--------------------------------------------------------------------------------
قصة حب جميلة وعشرة عمر طويل وإنجاب أبناء وصلوا إلي سن الشباب.. افكر جديا في الطلاق.
وأنا ياسيدتي امرأة في اوائل الاربعينات.. مازلت أحتفظ بجانب كبير من الجمال. وعندي من زوجي ثلاثة أبناء.. الكبير في الجامعة.. والثاني في الثانوية العامة.. والثالث تلميذ في اولي ثانوي.. وأنا إنسانة متعلمة.. وخريجة كلية نظرية.. وكنت قد التقيت بزوجي في السنة الاولي بالجامعة.. وكنت أعيش في بيت الطالبات لأن أهلي من محافظة أخري.. وقد أحبني من أول نظرة.. ولم أشعر به في البداية.. فقد كانت تقاليد اسرتي المحافظة تمنعني من التعرف علي الزملاء.. وقد استمر يحوم حولي ويحاول لفت نظري بمختلف الطرق.. وانتشرت الشائعات التي كان يؤكدها بنفسه بأنه يحبني.. واستمر يحبني من بعيد حتي تخرجنا من الكلية وتقدم لأهلي طالبا الزواج مني.. وقد وافق اهلي ووافقت لأنني من شدة تعلقه بي واخلاصه علي مدي سنوات الجامعة كنت قد شعرت نحوه بعاطفة جميلة وتزوجنا في بيت تملكه اسرته التي كانت مكونة من شقيقين أكبر منه.. وكان لكل شقيق شقته المنفصلة.. وكان الثلاثة قد ورثوا عن والدهم مصنعا لتعليب الاغذية المحفوظة.. وكان الثلاثة شركاء ويعملون معا في المصنع ويقسمون الدخل بينهم.. وقد عشنا حياتنا سعيدة.. وكانت علاقتي بزوجة كل من شقيقي زوجي ممتازة.. خاصة زوجة شقيقه الأكبر فقد كانت امرأة فاضلة وعاقلة وحكيمة.. وكانت تكبرني في السن ببضع سنوات ومع ذلك فقد كانت تعاملني وكأنني ابنتها أو أختها الصغري.. وكانت زوجة الشقيق الثاني امرأة عاملة ناجحة.. فلم يكن لديها وقت للقيل والقال والمشاكل.
واستمرت الحياة تسير بهذه الصورة الطيبة سنوات طويلة.. انجبت خلالها ابنائي الثلاثة الذين هم جميعا ولله الحمد.. متفوقين في دراستهم.. وفي الواقع فإن أبناء الاشقاء جميعا من أولاد العم كانوا متفوقون وذلك نظرا للاستقرار النفسي الذي كان يسود حياة الاسر الثلاث.. ووصل الابناء جميعا إلي سن الشباب أو علي الاقل المراهقة.. وفجأة حدث زلزال في حياتنا جميعا.. عندما إكتشفت زوجة الشقيق الاكبر ان زوجها قد تزوج عليها في الخفاء من أرملة عاملة في المصنع كانت تتردد علي مكتبه بعد موت زوجها بحجة استيفاء مستحقات زوجها. وقد وقع الخبر علينا جميعا كالصاعقة.. فهذا الشقيق الكبير رجل فاضل وزوجته هي افضل زوجة في الدنيا.. وابناؤه جميعا ناجحون.. فما الذي اغراه بالزواج من ارملة كان زوجها يشتغل عاملا في مصنعه؟ ولم نعرف الاجابة علي هذا السؤال إلا بعد أنت صممت زوجة الشقيق الاكبر علي الطلاق وخرجت وابناؤها من البيت، وحلت مكانها في الشقة الزوجة الجديدة التي كان واضحا من النظرة الاولي إليها أنها امرأة ليست من طبقة زوجها الاجتماعية.. كانت شابة في الخامسة والعشرين بيضاء ممتلئة الجسم.. ترتدي ملابس ملتصقة بجسدها وتضع ماكياجا فاسد الذوق.. وتتحدث بسوقية.. ولكنها كانت تبدو خبيرة بالرجال وكان واضحا أنها استطاعت السيطرة تماما علي زوجها الذي دمر اسرته من أجلها.. ومنذ الليلة الاولي التي دخلت فيها هذه المرأة إلي عائلتنا وعمارتنا أدركت بأن وجودها سوف يغير اشياء كثيرة من حياتنا الهادئة ويؤثر فينا بالسلب.. فقد انطلق الكاسيت بالاغاني الهابطة في عمارتنا التي كانت هادئة وراقية.. وكان من الصعب ألا يصل إلينا صوت الكاسيت نظرا لوجود منور تطل عليه جميع الشقق ولم تكتف هذه المرأة برفع صوت الكاسيت علي الآخر وإنما كانت تطلق ضحكاتها الممطوطة الرنانة التي تنفذ إلي اسماعنا من المنور.. وقد فهمنا بعد ذلك انها كانت في كل ليلة ترقص