- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اهلا يالفراشات
- مرض السكري نوعان:
- لماذا نصاب بمرض السكري من النوع الثاني؟
- دور الصيام
- كيف نستفيد من الصيام صحيا؟
- صلاة التراويح
- هل يستفيد مريض السكري من الصيام؟
- وبعد الصيام
- الصيام فرصة لمنع السكري
- لكي نمنع دخول هذا المرض لحياتنا فالوجبة المتوازنة ضرورة والصيام فرصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا يالفراشات
فرض الله الصيام وله حكمة في ذلك. فالجسم مثقل بأعباء الهضم والتمثيل الغذائي والمناعة وغيرها من العمليات الحيوية طوال العام لا يعرف الراحة، كل الأجهزة تعمل بلا توقف لهضم الغذاء وتمثيله مهما كانت نوعية هذا الغذاء، ويأتي الصيام بحكمته ليخفف العبء على أجساد الصائمين المرهقة طوال العام، فهو ليس بحرمان بل هو صيانة، فصيانة الجسد البشرى تكمن في راحته بعض الوقت من جميع أنواع الغذاء حتى يخرج من شهر رمضان صحيحا سليما معافى قادرا على مواصلة الحياة بكفاءة أعلى، وهي وقفة ليعودنا الله على أسلوب غذائي صحي ونحن لا ندري، فالحكمة الصحية في هذا الشهر الكريم تكمن في اتباع أسلوب غذائي صحي يراعي صحة أجسادنا ولا يرهقها، والفطنة تكمن في مواصلة اتباع هذا الأسلوب الصحي فيما بعد. فمن يقبل على طعامه بنهم ويكثر من الكميات والأنواع فهو لم يفهم الحكمة الإلهية الكامنة وراء الصيام, وهو بهذا الأسلوب الخاطئ سوف يخرج من شهر رمضان مريضا لا صحيحا؛ لأنه يثقل على جسمه الذي أراد الله له الصيانة والحماية. ومن حكمة الله من الصيام أنه من أحد الأساليب الغذائية التي فرضها الله علينا لحمايتنا من مرض السكري والتخفيف من معاناة مريض السكري، ولتقتنع بهذا الأمر يجب أن نعلم أولا باختصار أسباب حدوث مرض السكري من النوع الثاني ثم يثبت لنا أن الصيام هو وسيلة لحمايتنا منه.
مرض السكري نوعان:
- النوع الأول: أصله وراثي حيث يعاني المريض من فشل البنكرياس في إفراز هرمون الأنسولين مما يتسبب في ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم. والسكري بهذا الوصف يحدث للأطفال والمراهقين وهو لا يرتبط بالبدانة لأن سبب الإصابة به هي قصور في البنكرياس.
- النوع الثاني: في هذا النوع من مرض السكري يفرز البنكرياس كمية قليلة من هرمون الأنسولين وبهذا لا يستطيع الجسم الاستجابة بكفاءة. وعادة ما يحدث هذا النوع من المرض لكبار السن، ولكن في هذه الأيام مع الأساليب الغذائية الخاطئة وقلة الحركة والنشاط نجده يحدث في سن مبكرة لأن أسبابه الرئيسية تكمن في زيادة الوزن المفرطة وقلة النشاط.
لماذا نصاب بمرض السكري من النوع الثاني؟
تساهم زيادة الوزن الناتجة عن الرفاهية الحديثة في سهولة الإصابة بمرض السكري بل وزيادة عدد المصابين به في سن الأربعين وفي أعمار أصغر أيضا لقلة الحركة وزيادة نسبة الدهون في الغذاء، بالإضافة إلى زيادة المنتجات المحسنة من دقيق أبيض وسكر أبيض؛ مما يجعل ما نتناوله سهلا في الهضم غير مقاوم له فيجوع الشخص سريعا ويعود لتناول المزيد وهو لا يشعر أنه يضيف بذلك إلي جسمه سعرات حرارية لا داعي لها، وبمرور الأيام يزداد الوزن ويزداد احتمال الإصابة بمرض السكري، وطالما استمر أسلوب حياتنا بهذا الشكل من الرفاهية وكثرة الطعام المحسن بدون أي تعديل يزداد في المقابل احتمال إصابتنا بالسكري من النوع الثاني، وهذه الظروف لم تعد تسري على الكبار فقط، بل اشترك الأطفال في الرفاهية، فبدلا من لعب الكرة والدراجة والجري ونط الحبل وغيرها من ألعاب وأنشطة الأطفال نجدهم أمام الكمبيوتر ويعيشون في عالم خيالي غير واقعي يتخيلون أنهم يقفزون ويجرون ويقودون السيارات ويلعبون الكرة مما يجعلهم يكتفون به ولا يلجأون إلي هذه الأنشطة في عالمهم الواقعي.
دور الصيام
يأتي الصيام ضيفنا العزيز ليعطينا الفرصة على مدى ثلاثين يوما نعتاد فيها على أسلوب غذائي صحي جديد فيعودنا على ترك الطعام نهارا، فنجد أجسادنا خفيفة غير مثقلة مما يتعبها ويمرضها، كما أنه يمنعنا طوال النهار كذلك من تناول الأغذية التي اعتدناها والتي ترفع من مستوى السكر في الدم وتزيد من فرصة البدانة. فهو نظام إلهي ينخفض فيه مستويات سكر الدم بأمر من الله حتى يحدث التوازن، ومن ثم يلجأ الجسم بطبيعته إلى الدهون المخزنة المتراكمة في جميع أجزائه ليحرق بعضها حتى يحافظ على نشاطه وحيويته، وهذا بالطبع يحدث كل يوم من أيام الشهر الكريم، أي حرق إجباري للطاقة المخزنة مع عدم إضافة جديد. وهذه هي الصيانة والعناية الإلهية لأجسامنا خاصة لمن لا يستطيع اتباع نظام غذائي، فضلا عن القيمة الروحية للصيام وسمو الإنسان إلى مستوى الملائكة وتركه كل شهوات البشر.
