معنى الوفاء..قصّ ة مؤلمه..
,,الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليلة الجمعة سمعت (وداد) وقع أقدام السجانة
وهي قادمة إليها رفعت يديها
للسماء وتمتمت
(ربي.. ربي أنقذ أمي)
فتحت السجانة باب الزنزانة
وأخرجت القيود وضعتها في يداوقدما (وداد) وربتت على كتفها, وقالت:(يالله وداد..)
نظرت (وداد) لعينا السجانة,وقالت:(ربي,, ربي أنقذ أمي)
دمعة ليست ككل الدموع
سطعت على خد السجانة
نظرت (وداد) لتلك الدمعة على خدها وهي تقول:-
"يا سواد وجهي.. يمه.. سامحيني يمه"
لم تتمالك السجانه نفسها
فأجهشت بالبكاء...
وسارت (وداد) مقيدة اليدين والقدمين وخلفها السجانه تمسح دموعها بمنديلها.,,
في منزل (وداد) كانت العائلة مجتمعة في غرفة نوم(سعاد) والدة (وداد) كانت أختها(سحر) واختها( رغد)والدهم (مشاري) يقفون أمام سرير (سعاد) وهي متمددة على السريرتبكي وتبكي ومن شدة ألمها وحزنها كانت تتقلب يمينا ويسار وتضرب بيديها صدرها لم يتحمل زوجها (مشاري)منظر زوجته وهي تتقلب من حرقه الحزن سحب كعب (شماغه) ومسح دموعه
وقبّل راس زوجته وخرج من الغرفة أنطلقت سحر للمطبخ
وضعت ماء (مقروء) فيه
ورجعت لوالدتها تركض
قدمت الماء لوالدتها وقالت:(يمه, أشربي العزيمة)
لم تجبها والدتها, فقط كانت تبكي..
دخل والدهم (مشاري) سحب الكوب من يدي إبنته (سحر) وسكب على يده بعض من الماء ومسح وجهها بالماء
وقال:''حبيبتي تكفين ارحمي حالك"
لم تتمالك (سحر) نفسها وهي ترى تعاطف أبيها مع والدتها وصوته المبحوح وهو يتقاطر دمعا وحزنا فركعت جالسه واضعه يديها على وجهها تبكي لم تتمالك (سحر) نفسها فخرجت من الغرفة تبكي...
حين خرجت ورأت أبناها وابناء أختها (رغد) واخوتها الصغار
يبكون تحاملت على نفسها
وتمالكت أعصابها وتصنعت الابتسامة وقالت:(يا شطارمن فيكم يبي حلاوة)
نظرت لها ابنتها (سحايب) وقالت:"ماأبي حلاوة أبي أشوف دادا سعاد"
نظرت لها والدتها (سحر)
وركضت هاربه من أعينهم
الحزينة تذرف دموعها...
( في السجن )
وقفت (وداد) أمام غرفة بها (طاولة) وعليها بعض الملابس
و(منشفة) نظرت للسجانه
فقالت لها السجانه:ذيك ملابسك,,
خذي دش والبسيها,,
بعدها بنروح بالسيارة للصفاة,
فكت السجانة القيود من قدمي ويدي (وداد) أخذت وداد
الملابس وأتجهت لدورة المياة
نزعت ملابسها وبقت تحت الماء
المنهمر من الصنبوركان الماء باردا لكنه لم يكن كافيا
ليطفي حرقة قلبها الطري,
أغمضت عيناهاوبدأت الذكريات تنساب بذاكرتها كأنسياب الماء على شعرها الاسود المسترسل الطويل وكأنسياب الدموع على وجنتيها الطريتين,
تذكرت عينا والدتها حين القي القبض عليها وتذكرت آخر زيارة لأمها تذكرت سقوط دموع والدتها حين سمعت (القاضي) يقول:
"القصاص"
وتذكرت عينا والدتها المبهوته
وهي تسمع كلمة القاضي,,
وحين رات (القاضي)
يوقع على (صك القصاص)
صاحت والدتها:- "ذبحت بنتي بجرة قلم ذبحتها"
وسقطت مغشيا عليها تذكرت حين نظر فيهاوالدها (مشاري)
وقال:"الله لايسامحك"
شوفي وش سويتي في أمك"
جثت على ركبتيهابوسط دورة المياه تبكي وهي تتذكرتلك الليلة ليلة (دخلتها) حين نظر لها زوجها (فهد) وأبتسم ثم تقدم لها وهو يتلمس أناملها
وساعديها وحين لمس شعرها
الاسود المسترسل الطويل
وقال:(وداد أكيد ما نسيتي حدا أذانك ببيت اهلك)
إبتسمت لهذه الدعابة الخفيفة منه حينها أبتعد عنها قليلاً ثم استدار بسرعة لها ووضع يده على الجانب الايسر من صدرها
وقال:(لايكون نسيتي قلبك بشنطتك)
حينها قرب أذنه من صدرها
وتحسس نبضات قلبها, وقال:(حشا موب قلب ذا طقاقة)
حينها لم تتمالك نفسها
فضحكت,,,
بشدة وبصوتا عالي, فكان رده
(عساها دوم ذي الضحكة) وأمسك أطراف أناملها وهو ينظر لعيناها, تذكرت حين شد على يدها لتجلس على طرف
السرير وجلس هو على كرسيا امامه وقال:,, وداد ,,
الناس تهدي ذهب والماس
(..لكن هديتي انا غير..)
