- مرحبا أخواتي الفراشات......
- الذي لا يعرف أي أجوبة لأي سؤال يبدأ بكيف
مرحبا أخواتي الفراشات......
الذي لا يعرف أي أجوبة لأي سؤال يبدأ بكيف
مشكلتي هي أني لا أعرف أي أجوبة لأي سؤال يبدأ بكيف .عندما كنت صغيراً كنت أسمع أحاديث الكبار . كنت أسمعهم يصفونني بالأحمق ، بالغبي و أحياناً بالمعتوه لكني لم أكن أعرف قط كيف أكون كذلك . كنت إذا مشيت تعثرت . فأنا لا أعرف الطريقة الصحيحة للمشي . كانت أمي تجذبني من ذراعي بعنف كي تقيلني من عثرتي . كنت أحس بذراعي يكاد ينخلع . كان أكثر ما يقلقني إذا ما خلع ذراعي كيف أثبته ؟
كانت أمي تنهرني دوماً لأن ملابسي دائمة الاتساخ . كنت أبكي كثيراً و أسألها متلعثماً فأنا لا أعرف كيف أحسن الكلام :
- " أ ... مي.....ك....يف ....ت...تسخ.....ال..ملا...بس ؟ "
لكني حاولت . طوال عمري و أنا أحاول . تعلمت كيف أأكل طعامي دون مساعدة أمي و أنا في السابعة عمراً . أنهيت طعام الغداء وخدي دون أن تتسخ الملابس و دون أن أختنق . كنت فرحاً أردت أن أغني لكني لم أكن قد تعلمت بعد كيف أغني ؟
في المدرسة كانت معلمتي دائماً ما تضربني و كانت متعتها في أ، تهينني كانت تقول :
- " أنت أغبى طالب رأيته في حياتي . أنت لا تعرف كيف تقرأ ، كيف تكتب ، كيف تتكلم ، كيف تلعب ، أو حتى كيف تمشي دون أن تتعثر باختصار أنت لا تعرف أي أجوبة لأي سؤال يبدأ بكيف "
- " أ ....تع...ر..فين..كل..الأج.....و..بة.....عن....الأس .....ئل..ة....ال...تي..تب...دأ....ب...كيف ؟ "
- "و هل تحسبني حمقاء مثلك ؟ "
- " أ....ظن......أن...ك...لا...تع...رفين...كيف...تش... رح...ين...ال..در...س "
تركت تلك المدرسة . تنقلت من مدرسة إلى أخرى كنت أحاول وأحاول و حصلت بعد معاناة على شهادة إتمام المرحلة الإعدادية .
لم يكن لي أصدقاء . لم أكن أعرف كيف أعقد صداقات . و لم يكلف أحدهم نفسه مشقة أن يكون صديقا لي بل أن أقاربي و حتى اخوتي بل يمكن أن أقول أبي و أمي كذلك لم يقدر أحدهم محاولاتي أ، أحيا كانسان طبيعي و اعتبرني الجميع مجرد فكاهة يتندرون بها في أمسياتهم.
سمعت يوماً في التلفاز أحدهم يقول أن كل شخص يمتلك موهبة ما لكن المشكلة هي كيف يكتشفها . لم أكن أعرف طبعا كيف أكتشفها غير أني و في يوم من الأيام جلست و أمامي على المكتب ورقة و قلم رصاص . كنت منهكا و شاعرا بالملل أغمضت عيني و رأيت نفسي بعين الخيال راكبا دراجة نارية قافزا بها محلقا في السماء أمسكت بالقلم و أنا بعد مغمض العينين بين النوم و اليقظة و حركت يدي على الورقة. كنت أرى الورقة في خيالي و أرى الخيوط تتجمع و تتمازج لتشكل صورتي و أنا أحلق بالدراجة النارية و غفوت.... و لما أفقت نظرت إلى اللوحة فإذا هي الرسم الذي رأيت في خيالي ، ركضت ، وصلت إلي حيث توجد أمي . كنت قد تعثرت مرة أو مرتين ، ارتميت على أمي صرخت في تأفف :
- " ابتعد ما هذا ؟ ماذا دهاك ؟ "
- " أمي انظري "
تناولت مني الورقة ، نظرت سألت و على وجهها علامات الدهشة :- "من رسمها ؟ "
- " أنا.... أنا يا أمي ..... أليس الرسم موهبة ؟ "
هزت رأسها في عدم تصديق و سقطت مغشيا سألتها مندهشا :- " أمي ألا تعرفين كيف تنامين ؟ لا أحد ينام على السجاد "
ثم يا سيدي تتابعت لوحاتي... و أصبحت ما يطلقون عليه رساماً...و أقمت معرضا لقي نجاحا مقبولا و هذه هي قصتي
- " قصة طريفة معنا اتصال هاتفي نعم ؟ "
- " السلام عليكم هل من الممكن أن أحادث الفنان؟ "
- " تفضل "
- " مرحبا أيها الفنان كيف حالك ؟ "
- " حقيقة لا أعلم
على هذا الموضوع المشوق....
الله يعطيج ألف عافية