الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
ذبلت أوراق اشتياقي
14-05-2022 - 02:51 pm
  1. هيا بنا ..

  2. قالتها بنشاط وحيوية إبنة الثامنة عشرة..

  3. ولماذا تبكي؟

  4. يرغب في أن يتزوجني..ولماذا..وماذا يريد مني..

  5. وسط دهشة الجميع وفرحتهم في آن واحد..

  6. وفي نفس الليلة..رآها سعيد..بناء على طلب من العائلتين معا..


حبيت انقل لكم قصة رائعه من قلم
الكاتبة: قماشة العليان
اتمنى تعجبكم واشوف ردودكم الحلوه
وقفت أمام المرآة الكبيرة تمشط شعرها الأسود الكثيف..إنها تستعد للذهاب..لقد قررت أن تذهب وليحدث مايحدث..لن يحدث لها اكثر مما حدث..
تطلعت إلى المرآة بيأس وهمست بحنق:
  • لماذا يارب خلقتني هكذا؟..دميمة..لماذا لم تهبني ولو مسحة من جمال؟..لماذا أبدو إلى

جانب أختي مريم كالقرد المشوه!!
لماذا هي جميلة ..وأنا لا؟
وتحدرت الدموع على خديها لتغرق وجهها النحيل الأصفر..ولكن لا..قفزت بسرعة
ومسحت دموعها بكفيها وهي تقول لنفسها بصوت خافت:
تنقصني الثقة بالنفس..دائما أنا هكذا أستعد للذهاب ثم أبكي وأبكي حتى لا تستطيع قدماي أن
تحملاني ثم أرفض الذهاب وكأنني أخشى المواجهة..كلا..اليوم فقط يجب أن تكون لدي الشجاعة لأذهب وأواجه الجميع بدمامتي ولايهمني ماسيقولونه عني..
في لحظات كانت قد استعدت وارتدت ثوبها الأسود..ووقفت تنظر لنفسها في المرآة..السواد
دائما ترتدي السواد..لماذا الأسود..وهمت بأن تغيره عندما فتح الباب ودخلت عليها والدتها،
امرأة في العقد الخامس من عمرها..جميلة جمالا مبهرا وإن كانت السنين قد أضافت على جمالها مسحة من وقار..نظرت إليها بقسوة وقالت:
  • سارة..ألم تكملي بعد ارتداء ملابسك..والدك ينتظرنا في السيارة..هيا بسرعة..وقبل أن تخرج التفتت إليها قائلة:
  • مريم أختك انتهت منذ زمن طويل وأنت لاتزالين تنظرين لنفسك في المرآة..

ياسبحان الله..<< دائما مريم .. كل شىء لمريم الجمال والثياب والحب والدلال..وأنا لاشيء..إنها أختي
ولكنني أكرهها.. بل أمقتها.. غصبا عني>>نظرت لوجهها في المرآة نظرة أخيرة.. عيناها
الضيقتان وأنفها الكبير المحدب كأنف صقر.. وفمها الواسع وشفتاها الغليظتان وجهها الشاحب الهزيل.. وشعرها المجعد المنفوش..لاشيء فيها جميل .
تنهدت بيأس.. وخرجت من الحجرة تقدم رجلا تلو الأخرى ولكننها مصممة على الذهاب..
مصممة أن تواجه الناس بوجهها القبيح..إنهم لايرون فيها إلا هذا الوجه..يالهم من ناس
لاتهمهم إلا القشور..اصطدمت عيناها وهي خارجة بجمال أختها الباهر..إنها أخذت كل ملامح
والدتها..القامة الفارعة الهيفاء..وشعرها الأسود الحريري..وعيناها السوداوتان الواسعتان..
وفمها الجميل..وكادت تتراجع كالعادة ولكن لا..إن عقلها الآن هو الذي يقودها..كفاها جبناَ وخضوعا..لا..لن تتراجع بعد الآن..نظرت إلى أختها مريم نظرات تقطر بالمرارة وهي تقول:
  • هيا..

قالتها بخمول وكأنها تقول لن أذهب..وبادلتها أختها نظرة فاحصة وقالت هي الأخرى:

هيا بنا ..

قالتها بنشاط وحيوية إبنة الثامنة عشرة..

وفي السيارة كالعادة ..جلست سارة وأمها في المقعد الخلفي..بينما مريم جالسة بثقة في المقعد الأمامي.. وذلك حتى يتباهى أبوها بجمالها أمام الناس..هكذا يقول أبوها مراراَ وتكرارِاَ..ألقت برأسها على المقعد وهي ساهمة..سمعت صوت أبيها وهو يقول ممتدجاَ
إبنته الصغرىمريم:
  • ما كل هذا الجمال..إني أغار عليك من أن تكوني ابنتي..وصفعت إذنها ضحكة أمها السعيدة

وهي تقول:
  • مريم ستحجب عنا الأنظار بجمالها..لن يرانا أحد إلى جنبها شيئا على الأطلاق..