حينها نهض وسحب سجادة
من (درج) بجواره وكشف عن مصحفين احدهما صغير جدا
وقال:ذي هديتك"مصحفين"وسجادة وقدمها لها ,,
ثم علق:(ترى انا قعيطي)
وابتسمت على حركة عينيه وهو يقول ذلك . . .
حينها أمرها بان تقوم وتصلي
صلاة (التهجد)
وتذكرت حلاوة تلك الليلة التي
لا تنسى حلاوتها بقفشاته وتعليقاته الطريفة,,
وخفة ظله.,,
ورقة تعامله.,,
بصعوبة أستطاعت النهوض مرة أخرى ..
أغلقت صنبور الماء وقفت قليلا أستجمعت انفاسها وفتحت صنبور الماء الساخن,,
فبدأت ذكريتها تنساب كإنسياب
دموعها,,
تذكرت الليلة التي أعقبت
ليلة زواجها حين سافرا لقضاء
شهر العسل خارج السعودية
تذكرت كيف أن الارهاق والتعب أضر بجسدها وكيف أنهكها تقلبات الجو تذكرت حين وصلا للفندق فلم تستطع مغادرته ثلاث اياما متتالية
بسبب الحمى,,
تذكرت حين أرتفعت درجة حرارتها وكان هو يبلل المنديل
ويضعه على جبينها تذكرت كيف تصحى من النوم فتجده جالسا قد أعياءه السهر بجوارها,,
وحين يراها تنظر له يقول:يله خلصينا "يالصعيدية" ماذي بحمى..
وحين تبتسم على طرافه تعليقه يقول:الله لايحرمني من نورضحكتك
.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.
تذكرت حين كانت تشتد عليها الحمى فيضع المنديل المبلل على جبينها ويقول لها:
"قمريتي'',تكفين نبي نروح للمستشفى,,
وحين كانت تهزراسهابالرفض يقول:"يا خوافه"
وربي ما يطقون ابرة ترى هي ما توجع شويه قد كذيا..
فتهز راسها بالرفض,,
فيقول:أبشري أمورتي,,,
وربي ماأصلح إلا اللى ترضيه..
كان كلامه لها ورقته معها
كالدواء الذي يعينها على حماها والترياق الذي يقوي جسدها الغض وحين لم يعد ترياق زوجها ينفعها حين إرتفعت حرارة جسدها ولم يعد المنديل يجدي نفعالخفضها
رفعها بكلتا يديه ونزع بعض الملابس التي ترتديها ثم حملها ليضعها في(البانيو) ويغطسها في الماء البارد
حتى إنخفضت درجة حرارة جسدها.,.,
تذكرت كل الايام الحالية معه
وتذكرت اسلوبه الطريف في التعامل مع قساوة الحياة
تذكرت حياة سعيدة قضتها بين
أحضانه كاأميرةكما كان يناديها
ويدلعها:(اميرتي, امورتي)
سحبت(المنشفة) نشفت جسدها
وأرتدت ملابسها وخرجت وجدت السجانة تنتظرها مدت للسجانة يديها حتى تقيدها
فنظرت لها السجانة,, وقالت:لا وربي بلاأنظمة بلا تعليمات ,بتروحي كذا للصفاة ..
