- وضع الأسس
- مكافحة القوارض والحشرات على متن الطائرات
- .. وللمطارات نصيب أيضاً
- تأثير الضغط داخل الكابينة
تكتظ المطارات بالمسافرين وتغص الطائرات بهم في تجمع مزدحم مثير خلال موسم الصيف بالذات، حيث العطلة الطويلة من المدارس للطلبة والعطل السنوية التي تزداد في هذا الموسم هرباً من حرارة الصيف الى دول ألطف جوا وأكثر برودة. لكن مع ازدياد حجم المسافرين جوا في كل عام، وارتفاع نسبة السفر بالطائرة على مدار الساعة وفي كل وقت، ساهم ذلك في ظهور امراض لم تكن شائعة قبل ذلك، وتم نقل اوبئة وفيروسات لم تنتشر بتلك الصورة السريعة منذ قبل، الامر الذي اصبحت معه اجراءات الوقاية غاية في التعقيد والصعوبة لمكافحة تلك الاوبئة ومعالجتها بالصورة المناسبة. ومن هذا المنطلق نسلط الضوء على طبيعة تلك الأوبئة والامراض وطرق معالجتها، وكيف ساهمت الطائرة في سرعة انتشارها عن الازمان السابقة.
تتفاوت امراض السفر جوا وتتعدد من وقت لآخر ومن موقع لآخر، ولكل مرض اعراضه وطرق علاجه الخاصة به ووسائل التعامل معه، ومنذ استخدام السفن في التاريخ، كانت هي والقطارات وسائل النقل الجماعية ذات السعة الكبيرة من البشر للنقل التي تنتقل بواسطتها الامراض والاوبئة، قبل ان تخترع الطائرة وتصبح هي وسيلة السفر الاولى عالمياً والوحيدة ربما للتنقل في ما بين قارات العالم، لتصبح تلك الامراض والاوبئة تنتشر بسرعة رهيبة لم تكن متوقعة.
وضع الأسس
بعد ان دخلت الطائرة مضمار النقل العام للبشر، متفوقة على السفن والقطارات بأشواط، فان تحركا دوليا صار ضروريا لوضع اسس للحد من انتشار واحتواء الاوبئة المعدية والامراض الناتجة عن النقل الجوي، فكانت المعاهدة الاولى في العام 1924، بواسطة طيران «بان اميركان» في هافانا بكوبا آنذاك، لتتبعها الاتفاقية الدولية العالمية للصحة والحد من انتشار الامراض المعدية في العام 1933وتم التوقيع عليها في هولندا، وتوالت التحديثات والاضافات بتلك الاتفاقية مع تطور وانتشار الطيران بعد الحرب العالمية الثانية، وحتى وقتنا الحالي، وتم فرض ضرورة التطعيم ضد أمراض معدية كالحمى الصفراء والكوليرا وغيرها قبل السفر من وعلى مناطق معينة في العالم كضرورة لمنع انتشار العدوى عالمياً.
مكافحة القوارض والحشرات على متن الطائرات
لأن كبائن الطائرات تعد مكانا حساسا فان نوعية معينة من المبيدات الحشرية والطاردة للقوارض تم تطويرها
خصيصا كي لا تؤثر في فرش كبائن الطائرات، ولا تسبب التلوث والاعراض الضارة للركاب، فهي تكون سريعة الجفاف والامتصاص بالفرش فور رشها وغير قابلة للاشتعال او تساعد في ذلك، وكان قبل ذلك يتم استخدام الدخان الناتج عن مواد سامة لطرد وقتل تلك الحشرات والقوارض، لكن تلك العملية المكلفة والتي تستدعي عزل الطائرة في موقع بعيد ومعزول على ارض المطار لتطبيقها تمت الاستعاضة عنها بوسائل واجراءات مكافحة اكثر كفاءة منها مثل التي تم ذكرها.
.. وللمطارات نصيب أيضاً
تخيل انك مواطن بدولة اسكندنافية باردة وجوها نظيف، وفجأة ترتفع درجة حرارتك وتتدهور صحتك وبعد معاينة الطبيب لك تكتشف انك مصاب بالملاريا، والسبب في اصابتك بهذا المرض الذي يتواجد في الدول ذات الجو المداري والاستوائي الدافئ، يرجع الى انتقاله عبر الطائرة بواسطة بعوضة ولجت من مطار دولة شرق آسيوية اثناء صعود الركاب الى الطائرة هناك، وسافرت معهم الى هذه الدولة الاسكندنافية وخروجها مع الركاب بالمطار، وصادف ان لدغتك وانت تودع احد اقربائك هناك. نعم هذا وارد فما بين عام 1969 و1999 رصدت 89 حالة اصابة بالملاريا بمطارات لأناس لم يسافروا قط من بلدانهم، بل اصيبوا نتيجة للسيناريو نفسه المذكور اعلاه خلال تواجدهم بالمطارات هناك، لتوديع اقربائهم، ولا ننسى ان الركاب ايضاً معرضون للاصابة.
تأثير الضغط داخل الكابينة
يعرف الضغط الجوي على أنه كمية القوة الضاغطة على الإنسان نتيجة ثقل وزن الهواء الذي فوقه، بدءا من اطراف شعر رأسه وحتى نهاية الغلاف الخارجي للكرة الارضية، ومن المعروف انه كلما ارتفعنا الى اعلى قل الضغط الجوي تدريجيا، ولهذا ومع تطور الطائرات ودخول الدفع النفاث، اصبحت الطائرات تحلق على ارتفاعات اعلى واعلى، اصبح لزاما ان يتم تكييف الضغط داخل كبائنها من اجل سلامة وصحة وراحة الركاب، لكن معظم طائرات اليوم توقف الضغط الجوي داخل كبائنها على ارتفاع 8 آلاف قدم، حتى لو كانت تلك الطائرات على ارتفاع 41 الف قدم سواء اقل او اكثر، وهذا ...