كيف نستفيد من الصيام صحيا؟
- المحافظة على الحكمة الإلهية من الصيام للمحافظة على الصحة بالصيام باتباع التالي:
- عدم تناول سعرات حرارية عالية في الإفطار أو السحور حتى نستفيد من فاقد السعرات طوال اليوم.
- الحركة والنشاط طوال اليوم وليس الرياضة العنيفة لأنها فرصة للمزيد من فقد السعرات.
- بدء الإفطار بتناول كمية بسيطة من التمر حيث تعوض الجسم سريعا عن الطاقة وبذلك لن يشعر الشخص بالجوع الذي يجعله يتناول الكثير من الطعام السكري.
- تناول وجبة خفيفة بعد الصلاة قليلة السعرات نبدأها بشوربة الخضار ثم كميات معتدلة من اللحوم والنشويات.
- تأخير السحور إلى ما قبل الفجر بحيث يعطي طاقة تعتبر رصيداً في اليوم التالي تعين الصائم على أداء أنشطته اليومية المعتادة.
- شرب الماء بكميات معتدلة بين الوجبات وليس أثناء الوجبات حتى لا يرتبك الهضم.
صلاة التراويح
تعتبر المواظبة على صلاة التراويح التي تستغرق حوالي ساعة نشاطاً رياضياً عظيماً يحرك كل عضلة من عضلات الجسم ويفقد فيها الجسم المزيد من السعرات فيصير أخف وأكثر صحة وأقل عرضة لمرض السكري، فالصلوات الخمس يوميا هي مستوى من النشاط قد ألفه الجسم وتعود عليه، أما صلاة التراويح فتعتبر مستوى أعلى من النشاط الذي يتطلب المزيد من القيام والقعود والوقوف مما يتطلب معه فقد المزيد من السعرات فهو أيضا نظام رياضي إلهي جديد في رمضان ليكسر الروتين اليومي من جلوس على المكاتب وركوب السيارة وقعود لساعات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون، وهنا تصير الفائدة مضاعفة من قلة للطعام المعتاد وفي نفس الوقت زيادة في مستوى الحركة وهذا هو المطلوب من أجل الوقاية من مرض السكري.
هل يستفيد مريض السكري من الصيام؟
إن هذا النظام الإلهي الذي يعتني بصحتنا ويحافظ عليها يحمي من هو مصاب بالسكري بالفعل، فهو في حالة اتباع هذا النظام قد لا يحتاج إلى الأدوية إلا في أضيق نطاق، فعلاج مريض السكري من النوع الثاني يكمن في النظام الغذائي والنشاط وليس في الأدوية, فإذا صام يومه وتناول وجبة خفيفة ثم أدى صلاة التراويح كما يجب بقامة معتدلة وظهر مفرود وعضلات بطن مشدودة مع الهمة والنشاط في القيام والقعود فهذا هو أفضل علاج.
وبعد الصيام
- إذا اتبعنا أسلوبا غذائيا صحيا خلال شهر رمضان المعظم لخرجنا منه أصحاء، وفي الغالب نفقد بعض كيلوجرامات من أوزاننا دون مجهود الرياضة العنيفة، وما يلزمنا فقط هو اتباعنا لأسلوب غذائي صحي طوال الشهر الذي ساعدنا على فقد هذه الكيلوجرامات.
- وإذا تحققت لنا هذه الفائدة في رمضان فلماذا لا نواصل اتباع هذا الأسلوب الصحي على الأقل باتباع أسلوب تقليل السعرات في وجباتنا اليومية لتقليل الداخل منها إلى الجسم مع بذل المزيد من النشاط لزيادة الفاقد وبذلك نحافظ على أنفسنا من المرحلة التي يحتمل إصابتنا بالسكري من النوع الثاني.
- عدم الرجوع إلى الأساليب الغذائية غير الصحية المتبعة قبل رمضان وإلا سنفقد الفائدة التي حصلت عليها أجسامنا خلال ثلاثين يوما.
الصيام فرصة لمنع السكري
لكي نمنع دخول هذا المرض لحياتنا فالوجبة المتوازنة ضرورة والصيام فرصة
لتحقيق مثل هذا التوازن، وهو بمثابة صحوة لتعيد لنا الصحة مجبرين بأمر من الله لا اختيار لنا فيه، فالفطنة تكمن في استغلال هذه الفرصة أسلم استغلال، فإذا تناولنا وجبات خفيفة تمتعنا بفقد السعرات وخفة الوزن والخفة في أداء الصلاة والنشاط بدلا من الخمول الذي يصيب من يثقل على نفسه في تناول ما لا داعي له من حلويات ووجبات دسمة والنتيجة هي الكسل والخمول، فضلا عن التخمة والاضطرابات الهضمية التي تصيبه بدلا من تحقيق الصحة والنشاط.
والجانب الآخر الذي نمنع به مرض السكري هو الحركة والنشاط الذي نجده في صلاة التراويح التي تساعدنا على فقد المزيد من السعرات الحرارية فضلا عن قيمتها الروحية التي لن نستمتع بها ونحن مثقلون بما لا داعي له من الطعام. فكلا الجانبين مرتبطان أشد الارتباط والصيام فرصة عظيمة للمحافظة على الصحة وإبعاد (شبح) مرض السكري باتباع أسلوب تقليل الداخل إلى الجسم من السعرات بالصيام وزيادة الفاقد بصلاة التراويح.
دمتن بصحة وعافيه
جزاك الله خير