"أتهني بما بقى لك من حرية"
نظرت لها (وداد) وقالت:(حريتي, ماتت معه)
سقطت دمعه من عينا السجانة وقالت:"عارفة يا وداد,,كلنا حبينا, لكن مثل حبك وتضحيتك ما نحصل,. خسارةأني ماعرفتك الا بالسجن "
أبتسمت لها, أبتسامة حزن وقالت:قبل السجن ماني يم أحد كلها قضيتها بحضينه مشغولة فيه,,
أبتسمت السجانة ومسحت بكم ملابسها دموعها,,
وقالت:(ما ألومك)
تقدمت السجانة وخلفها (وداد)
وأتجهن للسيارة التي ستقلهن للصفاة حيث سيتم
"قصاصها". . .
.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.
في منزل (وداد),,
دخلت الغرفة (سحر) ورأت والدها يجلس على طرف السرير وراس والدتها على صدره وصوت أنينها يشبه
(صوت كمان)
وكأنه سيموفنية حزينة لبتهوفن
وأختها (رغد) تجلس بجوار
السرير تضع يديها على وجهها
وفي حضنها (سجادة) بيضاء
وعليها مصحفان,
ركضت باتجاه (رغد) سحبت السجادة وشمتها , وقالت:( ريحة وداد فيها)
رفعت والدتها راسها ونظرت لها مدت يدها(لسحر) فاعطت (سحر) السجادة لأمها (سعاد)
شمت سعاد السجادة , وقالت:(وداد,, يا ريحة أمي وأبوي)
فتحت (رغد) احد المصحفين وقامت تتلو:(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
أحست سعاد براحة نفسية وقالت:أنا لازم أروح للصفاة بكرة,,
"أبي أشوفها"
بهتت (سحر) و(رغد) من طلب
والدتهما,,
فجثت (سحر) بين قدمي
والدتها, وقامت تقبل قدميها, وتقول:( تكفين يمه.. إلا إنك تروحي)
نهضت (رغد )وضمت والدتها والمصحف بيدها وقالت:'يمه أرحمي حالك'
صحتك ما تسمح لك"
سحب والدهم (مشاري) المصحف وراح يتلو بصوتا حزين أنصتن له وهو يتلو
وفجأة دخل أبناء (رغد) وابناء (سحر) وأخوتهم للغرفة
يتسابقون للسلام على (سعاد)
جميعهم يقبل راسها وهم بيبكون.,,
أبتسمت (سعاد) وقالت:(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
نهضت من سريرها وقالت:(وداد ماسوت شي غلط واللى صار صار) نظرت لزوجها
وابتسامته الحزينة وقبلت راس زوجها وقالت:"لوأنامكانها سويت مثل اللى سوته''
ضحكت(رغد) ضحكة هستيرية
ودموعها تنهمر وقالت:(تحبين أبوي.. يمه) فاجابتها والدتها:(الا أموت فيه),,
نظر لها زوجها وقال:(وأنا اموت في دباديبك يالدبه)
ضحك الاطفال من كلام
(مشاري) وبدوا ينظرون (لسعاد) ويقولون:دادا سعاد.. دبه سمينه.. دبه سمينه,,
نهرتهم(سحر)فاشارت (سعاد)
لها بأن دعيهم, وكانت دموعها تنساب على خديها, وضعت راسها على صدر زوجها (مشاري) وقالت:
(تبون تروحون للملاهي بكرة)
فاجابت, سحايب ابنة(سحر):(ايوه يا دبه سعاد),
وضعت الطفلة يدها على فمها وهي تبتسم بخجل, وقالت:( يؤ يؤ يؤ .. ايوه نبي نروح يا دادا سعاد)
ضحك الجميع من الغلطة التي
نطقت بها الطفلة,,,
وبعد برهة من الصمت,
قالت سعاد:بكرة أبي أروح أنا وحبيبي لشغل وأنتم تروحون مع رغد وسحر للملاهي وإلا وش رايكم تروحون للثمامة,.,.
فصاحوا الاطفال:لا نبي نروح للثمامة مكان ما كانت تروح وداد وفهودي زمان..
أطرقت (سعاد) بنظرها تتذكر تلك الايام الحلوةالتي قضوها بالثمامة مع (وداد) وزوجها...
.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.,,.
صعدت 'السجانة' للسيارة وسبقتها "وداد"وقد أستوت على المقعد وأنطلقت السيارة بإتجاه قصر الحكم حيث توجد (الصفاة)..