لمعت الدموع في عيني سارة ولكنها أخفتها بسرعة رهيبة خشية أن يلمحها أحد وهي تبكي

ولماذا تبكي؟

إن الله خلقها هكذا دميمة..لاتستطيع أن تفعل بدمامتها شيئا..إنها تغار من أختها..تغار إلى حد الكراهية..
وعندما وصلوا إلى مكان الحفل..لفتت مريم إليها الأنظار بجمالها الباهر..وثقتها بنفسها التي لاحدود لها..وانزوت سارة في ركن مظلم تجتر أحزانها وتندب حظها العاثر..ولكن حدثت مفاجأة في الحفل..مفاجأة صاعقة..لا أحد يتصورها ولا يمكن أن يصدقها إنسان..
لقد خطبت سارة..نعم سارة وليست مريم الحلوة..الجميلة..الرشيقة..خطبت سارة القبيحة
المحرومة من الجمال..خطبتها إحدى السيدات لابنها سعيد..ابتسمت الأم وهي تجيب:
  • تريدين خطبة مريم بالتأكيد..

ولكن السيدة ردت عليها بحزم:
  • كلا..نريد سارة..هكذا أوصاني ابني..

ذهلت الأم فتبعثرت الكلمات داخل جوفها ولم تنطق..وبعد فترة صمت طويلة
أجابت الأم بفرحة ممزوجة بالدهشة:
  • تقصدين سارة ابنتي الكبرى..إنها تلك التي ترتدي الفستان الأسود..

أجابت السيدة بإصرار:
  • نعم إنها هي..هي التي يريدها ابني..

صمتت الأم وهي تفكر بسرعة..كيف يكون هذا..لقد انقلبت الموازين..سارة الفتاة الدميمة
تخطب بينما الأخرى الجميلة لم يتقدم لها أحد حتى الآن..ولكن هذا مستحيل..أين رآها الشاب
وكيف عرفها حتى يقصدها بطلب الزواج..أنه بالتأكيد مخطىء..
أفاقت الأم على صوت أم سعيد وهي تقول لها:
  • ماذا قلتي يا أم صالح..متى نأتي إلى بيتكم لنطلب يدها من والدها رسميا..

ترددت الأم قليلا قبل أن تقول:
  • أهلا بكم في أي وقت..ولكن لي شرط يا أم سعيد..وهو أنه يجب أن يراها سعيد..

وسارة يجب أن تراه حتى نضمن لهما السعادة في المستقبل..وخرجن من الحفل والأم
لا تصدق نفسها..وسارة بادية الوجوم والارتباك وكأنها عرفت بما يدور حولها..ومريم مرحة لاهية كعادتها دائما..لا تسأل عن شيء..
وخلال أيام بدأ الاهتمام يحيط بسارة في البيت..الكل يهتم بها.. الكل تناسى قبح وجهها..
أمها تدللها وأبوها يشفق عليها ويلبي كل طلباتها..وأختها تبتسم في وجهها بسعادة..وأخوانها
الأربعة يتطلعون إليها في دهشة ممزوجة بالسخرية..
أما هي فكانت في غنى عن ذلك كله..كانت لها أحلامها الخاصة..كانت تغوص في بحار
نقية من السعادة والدهشة..وتتساءل بينها وبين نفسها..معقول..أنا القبيحة هناك من

يرغب في أن يتزوجني..ولماذا..وماذا يريد مني..

وتعود وتبحث في نفسها..<<ربما أنا جميلة..ولدى مواطن جمال أخفيها لا أعرفها..ولكن لا..عيناي الضيقتان
وأنفي القبيح ووجهي..لا..لا لست جميلة..ربما يريدني لشيء آخر غير الجمال.. ربما جذبه تعليمي نعم.. أنا متعلمة تعليما متوسطا وليس عاليا..ولكن..لا..ربما جذبه نسبي.. أنني من عائلة محترمة ومرموقة..إذن لماذا لا يخطب أختي فهي تملك المال..والجمال..والتعليم..ولكن لا..ربما هو لا يريد هذا كله..ربما يريدني أنا فقط دون شيء.. ربما أحبني>>..فكرت سارة كثيرا.. وتعبت من كثرة التفكير..وأخيرا قررت أن تسلم أمرها لله..وإن كانت لا تخفي فرحته
بهذا الأمر .
وفي خلال أسبوع..تقدم سعيد ووالده لخطبة سارة..ودخلت والدته وهي تحمل الهدايا لسارة

وسط دهشة الجميع وفرحتهم في آن واحد..

