريعآ .. هل أفهم من هذا أن المنطقة الشرقيه لم تحز على اعجابكم؟"
جال (يوسف) ببصره في أرجاء الغرفه وأجاب:
"لنقل انها مختلفه عما اعتدنا عليه في المنطقة الغربيه .. كيف هي أوضاعك هنا؟"
"جيده والحمد لله .. الدراسه ليست سهلة أبدآ .. ولكن بالنسبه الى اثنين من المتفوقين دراسيآ مثلكما لن يكون هنالك مشكله .. وسيزداد الأمر امتاعآ اذا ما تم تخصيص غرفه لكما في (لاين) مميز وبه طلاب متعاونون"
شرح لهما (حسام) كيف أن غرف السكن الطلابي موزعه على مجمعات ترتص فيها الغرف جنبآ الى جنب .. كل مجمع منها يسمى (لاين) وهي كلمة انجليزيه جاءت ملائمه لاشكال المجمعات الخارجيه والتي هي عباره عن خطوط مستقيمه متباعده ..
"الطلاب هنا يجمعون الكلمه بقولهم :لاينات .. هذا الأمر ليس بالصحيح لغويآ ولكن لن تجد هنا من يلتزم بكل القواعد والقوانين"
أوضح لهما أيضآ أن هنالك مجمعات غرف على شكل حذوة الحصان ولكن بزوايا مضلعه وتحمل نفس الاسم ..
في اللحظة التاليه دخل (أسامه) الى الغرفه حاملآ العديد من الأكياس البلاستيكيه .. ألقى التحيه وصافح الجميع مهنئآ الضيفين على سلامة الوصول من السفر .. كان شابآ حنطي اللون، رياضي الجسد مع طول معتدل، ذو شعر كستنائي أكرت .. أخذ يتطلع الى (ياسر) في فضول، فأسرع (يوسف) بتقديمه اليه كي يتم التعارف الكامل .. كان شابآ أبيض البشره، ممتلئ الجسم، خشن الشعر، يرتدي النظارات الطبيه ..
رائحة الطعام تفوح قوية من الأكياس .. فلم يمنع (يوسف) نفسه من اعلان استحسانه لها:
"أوه .. يبدو لي أن عشاءنا اليوم كبسة الأرز البخاري"
بدأ (أسامه) و (حسام) في فرد الورق البلاستيكي على الأرض وافراغ محتويات الأكياس فوقه .. وقال الأول متهكمآ:
"مرحبآ بكم الى الحياه الجامعيه .. هذه أولى المظاهر هنا .. الأكل بدون أطباق أو ملاعق .. فلا أحد يرغب في غسل الأواني والأدوات المعدنيه بعد الأكل .. تفضلوا"
أضاف (حسام) معلومة أخرى:
"المظهر الثاني للحياة هنا هو أنكم سوف تلحقون بدرب مدمني هذا الصنف من الطعام .. انه شهي .. رخيص .. ويملأ المعدة تمامآ .. لايوجد طالب واحد لم يقع في الادمان بعد .. الجميع بلا استثناء"
تساءل (ياسر) في قرارة نفسه:
"ترى هل أخطأت الاختيار عندما قررت الالتحاق بهذه الجامعه؟!"
انتظرو ا الحلقة القادمة
وللمعلومية
سوف يتم طرح هذه الرواية في 1 سبتمبر في المكتبات السعودية
كما أرجو من كل قلبي أن تنشروا القصة قدر الأمكان
تحياتي
ننتظر باقي الاجزاء
شكرا ً لك ِ غاليتي
دمتي بود