أخذت (وداد) تتمتم بلحن أغنية,
نظرت لها السجانة وقالت:(وداد, أنتِ تغنين)
نظرت لها (وداد) بعينين دامعتين
الا أنهما تشعان بريقاً ساحراً,
وتذكرت حبيبها وزوجها (فهد)
حين كان يطلب منها أن تغني
فيتمتم هو بلحن الاغنية وتردد هي كلمات الاغنية,,
نظرت بالإتجاه المعاكس للسجانة نظرت للمباني لأنوار الشارع للسكون المطبق على ليل الرياض,,
رجعت تتمتم بالاغنية, وبعد برهة,,
بدأت بموال حزين:(هذة الحياة أذاقتنا مرارتها)
أطفاء سائق السيارة صوت الراديو
وانصت لموالها الحزين:(هذي الدنيا أذاقتنا مرارتها'
وأبدت جروحن للناس نخفيها"
وبلحنً حزين وصوتٌ عذب
بدأت تغني:ذكرتني بحبك وأنا أقول
ناسيه
جرحت جرحك يوم قرب يطيبي…
تذكر حبيبا راح تذكر
لياليه
دار الزمان وكل شمسا
تغيبي…
ياللي تلوم القلب بفراق
غاليه
ليتك بدنيا الحب تأخذ
نصيبي…
وبدون مقدمات وبوسط الاغنية
بدأت بإسترجاع الموال لكن بصوتٌ
أكثر حزن:((هذي الدنيا أذاقتنا مرارتها))
كانت (وداد) تجلس بجوار السجانة وبجوار السجانة
تجلس سجينة أخرى بعد أن توقفت (وداد) عن الغناء,,
سألت السجينة السجانه عن قصة وداد صمتت السجانه ثم بدأت تروي قصة (وداد)
((وكانت وداد تنظر للمباني))
''وتضع وجهها على النافذة''
قالت السجانة:كانت تركب مع زوجها بالسيارة متجهين للمستشفى لان لها مراجعة بقسم الحوامل,
وفجاءة اصطدموا بسيارة, حادث بسيط, وتوقف زوجها, ونزل لمعاينه السيارة,
وكذلك فعل الرجل الذي اصطدموا به إلا أنه بدأ المشاجرة, حاول زوجها حل الموضوع إلا أن ذلك الرجل بدأ بالضرب والمشاجرة فبدأ زوجها بالدفاع عن نفسه.,,
ونزلت هي لتطلب من زوجها أن يكف عن الشجار. وحين رأت ذلك الرجل يوسع زوجها ضرباً, صرخت مرعوبة,,,
مرعوبة, فما كان منه إلا أن رجمها بحجر أصاب (بطنها) وكانت حاملا في شهرها الخامس من قوة الضربه سقطت تتالم, أستشاط زوجها
غضبا فبدأ في معاودة الشجار إلا أن الغلبة أصبحت لذلك الرجل,, حيث عاجلة بضربة على راسه بقطعة كبيرة من الحجارة وحينها سقط زوجها قتيلاً,,
ونهضت مذعورة, إلا أن ذلك سبب لها إجهاض
وبذلك توفي زوجها وأبنها في نفس اليوم واللحظة
سكتت السجانة وقالت:((تمطر))
نظرت السجينة وقالت:((يا الله زيد وبارك))
ثم التفت للسجانة متشوقة لنهاية القصة,,
لم تستطع السجانة إكمال القصة فلاذت بالصمت بقيت(وداد) على حالها تضع راسها على النافذة وتنظر من خلالها,
مدت اصابعها تتلمس النافذة وقطرات الندى العالقة عليها من الخارج,,
ثم نطقت:(ودك تعرفين وش صار..!)
عليم الله ما شين لقوا بي,,
ياكودالعشق والنية حلالي,,
##
صمتت , ثم فتحت النافذة
ومدت يدها للخارج أخذت شهقيا عميقا, وقالت:"بعد حبيبي,, ما نفعني لاأكل ولامويه,,ولاحتى هوا كنت أشوف اللي قتله بالمحكمة يضحك ويبتسم,,
(..ماكن قد صار شي..)