وفي نفس الليلة..رآها سعيد..بناء على طلب من العائلتين معا..

إنها تتذكر وقوفها الطويل أمام المرآة في ذلك النهار..حاولت در الأمكان أن تبدو حسنة الشكل إنها لا تنسى معركتها مع شعرها المجعد.. وأخيرا روضته بصعوبة..وأضافت الأحمرار الصناعي على خديها الشاحبين..ولكن ماذا تفعل بعينيها وأنفها وشفتيها..؟ لن تستطيع كل أدوات التجميل أن تغير كل هذا..فهي قبيحة إذا تركت كل شيء على حاله..ومهما حاولت استخدام كل وسائل التجميل في هذا العالم..
إمتلأت عيناها بالدموع..ولكنها غطتهما بسرعة وكأنها ترفض الدموع..وترفض التعاسة..لا تعاسة بعد اليوم..ارتدت ثوبها الأحمر الجديد الذي اشترته أمها خصيصا لهذه المناسبة..ثوب جميل يبرز نحافة خصرها..وهذا ما أرادته أمها..<<آه لا بأس أني أملك على الأقل خصرا جميلا>>..قالت ذلك لنفسها بصوت خافت..ومررت بالأحمر على شفتيها الضخمتين وخرجت من الحجرة..وكادت أن تعود من حيث أتت بعد أن رأت جمال أختها وبالمقارنة لها..ولكن لا..لن تهزم..
هكذا قالت لنفسها وهي تحاول استعادة هدوئها..وسارت ببطء نحو حجرة الضيوف وهي تفكر بصمت..ووجهها جامد..لا حياة فيه..ستغامر بكل شيء..هذه هي أنا ..وإلا فليذهب إلي الجحيم..ولكن لا..دوت صرخة في أعماقها..إذا عدل عن رغبته في الزواج منها..فسوف..سوف تفقد الثقة بنفسها..لا..بل أكثرمن ذلك أنها سوف نتحر..لن تحتمل الصدمة..حاولت أن تطرد هذه الأفكار من رأسها وأمها تناولها أكواب العصير البارد لتقدمه للضيوف..تقدمت بخطوات ثابتة ..ودخلت..وهالها ما رأت!!..يالها من مفاجأة مذهلة!!
لقد جمدتها المفاجأة...


التعليقات (9)
أمـيــ الذكريات ـــرة
أمـيــ الذكريات ـــرة
واو يالغاليه
شكلها خطيره
احم احم ننتظر والا ترى بجي آخذها من عندك يا اختي العزيزه
مشكوره وتسلم يدينك
تقبلي مروري
>>لاحرمني الله منكم<<

ذبلت أوراق اشتياقي
ذبلت أوراق اشتياقي
أمي الذكريات رة
أسعدني مرورك يأختي الغالية
ولايهمك راح اكمل القصة عشان خاطر عيونك يالغلا
ولاحرمني الله منك

درة القصيم
درة القصيم
وينك حرام عليك
كملي ننتظرك

غفران
غفران
والله مبينة روعة كمليها بسرعة حبيبتي

نور القلوب2005
نور القلوب2005
واو روعه القصة يا ريت اكملينها بسرعة

ذبلت أوراق اشتياقي
ذبلت أوراق اشتياقي
درة القصيم
وغفران
نور القلوب 2005
اسعدني مروركم
ولايهمكم راح اكمل القصه