لشقيق زوجي وهي مرتدية بدلة الرقص وتغني له وتدق علي الصاجات وباختصار انحدر مستوي حياة شقيق زوجي الاكبر وادركنا بعد ذلك أنها شجعته علي تدخين الشيشة والمخدرات. وقد كان زوجي في البداية غاضبا وغير راض عن تصرف شقيقه الذي هدم به بيته وشرد ابناءه وجعل منه زوجا لمثل هذه الزوجة التي كان يصفها بأنها 'بيئة' لكن الذي حدث انه مع الوقت استطاعت هذه المرأة أن تستقطب زوجي.. وان تجعله يغير رأيه فيها.. وان يستخف دمها واسلوبها في الحديث.. وطريقتها في الحياة وأصبح يقول 'والله ست مرحة.. وغيرت حياة أخويا إلي الافضل يعني بترقص له .. وهو سعيد وبدأت ألاحظ ان هذه المرأة تكثر من طلب زوجي في غياب زوجها الذي كان مهندسا وعليه عبء إدارة المصنع حيث لم يكن يعود إلا في المساء.. وكان زوجي إذا لم يرد عليها عندما تطلبه علي 'الموبايل' تطل من نافذة المنور وتنادي عليه بصوت عال ليسمعه كل سكان العمارة.. والغريب أن زوجي كان يصعد إليها في الحال.. واكتشفت أنها تقابله وهي مرتدية قميص نوم شفافا وانها عادة تدخله شقتها لكي تقدم له لائحة بالطلبات التي تكلفه بها. والتي شعرت بأنها تتعمد ان تطلبها منه وليس من زوجها حتي تكون علي إتصال دائم به ويضطر للمرور عليها صباحا ويعود إليها بالطلبات مساء.. ولم تكتف هذه المرأة بهذا التصرف الذي كان يغيظني ويقلقني خاصة أنها في نظري لم تكن فوق الشبهات وإنما أصبحت تثير غيظي أكثر وذلك بأن تتعمد عندما تعرف أن زوجي لديه مشوار معي أو مع أحد أبنائنا لقضاء مصلحة مثل الذهاب الي طبيب أو الي درس خصوصي أو إلي السينما مثلا أن تطلبه وتكلفه بعمل يستدعي وقتا طويلا بحيث يلغي المشوار أو تفسد السهرة.. ثم زادت علي ذلك بأنها أصبحت عندما تعرف أن لي رأيا في موضوع معين ان تبدي لزوجي رأيا مخالفا رغم جهلها.. وكان يدهشني الي درجة الثورة أن زوجي أصبح يأخذ بوجهة نظرها.. بل انه اصبح يستشيرها في كثيرمن أمور بيتنا الخاصة حتي التافهة مثل 'ماذا نطبخ اليوم؟ أو أي برنامج نشاهده في التليفزيون.. ثم أصبحت تتدخل في أمور اكبر مثل إبداء رأيها في الكلية التي سوف يدخلها ابننا بعد حصوله علي الثانوية العامة أو في عريس تقدم لخطبة ابنتنا.. أو في رغبتي في الاشتراك في أحد النوادي الرياضية من أجل اولادنا وهكذا بدأت الخناقات والمشاكل في بيتنا.. فقد كانت لا ترتاح إلا إذا قامت بأسلوبها الملتوي الخبيث باقناع زوجي برأيها بحيث تتأكد من 'تكسير' رأيي وكنت من شدة غيظي اسأل زوجي في غضب عما تريده هذه المرأة منه أو ماذا يريد منها.. فكان يرد علي قائلا 'إنتي بتتكلمي في إيه.. دي مرات أخويا الكبير.. يعني في منزلة أختي أو حتي أمي'.. ولكن الواقع كان يكذب ما يقوله لي بلسانه.. فقد أصبح مشغولا بها.. والادهي أنها أصبحت عن طريقه تتدخل في أعمال المصنع.. بل وتدلي برأيها في مستوي اداء العاملين فتنتقم من بعضهم حتي أنها استطاعت اقناع زوجي بفصل واحد من العمال الذين عملوا في المصنع منذ أيام والده لمجرد أنه كان يعاقب زوجها أحيانا ولم يكن يقابلها مقابلة طيبة عندما تحضر للمصنع بعد موت زوجها.. ثم بدأت ترسم علي زوجها بموافقة زوجي لكي يكتب لها شقته التمليك التي تخصه لانها تخشي إذا حدث له شيء كما تقول لاقدر الله ان يطردها أولاد زوجها من زوجته الاولي.. بل وبدأت ترسم علي أن يكتب لها زوجها جزءا من نصيبه في المصنع.. وإلي هنا وقفت أنا وشقيق زوجي الثاني وزوجته في وجه اطماعها وصممنا علي ان نجوم السماء أقرب لها من تحقيق هذه الاماني.. إلي هنا وبدأت مرحلة جديدة من صراع هذه المرحلة معي.. وقد نجحت لا أعرف كيف في أن تباعد بيننا إلي حد القطيعة تقريبا.