ولاذت بالصمت, وأدخلت يدها فكان عليها قطرات من الماء
ومسحت بيدها خدها فختلطت قطرات الماء بدموعها, وقالت:"وفي يوم خبيت المسدس تحت عباتي ورميته قدام القاضي..ومات,,"
تحركت السجينة من مقعدها
ولفت يديها خلف ظهر السجانة وضمتها وأجهشت بالبكاء, وهي تردد:ياليتني بينك وبين
المضرة'
من غزة الشوكة الى سكرة الموت"
أوليت شاورني القدر ولو
مرة'
ولبى مطالب رغبتي قبل ما افوت"
أغلقت (وداد) النافذة,
وقالت:(ولاتزر وازرة وزر أخرى) الاية..
سحبت السجينة يديها ومدتها ليد (وداد)
وأمسكت بها, وقالت:"عسى تلقين جنات وارفه "
"ظليلة مع حبيبا توديه ويودك"
بحزن عميق قالتوداد)
(قولي,, فهودي)
همست السجانة باكية:(عسى فهودي خليلك بجنات الخلد)
في الصباح كان الجو غائماً
والأرض مبلولة بالمطر
وشذى المطر يملى المكان,
كانت (سحر) و(رغد) وأخوهما الكبير وأبنائهم
للتو وصلوا (للثمامة)
حين توقفوا أنطلق الاطفال
يلعبون ويحفرون بالارض
أما الكبار فقد خيم عليهم حزنٌ عميق وخوفٌ رهيب
فأختهم سيكون قصاصها هذا اليوم الساعة الثامنة ووالدتهم ستحضر القصاص ويخافون عليها وعلى صحتها تركتهم (سحر) وذهبت تمشي لوحدها
صعدت (طعس) وجلست عليه,
أخذت غصن شجر وبدأت تحرك به التربة المبتلة,وتنظر لزوجي حمام على أحدالاشجار
يغرد كانت (وداد) كثيرا ما تجلس تحت تلك الشجرة وتغني, و راحت (سحر)تردد الاغنية:
ألا يا حمام الورق هيضتني بغناك..
تغني طرب والا تغني على شاني,,
ألا يا هنيك بالغنا ما حدن ينهاك..
تغني نهار العيد على الورق ووزاني,,
سمعت (رغد) أختها (سحر)
وهي تغني فذهبت إليها,
وحين وصلت قالت لها:وخيتي تعرفين الاغنية التي تغنيها (وداد) دايم,,,
اجابتها:(ليتك لعيني قريبة…)
فقالت (رغد):لا حبيبتي.. ذيك, اللى تقول: ( ذكرتني حبك)
تنحنحت (سحر) ومسحت دموعها وألقت بالغصن الذي بيدها وبدأت تغني وهي تنظر للساعة, كانت الساعة السابعة وخمسٌ وخسمون دقيقة,,
في تمام الساعة الثامنة بدأ (السياف) يحد نصل سيفه وكانت (وداد) تركع أمامه مغطاة الرأس وجسدها ملفوف بغطاء ناصع البياض,
كانت تتمتم باألحان وتجر الموال:(هذه الدنيا…)
توقف (السياف) يستمع لموالها, وينصت.
حين توقف
رأت ذلك والدتها (سعاد)
شع في قلبها أمل بان يعدل (السياف)
عن جز رقبتها
دارت الأمال في بالها
وتخيلت أن أبنتها
ستنهض بعد أن يعفى عنها
نظرت في عين ( السياف) فرأت نظرات غريبة
في عيناه, رأته مبهوت, ينظر في اللاشي وكان هو يستمع لصوت (وداد) وهي تجر الموال الحزين, تحركت المشاعر في قلب الأم نزلت من السيارة غيرمصغية لهتاف زوجها وبدأت تنشد قصيدتها,
بصوتٌ باكي حزين تتفطر له
القلوب ويلين له قاسي الصخور أنشدت:الدمع ما بلل كموم
ومناديل,
بلل قلوب الناس وادمى حشاها,,
وأصعب بكاء بكى القلوب المعاليل,
وش أنت يا ملح الحاجر وماها,,
الدمع دمع الافئدة و
الهماليل,
من سبلت كل المحاني
مداها,,
ضاقت وسيعات الصدور و المداهيل,
بالحزن والضيقات لا
واعناها,,
لقى عليها الهم باب و
مداخيل,
حتى تفرعن فالضلوع
ورقاها,,
وأخذ يرتلها على الضيق ترتيل,
حتى أستوت منبر شجون وتلاها,,