ذبلت أوراق اشتياقي
ذبلت أوراق اشتياقي
لماذا لم يقل لها أحد؟..لماذا لم يخبرها أهلها..ووالدها..لماذا سكت؟..لماذا لم يقل لها بأن العريس أقبح منها..بل أقبح رجل في العالم!!!
إنها لم تر رجلا في حياتها بهذا القبح الشديد..إنها بالمقارنة إليه ملكة جمال..قصير القامة نحيل..هزيل..قميء..وجهه يصد الناظرين إليه لدمامته..عيناه كبيرتان غير مستقرتين..حمراوتان..وأنفه مفلطح كأنف زنجي..وفمه واسع بدون شفتين..بدون شفتين على الإطلاق..
ورأسه الأصلع يبرق على ضوء النور الكهربائي الساطع...
صدمة..صدمة شديدة..صدمة جعلتها تضحك بشدة على غير عادتها..أول مرة في حياتها تضحك بهذه الطريقة..وليس وحدها بل أمام الضيوف..ومن؟ضيوف يخطبونها..نهرها أخوها الأكبر وأخرجها أبوها بقوة من الحجرة ووجهه محمر من شدة الحرج..وصفعتها أمها في المطبخ وهي تقول لها بقوة:
_ من تظنين نفسك..أنه الوحيد الذي يناسبك..ولن تجدي غيره زوجا!..صدمتها هذه الكلمات أكثر من صدمتها بعريسها القبيح..فتساقطت الدموع من عينيها بغزارة ولم تنم تلك الليلة..وكيف تنام؟وصورة هذا الوجه المشوه يأتيها حتى في أحلامها..هل حقا كتب عليها أن تتزوجه..تتزوجه هو؟نعم..ومن هي حتى تشترط الزوج الوسيم..ليست إلا فتاة شوهاء..لا يخطبها إلا أمثالها..وبكت..بكت بشدة وهي تعرف أنها لن ترفض هذا العريس..
وكيف ترفضه ولم يتقدم لها أحد غيره حتى الآن ولن يتقدم..أنها الآن في الرابعة والعشرين من عمرها ومن يدري إذا رفضت هذا فقد تبقى عانسا طول العمر..وهي لا تريد أن تصبح عانسا..تفضل الموت على ذلك..
تريد أي شيء يعيد الثقة إلى نفسها..ولن يعيد إليها هذه الثقة إلا إذا أصبحت زوجة..
ليس مهما زوجة من..المهم أن تصبح زوجة..
لتهرب من كلام الناس..
ومن جمال أختها..
ومن نفسها..
وحالما أشرقت شمس اليوم التالي..أسرعت راكضة إلى أمها ووجهها تبدو عليه أثار السهر والبكاء وقد ازداد قبحا على قبح..وأعلنت لها الموافقة..فأبتسمت الأم بسعادة وهي تشعر وكأن هما ثقيلا قد انزاح عن كاهلها..وقالت لابنتها وكأنها تلومها:
_ ولكنك أغضبتهم أمس يا سارة بضحكك المتواصل..سأحاول أن أعتذر للأم في الهاتف..وليتها تقبل اعتذاري..
وفعلا قبلت أم سعيد اعتذارها..ولماذا لا تقبل..أنه لا توجد فتاة في الدنيا تقبل بابنها زوجا..
فعلا حضر أهل سعيد في اليوم التالي ليتفقوا مع أهل سارة على موعد عقد القران..وسارة تتأرجح مشاعرها بين الخوف والرجاء..
أنها لا تعرف هذا<<السعيد>>..لم تعرف عنه سوى وجهه واسمه..ولكن ما يدريها ..ربما كان إنسانا بمعنى الكلمة..ربما كان طيب القلب..إن الشكل عادة لا يدل على شيء..فهي قبيحة ولكنها طيبة إلى أبعد الحدود..
وأختها مريم فائقة الجمال ولكنها أنانية..ومعقدة..ومغرورة..وأبوها..أنها تشبه رغم أنه أجمل منها قليلا..أنه طيب القلب جدا..ولكنها تشعر بإنه يكرهها..ربما لأنها تشبهه..وهذا ليس لها يد فيه..أنه من سخرية القدر..وعقد قران سارة وسعيد دون حفل يذكر..اقتصرت الدعوة على العائلتين فقط..وقليل جدا من الأقارب..وهي التي أصرت على ذلك..سارة لا تريد حفلا..أي حفل..لاتريد أن تكون مضحكة للناس..لمن يعرفها ومن لا يعرفها..سيسخرون منها وسيضحكون على اختيارها لزوجها بالتأكيد..وسيتندرون بشكلهما معا وهما في ثياب الزفاف..أنها تعرف كل ذلك..بل وأكثر سيقارنون بين جمال أختها وقبحها..وسيصبح زوجها لاشيء إلى جانب هيثم ابن عمها الذي عاشت عمرها كله وهي تحبه وتنتظره..ولكنه لم يلتفت إليها..ولدهشتها الشديدة لم يبهره حتى جمال أختها وتزوج فتاة أخرى من خارج العائلة..ليست دميمة مثلها ولكنها أيضا ليست جميلة في جمال أختها مريم .