ونبهتني احدي جاراتنا إلي وجود 'أعمال'و 'سحر' يلقي علي عتبة شقتي.. وذكرت لي هذه الجارة أنها متأكدة من أن هذه المرأة تستخدم السحر لتحقيق اغراضها.. وانها استطاعت بالسحر أن تفرق بين زوجها وزوجته الاولي وأم أولاده وتتزوج منه رغم الفارق الكبير في البيئة والطبقة الاجتماعية والثقافية التي تفصل بينهما.. وذكرت لي أن هذه المرأة لابد تستعين بالسحر للسيطرة علي زوجي ولكي يكرهني.. ومع أنني خريجة الجامعة ومتعلمة ولم أكن أؤمن بمثل هذه الاشياء إلا أن ما طرأ علي زوجي من تغيير جعلني أصحب هذه الجارة الي بيت واحد من 'السحارين'.. وقد هزني وجعلني أؤمن بالرجل انه ماكاد يراني حتي أكد لي انه معمول لي 'عمل' للتفريق بيني وبين زوجي.. وأن صاحبة العمل واحدة من الاقارب وتسكن معي في نفس البيت ثم وصف لي المرأة وكأنه رآها رأي العين.. وصدقت الرجل أو أردت أن أصدقه وتصورت أنه خبير في السحر عندما طلب مني مبلغ ألفي جنيه لكي يفك العمل والسحر.. ولم يكن معي هذا المبلغ.. فكان أن خلعت سلسلة ذهب من رقبتي تساوي هذا المبلغ وأكثر واعطيتها للرجل الذي أبدي تذمره من عدم دفعي المعلوم نقدا.. ثم قام وأطلق ال
بخور وأحضر وعاء معدنيا خاليا.. ثم أطفأ الانوار.. واخذ يتلو بعض التعاويذ ويزيد من اطلاق ال
بخور.. وفوجئت بصوت همهمات مخيفة وارتج المكان وسمعت صوتا أشبه بصوت جدار يتشقق وارتفع صوت الشيخ وسمعت صوت شئ ثقيل يسقط في الاناء الفارغ.. وأخذ الشيخ يهلل وأضاء المكان من جديد وقال لي الشيخ 'مدي يدك في الوعاء فسوف تجدين العمل الذي تم كله'.. ومددت يدي وأخرجت من الوعاء لفة من قطعة قماش.. بداخلها أوراق مكتوب فيها بلغة غير مفهومة.. وطلب مني 'السحار' أن أذهب في الحال إلي الهرم وأقوم بدفن 'العمل' في الصحراء.. وأكد لي أن زوجي سوف يعود مرة أخري إلي سابق عهده وحبه لي وأنه سوف ينبذ المرأة الاخري.. وبالفعل استأجرت 'تاكسي' مع جارتي وذهبنا إلي الصحراء القريبة من الهرم وقمت بدفن العمل وعدت الي بيتي مطمئنة بعض الشيء بعد أن خيل إليٌ إنني أفسدت سحر المرأة الشريرة.. وفي ذلك اليوم وربما لأنني كنت هادئة منشرحة عادت علاقتي بزوجي مثلما كانت في السابق وأيقنت أن السحر قد أتي بمفعوله.. ولكن لم تكد تمر بضعة اسابيع حتي عادت المشاكل الي سابق عهدها وعاد زوجي اسوأ مما كان.. نافرا مني.. مستسلما كل الاستسلام لتلك المرأة التي كانت تتلذذ وتطلق ضحكات فاجرة تصل الي أذني كلما أدركت أنها استطاعت ان تتغلب عليٌ وتقهرني في أمر من الامور.