للحشرجة وسط الصدور المواويل,
وإلا الذيابه يوم تقنب
عواها,,
والموت هدام الملذات و
الحيل,
وخناق الأنفس لادنا وأعتراها من رضاها,,
أنتظر (السياف) حتى أنتهت (سعاد)
من أنشاد قصيدتها,
وحين نظر لاسفل قدميه حيث (وداد) تركع رأى جسدها يرتعش, كانت تبكي, وصوتها قد أختفى من شدة البكاء
شهقت شهقة عالية وسقطت على جنبها صرخت والدتها
( سعاد)وصاحت:بنيتي وداد يابعد أمي وأبوي
هزت (سعاد) السياج الذي يفصل بينهما أنزل (السياف) سيفه ثم أشار بيده للعسكري الذي بجواره أن أدخل الأم لأبنتها, دخلت (سعاد) لأبنتها
شدت على أبنتها حتى أستوت واقفة ومن شدة لهفتها ضمت أبنتها قبل أن ينزعوا الغطاء من على راسها لحق والدها (مشاري) بهم ودخل لداخل السياج كشف (السياف) عن وجه (وداد) وكانت مقيدة,
ضمتها والدتهالصدرها وراحت تلثمها بشفتيهاوتقبل وجنتيها
وعيونها وكل جزء بوجهها
تقبل يديها المكبلتين بالقيود
تسابق قبلها دموعها المالحة
أقترب منها والدها ( مشاري)
وكان يمسح دموعه بمؤخرة (شماغه) نظرت له (وداد)
وقالت:(ليتني مت يوم جبتيني يايمه)(ولا تسببت على ابوي وابكيته)
ضمها والدها لصدره وقال:"أنتي رفعتي راسي وأنا أبوك ,وخذتي بثأر زوجك"
مسح بيديه دموعها وقال:( يجيب الله الفرج يا بنيتي)
صاح صائح من بين الحضور,
(وين غرماهم,وينهم غرماهم)
تعلقت الأنظار في ذلك الرجل
الذي تتضح من وجهه علامات الهيبة والمسؤولية كان يلبس (بشت) أشار رجل بيده لأبو (قاتل فهد زوج وداد)
لأبو الرجل الذي قتلته (وداد)
نظر ذلك الرجل
لأبو القتيل, وقال:(اطلب من مليون لعشرة.. كم تبي وتعتق هالبنت)
هز (ابو القتيل) راسه ولم يجيب أتبع الرجل كلامه:تبي عشرين مليون… ثلاثين… أربعين… أطلب… اشر انت.. بس.. وأعتق "هالبنت الوفيه"
همس (أبو القتيل):أطلب رقبتها.. وغير رقبتها ما ابي,,
رد عليه الرجل, وقال:(عدل.. بدل.. أطلب وتمنى,, وأعتق هالبنيه)
نظر (أبو القتيل) (لوداد ) وقال:(.. أبيها زوجة لي.. وأعتقها إذا هي تبي تتزوجني..)
نظرت (وداد) والدموع تنهمر من عيني والدتها
(سعاد) ثم قالت:(انا وداد بنت أبوي..أموت ولا أتزوج أحد بعد فهودي )
نظرت لوالدها ثم لوالدتها
ثم أمسكت يدا والدتها, ونظرت (لأبو قتيلها)
وأنشدت:شمالية وعشاقي جنوبي,
جنوبي وأعشقه حد الهبالي,,
شمالية وعذالي وشوبي,
وأنااللي حاكين بي حكالي,,
عليم الله ما شين لقوا بي,
ياكود العشق والنية حلالي,,
وحطوا والله دوبهم ودوبي,
على عشقه أبو زيد الهلالي,,
وقالوالي الهوى ماهوب بثوبي,
وقلت أهواه لوهدمي سبالي,,
أناماهمني لو هم دروبي,
هلي والناس وعماني وخوالي,,
انا عن واقعي ناسن غدوبي,
خذا قلبي وعقلي مع خيالي,,
خذا كل الغلا ولد الجنوبي,
وفوق الراس من الغلا يا هملالي,,
وحين أكملت قصيدتها ركعت أمام (السياف) ووضع والدها الغطاء على راسهاوغطى وجهها ثم قبلها وسار مبتعدا
ثم قبلت والدتها راسها
وهمست:عسى يجمعك ربي مع فهودي'
همست (وداد)
(آمين)
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»...«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸ .•°®»
8
8
8
8
8
نسيت أقولكم
منقول
للأمانه
..