اجتمعت بها أمها ذات صباح عقد القران..وأخبرتها بأن العريس متعجل ولا يريد التأجيل ويجب أن يحددا موعدا للزفاف والذهاب إلى بيت زوجها..أرهبتها الفكرة..فلم تكن تنوي أن تصل معه إلى هذا ..أن يقفل عليهما باب واحد..وأن تجمعهما غرفة واحدة..بل وفراش واحد..أنها ليست صغيرة على الزواج وتعرف هذا جيدا..
ولكن كيف تتحمل أن تتطلع إلى وجهه دون خوف..دون رهبة..
أنها تعترف أنها دميمة ولكن ليس في ملامحها ذلك الشيء المنفر الذي تراه على وجهه..نعم أن شكله مخيف..أنها خائفة وحزينة..أتصرخ في وجه أمها اظلان وترفض الأمر برمته وترتاح..ولكن لا إنها لن ترتاح..لن ترتاح وهي تعرف جيدا أنها لن تتزوج بعد ذلك أبدا..لن يتقدم لها أحد..وإذا فرض وتقدم لها أحد فربما يكون أسوأ وأبشع من الأول..لا..أنها فرصتها في الحياة ولن ترفضها..يكفيها أنها ستكون أجمل منه..ولن تدعه ينسى هذا أبدا..ولسوف ترتاح من جمال أختها ومعايرة أمها لها طوال الليل وطوال النهار بأنها قبيحة..حتى أخوانها لم تسلم منهم..يكيفها نظرات والدها لها وهو يمصمص شفتيه بألم وحسرة..نظراته تعذبها..تشعرها بأنها أقل من أختها بل وأقل من فتيات الدنيا بأسرها..
أفاقت على صوت أمها وهي تسألها رأيها في الموضوع..ابتسمت لأمها ابتسامة حزينةمثيرة للشفقة وقالت بصوت يائس:
_ الرأي لك..ولأبي..
ضحكت أمها وهي تقول لها هامسة:
_ لن أوصيك بزوجك يا ابنتي..أنتي تعرفين أكثر مني أنه..
وصمتت..وطال صمتها..أحست سارة بأن أمها تريد أن تقول لها شيئا ولا تدري ما هو..
أخيرا نطقت الأم بعد تردد كبير..
_ أكرمي زوجك يا ابنتي..لن يكون لك غيره..لن تخرجي من بيته إلا إلى القبر..
القبر..أفزعتها الكلمة فلم تنظر إلى أمها..وهمست لنفسها..<<وما يدريك يا أمي فربما هو القبر نفسه>>..
استغرق تجهيز سارة عدة أسابيع قبل أن تزف إلى زوجها..تركت كل شيء لذوق أمها فهي تعرف ما يناسبها أكثر منها..اختارت لها أمها مجموعة من الثياب الجميلة ومجموعة أخرى من قمصان النوم الفاخرة..كلها أشياء جميلة..وكأنها تعوضها بها عن جمال ابنتها..أيضا دخلت إلى زوجها بدون ضجيج وبدون حفلات..كانت رائعة في تلك الليلة رغم قبحها..أن للعروس هيبة خاصة لا يهم فيه جمال وجهها..
وبدأ هو في حلة الزفاف كأقبح ما يكون..ولكن هناك شيئا غريبا ظهر على وجهه في تلك الليلة عيناه زائغتان..وجسمه يهتز..ويداه ترتجفان..وكأنه خائف من شيء ما..
إنها لم تلاحظ عليه شيئا من هذا رغم أن المدعوين من جميع العائلتين قد لاحظوه..كما لاحظوا ارتباكها هي أيضا والعرق الغزير الذي يتصبب من جبينها
رغم أن مكيفات الهواء كانت تعمل آنذاك..واصطحبها زوجها إلى بيت الزوجية..وحالما أقفل عليهم باب الحجرة..حتى قال لها:
_ أريد أن أقول لك شيئا هاما في البداية..
صمتت وهي لا تنظر إلى وجهه..تابع وهو يحاول أن يبدو متماسكا..
_ انني لا أدري ماذا أقول لك..ولا كيف أبدا..ولكن أرجو منك أن تفهميني..ربما ستكون صدمة لك ولكن كل ما أرجوه أن تقدري موقفي..هل تسمعينني..
وأجابته بإيماء من رأسها دون أن تنطق ..ففاجأها بقوله:
_ أتدرين أنني ..أقصد..أعني..أنا إنسان عاجز..
نظرت إليه بسرعة وهي مشدوهة وغير مصدقة..
نظرت إليه وكأنها تنظر إلى كائن غريب من كوكب آخر..

