الفراشة

الفراشة
سادتي الغاوون والشعراء..
سأحدثكم عن فراشة ألفت مصباحاً
عاش يلهث بالضياء المبعثر حول حافة الورد..
مصباح كان ينبأ في حديث الوهلة العابرة عن اكتشاف "علائي"
لكنه للوهلة الرثة العابرة..
أفصح عن الهذيان المؤرق، ثم استظل بالغيب، وغاب..
في البدء، أوهمتُ فراشتي العاشقة أن الذراع وحدها العلامة
وأن الضياء لا يحرق الأجنحة ونبيذ الطواف..
ثمّة حجة بليغة تنبأ بغزارة البياض الذي يسهو عن الكلام فبات يلوك مفاصل الغفلة
لم أكن واضحاً في عادة الوجوه حين رحت أوهم الخصر بالأغنيات، أحاصر الماء وأصوب النعال نحو المرايا وأصيح، أيها الخطو المكتنز الأثر وغبار الوقت لك أن تبصر حقيقة خطوي الشاحب وبشاعة الحضور..
ذاك السفر في جسد المرايا كان وهماً وشططاً من العبارة الواهية..
وقتها كانت فراشتي مصابةً بأقصى الأحوال في السعي والرفرفات، لم تصغ لشكي وللفح الصلة بين اللمس وانبعاث الخيط القاتل من صلب الفيض والبشارة التي يتخفى حولها جرم مصباح..
أتصدقون سادتي الغاوون والشعراء؟!!
أني ما أطلقت فراشتي إلا في لحظة حلم تجاوزت بياض السقوط
كان الضياء يشهد عن إجاصة عارفة وعن سؤال ملايين الفراشات التي احترقت تحت هذب امرأة خبّأت تجاعيد الجمجمة..
هو الشجر البريّ لا يعرف أصل الجسد نقيض الدّود وجموح الضّحكة لملء جوع الكلام
والكحل المتوحش في غمرة "المرجاجو"
وحده الماء المعتّق في مركز الصدفة ينبأ بجذوع آدمية تتوق لفروع مشعثّة ورؤوس الفراشات السمفونية التكوين بلل جناحاتها سؤدد الكلام وعطر البلوط.
قالت: هذا الضياء لابد أن يرتوي فاحتملوا دهشتي في هيئة الجرس!
يجوز أن أُلون لكم الفكرة وأرشد الوقت خلجات البوصلة وشبق الغصن الملتف لغاية الأنوثة
لا تصدقوا فراشتي المفلتة لتوّ الهمس والكلام
إيه فراشة الحلم !
هذا الخفاش الفاضح النهار يفرز كذبة بيضاء فاحترسي لأهرّب آخر ماءات الشّعر وأبقي
"الشّنفرى" على مسير البيد.
ثمّة عطش ملغم بيض النّعام..
إيه فراشة البحر !!!
لافرق بين "أحدب نوتاردم" و"أحدب وهران"!
لا فرق بين " غادة " و"أحلام" و " ربيعة " " وفاطمة " و " لونجة"..
فالشّعر الأسطوري أحلّ فاكهة الزّقوم..
والعنب القديم..
هنّ الحاملات غيب الأمنية وعناقيد السّلالات..
والصّباح البضّ ورغبة الخروج عن انحناءات العشائر..
هنّ الشّبيهات برعشة المجيء وحزن الذّهاب..
كم يمكنني من امرأة كي ألخص فكرتي الخضراء..؟!
وكم يمكنني من زمن عتيق كي أسدل شعرهنّ " البابليّ" على جزائر تخشى فرحي " الجوكاندي"..
هذا البحر الأبيض الاحتمال خيّب فراشتي والفراشات المثال ..
المصابيح..المصابيح..!!!
والضّوء البائد لجفون الغيب والسّؤال..
سادتي الغاوون والشّعراء..
أحتمل وجيز العبارة، وأمقت الضّوء الكاذب على عدالة السّكوت..
لا تسألوا عن فراشتي الغائبة فقد تجاوزت وحل اللّقاء، و الأغصان المصيدة واللّون الزوال..
فراشتي انبثت مخالب وأنياب
رجاءاً لا تقتربوا كي لا تفتككم بنصّ متوحش آخر!
الآن ولهذا " الفقط" المغري أستحضر روحي
قد أصير فكرة وأصادف ذاتي بعيداً عن مواقع النّعوت..
ولك أيها المصباح الرديء الحرق..
أن تحيا في افتراضات المواسم أو أدنو من سقوط بديهي..
وتموت...!!!
خيرة الحاج بلقصير
وهران – الجزائر