وقد تسألينني أين شقيق زوجي الكبير وزوج هذه المرأة من كل ما يحدث.. فاقول لك أن هذا الرجل الذي كان رأس الاسرة وكنا نحترمه جميعا قد صار أشبه بالخاتم في إصبع هذه المرأة.. ولا أعرف حقيقة الوسائل التي استخدمتها لكي تجعله ينسي وقاره وزوجته السابقة وابناءه ويري فيها كل محاسن الدنيا. وبعد فشل عملية 'فك ' السحر عدت مرة أخري الي الشيخ السحار وعندما علم بما حدث أخبرني بأن هذه المرأة لابد تستخدم سحرا قويا وجنسيا شديدا وطلب مني مرة أخري ثلاثة آلاف جنيه وضعتها له بعد أن بعت كمية أخري من مجوهراتي.. وأعاد الرجل السحار كل ما فعله في المرة الاولي مع أصوات وهمهمات أعلي. وهكذا لم يكد يمر عام واحد حتي كنت قد بعت كل الذهب الذي أمتلكه والذي كان يفترض ان أورثه لابنتي او أهديه لها عند زواجها.. وليت الأمر اقتصر علي ضياع الذهب والمجوهرات. وإنما الاهم أن زوجي ضاع مني نهائيا.. فقد أصبحنا نعيش غرباء في بيت واحد..
ومازلت أعثر علي 'أعمال' ملقاة علي عتبة بيتي.. ومازال زوجي لا تكاد هذه المرأة تنادي عليه حتي يصعد إليها لاهثا بسرعة البرق.. وأصبحت أشك كثيرا في أنها تضع له بعض 'الاعمال' في القهوة التي يشربها عندها.. والاخطر أنني أصبحت اشك في أنها تضع السحر في طعام وشراب زوجها حتي تتخلص منه ويخلو لها الجو مع زوجي فهو الأكثر شبابا ووسامة والذي يمكن أن تتزوجه إذا مامات زوجها لاقدرالله.
وأنا لا أتوهم أشياء.. وإنما أخشي ان تكون هذه هي الحقيقة لأن زوجها كان عندما تزوجته في أحسن صحة وعافية.. ولكنه أخذ يذبل وتضعف صحته ويشعر بآلام غير مفهومة احتار فيها الاطباء لأنه لا يمكن أن يخطر بباله أن هذه المرأة تضع له السم أو مواد أخري تسبب له المرض.
ومنذ فترة وأنا ياسيدتي أشعر بالاختناق من الجو الذي اصبحت أعيش فيه.. وأصبحت أخشي علي نفسي وابنائي من شر هذه المرأة وما يمكن أن تدبره لنا في الخفاء.. نعم أنا 'مخنوقة'.. وأصبحت غير راغبة في الاستمرار في هذه الحياة الكريهة التي تتنازعني فيها مشاعر القهر والغيظ والوحدة الشديدة.. ولا يمنعني من إتخاذ خطوة طلب الطلاق سوي أن ابنتي بلغت ست التاسعة عشرة واصبحت عروسا يتقدم لها العرسان وان كلا من ولدي الأخرين مازالا في حاجة إلي رعايتي.. ثم إذا حدث وطلقت.. ماذا افعل وإلي أين أذهب.. وهل أعود مرة أخري إلي أخوتي وزوجاتهم في مدينتهم بعد أن توفي كل من والدي ووالدتي..
وكيف أطيق الحياة بعيدا عن اولادي.. وهل صحيح أن حياتي الزوجية وحبي لزوجي وحبه لي قد أنتهي بسبب هذه المرأة الشريرة.. ماذا أفعل.. ان عقلي يكاد ينفجر..
منقول للامانه ولكن كتبتها كقصه اثرت في اشخاص كثيرين وحبيت اطلعكم عليها