غفران
غفران
يا ربي والله مسكينة هالبنت مشكورة حبيبتي على القصة الحلوة

ذبلت أوراق اشتياقي
ذبلت أوراق اشتياقي
وأخيرا وبعد أن زالت آثار الصدمة شهقت بفزع..ثم شهقت وهي تبكي وتشرق بدمعها..ولم تنبس ببنت شفة..والغرفة صامتة..غارقة في صمت لا يقطعه سوى بكاؤها ونحيبها ولم يتكلم هو انتظرها حتى تنتهي من البكاء..ولكنها استمرت تنهنه بصوت خافت..وأسندت رأسها على حافة السرير ونامت وسط دموعها..
ولم يقربها سعيد في تلك الليلة..تركها وخرج..ولم تدر أين نام هو..ولا كيف..
وعندما نهضت من فراشها في الصباح..لم تذكر أين هي واستغرقت عدة دقائق وهي تتذكر ما حدث لها..وأصيبت بغصة ألم في حلقها وهي ترى صورتها في المرآة..أن عينيها متورمتان من كثرة البكاء..أنها لم تنبك أبدا بمثل هذه الصورة..أنها لا تبكيه..بل تبكي نفسها..وتبكي حظها..
أمعقول ما حدثها به البارحة؟ أم أنه يهزل؟ لا شك بإنه يهزل معها..أنه أمر لا يصدق..ولا يحدث إلا نادرا، ولكنها قررت أن تسأله اليوم عما أخبرها به البارحة وتستحلفه بكل غال لديه بأن يقول لها الصدق..ولكن لماذا يقول لها هذا؟ وما غرضه من هذا،وماذا يرمي إليه؟وإذا كان ما قاله صحيحا فلماذا قاله لها البارحة بالذات؟ ليلة زفافهما..هل يريد أن ينفرها منه..ولكن لماذا؟لماذا؟ أسئلة كثيرة تدور في مخيلتها دون جواب!!
قررت أن تواجهه وتسأله عن كل شيء..
وخلعت سارة ثوب الزفاف الأبيض بسرعة ولبست ثوبا أحمر بسيطا..أن اللون الأحمر يضفي عليها جمالا خاصا..
ولكن لماذا أن تكون جميلة بنظره..هزت كتفيها بيأس..وترددت قبل أن تخرج من الحجرة..كلما مدت يدها إلى مفتاح الباب تعود بسرعة إلى المرآة لتتأكد من شكلها..وأخيرا عزمت على الخروج..لم تجده في الصالة..وسارت في أرجاء البيت تتفقده..ولم تجد له أثرا..صدمت!!
..عريس يخرج في صباح ليلة الزفاف!..بالتأكيد هو مجنون..تناولت طعام إفطارها مما وجدته في الثلاجة..وجلست بعد ذلك تنتظره على أريكة في الصالة ومضى بها الوقت وهي تزداد غيظا..ولا تدري ماذا تفعل إذا قدم أهلها ليطمئنوا عليها أو حضر أهل العريس..هل تخبرهم بما حدث؟أم تقول لهم أن العريس جن..أم ماذا تقول؟؟
وفعلا بعد فترة سمعت صوت الجرس..إنه جرس الباب..ووقفت حائرة في الصالة هل تفتح الباب أم لا تفتح..ربما يكون هو..سعيد..ولكن مستحيل..لأن معه مفتاح للباب..ولو كان هو لفتح الباب ودخل دون داع لهذا الجرس..ولكن ربما هو يداعبها..لا..لا..ربما يكون أهلها قد أتوا..لن تفتح..كيف تواجههم بدون زوجها وماذا سيقولون عنها..لا..ولكن الساعة الآن،لا تتجاوز الثامنة صباحا ومن غير معقول أن يأتوا في هذه الساعة المبكرة..إذن من يكون الطارق؟
دقات الجرس تتوالى دون انقطاع..
وأخيرا طرقات شديدة على الباب..وهي حائرة تفكر هل تفتح أو لا تفتح..وأخيرا سمعت من ينادي باسمها من وراء الباب..سارة..افتحي يا سارة..تنبهت وعرفت الصوت..نعم إنها أم سعيد..ركضت لتفتح الباب وهي تتساءل عن سر مجيئها في هذه الساعة المبكرة..فتحت الباب ودخلت الأم ..وفي عينيها نظرة قلق ورهبة..وواجهتها سارة بنظرات هادئة رغم ما يبدو عليها من قلق..وسألت عن سعيد فأخبرتها سارة أنها لا تدري أين هو ..فطمأنتها أمه بأنه دائما هكذا غريب الأطوار..صمتت سارة وهي تجتر أحزانها..وفهمت بعد ذلك أن الأم تحاول بشتى السبل أن تعرف ماذا دار بينها وبين إبنها البارحة..ولكنها لم تعرف شيئا ولم تستشف شيئا من وراء صمتها..فخرجت وهي تبتسم كعادتها ووعدتها بأن تزورها مع أخوات سعيد في وقت لاحق..وأغلقت سارة الباب وراءها وهي تتنهد بيأس..
وفي الساعة الحادية عشر أحست بمفتاح يدور في الباب الخارجي فتظاهرت بالنوم..ودخل عليها سعيد الحجرة..ورغم تظاهرها بالنوم لم تستطع أن تكتم شهقة فزع وهي تراه يدخل في هيئة رثة وثيابه ممزقة ووجهه القبيح مليء بالخدوش والدماء..وقبل أن تتحرك من فراشها قال لها:
_ ابقي في مكانك..لاشيء ذا بال..لقد تدخلت في معركة بسيطة مع قريب لي..ولكنها أحست بإحساس داخلي بأنه يكذب..ولم تسأله أين نام البارحة..بل لم تسأله عن أي شيء على الأطلاق..
فضلت أن تسكت على مضض..وما يهمها من أمره حتى ولو كان زوجها..لقد تعودت طوال حياتها ألا تتدخل في شئون أحد ولا أحد يتدخل في شئونها..لقد ضبطت مرة أخاها وهو يعاكس الفتيات عبر الهاتف فلم تقل له شيئا..ولا كلمة واحدة..ولم تخبر أحدا بذلك وكأن الأمر لا يعنيها..
ورأت أختها ذات يوم تحادث ابن الجيران في الشارع فسكتت ولم تقل شيئا ولم تخبر أمها..ولم تناقش أختها..
إن الأمر لا يعنيها في شيء..ولا يمسها لا من قريب ولا من بعيد..هكذا هي لا تتدخل فيما لا يعنيها ولكن هذا زوجها..وأمره يعنيها بالتأكيد..فهي شريكته في حياته..ولكن لا فليذهب إلى الجحيم..إنها تعودت على ألا تتدخل في شيء لايخصها..وعاد سعيد إلى حجرة النوم بعد أن أغتسل في الحمام..وما أن رأته حتى احمرت وجنتاها خجلا واضطرابا ولكنه قال لها بصوت هاديء:
_ سارة..أرجوك أخرجي أريد أن أنام..
صدمتها كلماته ولكن ليس أكثر من صدمتها بزوجها فخرجت بسرعة من الحجرة وكأنها تهرب من نار توشك أن تحرقها..وجلست على أريكة في الصالة وهي تفكر في هذا الرجل الذي تزوجته..إنه فعلا غريب الأطوار كما أخبرتها أمه..ترى أين نام ليلة البارحة..ولماذا تأخر في العودة..ولماذا يعود بهذا الشكل المزري..؟
لقد صدمت صدمة شديدة حطمت كيانها..إنها أول صدمة في حياتها..كانت تعتقد أن الزواج سوف ينقلها إلى عالم آخر..عالم كالسحر..كالخيال..مليء بالعطور والسعادة والحب..ولكن الواقع شيء آخر..ترى هل كل عروس تمضي يومها باليأس والحيرة..
وفي غمرة إحساسها باليأس سمعت رنين الجرس..بالتأكيد هم زوار جاءوا ليباركوا لهم..وأسرعت تفتح الباب..لقد كانوا أهلها..وفرحت بهم فرحة شديدة أنستها ما كانت تعانيه منذ لحظات..راعها جمال أختها فتذكرت قبحها وإن كانت قد نسيته لفترة..وأحست بكل عقدها ونقائصها تعود قوية كم كانت ولكنها حاولت أن تنسى..
جاهدت كثيرا لتبدو أمامهم عروسا سعيدة..
نظرت إليها أمها نظرة ذات مغزى وقالت:
_ سارة أريدك قليلا..
أخدت أمها إلى حجرة جانبية وهي تعلم مقدما ماذا ستقول لها أمها..وفعلا سألتها نفس السؤال..وتاهت أفكارها وهي تجيب أمها إجابة مطمئنة..أجابتها بذلك لتريحها وتريح نفسها..
وفعلا رأت علامات الارتياح تعلو وجه أمها..سألها أبوها عن زوجها فأخبرته بأنه نائم..ابتسم أبوها ونظر إليها بخبث..فاحمرت وجنتاها من الخجل رغم أنها تدرك تمام الادراك بأنه لم يحث شيء..ولكنها أحست بما يدور في خلد أبيها..إنه لا يعلم شيئا..كلهم لا يعلمون..أتخبر أمها بهذه المأساة المفجعة..وماذا سيكون رأي أمها..وماذا ستقول لها..لا..لن تخبرها..لتجمل مأساتها وحدها..وليكن ما يكون..إنها مستعدة لكل شيء..
وبعد فترة قصيرة ودعها أهلها وخرجوا..وعاد اليأس يلفها من جديد..
عند الغروب استيقظ سعيد من نومه فاستقبلته فرحة باستيقاظه ولكنه لم يكن فرحا على الإطلاق..سألها إذا كانت تريد أن تتعشى في البيت أم خارجه..سألها هذا السؤال بروتينية مملة وكأنه لا يريد أن يتكلم وقالت له بصوت خافت.. أريد ما تريده أنت..فنظر إليها طويلا قبل أن يقول:
_ هيا البسي ثيابك لنخرج بعد قليل..
كان الوقت الذي قضته معه للعشاء من أسوأ أوقاتها على الإطلاق..كان العشاء سخيفا..
وكان هو أسخف..ومضى الوقت مملا بطيئا وهما لا يجدان ما يتحدثان عنه..وعادا إلى البيت والبرود لا يزال يلفهما وما أن ضمتهما حجرة النوم..حتى قال لها بصوت مرتجف..
_ أعلم أن أهلك قد حضروا اليوم لزيارتك وأعلم أنك لم تخبري أحدا بشيء..وأرجوا أن تكوني عند حسن ظني..فلا أريد لأي مخلوق أن يعلم بما بيننا..وتشجعت قبل أن تقول:
_ وما هو الذي بيننا..
وأحست براحة كبيرة وهي تنطق هذه الكلمة لما رأت على وجهه من علامات الدهشة والتعجب..أحست أنه يعاني بصعوبة ليبحث عن إجابة لسؤالها غير المتوقع ثم أجابها بحدة:
_ أنتي تعرفين جيدا ما هو الذي بيننا ولا حاجة لإعادة الكلام..
ولكنها ردت بسرعة..<<ولكني حقا لا أعرف..أنت لما تخبرني بأي شيء على الإطلاق..
صمت طويلا وكأنه يفكر قبل أن يجيب:
_ أنا وحيد أمي بين خمسة أخوات بنات كما تعلمين..ومرضت مرضا طويلا..أصبحت بعده فاقد القدرة على القيام بالواجبات الزوجية..أنا لا أطلب منك المستحيل ولكن أرجو أن تصبري فترة من الزمن..ربما عدة شهور أو أكثر..
أطرقت سارة برأسها حتى لا يرى الدموع التي أمتلأت عيناها..وبعد أن خرجت من الحجرة احست بالحزن..بالحزن الشديد..فأجشهت بالبكاء بكل كيانها..وهي على يقين من أن من يولد بائسا شقيا يعيش طوال حياته في بؤس وشقاء..
إنها لم تذق للسعادة طعما في حياتها ولن تذوق..
<<لماذا ياربي..خلقتني دميمة قبيحة شوهاء ..لا يحبني أحد حتى أمي..كل البشر يعايرونني بوجهي ويطرون جمال أختي وحسنها..حتى كرهت الدنيا بأسرها..حتى زوجي من توقعت على مقدمه كل الخير والبشر أصبح هو الأخر لا يريدني..رغم أنه يماثلني قبحا..إن لم يكن أكثر>>..
ومضت تجتر آلامها..
وفي غمرة إحساسها باليأس والحزن تذكرت فجأة أنه خرج..إلى أين يذهب في مثل هذه الساعة؟
لقد سمعت بنفسها الباب الخارجي وهو يغلق..ولكنها خرجت لتتأكد..بحثت عنه في الصالة وفي المطبخ وفي الحمام وفي كل غرف البيت ولم تجد له أثر..ماذا يقصد من هذا كله..ولماذا يخرج كل ليلة على هذه الصورة..ترى لماذا تزوجها؟ وماذا يريد منها بالضبط؟ وما هي الحكاية؟ لابد أن في الأمر سرا..ولم تفكر كثيرا..لقد تعبت من كثرة التفكير..فنامت بهدوء لا على السرير..بل على فراش قديم وجدته في إحدى غرف المنزل وضعته بجانب السرير ونامت..صممت على ألا تقرب السرير فليس من حقها أن تنام عليه..بل أنها تكرهه..تكره السرير وتكره صاحب البيت وتكره أمها وأباها وكل شيء ونهضت في الحادية عشرة على يد تهزها ..فتحت عيناها لترى الساعة فدهشت لنومها كل هذه المدة..
التفتت لترى وجهه القبيح وقد امتلأ بالدماء والخدوش وثيابه ممزقة..شهقت بفزع أكبر مما كان في المرة الأولى..لم يفزعها رؤيته بهذه الحالة فقد رأته هكذا من قبل ..أفزعها أن يتكرر ذلك للمرة الثانية..وعلى يومين وفي نفس الوقت.

مما تعلمت من حياتي
أزعجتنا هالعجوز بكل وقاحه